لبنان ٢٤:
2025-05-28@18:49:16 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

منذ أن بدا العمل الجهادي في فلسطين ضد العدو الإسرائيلي لم يسبق أن شهد هذا العمل تطورًا بحجم عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت فيها كتائب "القسام" أكثر من مستوطنة إسرائيلية، في عملية لا يمكن وصفها إلاّ بأنها نوعية وجريئة، ولكنها تنذر في الوقت نفسه بتطورات كبيرة لن تقتصر مفاعيلها على الداخل الفلسطيني المحتل، حيث من المتوقع، بحسب خبراء استراتيجيين، بأن يحرق جيش العدو قطاع غزة.

وهذا ما تعرفه حركة "حماس" وما كانت تتوقعه قبل تنفيذ عملية "الطوفان"، وهي على ما يبدو مستعدة لكل الاحتمالات. فالعودة إلى الوراء ليست واردة لا في الحسابات الفلسطينية ولا في الحسابات الإسرائيلية.    فما بعد عملية "طوفان الأقصى" لن يكون كما قبلها. فالحرب الشاملة قد بدأت ومن دون هوادة. ومع هذا التطورات المتسارعة، والتي سترتفع وتيرتها بعد أن يكون الإسرائيليون قد استفاقوا من هول الصدمة، لن يكون هناك مجال لأي تراجع. وهذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة لن تنجح معها الدعوات لتهدئة الوضع ولضبط النفس.     فما حصل يعتبره الفلسطينيون انتصارًا ما بعده انتصار، فيما يصفه الإسرائيليون بأنه بداية لحرب شاملة. والحرب الشاملة بالمفهوم العسكري الإسرائيلي لن تقتصر مفاعليه على قطاع غزة، بل يشمل سوريا وما فيها من مواقع إيرانية استراتيجية، الأمر الذي سيحرّك أكثر من جبهة في وقت واحد، من دون أن يعني ذلك أن جبهة الجنوب ستشهد أي تطور دراماتيكي إلاّ إذا قرّر "حزب الله" فتح هذه الجبهة لمساندة معركة "حماس الداخلية" انطلاقًا من مبدأ "توحيد الساحات"، لكن لا قرار حتى الآن من قبل القيادة الحزبية بفتح هذه الجبهة، لأن لدى الحزب حسابات دقيقة ومفصلية، وهو لن ينجرّ، على ما يبدو، إلى أي حرب أو معركة إذا لم تكن مضمونة النتائج سلفًا، وهو يعرف تمام المعرفة أن الردّ الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًّا. وهذا ما بدا واضحًا من خلال التصريحات التي أعقبت العملية.    وعندما يقول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بأن "طوفان الأقصى" بدأ من غزة وسوف يمتد إلى الضفة الغربية والخارج، فهو يقصد بالخارج بطبيعة الحال لبنان، ولكن هذا "الخارج" وعلى رغم تضامنه الكامل مع هذه العملية البطولية في الداخل الفلسطيني، لن ينجرّ إلى حرب واسعة وشاملة إلاّ إذا كانت هذه العملية منسّق توقيتها وحجمها مع القيادات العسكرية في إيران والضاحية الجنوبية.    وفي الحالتين فإن ما سيقدم عليه "حزب الله" سُيحسب له وعليه. فإذا تضامن مع أهل غزة من خلال الجبهة الجنوبية فإنه يكون كمن يعطي العدو ذريعة لشن حرب واسعة ضد لبنان كله، وليس في الجنوب فقط. وهذا ما كان يرّوج له الجنرالات الإسرائيليون.    أمّا إذا لم يمدّ الحزب الداخل الفلسطيني بما يتناسب مع حجم هذه العملية وتطوراتها، وإذا تهيّب الموقف وضرب الأخماس اللبنانية بأسداسها، ولم يقدم على أي عمل في العمق الجنوبي فإنه يكون كمن يغامر بما رسّخه في الوجدان الفلسطيني على مدى سنوات، ويكون كمن يهزّ صدقيته أمام العنفوان الفلسطيني.    من هنا فإن أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" ستكون مدروسة ليس مئة في المئة بل مليون في المئة، لأن أي هفوة في هذا الظرف المصيري قد تكون نتائجها كارثية. لذلك فهو لن يقدم على أي عمل غير مدروس، وقبل أن يجري سلسلة من الاتصالات الخارجية والداخلية. وإذا أراد أن تكون له مشاركة معينة فهي سيكون على الأرجح مساندةً لأي عمل من الداخل الفلسطيني تمامًا كما كانت له مساهمات في العمق السوري.    صحيح أن "حزب الله" سجّل في حرب تموز انتصارًا على إسرائيل، وإن معنويًا، كما يقول البعض. لكن هذه الحرب كلّفت لبنان كثيرًا من عافيته واقتصاده وبناه التحتية. وهذا ما يحسب له الحزب حسابًا في معادلة الربح والخسارة.    ويسأل السائلون: هل بدأ فعلًا مخطط التقزيم والتصفية كخطوة تمهيدية لمشروع أوسع وأشمل؟         المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الداخل الفلسطینی حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.

جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.

حجاج بيت الله الحرام: إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: “فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.

إخواني حجاج بيت الله الحرام: إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: “خذوا عني مناسككم”.

أخي الحاج المبارك: اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.

وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “افعل ولا حرج”، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.

اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تُدشن مبادرة “طريق مكة” في المالديف

إخواني الحجاج: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: “خذوا عني مناسككم”، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.

أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.

إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.

وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • موقوف فرّ من المستشفى... والأمن يُلقي القبض عليه خلال ساعات (صورة)
  • مدبولي: نتخذ إجراءت احترافية في برنامج الطروحات.. وهذا موقف بنك القاهرة
  • رئيس الوزراء يطمئن المواطنين: أزمة البنزين لن تتكرر.. وهذا هو موقف الحكومة من قانون الإيجار القديم.. أهم تصريحات
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح المفهوم الشامل لتعظيم شعائر الله
  • حزب الله يستبق الحوار باعلان شروطه وعون متفائل بموضوع السلاح الفلسطيني
  • ملفّ السلاح الفلسطيني: مبالغة في بيانات المسؤولين واجراءات شكلية الشهر المقبل
  • دعاء الصباح لمن عليه امتحان.. بـ10 صيغ تحل أصعب الأسئلة بسهولة
  • أحكام الحج للمرأة.. ما موقف الشرع من الحائض والنفساء؟