من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع جدي كنعان وعيا مقدسيا لدى الأطفال؟
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
عمّان – في زمن تتعرض فيه الهوية والثقافة المقدسية لمحاولات الطمس والتغييب، وتتعاظم فيه الحاجة لغرس الوعي الوطني والمعرفي بقضية القدس وفلسطين لدى الأجيال الناشئة، شقت مؤسسة "جدي كنعان" طريقها لتزرع وعياً معرفياً متجدداً في عقول الأطفال.
برزت مؤسسة جدي كنعان كأحد المشاريع التربوية الرائدة في الأردن، التي اختارت منهجيتها التعليمية لتقديم المعرفة المقدسية للأطفال بطرق ممتعة وتفاعلية، لتتبنى المؤسسة المقدسية التي تأسست في العام 2014، فلسفة التعليم باللعب بوصفه أداة قوية لبناء معرفة حقيقية لدى الأطفال من خلال تحفيز قدراتهم على الاستكشاف والابتكار.
تؤمن "جدي كنعان" بأن التعلم لا ينبغي أن يظل مقصورا على المناهج التقليدية الجافة، بل يجب أن يتخذ شكلا ممتعا وتفاعليا يقرّب الطفل من أفكاره ومحيطه، من هنا، صممت المؤسسة أنشطة تربط بين المتعة والمعرفة، مثل المسرح التفاعلي، والألعاب الشعبية التراثية، وورش الفنون والحرف، وحلقات الحكاية الشعبية، لتعزز هذه الأنشطة الثقة بالنفس، وتساعد الطفل على اكتساب المهارات الاجتماعية واللغوية، إلى جانب ترسيخ قيم الانتماء للقدس وفلسطين من خلال بيئة تعليمية محفزة وحيوية.
ومع مرور الوقت، تمكنت مؤسسة جدي كنعان من تحويل القيم والمعلومات عن القدس والمسجد الأقصى إلى مادة تعليمية مشوقة، تثري خيال الطفل وتبني شخصيته، ولم تكتفِ مؤسسة جدي كنعان بإنتاج الألعاب والمجسمات التعليمية، بل نظمت أنشطة جماعية ودورات تدريبية للأهالي والمعلمين، بهدف تعميق الارتباط التاريخي والثقافي بالقدس وإحياء الذاكرة الجمعية حول معالمها المقدسة.
ومن أبرز الأنشطة التي تنظمها مؤسسة "جدي كنعان المقدسية":
تيلي ماتش مقدسي: ألعاب جماعية تفاعلية للأطفال لتعزيز القيم المقدسية. عروض مسرح دمى: تقدم قصصا تاريخية بلهجة بسيطة تجذب الأطفال. أندية صيفية وشتوية: تجمع بين الأنشطة الرياضية والتربوية لتعزيز انتماء الطفل للهوية الفلسطينية والمقدسية. دورات تدريبية للمعلمين: تسعى لتمكين المدرسين بأساليب حديثة لتوصيل المفاهيم المقدسية للأجيال. القدس عن قربتهدف "جدي كنعان" بشكل واع إلى غرس جذور الهوية المقدسية في نفوس الأطفال، عبر برامج تركز على التاريخ والتراث والحياة اليومية في المدينة المقدسة، من خلال أنشطة تحاكي واقع القدس، مثل الحكايات الشعبية المستوحاة من أحيائها وأسواقها، والألعاب التراثية المرتبطة بعاداتها وتقاليدها، ليتمكن الأطفال من تكوين صورة حية عن مدينتهم، حتى لو لم يزوروها.
كما تنظم المؤسسة ورشا تسلط الضوء على الرموز الثقافية والدينية في القدس، وتُعرّف الأطفال بأسماء معالمها، وحكايات شوارعها، وشخصياتها التاريخية، هذه الأنشطة لا تكتفي بالمعرفة، بل تصنع روابط وجدانية عميقة بين الطفل والقدس، وتدعم إحساسه بالمسؤولية تجاه حمايتها وصون ذاكرتها من التزوير والنسيان.
وهو ما تؤكده المديرة التنفيذية للمؤسسة الدكتورة رنا القيسي بقولها إنهم يستهدفون الأطفال من سن (4-18 سنة)، وهو "السن المناسب الذي نزرع من خلاله فكرة الارتباط بالمسجد الأقصى المبارك وقضية القدس وجدانيا، وبطرق إبداعية تناسب هؤلاء الأطفال".
