حتى لا يقع الطلاق
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
ظاهرة الطلاق هي ظاهرة اجتماعية لها الكثير من الآثار المُدمرة والضارة نفسيًا وأخلاقيًا وتربويًا على سلامة وصحة الأسرة والمجتمع، وبحسب الإحصائيات، فقد سجلت سلطنة عمان في عام 2022 أكثر من 4 آلاف حالة طلاق، بنسبة 8% وبمعدل 11 حالة في اليوم الواحد فقط، وذلك بحسب ما أشارت إليه نشرة "الزواج والطلاق لعام 2022" الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
وأكثر المتضررين اليوم من ظاهرة الطلاق، هم النساء والأطفال، فهم يعانون من الحرمان من الحب، والتأخر الدراسي، والقلق والاكتئاب، واضطراب النوم، والضياع والتشرد، والشعور بالنقص، وضعف البناء النفسي، وغيرها من الأضرار الكثيرة، ومن المؤسف جدا أن الطلاق في كثير من مجتمعاتنا العربية والإسلامية أصبح من الأمور الاعتيادية والروتينية، والتي هي في متناول يد الجميع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على توجه المجتمع إلى خلق الكثير من الأمراض النفسية والأخلاقية والتربوية، فضلاً عن شتات وتبعثر الأسرة في المجتمع العربي.
وحتى لا يقع الطلاق بين الزوجين، ولضمان حياة مليئة بالاستقرار والاطمئنان والسعادة، ينبغي دراسة ظاهرة الطلاق وعلاجها، والالتفات الواعي إلى أهم القواعد الزوجية والذهبية التي تساعد على خلق أجواء منعشة من الحب والمودة والسعادة بين الزوجين، والتي يجب تطبيقها والاعتراف بها في الحياة الزوجية والتي من أبرزها:
التعرف على الحياة الزوجية وتفاصيلها ومشاكلها وحلولها، وذلك من خلال حضور الدورات التعليمية والتعريفية بالحياة الزوجية، والتي يقدمها المختصون في علم صناعة الأسرة، بالإضافة إلى قراءة الكتب التخصصية حول الحياة الزوجية والأسرية، وكلما كان ذلك قبل الزواج كان أفضل وقعًا على الحياة الزوجية والأسرية. الاعتراف بثقافة التسامح والتغافل، فهناك الكثير من التوافه التي تصاحب الحياة الزوجية، والتي إن لم يغض النظر عنها، فإنها مع مرور الوقت تكبر وتتفاقم ويصعب حلها، لذا ينبغي على الزوجين تفعيل حالة التسامح والتغافل في الحياة الزوجية، وترك التدقيق في كل صغيرة وكبيرة، وعدم الالتفات إلى ما يُعكر صفو الحياة الزوجية، قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب: "تَغافَل يُحمَد أمرُكَ"، وقال: "مَن لم يَتَغافَلْ ولا يَغُضَّ عن كثيرٍ مِن الاُمورِ تَنَغَّصَت عِيشَتُهُ". الاحترام المستمر بين الزوجين، فتلك هي ثقافة جميلة يجب تفعيلها وتطبيقها في الحياة الزوجية والأسرية، وبدونها تتحول الحياة الزوجية إلى حياة مسعورة مليئة بالشوائب والأضرار، كالعصبية ورفع الصوت والسباب والشتائم، مما يجعل من الحياة الزوجية والأسرية كالنار في الهشيم تأكل بعضها بعضًا. أداء الحقوق والواجبات، فقد حث الإسلام الحنيف على احترام الحقوق والواجبات الزوجية وأدائها، فكما للزوجة حقوق ويجب للزوج أدائها، هناك حقوق للزوج ويجب على الزوجة أدائها، وبأداء تلك الحقوق والواجبات في الحياة الزوجية، يستطيع كل من الزوجين الحصول على السعادة والاستقرار والاطمئنان وابعاد أنفسهم من نفق جائحة الطلاق المظلمة. الصبر على الحياة الزوجية وتحمل ما فيها من متاعب ومصاعب ومشاكل، قال تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 44]. على الأسر والمجتمع وكل معني ومسؤول فيه أن يسعى جاهدا في صيانة العلاقة بين الزوجين، وإن لم يتمكن أن يعين على استقرارها فعليه أن لا يتدخل في هذا الأمر، وقد قال الإمام علي: اَلصَّمْت زَيْنٌ وَالسُّكُوتُ سَلَامَةٌ// فَإِذَا نَطَقْتَ فَلَا تُكِنْ مِكْثَارَا- فَإِذَا نَدِمْتَ عَلَى سُكُوتِكَ مَرَّة // فَلْتَنْدَمَنَّ عَلَى اَلْكَلَامِ مِرَارا.ومن الخطأ ان يتصور الإنسان إن الحياة الزوجية وردية ومثالية وخالية من المشاكل والمنغصات، فكما أن الحياة الزوجية تحتوي على السعادة فهي تحتوي على المنغصات في بعض فصولها، وذلك في حد ذاته ابتلاء وامتحان إلهي لا بُد أن يمر على الزوجين في الحياة الزوجية، وعليهما أن يعلما إن تقدم الإنسان ونجاحه في الحياة الزوجية مرهون على مقاومة المتاعب واجتياز الامتحان الإلهي بنجاح، وهذا لا يكون إلا بالتوكل على الله وتطبيق ما ذكر أعلاه.
