قتلى وجرحى مدنيون بقصف حوثي على تعز
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةقتل وأصيب 4 أشخاص مدنيين من أسرة واحدة، أمس، بقصف شنته جماعة الحوثي على الأحياء السكنية بمدينة تعز جنوب غرب اليمن.
وأفادت مصادر محلية بأن جماعة الحوثي استهدفت منزلاً لأحد النازحين في حي الدعوة شرقي مدينة تعز، بقصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة والديها وشقيقتها بجروح متفاوتة، فيما جرى نقل الجرحى إلى مستشفى الثورة العام لتلقي العلاج.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة لا تزال تواجه نقصاً حاداً في الإيرادات، نتيجة توقف تصدير النفط، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجه بنحو 85%، جراء فقدان أسواق التصدير، «باعتبار أن النفط كان أهم مصدر للإيرادات الحكومية، حيث كانت صادراته تمثل 70% من إجمالي الإيرادات قبل الصراع».
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الخسائر تحُدّ بشكل كبير من قدرة الحكومة على مواجهة التحديات والأعباء الاقتصادية والإنسانية القائمة، كما تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن عموماً.
وحذر محللون وسياسيون يمنيون من استمرار الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي، وانعكاساتها على تعثر جهود إحلال السلام في اليمن. وقال المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي، إن فرص نجاح جهود الوساطة العربية، لإحلال السلام وعودة الاستقرار إلى اليمن وتجديد الهدنة، مرتفعة، رغم الجرائم والانتهاكات الحوثية.
وأوضح اليوسفي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك إرادة قوية من الأشقاء العرب، وإرادة دولية للتحول نحو مسار السلام؛ ولكن للأسف كل هذه الجهود المثمنة تصطدم دائماً بتعنت جماعة الحوثي، وعدم الرغبة في دفع مسارات السلام، والتي يجب أن تتم، للعودة بالدولة اليمنية والحياة السياسية لطبيعتها، بعيداً عن الصراعات والنزاعات المسلحة.
وأعرب المحلل السياسي عن ثقته في قدرة الدول العربية للوصول إلى تسوية سياسية، وتهيئة الحالة اليمنية للدخول في مشاورات الحل الشامل للسلام مع جماعة الحوثي، وحل كل القضايا العالقة، محذراً من وقوف جماعة «الحوثي» حجر العثرة أمام أي تسوية سياسية، وتعطيل عودة السلام في اليمن.
من جانبه، قال وزير الأوقاف اليمني السابق وعضو الفريق القانوني لمجلس الرئاسة القاضي الدكتور أحمد عطية، إن السعودية وسلطنة عُمان، تبذلان جهوداً جبارة لوضع حد لانتهاكات جماعة الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في 2014، لعودة الاستقرار، وحقن دماء الشعب اليمني.
وأوضح وزير الأوقاف اليمني السابق، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن جهود الوساطة لتحقيق السلام في اليمن، يقابلها الحوثي بأعمال عدائية ضد المدنيين، وقصف المدن الآهلة بالسكان.
ونوه عطية بأن جماعة الحوثي تقوم بأعمال استفزازية للشعب اليمني، حيث نظّمت منذ أيام عرضاً عسكرياً ضخما في صنعاء بعد 9 سنوات من سيطرتها على العاصمة اليمنية، في استعراض قوة يأتي في الوقت نفسه الذي تعقد فيه المفاوضات لإنهاء النزاع الدامي في اليمن الغارق في الحرب؛ بهدف إيصال رسائل بأنه لا يريد السلام ويريد الحرب.
واختتم وزير الأوقاف السابق، أن اليمن يثمن جهود الوساطة العربية، ويشد على الأيدي لمواصلة المسيرة لتحقيق السلام، رغم ما حصل من جماعة الحوثي، لعلنا نصل إلى مخرج لهذه الأزمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن تعز الحوثيين جماعة الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
جماعة الحوثي كانت تبحث عن مخرج.. رويترز تكشف كواليس الاتفاق المفاجئ بين الحوثيين وأمريكا
قال أربعة مسؤولين أمريكيين إنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن الجماعة الحوثية تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي الذي استمر لسبعة أسابيع.
وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو أيار.
وقال أحد المصادر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لسرده مناقشات داخلية بشأن المعلومات المخابراتية التي لم تنشر من قبل “بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك”.
وتوضح مقابلات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين كيف أن حملة كانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري توقفت فجأة في السادس من مايو أيار بعد 52 يوما، مما سمح للرئيس دونالد ترامب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
ومنذ نوفمبر تشرين الثاني 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة بشن مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر، زاعمين أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب غزة.
وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دورا مهمًا في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأمريكية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترامب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في مارس آذار أمرا غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأمريكية. وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقا.
ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط. فحملة القصف كانت مكلفة أيضا للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعددا من الطائرات المسيرة.
وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع بيت هيجسيث بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل مايو أيار، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الاثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة مع المقاتلين المتحالفين مع إيران.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عمانيين وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبد السلام.
وقال أحد المسؤولين أن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وبحلول يوم الثلاثاء السادس من مايو أيار، كان ترامب مستعدا لإعلان الاتفاق، معلنا استسلام الحوثيين.
وقال لصحفيين “قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجددا ولن نهاجم سفنكم”.
وعند سؤاله عما توصلت إليه رويترز، قال عبد السلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفا دفاعيا.
وأضاف لرويترز “إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا”، رافضا الإدلاء بمزيد من التصريحات.