تطرق أستاذ كرسي هنري كيسنجر المتميز في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز هال براندز إلى فرضية توقف الولايات المتحدة عن تقديم المزيد من المساعدات الكبيرة إلى أوكرانيا، سواء أكان ذلك بسبب انعدام الرغبة أو انعدام القدرة على مواصلة ذلك.

في أسوئها، سيؤدي إلى تآكل تدريجي يجبر كييف على السعي إلى السلام بشروط غير مواتية

وكتب في شبكة "بلومبرغ" أن هذه النتيجة قد لا تكون الأرجح، بالنظر إلى أنه لا يزال هناك دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدات في واشنطن.

لكنها تظل نتيجة معقولة، لأن الكونغرس لم يتمكن من إبقاء حكومة الولايات المتحدة مفتوحة إلا من خلال التخلي، في الوقت الحالي، عن الجهود الرامية إلى تجديد المساعدات المتضائلة بسرعة إلى كييف.
يرى الكاتب أن سياسات مساعدة أوكرانيا تزداد صعوبة، مع تراجع الدعم الجمهوري وإطاحة الانعزاليين المتشددين الجدد برئيس مجلس النواب واتخاذ المتنافسين الرئيسيين على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية مواقف مشككة في المساعدات أو أسوأ. لذلك، إذا وجدت إدارة الرئيس جو بايدن نفسها في وضع حرج خلال انتخابات السنة المقبلة، فماذا سيحدث بعد ذلك؟ صعوبة في الدفاع والهجوم

يشير الكاتب أولاً إلى أن التوازن في ساحة المعركة سيتغير بشكل كبير. إن أوكرانيا لن تستسلم ببساطة: فقد أصبح وجودها نفسه على المحك، وقد قاتلت قواتها بشكل أفضل من أن تتمكن جحافل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من هزيمتها. ولكن بالنظر إلى مدى اعتماد أوكرانيا على الأسلحة والذخائر التي يسلمها البنتاغون، سيصبح وضعها سيئاً مع ذلك. في هذا السيناريو، لا يمكن توقع هجوم كبير سنة 2024: سيتعين على أوكرانيا أن تمدد جنودها إلى أقصى الحدود لمجرد الاحتفاظ بما لديها. وسوف يصبح الدفاع أكثر صعوبة أيضاً.

 

Would Congress really cut off aid to Ukraine? Putin -- and Xi -- certainly hope so, writes @HalBrands https://t.co/OzvydZgACL via @opinion

— Bloomberg (@business) October 5, 2023


ستعاني أوكرانيا من نقص الدفاعات الجوية والصاروخية خلال فصل الشتاء المقبل مع تكثيف روسيا جهودها لتجميد سكان البلاد عبر تدمير البنية التحتية للطاقة. وفي حرب تشكل المدفعية العامل الأكثر أهمية، يمكن أن يكون للنقص في هذه القدرة تأثير حقيقي على الخطوط الأمامية، كما حدث عندما وجدت القوات الأوكرانية نفسها في وضع ناري غير موات أمام القوات الروسية خلال هجوم موسكو في شرق البلاد أواخر ربيع وأوائل صيف 2022.

زيلينسكي في موقف صعب

ستحاول دول غربية أخرى تعويض الانخفاض في المساعدات الأمريكية. قدمت كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بالفعل مساهمات حيوية. مع ذلك، حتى لو تمكنت هذه الدول من تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأموال، فإنها لا تملك ما يكفي من الإمدادات العسكرية التي تحتاجها كييف من الآن وحتى سنة 2025. في أفضل الأحوال، سيترك الانسحاب الأمريكي أوكرانيا في جمود وحشي على أراضيها. وفي أسوئها، سيؤدي إلى تآكل تدريجي يجبر كييف على السعي إلى السلام بشروط غير مواتية. وستكون العواقب النفسية والدبلوماسية مدمرة بنفس المقدار.

 

What Will Happen If the US Stops Funding Ukraine? Nothing Good https://t.co/S7vS0z6zjI

— Alberto Forchielli (@Forchielli) October 5, 2023


أضاف الكاتب أن الدول تشن الحرب وتصنع السلام على أساس توقعاتها للمستقبل. إذا استنتج بوتين أنه سيواجه دعماً أمريكياً أقل لكييف في المستقبل، فإن نظريته حول النصر والمستندة إلى أنه قادر على سحق أوكرانيا من خلال انتظار تعب داعميها الغربيين ستبدو نظرية مبررة. وسيكون لديه حافز أقل لتحقيق سلام منصف. من جانبها، سوف تواجه أوكرانيا أدلة لا لبس فيها على أن الوقت ليس في مصلحتها. سيكون الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمام خيار يزداد حدة حول ما إذا كان سيعقد اتفاقاً مع بوتين مخادع أو سيواصل القتال مع تحول ميزان الموارد لمصلحة روسيا.

بوتين وشي... ينتصران بطبيعة الحال، لم تكن الحرب في أوكرانيا تتعلق بأوكرانيا وحسب وفق الكاتب. منذ اليوم الأول، كان ذلك بمثابة اختبار للقوة بين أولئك الذين يدافعون وأولئك الذين يعتزمون تدمير النظام الدولي القائم. وبالتالي إن أي تراجع في الدعم الأمريكي سيفرض عواقب عالمية. يتعين على الدول التي تأمل أن تقاتل الولايات المتحدة للدفاع عنها ضد هجوم صيني أن تأخذ في الاعتبار واقع أن واشنطن لن تساعد حتى دولة أخرى في الدفاع عن نفسها ضد روسيا الأضعف بكثير.
سوف يبدو أن الفرضية التي تحفز بكين وموسكو، وهي أن الديمقراطيات منحلة ومختلة وظيفياً ويمكن تشتيت انتباهها بسهولة، قد تم تأكيدها. ويتوقع براندز أن يستغل بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ هذه الحقيقة في دبلوماسيتهما تجاه المترددين وحلفاء الولايات المتحدة: سوف يشجعكم الأمريكيون على القتال حتى آخر أوكراني أو أفغاني، وسيتركونكم معلقين في النهاية. "سخافة" الواقعيين قد يزعم من نصبوا أنفسهم "واقعيين" في الغرب أن انهيار الدعم الأمريكي لأوكرانيا يشكل نعمة، لأنه يسمح لواشنطن بالتركيز بشكل مفرط على التهديد الذي تواجهه تايوان. يترك الكاتب جانباً للحظة ما يسميه سخافة استراتيجية متمثلة في المجادلة بأن أفضل وسيلة لردع هجوم قوى عظمى في منطقة المحيط الهادئ تتلخص بتمكينه في أوروبا. سياسياً، من الصعب للغاية تصور سيناريو حيث تعجز الولايات المتحدة عن حشد الالتزام بمساعدة أوكرانيا على النجاة من حرب حقيقية، ثم تتحول بطريقة ما إلى تسريع الاستعداد لحرب افتراضية.
يدرك بايدن وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل هذا الأمر، ولهذا السبب سيبذلان دفعة أخرى للمساعدة في الأسابيع المقبلة. حتى أن الجمهوريين المؤيدين لأوكرانيا في مجلس الشيوخ والذين يدركون أن الأصوات الصعبة لن تصبح أسهل السنة المقبلة باتوا يتحدثون عن السعي للحصول على مخصصات ضخمة تهدف إلى خدمة كييف حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
إن احتمالات نجاحهما في بيئة سياسية متدهورة، غير مؤكدة. لكن من السهل للغاية التنبؤ بعواقب الفشل في أوكرانيا ومختلف أنحاء العالم وفق براندز.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تحذر من اغتيال الرئيس الشرع

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، من أن الزعيم السوري أحمد الشرع، قد يكون عرضة لمحاولات اغتيال من قبل متشددين معارضين، في ظل جهوده لبناء حكم شامل والتقارب مع الغرب. وأضاف باراك، في مقابلة مع المونيتور، أن بلاده تعتزم تنسيق "نظام حماية" حول الشرع، مع قدر أكبر من تبادل المعلومات الاستخباراتية بدلاً من تدخلات عسكرية مباشرة.

