الخليج الجديد:
2025-05-20@12:30:43 GMT

انقلاب قواعد الاشتباك: غزّة تعلن الحرب

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

انقلاب قواعد الاشتباك: غزّة تعلن الحرب

انقلاب قواعد الاشتباك: غزّة تعلن الحرب

قواعد الاشتباك آخذة في التبدّل، جذرياً على أصعدة عديدة، وغزّة هذه المرّة هي التي تعلن الحرب؛ وقد يكون القادم أعظم و… أيسر قراءة وتحليلاً أيضاً.

سياقات الطوفان باغتت المسؤولين الإسرائيليين، فتراوحت بين صمت استغرق ساعات، وتأتأة جوفاء من وزير الدفاع، وقلق وجودي من رئيس الكيان.

لم تفلح وتيرة الغطرسة الإسرائيلية مع ذلك في طمس الدلالات الموجعة لمستوطنين يهيمون على وجوههم في فلوات غلاف غزّة، ودبابات تواصل الاحتراق.

عشرات الأسرى ومئات القتلى وقتال دائر ضارٍ في أكثر من عشرات المواقع في غلاف غزّة؛ وآليات عسكرية إسرائيلية تُقاد إلى القطاع المحاصر كغنائم حرب استولى عليها رجال المقاومة.

* * *

مبكّر، ساعة تحرير هذه السطور على الأقلّ، أيّ مسعى تحليلي يستكشف عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في عمق معسكرات جيش الاحتلال وبعض المستوطنات والكيبوتزات، أو يخرج بخلاصات تتلمس عمق الحدث الفارق في جوانبه المختلفة، السياسية والمعنوية أو حتى العسكرية الصرفة.

العناوين الوجيزة، في ذاتها وابتداء بها، تغطي قسطاً غير ضئيل من دلالات الاختراق المباغت، الفعال على أكثر من صعيد وحتى قبيل تكشّف المعطيات: 35 أسيراً إسرائيلياً، حسب معلومات متضاربة؛ وقتال دائر، ضارٍ أغلب الظنّ، في أكثر من 20 موقعاً على تخوم غلاف غزّة؛ وآليات عسكرية إسرائيلية تُقاد إلى داخل القطاع المحاصر، ليس لكي تمارس الفظائع المعتادة ضدّ غزّة وجوارها هذه المرّة، بل لأنها غنائم حرب استولى عليها رجال المقاومة.

في موقع صحيفة «هآرتز» الإسرائيلية، سارت العناوين هكذا: غزّة تعلن الحرب. تسلل/ اختراق مفاجئ. وابل من الصواريخ يهزّ إسرائيل، العديد من القتلى، ومئات الجرحى، وعدد غير معروف من الرهائن. أعداد من جنود الاحتياط المنخرطين في الحراك ضدّ الإصلاحات القضائية التحقوا سريعاً بالواجب العسكري نظراً للظروف الراهنة. صحافي فلسطيني يظهر في نقل حيّ من داخل كيبوتز نير أوز وكيبوتز نير عام، ويغطّي المجريات على الأرض وسط أزيز الرصاص.

«جيروزاليم بوست»، من جانبها، شددت على مقتل 20 إسرائيلياً، ودوي صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، وقرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإطلاق عملية «سيوف الفولاذ»؛ هذا هجوم ساحق مفاجئ، لا سابق له منذ أن صعدت «حماس» في القطاع، لأنه جمع بين الهجمات الصاروخية والتسلل البرّي؛ نتنياهو يقول: هذه ليست عملية، هذه حرب. سيدفع العدو ثمناً لم يعرفه من قبل؛ «حماس» تزعم خطف 5 جنود إسرائيليين…

واضح، كذلك، أنّ سياقات هذا الطوفان باغتت المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، فتراوحت بين صمت استغرق ساعات، وتأتأة جوفاء من وزير الدفاع، وقلق وجودي من رئيس الكيان؛ قبل أن تتعالى مجدداً وتيرة الغطرسة الإسرائيلية، التي لم تفلح مع ذلك في طمس الدلالات الموجعة لمستوطنين يهيمون على وجوههم في فلوات غلاف غزّة، ودبابات تواصل الاحتراق.

غير أنّ الوقت لم يكن مبكراً بالنسبة إلى ستيفاني هوليت، القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، التي سارعت إلى التعبير عن «الاشمئزاز» إزاء الصور المتلاحقة عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الإسرائيليين.

جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، لم يتأخر بدوره: المملكة المتحدة تدين الهجمات المرعبة ضدّ المدنيين الإسرائيليين وستقف دائماً مع حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

جوزيف بوريل، ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لم يتخلف عن الركب: ندين بالمطلق هجمات «حماس». وزير خارجية السويد، توبياس بيلستورم، سارع بدوره إلى التغريد داخل السرب: لا أعذار لهجمات المجموعات «الإرهابية» ضدّ إسرائيل…

هذا غيض من فيض، بالطبع، لا يعكس جديداً في الانحيازات العمياء التي تتخذها هذه الدول، وسواها، عند النظر إلى أية معادلة تخصّ الفارق بين الجلاد والضحية، وبين قطاع خاضع لحصار خانق همجي ونظام عسكري استيطاني عنصري لا يكتفي بالحصار بل يشنّ الحرب تلو الحرب ضدّ البشر والعمران والبنى التحتية والسهول والشطآن.

ومن غير المنتظَر أن تتبدّل لهجة هؤلاء حين يبلغ العدوان الإسرائيلي الجديد على غزّة ذروة قصوى إضافية من البربرية، حتى إذا تخللت المواقف هذه الجرعة أو تلك من نبرة القلق على دولة الاحتلال؛ سواء من داخلها وما تفعله بذاتها وعبر حكومتها الأكثر يمينية وفاشية وعنصرية، أو بسبب التطورات النوعية في أساليب المقاومة الفلسطينية وأدواتها وميادينها.

ذلك لأنّ قواعد الاشتباك آخذة في التبدّل، جذرياً على أصعدة عديدة، وغزّة هذه المرّة هي التي تعلن الحرب؛ وقد يكون القادم أعظم و… أيسر قراءة وتحليلاً أيضاً.

*صبحي حديدي كاتب وباحث سوري مقيم في باريس

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل غلاف غزة قواعد الاشتباك طوفان الأقصى قواعد الاشتباک تعلن الحرب

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي عنيف في غزة.. أونروا تعلن مقتل 300 من موظفيها منذ بدء الحرب

تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف لمناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الاثنين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط تدهور الوضع الإنساني في المستشفيات ومخيمات النزوح.

وقال الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، إن نحو 500 شهيد سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، بمعدل قتيل واحد كل 15 دقيقة.

وشهدت المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل وخيام نازحين، كان من بينها قصف منزل شمال غرب خان يونس أسفر عن 5 قتلى وعدد من الجرحى، وقصف منزل في بلدة عبسان الكبيرة خلف شهيداً و9 جرحى، إضافة إلى استهداف خيام في بني سهيلا والنصيرات ودير البلح واليرموك وسط غزة أسفر عن سقوط قتلى وإصابات عديدة.

وفي تطور ميداني خطير، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي القطاع، وقامت بهدم السور الشمالي له، ما زاد من مخاوف العاملين والمرضى الذين يبلغ عددهم 55 شخصاً بينهم أطباء وجرحى، في ظل شدة القصف والعشوائية التي تعيق التنقل داخل المستشفى.

كما استهدف القصف مجدداً خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس ومناطق أخرى، وسط تحذيرات من ازدياد أعداد المفقودين تحت الأنقاض، حيث أفاد الدفاع المدني بغزة بأن أكثر من 200 شخص لا يزالون في عداد المفقودين، مع صعوبة وصول فرق الإنقاذ إليهم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 53,339 شهيداً و121,034 مصاباً، وسط نزوح عشرات الآلاف من منازلهم، عقب استئناف إسرائيل للعمليات العسكرية في 18 مارس الماضي بعد الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تكشف مقتل أكثر من 300 من موظفيها خلال الحرب على غزة

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن مقتل أكثر من 300 من موظفي الوكالة في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى منهم قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم، بينما سقط عدد منهم أثناء تأديتهم واجبهم في خدمة مجتمعاتهم.

وأوضح لازاريني أن معظم القتلى كانوا من العاملين في قطاعي الصحة والتعليم التابعين للأمم المتحدة، والذين يقدمون الدعم الحيوي للمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشدد على أن “لا شيء يبرر الجرائم في غزة، وأن الإفلات من العقاب سيؤدي إلى مزيد من القتل”.

