صحيفة تركية: إسرائيل ستدق المسمار الأخير بنعشها إذا شنت حربا برية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
ذكر تقرير نشرته صحيفة "ستار" التركية أن أي عملية برية محتملة في غزة من شأنها أن تزيد من الخسائر في صفوف الجانبين، موضحا أن جميع العمليات البرية السابقة لإسرائيل انتهت بخيبة أمل.
وأضاف الكاتب عبد الغني بوزكورت أن عملية "طوفان الأقصى" تحمل في طياتها العديد من التغييرات ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية وإنما أيضا على مستوى المنطقة بأكملها.
وقال إن الجدل حول المنتصر في صراع اليوم سيستمر حتى بعد انتهاء الحرب، مستدركا بأنه مع ذلك، من الممكن القول إن الحرب من نواح كثيرة فازت بها حماس وخسرتها إسرائيل.
وتابع أنه في غضون أيام قليلة فقط من الحرب، تسببت حماس في خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي، بحيث لن يكون من السهل على إسرائيل إصلاح صورتها المتضررة بعد مواجهة مثل هذه الصدمة، ليس فقط من حيث النتائج، بل إن إستراتيجية الحرب التي اتبعتها كتائب القسام وجهت ضربة خطيرة لصورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
تحول سياسي
وأوضح بوزكورت أن حركة حماس أحدثت تحولا أساسيا في الحرب، إذ لم تعد تقتصر على الرد على هجمات الاحتلال فقط بإطلاق الصواريخ كما كانت منذ عام 2005، بل شن الجناح العسكري هجوما في وقت واحد على إسرائيل -التي تعتبر من بين أعتى القوى العسكرية في العالم- باستخدام عناصر بحرية وجوية وبرية.
وقال بعض الذين ينتمون إلى الجانب الإسرائيلي إن حماس ألقت بالفلسطينيين في النار، مؤكدا أنه لا يجب ألا ينسى أحد أنه قبل شن هذه الهجمات كانت إسرائيل تعامل سكان المنطقة بشكل غير إنساني، وتعتقل الأطفال لأسباب تافهة، وتعدم من تريد في الشارع، وتعتقل بدون محاكمة، وربما الأهم من ذلك كله، أنها كانت تقوم باحتلال فعلي، أي إنشاء مستوطنات جديدة.
وبالتالي، فإن الحرب بين الطرفين قائمة بالفعل وتستمر على الأرض، وقد شنت حماس هجوما قائلة "كفى" لجميع هذه الانتهاكات.
أمّا التهمة الثانية التي وجهت إلى حماس هي أنها خلقت شرعية لهجوم إسرائيل من خلال عمليتها، لكن أصحاب التهمة يتجاهلون نقطة مهمة هنا وهي أن إسرائيل لم تبحث عن أي مبرر شرعي لأي عملية شنتها على غزة، ولم تحترم القانون الدولي وقانون الحرب، ولم تتردد أبدا في استهداف المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، في جميع الحروب التي خاضتها.
إنقاذ السمعةوأورد الكاتب أن محاولة إسرائيل إنقاذ سمعتها من خلال اتهام حماس تمثل في الواقع علامة على العجز. ففي هذه الحرب، ظهر العديد من المواقف التي تسببت في فشل إسرائيل، أولها أن حماس تمكنت من تجاوز شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد.
ثانيا، تمكنت حماس لأول مرة من أسر هذا العدد الكبير من الأسرى، بما في ذلك الجنرالات الكبار. علاوة على ذلك، كانت إسرائيل في وضع لا تحسد عليه لدرجة أنها تخلت عن الأسرى بالكامل. علما أن السبب الأساسي للحرب بين حزب الله وإسرائيل التي اندلعت في 12 يوليو/تموز 2006 هو قيام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين.
وذكر التقرير أن إسرائيل دفعت الثمن الباهظ في تاريخها لإنقاذ مواطنيها، لكنها عاجزة عن إنقاذ مواطنيها الذين أسرتهم حماس هذه المرة، وهي مستعدة لتقبل موتهم.
