لبنان ٢٤:
2025-07-31@03:43:33 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

منذ أن بدا العمل الجهادي في فلسطين ضد العدو الإسرائيلي لم يسبق أن شهد هذا العمل تطورًا بحجم عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت فيها كتائب "القسام" أكثر من مستوطنة إسرائيلية، في عملية لا يمكن وصفها إلاّ بأنها نوعية وجريئة، ولكنها تنذر في الوقت نفسه بتطورات كبيرة لن تقتصر مفاعيلها على الداخل الفلسطيني المحتل، حيث من المتوقع، بحسب خبراء استراتيجيين، بأن يحرق جيش العدو قطاع غزة.

وهذا ما تعرفه حركة "حماس" وما كانت تتوقعه قبل تنفيذ عملية "الطوفان"، وهي على ما يبدو مستعدة لكل الاحتمالات. فالعودة إلى الوراء ليست واردة لا في الحسابات الفلسطينية ولا في الحسابات الإسرائيلية.    فما بعد عملية "طوفان الأقصى" لن يكون كما قبلها. فالحرب الشاملة قد بدأت ومن دون هوادة. ومع هذا التطورات المتسارعة، والتي سترتفع وتيرتها بعد أن يكون الإسرائيليون قد استفاقوا من هول الصدمة، لن يكون هناك مجال لأي تراجع. وهذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة لن تنجح معها الدعوات لتهدئة الوضع ولضبط النفس.     فما حصل يعتبره الفلسطينيون انتصارًا ما بعده انتصار، فيما يصفه الإسرائيليون بأنه بداية لحرب شاملة. والحرب الشاملة بالمفهوم العسكري الإسرائيلي لن تقتصر مفاعليه على قطاع غزة، بل يشمل سوريا وما فيها من مواقع إيرانية استراتيجية، الأمر الذي سيحرّك أكثر من جبهة في وقت واحد، من دون أن يعني ذلك أن جبهة الجنوب ستشهد أي تطور دراماتيكي إلاّ إذا قرّر "حزب الله" فتح هذه الجبهة لمساندة معركة "حماس الداخلية" انطلاقًا من مبدأ "توحيد الساحات"، لكن لا قرار حتى الآن من قبل القيادة الحزبية بفتح هذه الجبهة، لأن لدى الحزب حسابات دقيقة ومفصلية، وهو لن ينجرّ، على ما يبدو، إلى أي حرب أو معركة إذا لم تكن مضمونة النتائج سلفًا، وهو يعرف تمام المعرفة أن الردّ الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًّا. وهذا ما بدا واضحًا من خلال التصريحات التي أعقبت العملية.    وعندما يقول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بأن "طوفان الأقصى" بدأ من غزة وسوف يمتد إلى الضفة الغربية والخارج، فهو يقصد بالخارج بطبيعة الحال لبنان، ولكن هذا "الخارج" وعلى رغم تضامنه الكامل مع هذه العملية البطولية في الداخل الفلسطيني، لن ينجرّ إلى حرب واسعة وشاملة إلاّ إذا كانت هذه العملية منسّق توقيتها وحجمها مع القيادات العسكرية في إيران والضاحية الجنوبية.    وفي الحالتين فإن ما سيقدم عليه "حزب الله" سُيحسب له وعليه. فإذا تضامن مع أهل غزة من خلال الجبهة الجنوبية فإنه يكون كمن يعطي العدو ذريعة لشن حرب واسعة ضد لبنان كله، وليس في الجنوب فقط. وهذا ما كان يرّوج له الجنرالات الإسرائيليون.    أمّا إذا لم يمدّ الحزب الداخل الفلسطيني بما يتناسب مع حجم هذه العملية وتطوراتها، وإذا تهيّب الموقف وضرب الأخماس اللبنانية بأسداسها، ولم يقدم على أي عمل في العمق الجنوبي فإنه يكون كمن يغامر بما رسّخه في الوجدان الفلسطيني على مدى سنوات، ويكون كمن يهزّ صدقيته أمام العنفوان الفلسطيني.    من هنا فإن أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" ستكون مدروسة ليس مئة في المئة بل مليون في المئة، لأن أي هفوة في هذا الظرف المصيري قد تكون نتائجها كارثية. لذلك فهو لن يقدم على أي عمل غير مدروس، وقبل أن يجري سلسلة من الاتصالات الخارجية والداخلية. وإذا أراد أن تكون له مشاركة معينة فهي سيكون على الأرجح مساندةً لأي عمل من الداخل الفلسطيني تمامًا كما كانت له مساهمات في العمق السوري.    صحيح أن "حزب الله" سجّل في حرب تموز انتصارًا على إسرائيل، وإن معنويًا، كما يقول البعض. لكن هذه الحرب كلّفت لبنان كثيرًا من عافيته واقتصاده وبناه التحتية. وهذا ما يحسب له الحزب حسابًا في معادلة الربح والخسارة.    ويسأل السائلون: هل بدأ فعلًا مخطط التقزيم والتصفية كخطوة تمهيدية لمشروع أوسع وأشمل؟         المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الداخل الفلسطینی حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله

يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.

وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.

وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.

وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.

كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.

وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.

وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.

مقالات مشابهة

  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى
  • الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • خالد أبو بكر: أي شخص يشكك في موقف مصر من غزة عليه بالصمت
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • وهاب استقبل وفدًا من حزب الله.. وهذا ما دار بينهما