هل ضعف الطالب والمطلوب في مصر؟ (2-2)
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تهفو النفوس لمن يبث الأمل في أنحائها خاصة في مثل هذه الأجواء المريرة التي تلف الأمة كلها لا مصر فحسب، ولكن أن تستمر مأساة مصر قلب الأمة لقرون، وتتصاعد خلال نحو عشر سنوات مريرة من حيث كان من المتوقع أن تنفرج عقب محاولة الثورة في 25 يناير، فهذا هو الأكثر إيلاماً خاصة في أجواء من الآمال المزيفة، فإن إهدار الفرصة وتعمد تفويتها -بحسن نية أو بدون- أدى للواقع الحالي المتأزم:
1- الرغبة في التخلص من النظام العسكري الأسوأ على الأقل خلال القرون القليلة التي مرت بمصر، رغم أن بعض العقود السابقة لم تكن حسنة لكنها كانت أقل سوءاً.
2- ليس من علوم السياسة أو الاجتماعيات أو حتى التراكمات الإنسانية أن كل ما تهواه الأنفس حتى لو كان صواباً خالصاً أو حقاً سائغاً؛ يجب أن يكون على أرض الواقع، فليس من تلك العلوم أننا "يجب" أن ننتصر على أعدائنا لإننا أصحاب شرعية أو ديمقراطية أو حق، فإن حقاً لا تحميه قوة أولى به أن يُراجع أصحابه مواقفهم ويعيدوا ترتيب حساباتهم ليوم يستطيعون فيه حماية ذواتهم أولاً، أو يقوم المجتمع بوعي مناسب بحمايتهم، أو بكل من الأمرين معاً!
3- عدم تعامل القوى الوطنية مع الموقف بما يستحقه يساوي تفاقمه لا قرب انفراجه كما يظنون، فإن ردد وقال أبرزها إن الله ناصرهم فإنما يفوتهم أنه تعالى لم يكن لينصر دون أخذ بالأسباب؛ وإلا لنصر الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل المواقف.
4- الإصرار على انتهاج نفس النهج السابق وتأخر المراجعات الحقيقية التي تؤدي لتغيير إيجابي في صفوف المقاومين السلميين يجب أن يُنتبه إليه؛ فإنما يصب هذا الأمر في صالح الخصوم لا الأصدقاء أو المضارين من الوضع الحالي، فإن كان في استمرار الأوضاع على ما هي عليه راحة لطبقة معينة تنشط في مثل هذه الأجواء، فيجب أن يتذكروا عقاب الله لمن يؤخر فرج دولة مركزية في الأمة، أيضاً مقولة الراحل مصطفى السباعي -رحمه الله -: "إن أسوأ الناس الذين اغتنوا في محنة وقت أمتهم".
5- الإصرار على المقولات التي تشبه الفروض المنطقية، وهي ليست كذلك، لا تُفسر وفق علم السياسة ومقتضيات الشريعة وأفق التعامل البشري؛ فالعبارات من مثل: الشعب المصري مصرٌّ على عودة الشرعية، والعشرية السوداء توشك على الانقضاء، يعطل نشرها انطلاق مسيرة متوقفة أساساً للأسف؛ فليست هناك إحصاءات -على أي نحو- تقول بالمقولة الأولى خاصة مع ما يعانيه غير الموالين للجنرال من المصريين إما من متاعب أو سوء حال اقتصادي.
6- أما ترديد مقولة أن الفترة (2013-2023م) تمثل "عشرية سوداء" مصرية فإنما هو قمة ترديد لمقولات غير علمية في صورة تبدو منطقية، فما يحدث في مصر في هذه السنوات الصعبة لا يقارن بعشرية الجزائر الشقيق السوداء بحال، أيضاً حدوثها بمصر أمر لا نحبه أو نقرّه أو نتمناه لها ولأهلها الطيبين، وليس معنى أننا مضارون أن نتمنى العنت أو المزيد منه للأبرياء، ويكفينا وجود الذين يعانون بقسوة من مرارة هذه الفترة والذين نالوا من الأموال والمكانة ما لم يكونوا مؤهلين له أو حتى يحلموا به معاً.