هل ستتوسع الجبهة؟وقال إنه في حرب 2021، انخرط فلسطينيو الضفة الغربية وفلسطينيو 48 في المعركة، وأجبروا إسرائيل على خوض اختبار صعب. وأضاف أن مشاركتهم في هذه الحرب سيؤدي إلى تعقيد المعادلة ضد إسرائيل، لهذا السبب، تحاصر إسرائيل بعض الأماكن الرئيسية في الضفة الغربية مثل الخليل، وتنشر تجهيزات عسكرية كبيرة على حدودها الشمالية مع لبنان.
هذه الحال التي يمكن أن تزيد من تعقيد الحرب -يتابع الكاتب- تتيح لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي فقد مصداقيته في العالم الإسلامي بسبب أنشطته في سوريا، فرصة لتحسين صورته.
سيناريوهانوأشار بوزكورت إلى أن التحول الذي سيحدث في الجانب الإسرائيلي نتيجة لهذه العملية سيحدث بوجود احتمالين ممكنين. الأول، قد يُتهم نتنياهو بدفع البلاد نحو الحرب الأهلية، ويمكن أن يتكبد تبعات الفشل من خلال فقدان مكانته وربما محاكمته وفقدان مقعده في السلطة.
في الاحتمال الثاني، يمكن لنتنياهو، الذي يتجه بالفعل نحو الانهيار، أن يتبنى موقفا سياسيا أكثر استبدادية ولكن مع حشد "اليمين" المؤيد له.
وأكد الكاتب أن "عملية طوفان الأقصى" لها نتائج مهمة للمنطقة إلى جانب الطرفين المتحاربين. ومن أهم النتائج التي تؤثر على المنطقة بلا شك انهيار اتفاقيات أبراهام أو تجميدها مؤقتا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو، إن العرض الأوكراني الأخير يهدف ظاهريًا إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة دونباس، من خلال تحويل المنطقة إلى منطقة فاصلة خالية من السلاح، مع انسحاب القوات الأوكرانية والاحتفاظ بالإشراف الأمريكي المباشر.
وأوضح خلال اتصال هاتفي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الكرملين يرفض هذا المقترح، مشيرًا إلى أن روسيا لا ترغب بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي المتبقية دون صبغة قانونية، وأن الأمر يتعلق بضرورة حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وعدم قبول أي صيغة قد تُضعف سيادتها الفعلية على هذه الأراضي.
وأضاف ملحم أن ما يميز هذا العرض هو تعديلات أوكرانيا على خطة ترامب الأصلية، حيث لا تتطلب الانسحاب الكامل من دونباس، بل الانسحاب الجزئي للقوات الأوكرانية من حوالي 30% من مقاطعة دونيتسك، على أن تُترك المنطقة منزوع السلاح تحت إشراف أمريكي.
وأشار إلى أن الخطة لا تقدم أي تنازلات لروسيا بشكل ملزم، وأن الجميع—الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا وروسيا—يسعى لتحقيق نوع من "الاستراحة" في الحرب دون تقديم حلول نهائية أو الاعتراف بالسيطرة بشكل قانوني، ما يجعل التسوية مرهونة بالاعتراف بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، وهو ما ترفضه أوكرانيا في الوقت الحالي.
وأكد الدكتور ملحم أن الشكل النهائي للتسوية الذي قد ترضى موسكو عنه يجب أن يتضمن انسحابًا كاملًا للقوات الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك، مع اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، مقابل وقف إطلاق النار عند خطوط الجبهتين في زابوروجيا وخيرسون، واعتبار خط الجبهة الحالي هو الخط النهائي.
وأوضح أن هذا الموقف يعكس رغبة روسيا في تثبيت مكتسباتها العسكرية والاستراتيجية، ومنح نفسها ضمانات واضحة قبل أي اتفاق سلام أو تسوية نهائية، مؤكدًا أن أي تسوية مستقبلية ستعتمد على مدى التزام الأطراف بتنفيذ هذه الشروط بشكل كامل.