لقد أرجع الباحثين الاجتماعيين أسباب الطلاق في سلطنة عمان لعدة أسباب، منها انتشار الكثير من الأفكار الدخيلة على المجتمع العماني، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والمسلسلات والبرامج الاعلامية الزائفة، والتي لا تنسجم مع الفطرة التي فطر الله عليها العباد، أمثال الفكر النسوي، وهو سلاح فتاك يستخدمه الغربيون اليوم للقضاء على تلاحم المجتمع الإسلامي، وإسقاط قوامة الرجل، وجعله ضعيفًا ذليلًا لا شخصية له في الأسرة، والإهمال، وعدم تحمل المسؤولية، فتلك هي مشاكل تستوجب الدراسة ووضع الحلول المناسبة لحلها من قبل أهل الاختصاص والحكمة والدراية في المجتمع لكي لا يقع الطلاق.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فتاوى تشغل الأذهان| مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية.. أمور تستوجب الكفارات في العمرة.. وحكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب العمل
فتاوى تشغل الأذهانليست مجرد سلطة.. أمين الإفتاء مفهوم القوامة في العلاقة الزوجيةأمور تستوجب الكفارات في العمرة.. تعرف عليهاهل يجوز الجمع بين صلاة الظهر والعصر بسبب العمل؟.. أمين الإفتاء يجيب
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية ومدى مسئولياتها من حيث حقوق وواجبات الزوج تجاه زوجته، موضحًا أن القوامة ليست مجرد سلطة أو تحكم، بل هي تكليف وتحمل مسؤوليات كبيرة.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "القوامة ليست بمعنى التسلط أو التحكم، بل مسئولية يتحملها الرجل تجاه زوجته.. القوامة تعني أن الرجل هو المسؤول عن رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها من مال، وحماية حقوق الزوجة، وهو مكلف بالإنفاق عليها وعلى أولاده في حال كان الزوج في وضع اقتصادي أفضل من الزوجة".
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن بعض الناس يفهمون القوامة بشكل مغلوط، حيث يظنون أن القوامة تعني أن الرجل يجب أن يكون صاحب القرار الوحيد في الأسرة، وأن الزوجة ليس لها الحق في المناقشة أو اتخاذ القرارات، مضيفا: “القوامة مسؤولية، والشرع لم يجعل الرجل متسلطًا على زوجته، إذا نظرنا إلى تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وحياته مع زوجاته، نجد أن هناك مشورة وحوار دائم بينه وبين أمهات المؤمنين، على سبيل المثال، عندما قالت السيدة أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية: 'يا رسول الله، ماذا عن الهدي؟' أخذ برأيها، مما يدل على أن المرأة كانت لها القدرة على تقديم الرأي والمناقشة”.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه يترتب على ترك المعتمر واجبًا أو فعل محرم مجموعة من الكفارات.
وأضاف علي جمعة، في منشور له عن الدماء والكفارات في العمرة، أن هذه الأمور كالآتي:
1- في ترك الإحرام من الميقات : إذا تجاوز المعتمر الميقات المكاني ولم يحرم بعد فليحرم، فعليه شاة جذعة من الضأن وثنية من الماعز، تذبح وتوزع على فقراء الحرم.
2- في حلق الشعر أو أزالته : على التخير بين شاة ـ صيام ثلاثة أيام ـ أو التصدق بثلاثة آصاع على ستة مساكين.
3- في قتل الصيد : إذا كان الصيد مما له مثل، فكفارته أن يذبح مثله من الأنعام؛ فالنعامة يماثلها الجمل أو البقرة، والغزالة تماثلها الشاة، فإن لم يجد، قومه، واشترى بثمنه طعاماً وتصدق به على فقراء الحرم، فإن لم يجد؛ صام عن كل مد يوماً، وإن كان الصيد مما ليس له مثل، قوم الصيد نفسه، واشترى بثمنه طعاما وتصدق به أو صام على مد يوما.
4- قطع شجر الحرم : الشجرة الكبيرة كفارتها ذبح بدنة والصغيرة شاة.
5- الجماع : الجماع يترتب عليه إفساد العمرة، وكفارته بعد فساد العمرة ووجوب قضائها ذبح بدنة أو بقرة أو سبع شياة، أو تقويمها طعاما إن لم يجد، والتصدق بها أو الصوم عن كل مد يوم.
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أن باقي المحرمات يترتب على فعلها الإثم وتستوجب التوبة إلى الله، وليس فيها كفارة دم.
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول جمع صلاة الظهر والعصر بسبب الظروف الدراسية أو العملية التي تمنع من أداء الصلاة في وقتها، موضحًا أن هناك تسهيلات في الشريعة الإسلامية تتيح للمسلم جمع الصلاتين في حالات الضرورة.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "إذا كان الشخص في موقف يتعذر عليه فيه أداء الصلاة في وقتها، مثلما يحدث في المحاضرات أو أثناء العمل، فيمكنه جمع الصلاة، وهذا الأمر مستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، من غير عذر مثل السفر أو المرض، وهو ما يسمى 'جمع التأخير."
وأضاف الشيخ عويضة عثمان “إذا كان الشخص في محاضرة أو في عمل مهم ويصعب عليه ترك المكان لأداء الصلاة في وقتها المحدد، فيمكنه أن ينوي جمع الصلاة في وقت لاحق، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص في محاضرة طالت وكان الوقت قد اقترب من العصر، فيجوز له أن ينوي جمع الظهر مع العصر في وقت العصر، وهذه حالة من جمع التأخير”.