الأسبوع:
2025-12-13@19:38:40 GMT

عقيدة المقاتل تصنع المعجزات

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

عقيدة المقاتل تصنع المعجزات

لم يفق جيش الاحتلال الإسرائيلي من ذكرى هزيمته فى حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م، حتى جاءه "طوفان الأقصى" الذى نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة فى السابع من أكتوبر الجارى، ولا شك أن هذا الطوفان كشف من جديد عجز جيش الاحتلال الإسرائلى عن حماية نفسه من شراسة المقاومة الفلسطينية المؤهلة للتصعيد مهما بلغ عنف الرد.

وكأن المقاومة الفلسطينية استلهمت روح المقاتلين فى حرب السادس من أكتوبر التى مرغت أنف الاحتلال الإسرائيلى فى التراب، وأذهبت عنه مقولة "الجيش الذى لا يقهر" واستطاعت مصر أن تحرر أرض سيناء الحبيبة بقوة الحرب وسياسة السلام.

ويظل يوم السادس من أكتوبر عام 1973م، هو من أيام الله التى تجلى فيها حب الله لمصر وأهلها، إذ نصر جيشها على عدو زعم أنه لا يقهر، ولكن الله قهره وهزمه ونصر جيش مصر، الذى وصفه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه خير أجناد الأرض، وأنهم وأهلهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة.

إن التذكير بأيام الله مطلب شرعى، لأن من يجهل تاريخه، لا يستطيع أن يحافظ على حاضره، ولن يستطيع أن يصنع مستقبله، وإن عقيدة المقاتل المسلم والعربى، والمصرى على وجه الخصوص تجعله يستطيع أن يصنع المعجزات، بكل ما تحمله الكلمة من معان، ونصر أكتوبر أكبر شاهد على ذلك.

إن الثقة بالنفس والتوكل على الله مفتاح كل فضيلة، وأقصر الطرق لتحقيق الأهداف.

إن الفرح بالنصر على الأعداء من دلائل حب الوطن، والإيمان الراسخ بأن النصر ليس من عند أحد وإنما هو من عند الله: "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"،

وليعلم الجميع أن الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، ويوم النصر يوم الشرف والرفعة والكرامة، وإحياء ذكرى النصر من علاامات حب الوطن، وحب الوطن من الإيمان.

إن القرآن الكريم يغرث فى قلوبنا هذه الثقة، ونحن نستطيع أن نحمى أرضنا، وكل العالم قبل عام 73 كان يؤكد استحالة أن نعبر خط بارليف، ولكن جيشنا بفضل الله أولا وثقتة فى الله عز وجل قهر العدو، ثم بثقتنا فى أنفسنا، "سيهزم الجمع ويولون الدبر".

إن نصر السادس من أكتوبر بحسابات البشر لم يكن متوقعا، ولكنها إرادة الله عز وجل، وتأكيدا بأن عقيدة المقاتل وعزيمته وثقته بأن النصر لا يكون إلا من عند الله تجعله يصنع المعجزات.

إننا الآن فى حاجة لتحقيق معنى الانتصار على أنفسنا أولا، فجميعنا يحارب ويفكر ويخطط لمستقبله وحين يحقق ذاته وهدفه فى الحياة يفرح، حتى الرئيس الراحل محمد أنور السادات ـ رحمه الله ـ صاحب قرار الحرب، انتصر على نفسه أولا، وتحمل الكثير من الشائعات والإحباطات، وتحمل الكثير أيضا من التريقة والتنكيت على شخصه، ولكنه وثق فى الله أولا ثم انتصر على ذاته ووثق فى نفسه، حتى نصره الله عز وجل، فكان فرح المصريين والعرب والمسلمين جميعا بهذا النصر، والمصريون لهم أن يفرحوا ويحتفلوا كل عام بذكرى هذا النصر.

وعلى الفصائل الفلسطينية أن تدرك أن الانتصار على العدو الغاصب، وتحقيق الأهداف ليس مستحيلا، فقط عليكم أن تكون علاقتكم بالله سبحانه وتعالى قوية، ثم ثقوا فى أنفسكم وتعلموا من نصر أكتوبر أنكم إذا فشلتم مرة، حاولوا مرة واثنتين وعشرة، وسيكون النصر وتحقيق الأهداف حليفا لكم بإذن الله تعالى، وإذا أراد الله شيئا هيأ له أسبابه، وأسباب النصر ربما تجتمع قريبا.

