الموقع بوست:
2025-10-08@00:30:58 GMT

لماذا تتفاقم جرائم قتل الأقارب في اليمن؟

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

لماذا تتفاقم جرائم قتل الأقارب في اليمن؟

في صباح يوم الأحد 21 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أُخرج عفيف سالم الحاج من السجن المركزي بمدينة عدن، جنوب اليمن، مكبل اليدين، منكّس الرأس، حاملاً مصحفاً بين يديه، لتنفيذ حكم الإعدام تعزيراً بحقه رمياً بالرصاص، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على ارتكابه إحدى أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع اليمني. ويُعد هذا أول حكم إعدام تعزيري يُنفذ في مدينة عدن منذ اندلاع الحرب عام 2015.

ويُقصد بالإعدام تعزيراً ذلك الذي لا يُقبل فيه العفو إلا من ولي الأمر. في المقابل، نُفّذ خلال السنوات الماضية عددٌ من أحكام الإعدام قصاصاً.

 

وقعت الجريمة في 27 إبريل/ نيسان 2020، في منطقة دار المعلمين بمديرية خورمكسر في مدينة عدن، حين قام الجاني بقتل والدته فطومة عمر عبد الله باسحيم عمداً، وقام بتقطيع جثتها إلى نصفين، وفصل رأسها ووضعه في حقيبة. وتُعد واحدة من جرائم قتل الأقارب البشعة، في حين شهدت جرائم العنف الأسري تزايداً ملحوظاً داخل المجتمع اليمني خلال فترة الحرب المستمرة منذ عشر سنوات.

 

وأفرزت الحرب واقعاً جديداً ألقى بظلاله على الصحة النفسية للأفراد، وأسهم في ارتفاع معدلات الجرائم، بما في ذلك تلك التي تُرتكب داخل الأسرة، وتكرر القبض على عدد من مرتكبي جرائم قتل الأقارب، في حين يُقدم آخرون على إنهاء حياتهم مباشرة بعد ارتكاب الجريمة.

 

وفي ديسمبر 2024، لقي غانم علي المخلافي مصرعه على يد ابنه، الذي أطلق عليه 30 رصاصة أردته قتيلاً، قبل أن يلوذ بالفرار في مديرية بعدان بمحافظة إب (وسط). وفي حادثة أخرى، قتل رجل ستيني، من أبناء مديرية المواسط بريف تعز (جنوب غرب)، زوجة ابنه بعدة طعنات، ولاذ بالفرار، وخلال مطاردته من قبل الشرطة، قام بالانتحار بإطلاق النار على رأسه.

 

وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكب شاب جريمة مروعة، إذ قتل والده ووالدته وشقيقته وشقيقه في منطقة قاع القيضي بالعاصمة صنعاء. وفي حادثة مشابهة، قتل رجل ابنه بنحو 20 طعنة متفرقة في أنحاء جسده، وذلك في منطقة خلاقة الحد بيافع، في محافظة لحج (جنوب). وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتل ثلاثيني في محافظة الضالع (وسط)، زوجته باستخدام آلة حادة، وقام بفصل رأسها عن جسدها. كما ارتكب رجل في الثلاثينات من عمره جريمة قتل زوجته وشقيقته باستخدام سلاح كلاشنكوف في مديرية أحور بمحافظة أبين (جنوب).

 

كذلك، قُتل المواطن حسن الضبيري وولده إثر طعنة من ابنهما الكفيف خالد، والذي لقي حتفه على يد شقيقه الأكبر فور سماعه بالحادث، في مديرية مقبنة، بريف تعز. وفي أغسطس/ آب، أنهى شاب عمره 25 سنة حياة والدته بعشر طلقات نارية في مديرية لودر بمحافظة أبين. كما قتل رجل والده وثلاثاً من شقيقاته، قبل أن ينتحر بإطلاق النار على نفسه في مديرية لبعوس بمحافظة لحج.

 

يقول القاضي محمد عبد الوهاب العباسي، لـ"العربي الجديد"، إن نسب جرائم قتل الأقارب كانت بسيطة مقارنة بجرائم القتل والاعتداء التي تحدث في المجتمع اليمني، وغالباً ما كانت تحدث في الأرياف أكثر من المدن. لكنه أشار إلى "تزايد ملحوظ لهذه الجرائم في الآونة الأخيرة بسبب الحرب وظروف المجتمع، وانعدام الدخل، والنزاعات العائلية، خاصة حول الإرث، إلى جانب تأثير التعبئة لمختلف الطوائف الدينية المتطرفة ضد الطوائف الأخرى". وأوضح القاضي أن "جرائم قتل الأقارب تُصنف قانونياً كجرائم قتل عادية، لكن تختلف العقوبة في حالة واحدة فقط، وهي إذا قتل الأصلُ (الوالد أو الوالدة) الفرع (الابن أو البنت)، فلا قصاص في هذه الحالة، بينما إذا قتل الفرع أصله، فيُنفذ فيه القصاص إذا ثبتت الواقعة. وأكد القاضي العباسي أن من واجب الدولة الحد من هذه الجرائم من خلال نشر التوعية بين أفراد المجتمع، وتوفير سبل العيش الكريم، فضلاً عن توحيد وترشيد الخطاب الديني لأفراد المجتمع ونبذ الجهل والفرقة".

 

فيما اعتبر الباحث الاجتماعي يوسف محمود أن انتشار هذه الجرائم وتحولها إلى ظاهرة اجتماعية سببه تدهور الأوضاع المعيشية، والفقر، والبطالة، وارتفاع الأسعار، مما يسبب ضغوطاً نفسية هائلة. وأضاف لـ"العربي الجديد" أن استمرار الحرب، ومعايشة تفاصيلها اليومية، وذهاب الشباب إلى جبهات القتال، إلى جانب الانتشار الواسع للسلاح والمخدرات، والانفلات الأمني، وغياب سلطة القانون، وضعف أداء القضاء، وتراجع الوازع الديني، جميعها عوامل أسهمت بشكل مباشر في تصاعد جرائم قتل الأقارب، حتى باتت تشكل نسبة ملحوظة من إجمالي جرائم القتل المرتكبة في المجتمع اليمني.

 

وفي يوليو/ تموز الماضي، قتل رجل زوجته وأولاده الأربعة، ثم انتحر في مديرية ريدة بمحافظة عمران، شمال صنعاء. وفي الشهر نفسه، قتل رجل زوجته ووالدها وطفله البالغ أربع سنوات، وأصاب شقيقة زوجته، ثم انتحر بسلاح كلاشنكوف في مديرية عتمة بمحافظة ذمار. كما قُتل رجل ستيني على يد نجله، والذي لاذ بالفرار عقب الجريمة، في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة.

 

وفي الحديدة، قتل شاب والده المسن، بضربه بالمطرقة على رأسه حتى الموت، في مديرية زبيد. وفي محافظة شبوة، أطلق شاب النار على والده، ثم أطلق النار على الأهالي لمنعهم من إسعافه حتى فارق الحياة. وقتلت امرأة في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز زوجها بعد زواجه من امرأة أخرى. وفي الشهر نفسه، قام شاب في العقد الثالث من عمره بقتل والدته وشقيقه، وأصاب شقيقته إصابة خطيرة في مديرية مجز بمحافظة صعدة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية جرائم قتل الأقارب حرب المجتمع الیمنی فی مدیریة النار على قتل رجل

إقرأ أيضاً:

مدير مديرية أوقاف بني سويف يلقي المحاضرة الافتتاحية للدورة التدريبية للأئمة بالمجلس القومي للمرأة

بتوجيهات كريمة من معالي الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، ألقى الدكتور عاصم قبيصي مدير مديرية أوقاف بني سويف المحاضرة الافتتاحية للدورة التدريبية المخصصة للسادة الأئمة، والتي عُقدت بمقر المجلس القومي للمرأة ببني سويف، وذلك في إطار التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للمرأة في نشر الوعي الأسري والمجتمعي، وتعزيز دور المؤسسات الدينية في دعم قضايا المرأة وتمكينها.

جاء ذلك بحضور الدكتورة نرمين محمود مدير المجلس القومي للمرأة ببني سويف، والدكتورة ياسمين مدير التدريب بالمجلس القومي للمرأة، و سعيد منسق المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، إلى جانب عدد من القيادات الدعوية ومديري الإدارات الفرعية بمديرية الأوقاف.

وكيل صحة بني سويف يتفقد وحدة طب أسرة الإسكان الاجتماعي بمنطقة 77 فداناالسكرتير العام المساعد لبني سويف يتفقد اصطفاف المعدات بمركزي بني سويف وإهناسيانائب محافظ بني سويف يستمع لمطالب وشكاوى المواطنين في القطاعات والمرافقنائب محافظ بني سويف يناقش استعدادات مهرجان النباتات الطبية والعطرية

وفي كلمته، أكد الدكتور عاصم قبيصي أن وزارة الأوقاف تولي اهتماماً خاصاً بملف الأسرة والمرأة والتربية الوجدانية، إدراكاً منها لدور المرأة المحوري في بناء المجتمع وصناعة الوعي، مشيراً إلى أن الإمام والداعية شريكان في ترسيخ قيم الاحترام المتبادل، والتفاهم الأسري، والمواطنة الصالحة.

كما ثمّن “قبيصي” الجهود المتميزة التي يبذلها المجلس القومي للمرأة في دعم قضايا المرأة المصرية وتدريب الكوادر الدعوية والاجتماعية، مؤكداً أن هذا التعاون يمثل نموذجاً مشرفاً للتكامل بين المؤسسات الوطنية في بناء الإنسان المصري وحماية القيم الأخلاقية.

وفي ختام اللقاء، أعربت الدكتورة نرمين محمود عن تقديرها لجهود وزارة الأوقاف في مجال التوعية الأسرية، مشيدة بحرصها الدائم على مد جسور التعاون والتكامل مع المجلس القومي للمرأة في خدمة قضايا المجتمع.

طباعة شارك بني سويف قومي بني سويف أوقاف بني سويف

مقالات مشابهة

  • أزمة الوقود تتفاقم في حضرموت.. القبائل توقف عشرات القواطر لليوم الرابع
  • فعالية في مديرية المنار بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • مدير مديرية أوقاف بني سويف يلقي المحاضرة الافتتاحية للدورة التدريبية للأئمة بالمجلس القومي للمرأة
  • الدقران لـ"صفا": المنظومة الصحية بغزة على حافة الانهيار وحالات سوء التغذية تتفاقم
  • مرصد بيئي: أزمة المياه تتفاقم جنوبي العراق ولاصحة لزيادة الاطلاقات من تركيا
  • نجاة مواطن من محاولة اغتيال في مديرية خنفر بأبين
  • اليونيسف: “لا مكان آمن في غزة” وأوضاع الأطفال تتفاقم
  • عرض شعبي لقوات التعبئة في مديرية كعيدنة بحجة
  • اختتام دورة تدريبية لرائدات التنمية في مديرية آزال
  • طلاب اليمن في مصر يصرخون: مستحقاتنا ضائعة ومعاناتنا تتفاقم