7- هل تُعِدُّ القوى الخارجية والولايات المتحدة لتخفيف قبضة الجنرال على مصر؟ وهل سوء الأوضاع الاقتصادية الداخلية يؤذن بتغيير وشيك؛ بوادره وجود المرشح المحتمل الرئاسي أحمد طنطاوي و"تجاسره" على التواجد أمام مقار عدد قليل من "الشهر العقاري" تمهيداً لانفراجة مفترضة تجعله قادرا على جمع التوكيلات اللازمة للترشح، وبالتالي إيذاناً بتغيير يلف المشهد المصري؟ ذلك ما تسفر عنه الأسابيع والأشهر المقبلة، وإن كنا لا نتفاءل خيراً للأسف الأشد من مرير، فلا أحوال المقاومين السلميين في الداخل والخارج لا تشي بخير؛ ولا أحوال الجنرال وخاصته، فهم لا ينوون تراجعاً يساوي الموت.
8- رحم الله الراحل الشاعر أحمد مطر لما قال: "إنني أغني للأمل لما يكون وردة طالعة من رحم الأرض، لكنني أخجل من إيهامكم بالورود المزيفة"، فقد ضعف طالبو الرحمة لمصر وضعف مطلوبهم فما أفسده الجنرال في ظل غفلتهم كثير ويحتاج لقرون لإصلاحه.
أخلف الله الظنون!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر مصر السيسي التغيير أزمات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
"جزار سوريا" يظهر في الجزائر بعد سنتين من اختفائه
كشفت وسائل إعلام روسية، عن رصد سيرجي سوروفيكين، القائد السابق للقوات الروسية في أوكرانيا، بعد سنتين من اختفائه عن الأنظار، وهو الذي أطلق عليه لقب « جزار سوريا »، بعد مشاركته في دعم موسكو للرئيس المخلوع بشار الأسد.
سوروفيكين كان قد اختفى عن الأنظار بعد تمرد زعيم مجموعة فاغنر الراحل يفغيني بريغوزين على موسكو في محاولة انقلاب فاشلة، لكن صحفا، سجلت ظهورا مفاجئا للقائد العسكري في الجزائر، حيث لفت انتباه الصحافيين وجوده ضمن صور نشرتها السفارة الروسية في الجزائر يظهر فيها سوروفيكين وهو يرتدي نظارة شمسية.
ولم تذكر السفارة اسم الجنرال، لكنها أشارت إلى أن منصبه هو « رئيس مجموعة من المتخصصين العسكريين الروس ». ومن الجدير بالذكر أن اختفاءه المفاجئ عن الحياة العامة في وقت قريب من أعمال شغب فاغنر، أدى إلى تكهنات بأنه قد يكون اعتقل بوصفه داعما للانقلاب، وذلك ما لم يصح.
وكان سوروفيكين قد تولى من أكتوبر 2022 إلى يناير 2023، قيادة المجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا، ومن 11 يناير 2023، شغل منصب نائب القائد. في فبراير 2025، صرّح فيكتور سوبوليف، عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما، بأن سوروفيكين كان « يعمل مستشاراً عسكرياً » في دولة أفريقية.
وشارك الجنرال في صراعات التسعينيات في طاجيكستان والشيشان، قبل أن يشارك في الحرب السورية، حيث تدخلت موسكو في عام 2015 إلى جانب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وباعتباره قائد وحدة الفضاء الجوي الروسية – على الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة في العمليات الجوية – أشرف على محو جزء كبير من مدينة حلب السورية من الجو.
وفي تقرير سابق لـ »بي بي سي » فإن الجنرال كان مسؤولا عن عمليات قصف وهجمات غير مدروسة على أهداف مدنية. وكان « مستعداً بوضوح لاستخدام أي إجراءات ضرورية ».
ويقول مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، إن الجنرال سوروفكين لديه « موقف لا يرحم على الإطلاق تجاه العدو » – حيث يرى المقاتلين والمدنيين على أنهم شيء واحد.