أسأل الله تعالى أن يجعل أيام أمتنا العربية والإسلامية ومصرنا الحبيبة كلها انتصارات ورفعة وتقدم وازدهار، اللهم آمين.

.. .. .. .. .. .. .. .. ..

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: نصر اكتوبر جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية طوفان الأقصى أخبار غزة الآن الأراضى المحتلة السادس من أکتوبر من عند

إقرأ أيضاً:

"مقاومة الجدار": قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية

رام الله - صفا قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان إن مصادقة ما يسمى بـ"كابينيت الاحتلال الإسرائيلي" على تسوية وإقامة 19 مستوطنة جديدة في أنحاء الضفة الغربية تعتبر خطوة أخرى في سباق إبادة الجغرافية الفلسطينية لصالح مشروع الاستيطان الاستعماري. واعتبر شعبان في بيان يوم الجمعة، أن هذا القرار بمثابة تصعيد خطير ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس نظام الضمّ والفصل العنصري والتهويد الكامل للأرض الفلسطينية. وأضاف أن "هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة المستوطنين بزعامة نتنياهو وسموتريتش، الرامية إلى شرعنة البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، بما يكرّس السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي الفلسطينية". وأضاف أن القرار يشكل تحديًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2334، ويدقّ ناقوس الخطر بشأن مستقبل الضفة، التي تتعرض لعملية استعمار ممنهجة تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني وتحويل المدن والقرى إلى جيوب معزولة ومحاصرة. وبين أن هذا القرار جاء في سياق تصاعدي واضح للمشروع الاستيطاني، الذي يسير وفق خطة متكاملة تهدف إلى موضعة أكبر قدر ممكن من المستوطنات والتكتلات الاستيطانية في الجغرافية الفلسطينية بهدف الفصل الجغرافي وإخضاع الحياة الفلسطينية لمنطق الجنون الاستعماري. وأكد أن هذا الإعلان يضاف إلى سلسلة إعلانات كبيرة لحكومة الاحتلال في مسألة التقدم بجملة قرارات حول المستوطنات، ففي 23 آذار 2025، أعلن الاحتلال عن فصل 13 حيا استعماريا عن مستوطنات كبرى واعتبارها مستعمرات مستقلة، في خطوة هدفت إلى منحها صلاحيات إدارية وأمنية منفصلة، وتوسيع مساحة السيطرة للمستعمرين في عمق الأرض الفلسطينية. ثم أعقب ذلك في 29 أيار 2025 قرار آخر يقضي بتحويل 22 بؤرة استعمارية إلى مستعمرات قائمة بذاتها، وهو ما شكّل آنذاك أخطر عملية "شرعنة" لمواقع استعمارية غير قانونية منذ عقود. وبين أنه ومع مصادقة "الكابينيت" على إقامة وتسوية 19 مستوطنة جديدة، يتضح أن هذه القرارات ليست أحداثًا منفصلة، بل محطات متتابعة في مشروع استعماري شامل يستهدف فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية يسبق أي حل سياسي محتمل. وتابع "هذا يؤكد أن حكومة الاحتلال الحالية تعمل وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى إنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا عبر توسيع المستعمرات وربطها بشبكات طرق استعمارية وأمنية تخدم فقط المستعمرين". وأك أن هيئة مقاومة الجدار بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية كافة، ستواصل العمل القانوني والدبلوماسي والميداني لفضح جرائم الاستعمار الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي. ودعا شعبان إلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة والدول الأطراف السامية في اتفاقيات جنيف لوقف هذا التمدد الخطير. وشدد على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقه التاريخي فيها، ولن تُرهبَه مشاريع الاستعمار، مهما بلغت إجراءات الاحتلال من تطرف وعدوانية.

مقالات مشابهة

  • وضع حجر أساس مسجد نادي قضاة جنوب سيناء بالتجمع السادس
  • أنباء عن اغتيال الرجل الثاني في القسام..من هو رائد سعدمهندس هزيمة فرقة غزة في 7 أكتوبر
  • خمسُ كاملاتٍ أوقفتْ المعجزات
  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: الأوضاع في غزة كارثية
  • "مقاومة الجدار": قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
  • عقيدة ترامب للأمن القومي.. من أكثر المتضررين في العالم؟
  • “حماس” تطالب منظمة “العفو الدولية” بسحب تقريرها حول أحداث 7 أكتوبر
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة