تقارير دولية: السعودية تجاوزت توقيع اتفاق التطبيع مع الإسرائيليين بتفعيل التعاون الاقتصادي على الأرض
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
إنشاء ممر الاقتصادي سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا يشمل إسرائيل والسعودية بلاد الحرمين مغلقة أمام ملايين المسلمين، ومفتوحة أمام اليهود لممارسة التجارة تصريحات بن سلمان بشأن الممر الاقتصادي أزالت كل الغموض عن العلاقة الحقيقية بين السعودية وإسرائيل
الثورة /
أوضحت تقارير اقتصادية دولية أنه وفي منتدى الاستثمار السعودي الهندي الذي عقد عقب اجتماع مجموعة العشرين في الهند، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن إنشاء الممر الاقتصادي الذي أعلنت عنه نيودلهي، والذي سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا معاً، سيكون بمثابة تحقيق المصالح المشتركة “لبلداننا من خلال تعزيز الارتباط الاقتصادي”.
ومع العلم أن هذا الممر يشمل إسرائيل، أكد بن سلمان أنه سيساهم في تطوير البنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية واتصالات الموانئ وتحسين تدفق السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية.
وبغض النظر عن كل الجدل المتعلق بالشروط السعودية لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب التقرير فإن هذا يثبت أن المملكة تمضي قدما بسرعة كبيرة في الأمر.
تصريحات بن سلمان بشأن الممر الاقتصادي أزالت كل الغموض عن العلاقة الحقيقية بين السعودية وإسرائيل وتحدث بوضوح عن المصالح المشتركة والتبادل التجاري بين الدول المشاركة في المشروع.
وأوضح المحلل السياسي الإماراتي سالم الكتبي، أن هذا “المشروع الطموح يشكل أرضية مشتركة للتعاون والتكامل”، لافتا إلى أن “الاقتصاد بمثابة بوابة للسياسة”، وقال “يمكنه رسم خريطة جيوسياسية جديدة بشكل فعال”.
حيث أصبحت مصالح هذه الأطراف أكثر تشابكاً من أي وقت مضى، وهو ما ينعكس بدوره على سياساتها وتوجهاتها الإقليمية والدولية.
وأشار الكتبي، الذي نشر رأيه على موقع صحيفة إسرائيلية يومية، إلى أن السعودية منخرطة بالفعل في ترتيبات جيوسياسية تشمل إسرائيل كجزء أصيل من المنطقة، دون أن تعطي أي اهتمام للقضية الفلسطينية.
قال المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي يزور السعودية بشكل متكرر الآن، إن المملكة تمر بـ “تحول لا يصدق”، ونصح الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتركيز على المحادثات المباشرة وتجنب الضغط على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية.
وقال غرينبلات، وهو يهودي، إنه حضر احتفالاً برأس السنة اليهودية في السفارة الأمريكية في الرياض.
وأضاف غرينبلات إنه يرتدي القلنسوة اليهودية في المملكة دون أن يشعر بأي رد فعل سلبي من السعوديين .
هذا إلى جانب ما قاله عن المطالب السعودية ، تثبت أيضاً أن الدولة الخليجية قد تجاوزت بالفعل مرحلة التوقيع على اتفاق التطبيع.
وفي سبتمبر الماضي، قام وفد إسرائيلي مكون من تسعة موظفين، بقيادة وزير السياحة، حاييم كاتس، بزيارة المملكة العربية السعودية كمراقبين في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وقال كاتس إن “التعاون في مجال السياحة لديه القدرة على جمع القلوب وتحقيق التقدم الاقتصادي”.
وألمح إلى أن تطبيع العلاقات قد تم بالفعل، لكنه قال إن القلوب لا تزال بحاجة إلى التقارب.
ويعني ذلك أن تسويق التطبيع للسعوديين لا يزال العائق الوحيد، متعهدا بأنه “سيعمل على تعزيز التعاون والسياحة والعلاقات الخارجية لإسرائيل”.
وبعد أيام من زيارة كاتس، وصل وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كارهي، على رأس وفد مكون من 14 شخصاً من كبار المسؤولين الإسرائيليين، إلى المملكة العربية السعودية لحضور المؤتمر الاستثنائي الرابع للاتحاد البريدي العالمي.
وأخذ كارهي، وهو يهودي متشدد، مسألة الزيارة إلى أبعاد تتجاوز العلاقات السياسية التي اعتقد اليهود أن الوصول إليها يحتاج إلى عقود بعد توقيع الاتفاق.
ونشر كارهي صورا ومقطع فيديو له وهو يشارك في صلاة يهودية صباحية في السعودية، كما ألمح إلى أن صلاته من الرياض باتجاه القدس تبشر بعودة اليهود إلى السعودية.
وقال في بيان، في إشارة إلى دانيال، الشخصية التوراتية المنفية إلى بابل: “تماما كما فُتحت نوافذ بيت دانيال في مواجهة القدس، كذلك تمكنا في الرياض من الصلاة والنوافذ مفتوحة في مواجهة القدس”.
وشددت في مقال سابق على أن السعودية ستمضي في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بغض النظر عن مطالب الفلسطينيين وبغض النظر عن حقوقهم والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين.
وأثناء زيارة الوزراء الإسرائيليين للمملكة العربية السعودية، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، وكان المستوطنون اليهود يدنسون ويعتدون على المصلين المسلمين داخله.
وأكثر من هذا، ففي حين أن البلد الذي يضم الحرمين الشريفين لدى المسلمين، مغلق أمام ملايين المسلمين، إلا أنه مفتوح أمام اليهود لممارسة الأعمال التجارية وأداء طقوسهم الأسطورية وبثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يقوم السعوديون بالفعل بتسهيل دخول اليهود إلى المملكة، فإنهم يقومون بإنهاء العقود مع فلسطين من العمال وطردهم.
اتصل بي أحد أصدقائي الذين درسوا معي في الجامعة الشهر الماضي وأخبرني أنه تم إنهاء عقد عمله وأنه أصبح غير قانوني للعمل في البلد، أخبرني أنه ليس لديه مكان يذهب إليه مع عائلته.
توفي عمي منذ ثلاث سنوات، إلا أنه قام بالتدريس في المدارس السعودية لأكثر من 30 عاماً؛ ولم تتمكن عائلته من العثور على قبر له بعد أسبوع من وفاته.
الحقيقة على الأرض فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لا علاقة لها بتوقيع صفقة، إن توقيع الاتفاق لا يقل أهمية عما يجري فعلياً على الأرض.
علاقات جيدة وتبادل زيارات رسمية وطائرات إسرائيلية تحلق في أجواء السعودية والتنازل عن المطالب الفلسطينية وتجاهل تدنيس اليهود الإسرائيليين للمقدسات والانتهاكات ضد الفلسطينيين وحقوقهم تمر دون أن تلاحظها الرياض.
هذا أكثر من مجرد تطبيع للعلاقات، ولكنه مشاركة مع الصهاينة في احتلال فلسطين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: تطبیع العلاقات بن سلمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا
انتهت جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة (EABA) من إعداد أكبر وأشمل خريطة معلوماتية واقتصادية واستثمارية لدول قارة إفريقيا، والتي أعدها قسم الدراسات والبحوث بالجمعية طويت علي ٢٦٣٣ صفحة ، بهدف خدمة مجتمع المال والأعمال المصري والإفريقي وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وتأتي هذه الخطوة المهمة في إطار جهود الجمعية المتواصلة لتقريب المسافات بين مصر والدول الإفريقية عبر تزويد المستثمرين والقطاع الخاص ببيانات دقيقة ومحدثة تسهل اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك.
تتضمن الخريطة معلومات شاملة عن القارة الإفريقية، وتشمل بيانات أساسية مثل:
حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول القارة الذي يبلغ نحو 2.83 تريليون دولار أمريكي.
معدل البطالة الذي يقدر بحوالي 7.5%.
متوسط دخل الفرد السنوي البالغ حوالي 1,130 دولار أمريكي.
عدد السكان الذي يزيد عن 1.55 مليار نسمة، تتوزع نسبتهم بين الذكور بنسبة 49.953% والإناث بنسبة 50.047%.
كما تقدم الخريطة تفاصيل دقيقة عن أبرز القطاعات الاستثمارية الواعدة في إفريقيا مثل:
الزراعة: قطاع استراتيجي يدعم الأمن الغذائي ويملك فرصًا واسعة للنمو.
التعدين: غنى القارة بالمعادن الثمينة كالذهب والنحاس والكوبالت.
البناء والتشييد: تلبية احتياجات البنية التحتية والإسكان المتزايدة.
التكنولوجيا: النمو السريع في مجالات التحول الرقمي والخدمات المالية الرقمية.
الطاقة المتجددة: التوجه نحو مصادر الطاقة النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة.
إدارة الموارد المائية: مشروعات حيوية لمواجهة تحديات شح المياه.
وتغطي الخريطة جميع الدول الإفريقية في الأقاليم الخمسة (الشمال، الغرب، الوسط، الشرق، الجنوب)، موضحة الموقع الجغرافي لكل دولة، وعدد سكانها، وحجم اقتصادها، وقوة عملتها، والقوانين المنظمة للاستثمار، إضافةً إلى الجهات والمؤسسات الوطنية المسؤولة عن الاستثمار، لتكون بمثابة مرجع شامل وموثوق للمستثمرين المصريين والأفارقة.
وأكد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن إعداد هذه الخريطة يأتي امتدادًا للدور الريادي الذي تلعبه الجمعية في دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وأشقائها في القارة الإفريقية، مع التركيز على خلق بيئة عمل مشتركة بين القطاع الخاص ومجتمع المال والأعمال الإفريقي.
وأوضح الشرقاوي في تصريح خاص لـ«أفرو نيوز 24» أن الجمعية تواصل التواصل المستمر مع السفارات الإفريقية بمصر للحصول على المعلومات الموثوقة حول الفرص الاستثمارية والتطورات الاقتصادية، بهدف تقديمها للأعضاء والمستثمرين بشكل منظم وسهل الاستخدام.
وتسعى الجمعية من خلال إعداد الخريطة إلى فتح قنوات اتصال جديدة بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم في إفريقيا، وتسهيل تنظيم بعثات تجارية واستثمارية متبادلة، فضلًا عن دعم المبادرات والمشروعات المشتركة التي تساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز التجارة البينية بين مصر ودول القارة.
وجاء اعداد الخريطة في إطار التزام جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة المستمر بتقديم كل ما يخدم القطاع الخاص المصري والإفريقي، من خلال إطلاق المبادرات والدراسات النوعية وبناء قواعد بيانات حديثة، بما يعزز مكانة مصر كحلقة وصل تجارية واستثمارية بين إفريقيا والعالم.