وكشف باراك أن الضباط والكتائب المنشقين من فصيل الشرع، ومن بينهم مقاتلون أجانب سابقون، ما زالوا هدفًا لجماعات مثل تنظيم الدولة "داعش"، التي تسعى لتجنيدهم واستهداف قيادات جديدة. ورأى أن تأخير إدخال المساعدات الاقتصادية إلى سوريا سيمنح فرصًا للفصائل المتطرفة لمضاعفة جهوزيتها لتعطيل أي تقدم سياسي أو اقتصادي.

و وصف باراك الشرع بأنه "ذكي وواثق ومركّز" خلال لقائهما في العاصمة دمشق مرتين، مكرسًا ثقته ببرنامجه الإصلاحي ، والمتسم بنوع من "الإسلام الناعم" وبحوار مع الأقليات المسيحية والدرزية والسُنية. 

وأكد المبعوث الأميركي أن واشنطن لا تفرض شروطًا على تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أننا نقف عند "توقعات" تستند على الإنجازات التي طرحها الرئيس ترامب في لقائه مع الشرع في الرياض منتصف مايو الماضي. وأضاف أن التعاطي الأميركي يتضمن متابعة شفّافة لأداء الشرع في قمع المسلحين الفلسطينيين ومكافحة داعش، إضافة إلى محاولة الانضمام إلى اتفاقيات السلام الإقليمي التي أبرزها "اتفاقات إبراهيم".

وعززت واشنطن موقفها الجديد بإصدار وزارة الخزانة رخصة عامة في 23 مايو، تسمح للمواطنين والشركات الأميركية بالتعامل مع مؤسسات سوريا، بما فيها المصرف المركزي، فيما أعفت وزارة الخارجية العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر لمدة ستة أشهر، تمهيدًا لإلغائه نهائيًا من قبل الكونغرس.

في مقابل ذلك، ينتظر أن يوقع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً ينهي مجموعة عقوبات قديمة فرضت منذ عام 1979، ليكشف عن توجه أميركي نحو إعادة إدماج سوريا في النظام الدولي، رغم التحديات الأمنية المتبقية.

وأشار باراك إلى أن الشرع يواجه ملفات أخطر، مثل دمج القوات الكردية والنشطاء الإسلاميين، وإدارة معتقلات تضم آلاف مسلحي وعوائل داعش، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على "تفاهم صامت" مع إسرائيل لاحتواء تصعيد مستقبلي، في ظل وجود قوات إسرائيلية على مرتفعات الجولان.

ووفقًا للمبعوث الأمريكي، يجب إدراك أن تركيا ودول الخليج والمجتمع السوري المستعد لإعادة إعمار البلاد، بحاجة لنظام سليم مستقر. وقال: "نحن لا نصنع دولة.. نحن نزيل العوائق أمام تدفق الأفكار الجيدة والمتخصصين الماهرين لمساعدة سوريا". وأضاف: "ذرة أمل واحدة الآن أفضل من ركام الواقع السيئ".

مقالات مشابهة

  • السفير الإسرائيلي في كييف يكشف عن إرسال منظومات باتريوت قديمة إلى أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تحذر من اغتيال الرئيس الشرع
  • رئيس أوكرانيا يطالب الغرب بردّ ملموس على روسيا بعد الهجوم العنيف على كييف
  • إيران تعلن مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط
  • تعليق صوتي من حميدان التركي بعد قرار الإفراج عنه في الولايات المتحدة
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • محادثات تجارية في لندن بين الولايات المتحدة والصين
  • الذهب ينخفض ​​مع مع تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين
  • قرار منع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة يدخل حيز التنفيذ
  • الولايات المتحدة تنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس