التصميم الجديد لصناديق الحقائب على متن الطائرة سيغيّر المعادلة.. كيف؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عصر الطيران الداخلي غير الذهبي اليوم، يعد تسليم حقائب السفر مجانًا، رفاهية متاحة لعدد قليل من الأشخاص. ومن يقومون بتسليم حقائبهم غالبًا ما يجدون أنفسهم مرهقين طوال الرحلة، وقلقون لجهة إذا كانت أمتعتهم ستصل معهم إلى الوجهة التي يقصدونها.
نتيجة ذلك، وأكثر من أي وقت مضى، يختار عدد أكبر من المسافرين وضع أمتعتهم في حقائب محمولة على الطائرة، كثير منها ضخمة الحجم وذات عجلات.
لكن ماذا تقدم شركة صناعة الطائرات الفرنسية إيرباص وشركتها الجديدة "Airspace L Bins" حلًّا لهذه المعضلة؟
كشفت الشركة للمرة الأولى عن هذه المقصورات العلوية المصمّمة خصيصًا لهذا الهدف، في شهر مايو/ أيار، ما يوفّر مساحة أكبر للأمتعة في المقصورة بنسبة 60٪ مقارنة بالأنظمة التقليدية. كيف؟ ببساطة من خلال السماح للمسافرين بتحميل حقائبهم المحمولة عموديًا عوض الاضطرار إلى وضعها بشكل مسطح.
وصُمّمت الصناديق التي تستوعب حقائب يبلغ حجمها 61 سنتمترًا (ارتفاع) × 38 سنتمترًا (عرض) × 25 سنتمترًا (عمق)، كي تكون قابلة للتحديث والتعديل خلال ثلاثة إلى خمسة أيام.
وتقول إيرباص إن هذا التعديل، المصنوع من منتجات مركبة خفيفة الوزن للغاية، يعيد استخدام أجزاء كثيرة من الصندوق الأصلي ضمنًا الجدار الجانبي والسقف والإضاءة للحد من إنتاج النفايات.
ويرجّح أن يوافق مضيفوا الطيران على المقصورات الجديدة أيضًا، لا سيما أنهم سيستكملون إجراءات الصعود إلى الطائرة مع سماع عدد أقل بكثير من الشكاوى من المسافرين حول عدم وجود مكان لديهم لوضع حقائبهم.
وقد قامت إحدى شركات الطيران بتسجيل طلب تعديل صناديقها. واعتبارًا من مطلع عام 2025، تخطّط شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا للبدء بتحديث 38 طائرة من طراز A320 باستخدام Airspace L Bins الجديدة التي تنتجها شركة Elbe Flugzeugwerke GmbH (EFW) التي تأخذ من ألمانيا مقرًا لها، وهي شركة تابعة لشركة ST Engineering وAirbus.
وأفاد شربل يوزكاتلي، رئيس الخدمات التجارية لدى إيرباص في أوروبا، ببيان: "نعلم، من خلال التحدث مع عملاء شركات الطيران، أنّ الصناديق الكبيرة هي حاجة واضحة لتعزيز تجربة الركاب".
عالم الأمتعة المعقّدلطالما شكّلت الأمتعة قضية مثيرة للجدل ومعقدة في عالم الطيران، سواء كانت الصناديق أكبر أم لا، ولا يبدو أن هذا الأمر سيتغير.
فلا يحضر الجميع حقائب صغيرة محمولة على الطائرة بهدف تفادي رسوم الأمتعة المسجلة الإضافية فقط، إذ تفرض العديد من شركات الطيران رسومًا إضافية إذا كنت تريد أخذ حقيبة سفر على متن الطائرة أيضًا. كما ذكرنا سابقًا، يحب بعض المسافرين الراحة التي توفرها لعدم اضطرارهم إلى انتظار حقيبتهم عند العربة لدى الوصول.
وربما الأمر يشكل قضية سياسية أيضًا. ففي هذا الأسبوع فقط، أفادت التقارير أن المشرّعين في الاتحاد الأوروبي صوتوا لصالح قرار يدعو شركات الطيران إلى التوقف عن فرض رسوم على الركاب مقابل الأمتعة المحمولة ذات الحجم "المعقول".
لكن ما هو أكيد أنّ رسوم الأمتعة تشكل مصدر دخل ضخم لشركات الطيران. فبحسب مكتب إحصاءات النقل، حققت شركات الطيران الأمريكية أكثر من 6.7 مليار دولار من إيرادات رسوم الأمتعة، عام 2022.
وتبرّر بعض شركات الطيران هذه الرسوم بالإشارة إلى الأثر البيئي، فالطائرات الأخف وزنا أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، لذا فإن ردع الناس من جلب الكثير من الوزن الإضافي معهم أمر جيد.
ويقول مؤيدو "تفكيك" الأسعار إن الأمر برمّته ينجح، فمن يريدون الدفع مقابل أمور إضافية مثل الحقائب المسجلة يمكنهم ذلك، ويمكن لركاب آخرين الإفادة من أسعار أرخص.
لكن في نهاية المطاف، وبغض النظر عن تفضيلات المسافر، يتفق معظمهم على أنه إذا كانت الصناديق المصممة بشكل أفضل يمكنها تسريع الوقت الذي نقضيه في الصعود إلى الطائرة والنزول منها، فإننا جميعًا نؤيدها.
رحلاتصناعةطائراتنشر السبت، 07 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: رحلات صناعة طائرات شرکات الطیران رسوم ا
إقرأ أيضاً:
بعد جدل حول هدية ب400 مليون دولار.. البنتاغون يقبل الطائرة التي أهدتها قطر لترامب
تُقدّر قيمة الطائرة التي عرضتها قطر على ترامب بحوالي 400 مليون دولار (352 مليون يورو)، وقد وصفها ترامب بأنها "بادرة عظيمة". اعلان
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع، بيتر هيغسيث، وافق على قبول طائرة من طراز بوينغ 747، قدمتها قطر كهدية للرئيس دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن الوزارة "ستعمل على ضمان اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة" لتجهيز الطائرة بحيث تكون آمنة للاستخدام الرئاسي، مؤكدًا أن عملية القبول تمت "وفقًا لجميع القواعد واللوائح الفيدرالية".
عندما طُرح السؤال على ترامب خلال وجوده في المكتب البيضاوي، اكتفى بالقول: "إنهم يعطون القوات الجوية الأمريكية طائرة"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب قد واجه تساؤلات منذ ظهور الخبر لأول مرة قبل أسبوع، مع تصاعد الجدل حول ما إذا كان قبول هذه الهدية الثمينة من حكومة أجنبية يتعارض مع القوانين الأميركية.
وفي منشور على منصته "Truth Social"، دافع الرئيس الجمهوري عن قرار قبول الطائرة، وكتب: "فكرة أن وزارة الدفاع تحصل على هدية، مجاناً، لطائرة 747 لتحل محل طائرة الرئاسة الأميركية التي يبلغ عمرها 40 عاماً، في صفقة علنية وشفافة للغاية، تزعج الديمقراطيين الفاسدين لدرجة أنهم يصرون على أن ندفع أعلى سعر للطائرة".
وبحسب شبكة ABC News، فإن ترامب سيستخدم الطائرة كوسيلة تنقل رئاسية خاصة به حتى مغادرته منصبه في يناير 2029، لتُحوّل بعدها إلى ملكية المؤسسة التي ستشرف على مكتبة ترامب الرئاسية، التي لم تُبْنَ بعد.
وأفادت الشبكة أيضًا أن مسؤولين في الإدارة أعدوا تحليلاً قانونيًا يؤكد أن قبول الطائرة لا يخالف القوانين الأميركية.
مع ذلك، أثار قبول الهدية انتقادات قانونية وسياسية واسعة، إذ ينص بند المكافآت في الدستور الأميركي على أن أي مسؤول في الحكومة الفيدرالية لا يجوز له قبول "هدية أو مكافأة أو منصب أو لقب من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية" دون موافقة الكونغرس.
قلق من النفوذ الأجنبي والمخاطر الأمنيةسخر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من شعار ترامب "أمريكا أولاً"، قائلاً: "لا شيء يقول ’أمريكا أولاً‘ مثل طائرة الرئاسة التي قدمتها لكم قطر".
وأضاف: "إنها ليست مجرد رشوة، بل نفوذ أجنبي ممتاز مع مساحة إضافية للأرجل" في إشارة إلى كبر حجم الطائرة.
وأعرب مشرّعون آخرون عن استيائهم من الخطوة، محذرين من أن استخدام رئيس أميركي لطائرة مقدّمة من دولة أجنبية يمكن أن يشكل خطرًا أمنيًا. فالطائرات المستخدمة حاليًا كـ"إير فورس وان" معدّلة بشكل معقّد لتأمين الرئيس في حالات الطوارئ المختلفة، وتحتوي على دروع إشعاعية، وتقنيات دفاعية ضد الصواريخ، وأنظمة اتصالات عسكرية متطورة تتيح للرئيس التواصل مع البنتاغون وإصدار أوامر في أي وقت ومن أي مكان في العالم.
وقال جوردان ليبويتز، مدير الاتصالات في منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" (CREW): "هذه الهدية غير مسبوقة. إجمالي قيمة الهدايا المقدمة لرئيس خلال فترة ولايته لا تقترب إطلاقًا من هذا المستوى".
وتقدّر قيمة طائرة بوينغ 747 الجديدة بنحو 367 مليون دولار، قبل التعديلات الداخلية، بينما قد تصل أسعار الطائرات المعدة لكبار الشخصيات إلى أكثر من 600 مليون دولار. وتُقدَّر قيمة الطائرة المقدمة من قطر بـ 400 مليون دولار، بحسب التقييمات الأولية، وهو ما وصفه ترامب بأنه "لفتة عظيمة".
تأتي هذه الهدية في وقت تواجه فيه العلاقات بين واشنطن والدوحة مزيجًا من التعاون والتحفظ. فرغم أن قطر تستضيف قاعدة العديد، إحدى أكبر القواعد الأميركية في المنطقة، فإن قضايا النفوذ الأجنبي، والهدايا السياسية، تثير حساسية كبيرة في المشهد السياسي الأميركي.
وتعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الثاني لقطر بعد الصين.
Relatedبسبب "هدية الطائرة" القطرية.. ترامب يهاجم شومر ويصفه بـ"الفلسطيني"بدفع من ترامب.. بوينغ تعقد صفقة تاريخية مع الخطوط الجوية القطرية بقيمة 96 مليار دولارحتى الآن، لم يصدر أي قرار من الكونغرس بشأن الهدية القطرية. ومع تزايد الضغوط من المشرعين والمراقبين القانونيين، يبقى مصير هذه الطائرة، وما إذا كان ترامب سيواصل استخدامها كرئيس، محل جدل واسع في الأوساط القانونية والسياسية الأميركية.