أروي بالسند المتصل عن عمي عبد الرحمن عن أبيه سيدي الجد علي بن محمد الجفري رحمه الله أنه قال كل مولود يولد ومعه كيس من اللعب ولا بد أن يلعب في فترة الصبا حتى يكمل ما في الكيس، وإلا فإنه سوف يلعب وهو كبير.
وقد لعبت في صباي حتى انتهى ما في الكيس المعنوي هذا. أما زملائي فقد كانوا يشترون الراديو الترانزستور قبل ظهور التلفزيون ويلتصقون ببعض ليستمعوا لإرسال إذاعة القاهرة الضعيف وهو يبث مجريات مباريات الزمالك والأهلي والإسماعيلي والاتحاد السكندري.
العام الماضي تذكرت تلك الكرة الثقيلة بعد ستين سنة من صدها بقدمي. إلا أن هذه المرة كانت أشد. ففيما كنت أمشي في إحدى الساحات بالشرفية بجدة حيث كان يلعب مراهقون إذا بضربة الكرة تنطلق فتقع على أم رأسي من حيث لا أحتسب. خطوت بعدها أول خطوة كمثل الطفل الرضيع وثاني خطوة وفي الثالثة فقدت توازني فسقطت بطولي. وجاء الفتى الذي فعل فعلته ليطمئن علي. فتحاملت على ذراعيّ حتى انتصبت واقفا. تخيل يا عزيزي أن الضربة لو نزلت بمقدار سنتيمترين أو ثلاثة لهشمت أنفي. قال تعالى: يحفظونه من أمر الله. وذكر المفسرون أن الآية تعني يحفظونه بأمر الله. وقالت لي الركلة الكروية بلسان الحال إن المرء لا يفقد توازنه من ضربة كرة إلا إذا كان الشباب قد ولى.
ولما نفد كيس اللعب عندي أقبلت على القراءة والثقافة والأدب. وقد قال عثمان حافظ رئيس تحرير جريدة المدينة رحمه الله في مقدمة كتابة عن الصحافة في المملكة العربية السعودية: والأدباء والشعراء هم من أفلس خلق الله منذ أن عرف الناس الشعر والأدب. لكني مع ذلك أحمد الله أن ما كنا نلعبه أفضل بكثير من انكباب الناشئة الحالية على الأجهزة المحمولة ساعات طويلة فهم شبه محرومين من تلاقح الأفكار مع الراشدين. ناهيك عن حرمانهم من الرياضة الجسمانية. لقد استعصى كيس اللعب الحالي على النفاد. فالفتيان والفتيات عاكفون على وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار. ولست أعلم حلا لهذه المعضلة سوى الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد.
لعل وعسى.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
شايبي:”المشاركة في دوري الأبطال حلم الطفولة… وسأقاتل لحجز مكانة أساسية”
كشف الدولي الجزائري، فارس شايبي، نجم نادي آينتراخت فرانكفورت، عن أبرز محطات استعداداته للموسم الكروي الجديد.
كما تحدث عن علاقته العائلية القوية، طموحاته المستقبلية، وانطباعاته حول خوض منافسات دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرته الاحترافية.
وأجرى لاعب “الخضر”، حوارً مطولاً مع الموقع الرسمي لناديه الألماني، تطرق من خلاله للعديد من القضايا، وقال شايبي:””لم يكن موسميالمنقضي مرضيًا على المستوى الشخصي. لم أعتد الجلوس على دكة البدلاء، وكانت تلك تجربة جديدة وصعبة. لكنها كانت فرصة للتعلّم والنضج. الآن هدفي هو العودة بقوة وفرض نفسي من جديد كلاعب أساسي”.
وأضاف المتحدث:”كفريق، قدمنا موسمًا مميزًا، لكن لدي طموحات كبيرة على المستوى الفردي، وسأبذل كل جهدي لتحقيقها”.
تحدث شايبي بثقة عن علاقته الجيدة بالمدرب دينو توبمولر، الذي يقود فرانكفورت للموسم الثالث على التوالي: “علاقتي به قوية، نتواصل كثيرًا، حتى خلال الإجازة كان يتصل بي. يفهمني جيدًا، ويساعدني على اللعب في المركز الذي أستطيع من خلاله تقديم الأفضل للفريق”.
وعن مركزه المفضل، قال: “أفضل اللعب في دور هجومي أكثر، كمحور متقدم أو صانع ألعاب. في هذا المركز ألمس الكرة أكثر وأكون أكثر فاعلية”.
ولعل أبرز ما يميّز الموسم الجديد بالنسبة لشايبي، هو مشاركته الأولى في دوري أبطال أوروبا. بعد أن خاض موسميْن سابقيْن في دوري المؤتمر الأوروبي والدوري الأوروبي.
وقال لاعب تولوز السابق في هذا الصدد:”منذ الطفولة وأنا أحلم بسماع نشيد دوري الأبطال من داخل الملعب. في تولوز لم أتمكن من اللعب أوروبيًا، واليوم سأحقق هذا الحلم هنا في فرانكفورت. لا أستطيع الانتظار حتى أعيش هذه اللحظة في دويتشه بنك بارك”.
وبخصوص الموسم الجديد، أكد شايبي، أن الأرقام ليست ما يهمه بقدر بل الأداء الجماعي:”لا أفكر في عدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، بل أريد أن أقدّم أفضل نسخة من نفسي وأن نسعد جمهورنا”.