إعلانوأضافت القيسي في حديثها للجزيرة نت أن المسجد الأقصى وفلسطين حق خالص للمسلمين، ولا يجوز لأي إنسان التنازل عنه "ونحن في مؤسسة جدي كنعان نقوم بترسيخ هذه الفكرة العظيمة بطرق تناسب الأطفال والأجيال الحديثة، لكن بطرق ومحاور إبداعية مختلفة، كالتعليم بالألعاب، ومسرح الدمى، وغيرها من الأدوات المبتكرة التي تناسب قدراتهم الاستيعابية والعقلية".
وتضيف القيسي أن بناء الوعي يبدأ من اللعب والحكاية والفن، وتجربة هذه المؤسسة تقوم على تقديم نموذج ملهم لكيفية تحويل التعليم إلى أداة تحرر معرفي وثقافي، تحفظ ذاكرة المكان وتمنح الأجيال الجديدة القدرة على حمل رسالته.
أثمرت جهود مؤسسة "جدي كنعان" عن نتائج ملموسة على أرض الواقع، إذ استفاد المئات من الأطفال في الأردن من برامجها التربوية والترفيهية، وساهمت أنشطتها في رفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي لدى الأطفال، وأكسبتهم مهارات حياتية واجتماعية من خلال العمل الجماعي والحوار والتعبير الإبداعي.
وعن ذلك، يؤكد الأطفال زينب أسامة، وحسن حسين للجزيرة نت بأنهم شعروا بالمتعة خلال الأنشطة التعليمية باللعب، معربين عن شعورهم بالفخر بهويتهم الفلسطينية والمقدسية بعد المشاركة في الأنشطة، خاصة تلك التي تعزز المعرفة بالقدس وتراثها، وكيف أنهم تعلموا أشياء جديدة عن المسجد الأقصى ومدينة القدس وتاريخها وأحيائها من خلال قصص وحكايات وتمثيليات وألعاب تعليمية، وهو ما قربهم من مدينة القدس وجعلهم يشعرون بالانتماء لها بشكل طبيعي.
وتشير تقديرات المؤسسة إلى أنها نفذت أكثر من 100 نشاط متنوع منذ تأسيسها، تركت أثراً طيباً لدى العائلات، وأسهمت في تعزيز الروابط المجتمعية حول فكرة حماية الهوية الفلسطينية والذاكرة المقدسية، لتواصل مؤسسة جدي كنعان رسم طريقها بثقة وإصرار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة الطاقة الذرية تنفي وجود تلوث إشعاعي في يفرن
نفت مؤسسة الطاقة الذرية مسؤوليتها عن التصريحات التي أدلى بها بعض الأشخاص حول وجود تلوث إشعاعي في منطقة يفرن، مؤكدة أن هذه التصريحات لا تستند إلى معلومات دقيقة.
وأشارت المؤسسة في بيان لها، إلى أن مستوى النظير السيزيوم (Cs137) في العينات التي جرى تحليلها يقدر بنحو 7 بيكريل لكل كيلوجرام، وهو أقل من المستويات المسجلة في الدول المجاورة، ولا يشكل خطرًا على صحة الإنسان، خاصة بالنظر إلى موقع أخذ العينات.
و أوضحت المؤسسة أن الإشعاع في الطبيعة يأتي من مصادر متعددة، مع وجود حدود مسموح بها للتعرض للإشعاع، مشيرة إلى أنها تختلف بين المواطنين والعاملين في هذا المجال، وأن هذه الحدود بعيدة جدًا عن المستويات المسجلة في المنطقة.
وأكدت المؤسسة أن تقييم تأثير الإشعاع على الصحة هو من اختصاص الأطباء النوويين، وليس من اختصاص المتحدثين غير المختصين الذين أدلوا بتصريحات غير دقيقة.
وشددت المؤسسة على أن فرقها تقوم بشكل روتيني بقياس مستويات الإشعاع في الأغذية، ومواد البناء، والتربة، والأسمدة، والمياه، وغيرها، وتصدر عشرات آلاف الشهادات والتقارير.
كما أكدت المؤسسة أن فرقها تراقب جميع الجهات المستخدمة لمصادر الإشعاع في ليبيا للتأكد من سلامتها وفق المواصفات الوطنية وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ودعت المؤسسة المعنيين إلى احترام الإجراءات العلمية، وعدم إثارة الموضوع للرأي العام بأساليب غير دقيقة، مشددة على ضرورة اللجوء إلى الجهات المختصة والمسؤولة مثل مؤسسة الطاقة الذرية، و وزارة الصحة، ووزارة البيئة لضمان مصلحة المواطن وسلامته.
المصدر: مؤسسة الطاقة الذرية – ليبيا
مؤسسة الطاقة الذريةيفرن Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0