باحث اقتصادي: يحق لمصر مقاضاة إسرائيل بعد استنزافها موارد سيناء قبل الحرب
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث في شئون الاقتصاد إنه بعد نصف قرن من حرب أكتوبر يمكن القول إنه لولا حرب أكتوبر لكان هناك تأثير سلبي كبير على شكل الحياة الاقتصادية في مصر حاليًا.
وأضاف "يمكن القول إن هناك عناصر متعددة تؤكد ذلك وأهمها، تعطل إيرادات قناة السويس والتي كانت لم تدخل الموازنة العامة للدولة 8 سنوات بعد حرب يونيو 1967 مع إسرائيل منذ 5 يونيو 1967 وحتى 4 يونيو 1975 حيث تمثل إيرادات قناة السويس أهمية كبيرة للموازنة العامة في مصر في خلال آخر عشر سنوات بلغت إيرادات قناة السويس نحو 60 مليار دولار تقريبًا.
ولفت إلى أن في حرب أكتوبر كانت ستختفي إيرادات السياحة في سواحل سيناء والبحر الأحمر والتي تشكل جزء كبير من مجمل إيرادات السياحة في مصر والتي تبلغ 13 مليار دولار تقريبًا فضلا عن فقدان 5% من مساحة مصر بشكل كامل بالإضافة إلى تهديدات مستمرة لمدن القناة والبحر الأحمر وحتى وجود تهديدات محتملة للقاهرة والصعيد كل ذلك كان عاملا مؤثرا على شكل الاقتصاد المصري.
وأشار إلى أن حرب أكتوبر سبب رئيسي في ظهور المدن الجديدة في امتداد القاهرة في طريق السويس والإسماعيلية والتي أطلق على معظمها أسماء مستوحاة من حرب أكتوبر فقد ظهرت بعد الحرب كمدينة العاشر من رمضان والتي تشكل جزء كبير ومهم في الصناعة الوطنية المصرية حيث يوجد حوالي 3000 مصنع تقريبًا في المدينة تساهم في توفير أكثر من نصف مليون فرصة عمل والعبور والشروق وبدر وغيرها من المدن التي شكلت امتدادا عمرانيا مهمًا.
كما استعادت مصر جميع حقول البترول في سيناء و قد عمدت اسرائيل استغلال حقول البترول أسوأ استغلال طول فترة الاحتلال وتم تدمير حقول بشكل غير علمي فهناك «سدر» و«عسل» و«مطارمة» وتقع في خليج السويس كان هناك محاولات مصرية في آخر عشر سنوات لإعادة استغلال هذه الحقول والتي أصبحت تنتج عشرات البراميل بعد كانت تنتج ما يزيد عن 80 ألف برميل في الستينيات، هذا إضافة الى الاستيلاء على معدات منجم المغارة لإنتاج الفحم.
إضافة الى التنقيب عن الآثار وسرقة منطقة سرابيط الخادم الأثرية بجنوب سيناء بل وهناك تقارير تشير الى اشراف موشي ديان بنفسه على سرقة الآثار المصرية في سيناء، هذا بخلاف نقطة مهمة للغاية فاستمرار التوتر العسكري والذي كان يمكن أن يمتد إلى عشرات السنوات له تأثير على القوة البشرية والتي كانت ستوجه للمعركة مع اختفاء فرص الاستثمار.
ولذلك يمكن اللجوء إلى التحكيم أو التفاوض حيث يحق لمصر طلب تعويضات مادية لما حدث من استنزاف للموارد الاقتصادية خلال الفترة بين عام 1967 الى عام 1973.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواجه عزلة دولية وضغوطا محلية متزايدة من أجل السلام
اتفقت صحيفتا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال على أن حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة، وقيودها الصارمة على المساعدات الإنسانية، آلتا إلى إدانة دولية غير مسبوقة، وتحول كبير في الرأي العام المحلي ضد الحرب، وشعور متزايد بالعزلة على الساحة العالمية بين الإسرائيليين.
وقالت واشنطن بوست -في عمود إيشان ثارور- إن صبر بعض حلفاء إسرائيل الغربيين بدأ ينفد بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب الوحشية، وإن الهجوم المتجدد الأخير على قطاع غزة أثار غضبا واشمئزازا واسع النطاق، مما لفت أنظار الحكومات وانتقاد المنظمات الإنسانية إلى الظروف البائسة في القطاع المحاصر، حيث "يواجه أكثر من مليوني شخص خطر المجاعة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جراح بريطاني متطوع: لا سابق ولا مثيل للمعاناة في غزةlist 2 of 2صحف عالمية: الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى أفعال لا أقوالend of listوردا على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي بدء مراجعة رسمية لاتفاقيته التجارية مع إسرائيل، وهي خطوة أيدتها "أغلبية ساحقة" من وزراء خارجية الكتلة المكونة من 27 دولة، كما علقت بريطانيا محادثات التجارة الحرة الجارية مع إسرائيل وفرضت عقوبات على عدد من الشخصيات المرتبطة باليمين الإسرائيلي المتطرف المؤيد للمستوطنين.
وفي السياق نفسه، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بيانا مشتركا قالوا فيه إن "مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق"، وهددوا إسرائيل بإجراءات عقابية إذا لم تتراجع عن حملتها في غزة.
إعلانوقال البيان "لن نقف مكتوفي الأيدي، بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل الهجوم العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردا على ذلك".
مساعدات ضئيلةوفي مواجهة الضغوط، أشارت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنها ستسمح بدخول مساعدات "ضئيلة" إلى غزة، على الرغم من أن مسؤولي الأمم المتحدة أكدوا يوم الثلاثاء أن الحاجة الملحة أكبر بكثير مما يبدو أن إسرائيل مستعدة للسماح به، خاصة أن نتنياهو ربط هذا السماح، استرضاء لحلفائه في أقصى اليمين المتطرف، بضرورات الهجوم على غزة.
وقد صرح منتقدون من داخل إسرائيل، مثل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، بأن ما تفعله إسرائيل حاليا في غزة "يشبه إلى حد كبير جريمة حرب"، وحذر يائير غولان، زعيم الحزب الديمقراطي ذي الميول اليسارية، من أن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب أفريقيا القديمة، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة"، مضيفا أن "الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال المدنيين، ولا تستغل قتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من تهجير السكان هدفا لها".
ورغم كل ذلك يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن هذه المواقف تصب في مصلحة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إن "تجاهل الحقائق وانتقاد إسرائيل لا يؤدي إلا إلى تقوية موقف حماس وتشجيعها على التمسك بموقفها".
وأشارت واشنطن بوست إلى ورود تقارير تشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف المقرب لنتنياهو، يشعر هو الآخر بالإحباط من وتيرة الحرب، وقد كتب المعلق ناداف إيال في صحيفة يديعوت أحرونوت أنه "من المحزن والمؤلم أن هذه الحكومة قد دفعتنا إلى هذا المأزق".
إعلانوقال النائب الديمقراطي جيسون كرو إن الولايات المتحدة "فقدت الكثير من قدرتها" على الحديث عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان بسبب تناقضها في تطبيق هذه المبادئ على الجميع، وخاصة إسرائيل، وأوضح "لقد قوض هذا الأمر شرعيتنا ومكانتنا حتى يومنا هذا".
ونبه المقال في الختام إلى أن التعليقات في الصحيفة عبرت عن انتقادات لاذعة لأفعال إسرائيل في غزة، حيث وصفها كثيرون بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وأجمعت أن إسرائيل أصبحت منبوذة عالميا، مع مقارنات بالفظائع التاريخية ودعوات للمساءلة.
حان الوقت لوقف الحرب
ومن جانبها، ركزت وول ستريت جورنال على الحراك الداخلي الإسرائيلي، وقالت إن استطلاعات الرأي تظهر الآن أن حوالي 70% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح المحتجزين الباقين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي قادته حماس وحد الإسرائيليين على مساندة الحرب، ولكن غياب أهداف واضحة للحرب، مع انعدام ثقة متزايد في تعامل نتنياهو مع الحرب، جعل الكثيرين يقولون إن الوقت قد حان لوقف الحرب.
ويعود هذا التحول -حسب مقال آنات بيليد بالصحيفة- إلى الجولات المتكررة لجنود الاحتياط الإسرائيليين التي أنهكتهم وأتعبت عائلاتهم، وزادت من صعوبة التجنيد، وجعلت آلاف جنود الاحتياط والمحاربين القدامى يوقعون رسائل تحث على إنهاء القتال من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
وبينما كان ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين (أكثر من 53 ألفا) هو الدافع الرئيسي للمعارضة الدولية، فإن معارضة إنسانية للحرب تتزايد بين يسار الوسط في إسرائيل، حيث لاحظ ناشطون تغيرا في رد فعل الجمهور تجاه صور الأطفال الفلسطينيين القتلى.
ودعا هن مازيغ، وهو مناصر لإسرائيل على الإنترنت كان يدافع عن الحملة العسكرية، إلى إنهاء الحرب هذا الأسبوع، وقال إن ترامب محق في الضغط على إسرائيل لوقف القتال مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وأضاف "أعتقد أننا فهمنا في الأشهر القليلة الأولى ضرورة هذه الحرب ومبرراتها، لكن في العام الماضي كان الدفاع عن إسرائيل وعن تصرفات الحكومة أمرا صعبا للغاية".
إعلان