رغم ما يملكه كيان الاحتلال الإسرائيليِّ من قوَّة عسكريَّة مدجَّجة بالسِّلاح، إلَّا أنَّ أشاوس المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة أثبتوا ـ بما لا يدع مجالًا للشَّك ـ أنَّ العزيمة والإصرار النَّابع من عقيدة الدِّفاع عن الحقوق المسلوبة قادر على مواجهة مفتوحة كبَّدت قوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ خسائر كبيرة، على الرغم من الخسَّة الصهيونيَّة في استهداف المَدنيِّين في كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة وليس في قِطاع غزَّة فحسب.

فقَدْ أطلقَ كيان الاحتلال قطعان مستوطنيه المسلَّحين نَحْوَ القُرى والمُدُن لاستهداف كُلِّ ما هو فلسطينيٌّ، وسط دعمٍ دوليٍّ يزعم حقَّ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ في الدِّفاع عن نَفْسِه، ويرفع شعار (لا شيء يُبرِّر قتل الإسرائيليِّين)، فيما يُسوِّق هؤلاء مبرِّرات لقتل الفلسطينيِّين وسرقة أراضيهم منذ عقود طويلة. لِيستمرَّ الخِطاب الغربيُّ المتحيِّز الذي يُنكر الحقوق الفلسطينيَّة، ويتجاهل في الأساس السَّبب الرئيس لِمَا نشهده من صراع، والذي جاء نتيجة إنكار الحقوق الفلسطينيَّة وتجاهل احتلال الأرض وقمع وإرهاب العُزَّل الذي يمارسه الكيان المحتل المارق دُونَ محاسبةٍ حقيقيَّة تدفعه نَحْوَ تحقيق السَّلام المنشود. فليس هناك حقٌّ في الأمن يفوق حقَّ أيِّ أُمَّة في تقرير مصيرها، ونَعُودُ ونُكرِّر أنَّ خيار المقاومة المسلَّحة ضدَّ المحتلِّ هو خيار مشروع وفق الأعراف والقوانين والمواثيق الدوليَّة، وأنَّ تجاهل البعض له عن عمدٍ يُعدُّ محاولة جديدة في قلْبِ الحقائق، ويؤكِّد تواطؤ مَن يرفع مِثل تلك الشعارات مع الكيان الصهيونيِّ الغاصب، وعلى الجميع أنْ يدركوا أنَّ عودة الحقوق الفلسطينيَّة والعربيَّة المسلوبة، القائمة على قرارات الشرعيَّة الدوليَّة، هو البوَّابة الوحيدة لضمان تحقيق الأمن والسَّلام في المنطقة والعالَم أجمع.
إنَّ استمرار التبرير من قِبل الدوَل الغربيَّة للعدوان الصهيونيِّ على المَدنيِّين، والذي خلَّف حتَّى الآن ـ بحسب ما أعلنت وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة ـ أكثر من (413) فلسطينيًّا، مِنْهم (78) طفلًا و(41) امرأة، بالإضافة إلى تسجيل (2300) جريح، مِنْهم (213) طفلًا و(140) امرأة، هو (التبرير) مشاركة حقيقيَّة في حالة القتل والإرهاب التي يمارسها كيان الاحتلال ضدَّ المَدنيِّين من الشَّعب الفلسطينيِّ، والذي كانت ولا تزال تحرُّكات المقاومة الفلسطينيَّة في إطار ردِّ الفعل على تلك الاعتداءات والجرائم الصهيونيَّة التي استمرَّت لأكثر من (75) عامًا. فبدلًا من تأمين الحماية الدوَليَّة للشَّعب الفلسطينيِّ، في ظلِّ انتهاكات الاحتلال الإسرائيليِّ المستمرَّة بحقِّه، وإدراج الكيان الإسرائيليِّ بجيشه ومستعمريه على لائحة الجهات التي تنتهك حقوق الطفل في النزاعات المسلَّحة، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم (1612)، نجد البعض يفزع لسقوط قتلى من الجانب الصهيونيِّ، متجاهلين كم الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان الغاصب.
فعلى جميع دوَل العالَم مساندة الحقِّ الفلسطينيِّ المشروع في تقرير مصيره وفق قرارات الشرعيَّة الدوليَّة، والضغط على الاحتلال الإسرائيليِّ لوقف السِّياسات الاستيطانيَّة وتسليح المستوطنين، ووقف جميع الانتهاكات الإسرائيليَّة للمقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة، وضرورة تأمين الحماية الدوليَّة للشَّعب الفلسطينيِّ ومقدراته، ووقف جميع الإجراءات العنصريَّة والتمييزيَّة المُمارَسة بحقِّ الفلسطينيِّين من الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل والممتلكات، وسرقة الثروات والموارد الطبيعيَّة.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی کیان الاحتلال

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعلن عزمه تنفيذ عدوان وشيك على الضاحية الجنوبية

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، قاطني مبان سكنية في 3 أحياء بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت بإخلائها فورا، في إشارة إلى قصف يعتزم تنفيذه بالمنطقة.

وقال متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، إن الإنذار يشمل سكان مبان في أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.

وادعى أن تلك المباني التي حددها في خرائط مرفقة، "تقع بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله"، مؤكدا أنه "يجب الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر".

وأضاف أدرعي في منشور لاحق، أن الجيش الإسرائيلي "سيستهدف على المدى الزمني القريب" ما ادعى أنها "عدة بنى تحتية تقع تحت الأرض ومخصصة لإنتاج مسيرات".

في الأثناء، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بتحليق مكثف لطائرات مسيرة إسرائيلية في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت، عقب صدور الإنذار الإسرائيلي.

وذكرت الوكالة أن المنطقة تشهد حركة نزوح كثيفة للسكان من الأحياء الـ3 المستهدفة.



وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27  تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 شهيدا و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعلن عزمه تنفيذ عدوان وشيك على الضاحية الجنوبية
  • الرئيس المشاط: نتعاطى بمسؤولية مع الشركات المستثمرة في كيان العدو الصهيوني التي أبدت استعدادها للمغادرة
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 54607 شهداء و125341 مصابا
  • صحيفة سويسرية: الإمارات تتصدر داعمي الكيان الصهيوني على مستوى المنطقة
  • وزير الدفاع: القوات المسلحة على استعداد للتصعيد ضد كيان العدوّ الإسرائيلي
  • رحلات معلقة ومخاوف أمنية تعمّق عزلة “الكيان الصهيوني” الجوية (تفاصيل ساخنة)
  • “الجهاد الإسلامي” تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار جرائم العدو الإسرائيلي
  • إسبانيا تلغي صفقة أسلحة مع الكيان الإسرائيلي ردا على جرائمه في غزة
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 54510 شهداء و124901 مصاب
  • المستشار الألماني يطالب الكيان الإسرائيلي بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة