بحضور مدراء عموم التربية والاتصالات أبين.. شركة يمن موبايل تدشن توزيع الحقيبة المدرسية بمدارس المحافظة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أبين(عدن الغد)خاص:
ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية دشنت صباح اليوم شركة يمن موبايل في إطار برنامجها السنوي توزيع الحقيبة المدرسية في عدد من مدارس محافظة أبين بمديرية زنجبار .
وفي حفل التدشين الذي حضره الإخوة مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أبين الدكتور/ وضاح صالح المحوري ومدير عام المؤسسة العامة للاتصالات بالمحافظة م/ محمد رويس والاستاذ نادر الشحيري مدير إدارة مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار .
قامت شركة يمن موبايل ممثلة بالاخ ابوبكر الميسري مدير عام شركة يمن موبايل م/عدن بتوزيع عدد (1000) حقيبة مدرسية على طلاب وطالبات مدرستي التعليم الأساسي بزنجبار مدرسة 14 اكتوبر ( عباس) بنين ومدرسة خديجة الكبرى للبنات بزنجبار .
وخلال حفل التدشين لتوزيع الحقيبة المدرسية في مدرستي خديجة الكبرى للبنات و14 اكتوبر للتعليم الأساسي بزنجبار الذي رسم البهجة والسعادة على وجوه الطلاب والطالبات في تلك المدارس . وعبر مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومدير التربية بالمديرية وإدارات المدارس عن بالغ سعادتهم وشكرهم لشركة يمن موبايل عن هذه اللفتة الكريمة التي تقوم بها ضمن برنامجها السنوي الذي يسهم في رفع المعاناة والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الناس .
ومن جانبه الأخ ابوبكر الميسري مدير عام شركة يمن موبايل م/ عدن قال إننا اليوم دشنا توزيع الحقائب المدرسية في مدارس أبين بمديرية زنجبار الذي يأتي ضمن الحملة الوطنية الإنسانية لشركة يمن موبايل ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية وضمن البرنامج السنوي لتوزيع الحقيبة المدرسية التي تقوم به شركة يمن موبايل وتدشنه عبر فروعها في المحافظات .
واختتم الميسري تصريحه بتقديم الشكر لقيادة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومديرية زنجبار والإدارات المدرسية على كل الجهود المبذولة والتعاون والتسهيل الذي قاموا به لإنجاح تدشين الموقع السنوي لشركه يمن موبايل في توزيع الحقيبة المدرسية في أبين شاكرا أيضاً جهود الأخ المهندس محمد رويس مدير عام الاتصالات بمحافظة أبين وكافة الإخوة والأخوات الذين شاركونا الجهود في هذا اليوم البهيج .
حضر حفل التدشين لتوزيع الحقيبة المدرسية عدد من القيادات التربوية والتعليمية بالمحافظة ومديرية زنجبار عاصمة المحافظة أبين .
*من علي السليماني
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: توزیع الحقیبة المدرسیة مکتب التربیة والتعلیم شرکة یمن موبایل المدرسیة فی مدیر عام
إقرأ أيضاً:
رائحة الحرمين في الحقيبة.. هدايا الحجاج وذاكرة الطفولة
بعد الحادي عشر من ذي الحجة كل عام كانت "فاطمة الدغيشية" وبرفقتها العائلة ينتظرون عودة والدهم "يحيى" من مكة دون تواصل مباشر ومستمر، معتمدين على الهاتف العمومي وتخمينهم الذي يقودهم إلى الشارع مرات عديدة والدنيا عيد إلى أن يلمحوا الباص فيصيحون بفرح: "جاي أبوي!".
هكذا تتداخل ذكريات عودة الحجاج واستقبالهم لدى فاطمة وكثيرين مذ أن كانوا صغارا. العودة التي تقف وراءها حقيبة معطرة برائحة الحرمين وأعين صغيرة لامعة تترقب هدايا الحج في فصل غير منسي من فصول الطفولة التي لا تغيب، من الكاميرات الصغيرة والعكاسات الحمراء، والمصاحف الجلدية، إلى المسابيح والسجادات، والتمور وقناني ماء زمزم التي تروي شوق العائلة.
العودة السعيدة.. ذكريات مشتركة
تقول فاطمة يحيى عن والدها الذي اعتاد التردد على مكة لأداء الحج والعمرة: "في الماضي، لم تكن هناك هواتف نعرف من خلالها موقعه، سوى الهواتف العمومية، فكنا نخمّن اقتراب عودته وننتظره عند الشارع. وما إن نلمح الباص، حتى نصيح بفرح: 'جاي أبوي!'، ويعلم أهل الحي جميعهم بقدومه. نستقبله بالأحضان ودموع الفرح، وتغلب علينا براءة الطفولة، فلا نسأله عن حاله، بل نبادره بالسؤال: "مو جبت لنا؟'"
أما علي الغيثي فقال عن المشهد: في كل مرة يعود فيها حاج إلى أهله، تعود بي الذاكرة إلى سنوات الطفولة، حين كنت أنتظر عودة والدي أو أحد أقاربي من مكة. لم تكن الهدايا في تلك الأيام مجرد أشياء، بل كانت رموزًا محمّلة بالقداسة، تغمرني بشعور يعجز اللسان عن وصفه."
ويصف تلك اللحظات بقوله: "كنت أنتظر عند باب البيت. كانت والدتي تجهّز المجلس وتبخّر الدار، استعدادًا يشبه طقوس العيد. وما إن تطأ قدم الحاج عتبة الدار، حتى يخفق قلبي الصغير بشدة، ليس فقط فرحًا بسلامته، بل أيضًا لما يحمله من أطهر بقاع الأرض. أول ما أبحث عنه هو حقيبة السفر، لأنني أعلم أنها تحمل الكنوز: عكاسات صغيرة، قوارير ماء زمزم، سجادة صلاة، مسباح من الكهرمان أو الخشب، ومصحف صغير بغطاء جلدي."
يرسم فلاح التوبي، صورة بانورامية للمشهد كله، حيث تعود الذاكرة إلى زمن الطفولة والحارات المتآلفة: "كانت الحياة تسير على مهل، مغايرة تمامًا لما نحن عليه اليوم. لم يكن الحج آنذاك حدثًا فرديًا يؤديه الحاج ويعود، بل كان مناسبة تهتزّ لها الحارة بأكملها، وتعيشها البيوت بروح جماعية مفعمة بالإيمان والرهبة والحنين. تنشغل النساء بتجهيز كل شيء، يجتمعن تحت ظلال النخيل، يخبزن، يجهزن العوال، ويطوين الملابس بعناية داخل حقائب جلدية حمراء أو سوداء. في يوم الرحيل، يتجمع الأطفال والكبار تحت شجرة السدر الكبيرة لتوديع الحجاج. الوجوه متلهفة، والعيون دامعة، لكن الأصوات ترتفع بالدعاء: الله يردكم سالمين."
وأضاف: "نعود نحن الأطفال إلى نفس المكان، نستقبلهم كما ودّعناهم. نركض إليهم شوقًا إلى الحقائب الملكية التي عادت معهم. تُفتح الحقيبة، وتنساب منها روائح الحرم، ممزوجة بعبق المسك والورد المكي. نخرج منها العكاسات، المصاحف الزاهية، المسابيح، والسجادات التي تفوح منها رائحة الديار المقدسة."
هدايا الحج .. البساطة العميقة
ليست هدايا الحج أشياء مادية، بل "رموز محملة بالقداسة"، لم يدركها الأطفال في حينه لكنهم عرفوا من خلالها مكة دون أن يروها. يقول الغيثي:"آمنت أن ماء زمزم يشفي، وأن المسباح لا يُشترى بل يُهدى، وأن رائحة السجادة تنقلني إلى مكة وأنا في غرفتي."، وأضاف: الهدايا لم تتغير كثيرًا... لكنني أصبحت أنتظر الشخص أكثر من الهدية. أدركت أن الهديّة ليست فقط ما يُعطى، بل ما تحمله من دعاء ومحبة. ما زلت أضع قارورة زمزم في خزانتي، وأحتفظ بمصحف كتب عليه "هدية من مكة"، كأنه قطعة من الروح."
تقول الدغيشية أن "الكاميرات الحمراء" هي أكثر ما يفرحهم في حقيبة والدها التي متى فتحت لا أحد يعلم متى يمكن إغلاقها من جديد، ولأن والدها كان كثير التردد على الحج، وكان يجلب الكاميرات، وماء زمزم باستمرار، وكانت هذه الأشياء تدخل بيتهم كل عام، ولكنهم على الرغم من كانوا يترقبونها بشوق كما لو كانت أول مرة.
تتابع فاطمة وصف تغير الهدايا مع الزمن، فتقول: "الآن، وقد كبرنا، لم تعد الكاميرات ضمن الهدايا، فأولادنا باتوا يستقبلون هدايا مختلفة: دمية أو سيارة تنشد "يا طيبة". أما نحن، فننال سبحة أو سجادة، ومع ذلك ما نزال نفرح بها دوما وكل عام، وخصوصًا إن كانت تحمل أسماءنا."
وتضيف: "حتى أولئك الذين لم نرهم منذ زمنٍ بعيد يأتون لرؤية أبي، وينالون نصيبهم من الهدايا: مكسرات متنوعة، وأيضا كاميرات لأولادهم."
يصف التوبي تغير الرحلة بين اليوم والأمس قائلا: "اليوم، فقد اختلفت الأمور. صارت الرحلة أقصر، والتواصل فوري، وأحيانًا تغيب الهدايا. ربما لأن الأطفال انشغلوا بالتقنية، ولم تعد العكاسات والسجادات تثير دهشتهم. لكن، رغم كل ذلك، تبقى تلك الذكريات حيّة نابضة في وجدان من عاشها... تحمل حنينًا صادقًا لعصرٍ كانت فيه أبسط الأشياء أعمق الهدايا."