وفي وقت سابق، كشف المفوض العام أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أكثر من 50 من موظفي الأونروا منذ بدء الحرب، بينهم معلمون وأطباء، تعرضوا للتعذيب واستخدامهم كدروع بشرية. كما أعلنت الخارجية الإسرائيلية في نوفمبر الماضي إلغاء الاتفاقية التي تسمح للأونروا بالعمل في فلسطين.

إسرائيل تسمح بدخول مساعدات إنسانية مؤقتة إلى غزة تحت ضغط أميركي

أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار السماح بدخول مساعدات إنسانية مؤقتة إلى قطاع غزة لمدة أسبوع، بناءً على توصية الجيش الإسرائيلي ضمن خطة توسيع العملية العسكرية في القطاع. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين نقلتهم صحيفة “جيروزاليم بوست”، ستكون مراكز توزيع المساعدات الجديدة معظمها في جنوب غزة وتحت إدارة الجيش الإسرائيلي وشركات أميركية.

وأفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن أول قافلة مساعدات ستدخل غزة اليوم الاثنين محملة بمواد غذائية وأدوية، على أن يتم نقلها عبر منظمات دولية مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة المطبخ المركزي العالمي، وذلك حتى بدء تشغيل آلية المساعدات الجديدة في 24 مايو الجاري.

وجاء هذا القرار وسط جدل واسع في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث عارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير القرار معتبراً أن أي مساعدة إنسانية تغذي حركة حماس، فيما عارض وزير المالية وعدد من الوزراء الآخرين القرار، لكن تم اتخاذه دون تصويت رسمي.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن القرار جاء نتيجة ضغوط أميركية، بعد تحذيرات مبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي وصف الأوضاع في غزة بأنها خطيرة للغاية، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لن تسمح بحدوث أزمة إنسانية في القطاع.

في السياق، حذر برنامج الأغذية العالمي من خطر المجاعة في غزة، داعياً المجتمع الدولي للتحرك السريع لاستئناف تدفق المساعدات، مع التأكيد على أن الانتظار حتى وقوع المجاعة سيكون فادحاً.

إسرائيل تصادق على بناء سياج أمني على الحدود مع الأردن لتعزيز السيطرة وتأمين الحدود

صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل على خطة لإنشاء سياج أمني متطور على الحدود الشرقية مع الأردن، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي. وتأتي هذه الخطة ضمن جهود وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي لإنشاء نظام دفاعي متعدد الطبقات يمتد على طول 425 كيلومتراً من جنوب مرتفعات الجولان المحتل حتى شمال مدينة إيلات.

وتشمل الخطة تعزيز السيطرة على منطقة غور الأردن عبر إقامة بؤر استيطانية، مزارع، ومعسكرات تدريب عسكرية. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خطوة بناء السياج بأنها “خطوة إستراتيجية ضد محاولات إيران لتحويل الحدود الشرقية إلى جبهة إرهابية”.

يأتي قرار بناء السياج الأمني بعد تصاعد الهجمات والعمليات الأمنية على الحدود، لا سيما بعد عمليتي معبر اللنبي في سبتمبر 2024 والبحر الميت في أكتوبر 2024، اللتين شهدتا سقوط قتلى في الجانب الإسرائيلي واستشهاد منفذي العمليات من الأردن.

من جهتها، أدانت حماس خطة بناء السياج، معتبرة أنها لن توفر الحماية للاحتلال من تبعات جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن المشاريع الأمنية السابقة فشلت في مواجهة المقاومة، وأن الجدار الجديد لن يكون استثناءً.

مقالات مشابهة

  • الحرب في أوكرانيا.. بريطانيا تعلن عقوبات جديدة على روسيا
  • الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية
  • الإعمار تعلن عن المشاريع التي ستفتتح قريباً ضمن حزمة فك الاختناقات
  • القسام تعلن تنفيذ كمين مركب ضد قوات إسرائيلية في شمال غزة
  • «خطة التفتيش» لتأمين لجان الثانوية العامة 2025.. قواعد تطبق لأول مرة
  • تصعيد إسرائيلي عنيف في غزة.. أونروا تعلن مقتل 300 من موظفيها منذ بدء الحرب
  • عاجل. إطلاق صاروخين باتجاه غلاف غزة الجنوبي تزامنًا مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليته الواسعة في القطاع
  • ما الملفات التي يحملها وزير خارجية أفغانستان في زيارته لإيران؟
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء