مثل مهندس بارع.. كيف تنظم الخلايا الحية عملياتها الداخلية؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
تخيل الخلية الحية كأنها مدينة نابضة، وفي قلب هذه المدينة، تعمل العضيات المختلفة كالمناطق الصناعية والسكنية، ولكل منها وظيفة محددة، بدءًا من توليد الطاقة، مرورًا بمعالجة البروتينات، وصولا إلى التخلص من الفضلات.
لكن كيف تقرر الخلية الحيّة ما يستحق التوسع فيه أولا؟ وهل تنمو هذه العضيات بالتوازي مع نمو المدينة، أم أن هناك أولويات؟ هذا هو السؤال المركزي الذي سعى للإجابة عليه فريق بحثي بقيادة شانكار موخيرجي، الأستاذ المساعد في قسم الفيزياء في جامعة واشنطن في سانت لويس الأميركية، عبر دراسة حديثة نشرت في دورية "سيل سيستمز" في يونيو/حزيران 2025.
يقول موخيرجي: "السؤال الأساسي في علم الأحياء الخلوية هو، هل تنفق الخلية ميزانيتها على جميع العضيات بالتساوي، أم تعطي الأولوية للبعض لتلبية مطالب النمو؟ نعتقد أن الجواب هو الخيار الثاني، وأن هذه الأنماط الجماعية تمثل الطريقة التي تنسق بها الخلية بين العضيات خلال النمو".
استخدم الفريق خلايا الخميرة البرعمية نموذجا للدراسة، حيث أُضيفت علامة بروتينية فلورية تشع بلون مميز عند تعرضها للضوء لكل عضية رئيسية في خلية الخميرة مثل الميتوكوندريا، والفجوة العصارية، وجهاز جولجي، وغيرها. هذه البروتينات تُصدر ألوانًا مثل الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر، كما في ألوان قوس قزح.
سميت التقنية باسم "خميرة قوس قزح" لأن الخلية تبدو تحت المجهر وكأنها تتوهج بألوان قوس قزح، فيمثل كل منها عضية مختلفة. في التصوير التقليدي، تتداخل الألوان المختلفة، مما يصعب تمييز العضيات عن بعضها. ولحل هذه المشكلة، استخدم الباحثون تقنية التصوير الطيفي الفائق.
يقول موخيرجي: "أعتقد أن الابتكار الحقيقي هنا هو استخدامنا لتقنية التصوير الطيفي الفائق لرؤية منظومة العضيات الـ6 بينما نغيّر من خصائص نمو وحجم الخلية"، ويضيف: "هذا سمح لنا برؤية شاملة لكيفية عمل مستويات التنظيم الخلوي المختلفة معًا لتنظيم الوظيفة الخلوية".
إعلانطُورت تقنية التصوير الفائق في الأصل لاستكشاف الأرض من الطائرات والأقمار الصناعية، وتسمح بتمييز الفروق الدقيقة بين أطياف الألوان، وبالتالي تحديد كل عضية بدقة حتى لو كانت تصدر لونًا مشابهًا لعضية أخرى.
صُوّرت آلاف الخلايا، وجُمعت بيانات حجم العضيات وعددها وتوزيعها. ثم استُخدمت أساليب تحليل رياضية متقدمة لفهم كيف تنظم الخلية عضياتها وتعيد توزيعها مع تغير الحجم أو الظروف البيئية.
وبالتحليل، تبيّن أن استجابات العضيات للتغيرات البيئية، كتوفر الجلوكوز، تتبع أنماطًا منسقة تتيح للخلية تعديل نموها دون انهيار وظائفها، ويشرح موخيرجي ذلك قائلا: "عملنا يكشف أن الخلية قد تستعين بمقاربة جماعية لتعديل مجموعات كاملة من العمليات الخلوية بطريقة منظمة، أشبه بتغيير محرك السيارة كله بدلا من تبديل كل جزء على حدة".
سمحت تقنية خميرة قوس قزح برؤية 6 عضيات رئيسية في الوقت نفسه داخل الخلية الحية، بدلًا من فحص كل عضية على حدة. ووجد الباحثون أن الخلايا لا تُنفق مواردها بشكل متساوٍ على جميع العضيات خلال النمو، بل توزع هذه الموارد وفق نمط جماعي يسمى "أنماط العضيات".
أحد أكثر الاكتشافات إثارة كان متعلقًا بعضية تُعرف باسم الفجوة العصارية، وهي عضية خلوية محاطة بغشاء، توجد في خلايا النبات والفطريات والخميرة وبعض الكائنات الأخرى، وهي مساحة مملوءة بسائل. تشمل وظائفها الأساسية تخزين الماء والمواد الغذائية، وتنظيم ضغط الامتلاء ودعم الخلية، والنقل النشط، وتخزين النفايات. بينما تحتوي الخلايا النباتية عادة على فجوة عصارية كبيرة واحدة، قد تحتوي الخلايا الحيوانية على عدة فجوات أصغر.
يقول موخيرجي: "أنا سعيد بالتكهن حول دور الفجوة، لطالما اعتبرت مكب نفايات للخلية، لكننا نعتقد أن لها دورًا أكثر تعقيدًا. حجم الفجوة يبدو مؤثرًا بشدة على توزيع المساحة في الخلية، وبالتالي على قدرة الخلية على النمو".
بينت الدراسة أن حجم الفجوة لا يرتبط بمعدل النمو بنفس الطريقة التي يرتبط بها حجم النواة أو السيتوبلازم، وهو ما أطلق عليه الباحثون مصطلح كسر التماثل. الفجوة، حسب تصورهم، تعمل كمنظم مرن للنمو، أي تكبر لمعادلة التغيرات العشوائية في الحجم، وتصغر إذا تغيرت الظروف واحتاجت الخلية لتغيير نمط النمو.
يشرح موخيرجي: "تخيل خلية تعيش في بيئة مستقرة. إذا كبرت فجأة بفعل عوامل عشوائية، سينمو السيتوبلازم وقد يزداد معدل النمو رغم عدم وجود مغذيات كافية. في هذا السيناريو، تنمو الفجوة للحد من نمو السيتوبلازم، وتحافظ على معدل النمو ثابتًا. لكن إذا طرأ تغيير بيئي حقيقي، كزيادة مفاجئة في الجلوكوز، فإن الفجوة تسمح بتوسعة السيتوبلازم لدعم النمو المطلوب. إنها عضية تنظيمية فعالة ومرنة في الوقت نفسه".
فهم أعمق للخلايا البشريةنموذج الخلية المعتمد في الدراسة هو الخميرة لأنها بسيطة نسبيًا، ورغم بساطتها، فهي تحتوي على عضيات مشابهة لتلك الموجودة في الخلايا البشرية، ولها أدوات جينية متطورة تسمح بالتعديل الدقيق.
إعلانويقول موخيرجي: "أعتقد أن هذه هي النقطة التي قد يكون فيها مفهوم أنماط العضيات ذا أهمية قصوى، فخلايا الكائنات متعددة الخلايا تواجه معضلة، فهي تحتاج إلى وظائف خلوية عامة مثل إنتاج الطاقة، وفي الوقت نفسه لديها وظائف نوعية ضمن جسم الكائن الحي. وعملنا يشير إلى وجود إستراتيجية عامة تسمح للخلية بالتوفيق بين هذين الدورين".
لكن تصوير 6 عضيات في الوقت نفسه لم يكن أمرًا سهلًا، فالألوان الفلورية المستخدمة عادةً في تصوير الخلايا تتداخل بصريًا، مما يجعل تمييز العضيات صعبًا.
يشرح موخيرجي: "أكبر التحديات التقنية التي واجهناها كان ضعف الإشارة مقارنة بالضوضاء. خميرة قوس قزح مليئة بالألوان، لكنها ليست شديدة السطوع." ويستطرد: "اضطررنا لتقليل الدقة المكانية للصور حتى نجمع ضوءًا كافيًا من كل خلية. صحيح أن تقنيات مثل التصوير الإلكتروني تتفوق علينا في الدقة، لكن ما يميز طريقتنا هو القدرة على تصوير عشرات الآلاف من الخلايا الحية وتحليلها، مما يسمح لنا بمتابعة الخلايا الفردية عبر الزمن".
لم يكن الهدف من الدراسة فهم خلايا الخميرة فقط، بل التمهيد لفهم خلايا الإنسان، وخاصة في الحالات المرضية. يختتم موخيرجي: "من الممكن أن نجد أن العلاقة الطبيعية بين حجم العضيات والنمو في الخلايا تصبح غير طبيعية في الأمراض التي تتضمن اضطرابات في التمثيل الغذائي، مثل السرطان والسكري والأمراض المناعية. وإذا كانت هذه الأنماط علامات للمرض، أو إذا كانت تشارك فعليًا في حدوثها، فهو سؤال متحمسون للعمل عليه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الوقت نفسه
إقرأ أيضاً:
كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟
بخطى ثابتة وبشغف لا يخبو، تخوض الدكتورة يون أون كيونغ رحلة طويلة ومثيرة في ميدان الدراسات العربية والإسلامية من كوريا الجنوبية إلى العواصم العربية وتعتبر مشاركتها في "المؤتمر الدولي للاستشراق" في الدوحة فرصة فريدة لعرض جهودها في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب.
وكأستاذة في جامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" ورئيسة للجمعية الكورية للدراسات الإسلامية، تحمل يون على عاتقها مهمة صعبة: تقديم صورة موضوعية ومنصفة عن العرب والمسلمين في بلدٍ تتشكل معرفته عن الآخر عبر مرآة الإعلام الغربي. وبين قاعات المحاضرات ومشاريع الترجمة، تسعى جاهدة لكسر الصور النمطية وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وفي هذا الحوار مع الجزيرة نت، تفتح الدكتورة يون قلبها وعقلها لتحدثنا عن تحديات المستعربين الكوريين، ودور الترجمة في بناء الجسور، وتجربتها الشخصية في تدريس العربية، وتحليل الخطاب الإعلامي حول الإسلام، وتقدّم رؤيتها الأكاديمية في زمن يزداد فيه التباعد بين الثقافات بدلًا من التقارب.
والدكتورة يون واحدة من الشخصيات البارزة في مجال الدراسات العربية والإسلامية في كوريا الجنوبية. وتمتد مسيرتها المهنية الأكاديمية إلى العديد من المناصب القيادية، حيث شغلت سابقا منصب وكيلة كلية اللغات والثقافات الآسيوية ورئيسة قسم العربية في نفس الجامعة، بالإضافة إلى دورها كمستشارة ومديرة في عدة لجان أكاديمية وتعليمية على مستوى كوريا الجنوبية.
فماذا تقول عن واقع الدراسات العربية في كوريا؟ وكيف ترى مستقبل الحوار بين الشرق والغرب؟ وهل يمكن للثقافة أن تكون أكثر تأثيرًا من السياسة؟
ما انطباعك الشخصي عن مشاركتك بالنسخة الأولى من "المؤتمر الدولي للاستشراق" بالدوحة وكيف تقيّمين دورها في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب؟سرني وشرفني شخصيا أن أشارك في مثل هذا المؤتمر الموقر، وهو النسخة الأولى من "المؤتمر الدولي للاستشراق" في الدوحة. وأنا مستعربة ومتخصصة في اللغة العربية والثقافة العربية والإسلامية، وهذه هي تجربتي الأولى في حضور هذا المؤتمر الدولي المتعلق بالاستشراق.
إعلانولقد لاحظت وجود عدد كبير من الضيوف والعلماء البارزين من مختلف دول العالم، من الشرق والغرب، حيث يلتقيان هنا في الدوحة التي أصبحت بحق همزة وصل بين الحضارتين، ومنبرا لتبادل الثقافات بين الشرق والغرب.
وأعتقد أن هذا إنجاز رائع، وسيساهم في تعزيز مكانة الدوحة لتكون عاصمة للثقافة والفنون، ومركزا للحوار الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب.
كما أشير إلى أن المؤتمر شهد عددا من الجلسات المهمة. ولقد حضرت بعض هذه الجلسات، واستمتعت كثيرا بآراء المتحدثين، واستفدت منها بشكل كبير.
ما أبرز التحديات التي يواجهها المستعربون الكوريون في تقديم صورة موضوعية عن العالم العربي والإسلامي، وكيف تسعون لتصحيح الصور النمطية السائدة؟هناك العديد من الإشكاليات التي نواجهها نحن المستعربين الكوريين في الوقت الحاضر. كما ذكرت في جلستنا، فإنه حتى الآن تم إصدار أكثر من 15 ألف كتاب في كوريا تتناول العربية وآدابها، ودراسات الشرق الأوسط، والدراسات المتعلقة بالإسلام. إلا أن أقل من 10% من هذه الكتب ألفها متخصصون كوريون في اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية، أما الغالبية العظمى فهي ترجمات من كتب غربية مكتوبة بالإنجليزية.
ولذلك، فإن كثيرا من هذه الكتب تعاني من قيود منهجية، وتقدم رؤية من منظور غربي قد يكون غير منصف أو إيجابي تجاه العالم العربي والإسلامي.
ولهذا السبب، نحن كمستعربين كوريين، نسعى بكل ما أوتينا من جهد إلى تعريف الجمهور الكوري العام بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية بصورة صحيحة وموضوعية. وذلك لأن معظم الكوريين يحملون صورا نمطية غير إيجابية، وأحيانا سلبية جدا، عن العالم العربي والإسلامي، نتيجة لاعتمادهم في معلوماتهم على وسائل الإعلام الغربية، التي غالبا ما تنقل صورة مشوهة أو غير دقيقة.
ومن هنا، فإننا نعمل بجد على تصحيح هذه الصور النمطية، وعلى تقديم صورة عادلة ومتوازنة للعالم العربي والإسلامي في الوعي الكوري العام.
كيف أثرت الخلفية التاريخية والسياسية لكوريا على تصورات الأجيال القديمة تجاه العالم العربي والإسلامي، وما الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الغربية في تشكيل هذه التصورات؟أنا أتفق معكم تماما، ولكن كما ذكرت، فإن الأجيال القديمة من الكوريين لديهم صورة غير إيجابية تجاه العالم العربي والإسلامي. ويعود السبب في ذلك إلى الخلفية التاريخية لكوريا، حيث كانت تحت الاستعمار الياباني لفترة طويلة، ولم تنل استقلالها من براثن الاحتلال الياباني إلا عام 1945، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
ثم اندلعت الحرب الكورية بين شطري البلاد، وفي تلك المرحلة تكون نمط التفكير السائد لدى معظم الكوريين، حيث أصبحوا مؤيدين للولايات المتحدة والنموذج الغربي عموما، مما جعلهم يعتمدون في تلقي المعرفة والمعلومات، بما في ذلك ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي، على وسائل الإعلام الغربية.
كيف ترين دور حركة الترجمة بين العربية والكورية في تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين، وما الخطوات اللازمة لتوسيع هذا الجسر المعرفي مستقبلا؟ إعلانعند الحديث عن حركة الترجمة بين اللغتين العربية والكورية، لا بد من الإشارة إلى تاريخ العربية في كوريا، حيث بدأ تعليمها عام 1965، مع تأسيس أول قسم متخصص في تعليم العربية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" الواقعة في العاصمة سول.
ويحتفل هذا القسم هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه، وقد تخرج منه خلال هذه الفترة أكثر من 10 آلاف خريج، يلعبون أدوارا ريادية في تعزيز العلاقات الثنائية بين كوريا والعالم العربي، سواء في مجال الترجمة أو مجالات أخرى. كما تم افتتاح برنامج دراسات عليا في قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة نفسها، يشمل مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
ومن خلال هذه البرامج، تخرج حتى الآن 110 من الحاصلين على درجة الماجستير، و24 حاصلا على درجة الدكتوراه، وقد تناولت رسائلهم العلمية موضوعات متنوعة، وركز بعضها على الأدب العربي، وخاصة أعمال أدباء بارزين مثل غسان كنفاني ونجيب محفوظ.
وفي هذا السياق، قام عدد من هؤلاء الباحثين بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى الكورية، ومن أبرزها رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، وأعمال مختارة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. وقد بلغ عدد الأعمال الأدبية العربية التي ترجمت إلى الكورية حتى الآن أكثر من 60 عملا.
كما تمت أيضا ترجمة بعض الأعمال الأدبية الكورية إلى العربية، والتي يقدر عددها بما بين 20 و30 عملا، إلا أن هذا العدد لا يزال غير كاف.
أما الكاتبة الكورية هان كانغ، الحائزة على جائزة نوبل للآداب العام الماضي، فقد قد حصلت سابقا على جائزة "البوكر" وقد ترجمت بعض أعمالها إلى العربية، من بينها رواية "النباتية" التي تتميز بأسلوبها الشعري في السرد، وتعبر من خلالها عن الصدمات التاريخية التي خلفتها الحرب الكورية.
ولذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الترجمة المتبادلة، سواء من العربية إلى الكورية، أو العكس، لتعميق الفهم الثقافي المتبادل بين العالمين العربي والكوري.
كيف يسهم المنهج الأكاديمي المتوازن بقسم اللغة العربية بجامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" في تعزيز فهم الطلاب الكوريين للغة والثقافة العربية والإسلامية؟في قسم العربية بجامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" نسعى دائما بكل ما أوتينا من جهد إلى تحقيق التوازن الأكاديمي بين المواد المتعلقة بالعربية وآدابها. ولذلك، في السنتين الأولى والثانية، نركز على تدريس المواد الأساسية في اللغة، مثل القواعد والكتابة والقراءة والمحادثة، بمستوييها: المبتدئ والمتوسط. كما ندرس مواد تعنى بفهم الدراسات العربية والمجتمع العربي، وذلك لتعزيز الخلفية الثقافية للطلاب.
أما في السنتين الثالثة والرابعة، فنقدم مجموعة متنوعة من المواد الاختيارية، مثل: السياسة والاقتصاد والأدب والتاريخ والدراسات الدبلوماسية، إضافة إلى مواد تعنى بالمقارنة بين العربية الفصحى واللهجات العامية، بل وحتى دراسات في القرآن الكريم.
ونحن نؤمن بأن تحقيق التوازن العلمي بين اللغة والثقافة ضروري، فالثقافة نافذة للتعرف على شعوب العالم العربي، كما أن الأدب يعكس جوهر التجربة الإنسانية بهذه المجتمعات. لذا، وفي هذا السياق، نحاول تعريف الطلاب الكوريين ولو بجزء بسيط من الأعمال الأدبية البارزة، أو بعض الآيات القرآنية، بهدف تعميق فهمهم للثقافة والحضارة العربية والإسلامية بشكل صحيح وموضوعي.