مكتبة محمد بن راشد تحتفي بإرث الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
دبي -الوطن
إحياء لذكرى الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي “شاعر الخضراء”، نظمت مكتبة محمد بن راشد «جلسة حوارية وقراءات شعرية»، بمشاركة الكاتبة والباحثة الأكاديمية التونسية الدكتورة ليلى العبيدي، أستاذة الأدب القديم في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الشارقة، ورئيسة جمعية اللغة العربية في الجامعة ذاتها.
وأدار الجلسة الشاعر الدكتور حسن النجار، الذي أضفى بإلقائه المميز لقصائد الشّابي رونقًا وجمالًا على الجلسة، رافقه خلالها العازفان البشير الدريدي على آلة العود وأحمد الغالي على البيانو.
استهلت الدكتورة ليلى العبيدي الجلسة بتسليط الضوء على سيرة حياة «الشابي»، الذي وُلد في محافظة توزر بالجنوب التونسي، وتلقى تعليمه الابتدائي باللغة العربية في الكتاتيب، وقد مكنته ذاكرته الفذّة من حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وكان قد تلقى جلّ معارفه وعلمه خلال نشأته في كنف والده محمد بن أبي القاسم إبراهيم الشابي.
وأشارت «العبيدي» إلى أنّ قصائد الشابي ومؤلفاته بشكلٍ عام تعكس حبّه للحياة، على الرغم من علمه بمرضه الذي أدّى لوفاته في عمر صغير. كما تطرقت إلى ذكر أهم أعماله الأدبية، مثل ديوان أغاني الحياة، وكتاب الخيال الشعري عند العرب، وكتاب صفحات درامية، وكتاب رسائل الشابي.
وتطرقت إلى ما تحمله أشعار الشابي من معانٍ سامية، كقصائده الوطنية، التي دعا فيها إلى مواجهة الاستعمار ومناهضة الرجعية، وتغنى فيها بالحرية. كما تناولت الجلسة موضوع المرأة في شعره وحياته، وأثر الطبيعة وانعكاسها في مؤلفاته.
وفي ختام الجلسة، أجابت الدكتورة ليلى العبيدي عن استفسارات وأسئلة الحضور، الذين عبّروا بدورهم عن امتنانهم وشكرهم لمكتبة محمد بن راشد على تنظيمها لمثل هذه الفعاليات، التي تحيي من خلالها ذكرى أدباء ونقاد وشعراء ومفكرين، كان لهم عظيم الأثر في تاريخ الأدب العربي، وتركوا للمكتبة العربية إرثًا أدبيًّا قيّمًا لا يقدر بثمن.
وشهدت الجلسة مشاركة واسعة من الجمهور والمهتمين والأدباء والمبدعين، حيث أشادوا بالدور الكبير لمكتبة محمد بن راشد في تسليط الضوء على الأعلام الأدبية، وتعريف الأجيال الجديدة بإسهاماتهم المتفردة في مجال الأدب العربي، مما يدعم النهضة الثقافية والمعرفية على الصعيدين الوطني والعربي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
يمانيون| محسن علي
في فترة من تاريخ اليمن, حيث كانت البلاد مسرحا للتقلبات السياسية والانقسامات المذهبية, بزع نجم الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني’ كواحد من أبرز أئمة الزيدية في اليمن فكان العالم المجاهد’ والمصلح الساعى لتوحيد الكلمة وإقامة العدل, وكانت حياته أشبه بملحمة من العلم والجهاد, تركت بصمة واضحة في تاريخ اليمن والزيدية ودور محوري في تاريخ المنطقة خلال القرن الرابع الهجري.
نسبه الشريف:
هو الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام ومنهما إلى الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام.
كنيته الجهادية: (أبو الحسين)
أولاده: سليمان، ويحيى، وعبدالله، وعلي، وجعفر.
النشأة والحياة العلمية
ولد الإمام القاسم بن علي العياني سنة 310هـ (922م)في منطقة تبالة من بلاد خثعم (عسير حاليا) ونشأ في بيئة علمية’ حيث تلقى العلم على يده والده وغيره من علماء عصرة, ولُقب بـ “المنصور بالله”، وهو من ذرية الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ,وتشير المصادر إلى أنه كان أعلم أهل زمانه، وقد جمع بين العلم والجهاد وكانت له مكانة علمية مرموقة.
ما قيل عنه
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى عليه السلام:
والقاسم بن علي المشهور بالــعلم الغزير الواسع الدفاق.
الدعوة والإمامة
بدأ الإمام القاسم بن علي العياني دعوته للإمامة في سنة 388هـ (998م) من بلاد خثعم في الشام، ثم أرسل رسله إلى اليمن ثم رحل إلى الحجاز، ودخل اليمن، فاستقر في صنعاء إلى أن توفاه الله تعالى.
أبرز ملامح جهاده وإمامته
أعلن دعوته من بلاد خثعم، وأرسل رسائل إلى أهل اليمن ونجران يدعوهم فيها إلى مبايعته , فكانت بداية الدعوة في (الشام)388هـ ومن ثم ـتولى الإمامة في اليمن، وكانت فترة حكمه قصيرة لكنها حافلة بالجهاد والحركة, وواجه العديد من التحديات والصراعات مع قوى محلية كانت ترى في دعوته تهديدا لنفوذها.
منهجه وصفاته وأساس دعوته
تميز بمنهج قرآني للإصلاح الشامل حيث كان حريصا على نشر العلم وتطبيق العدل كأساس لدعوته, إذ عرف عنه ورعه الشديد والتسامح, وقوة الشكيمة في عزل الولاة غير الأكفاء, كما أنه كان شاعرا بليغا, ومؤلفا غزير الإنتاج.
الإمامة في اليمن389هـ – 393هـ
بعد أن ذاع صيته وعلمه, بدأت وفود اليمنيين تصل إليه وتدعوه للقدوم إلى اليمن لقيادتهم وإصلاح شؤونهم, ومع إصرارهم في دعوته توجه إلى صنعاء وعند وصوله باعيه الداعي يوسف بن يحيى أحد أحفاد الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام, وانضوى تحت رايته مما أعطى دعوته زخما كبيرا,واستطاع أن يمد نفوذه بقوة إلى مناطق واسعة في اليمن ومنها نجران.
الحملات العسكرية
كان بينه وبين الإمام الداعي إلى الله يوسف بن يحيى تعاون على إقامة دين الله وإحياء السنن، مما يشير إلى تحالفات سياسية ودينية في تلك الفترة.
الإرث العلمي والمؤلفات
إرثه العلمي الضخم وحركته الجهادية القصيرة والمؤثرة جعلته شخصية محورية في تاريخ الزيدية واليمن, إذ كان غزير الإنتاج العلمي، وقد ذكرت المصادر أن له مؤلفات تقارب المئة في الفقه والأصول, وقد جُمعت كتبه ورسائله في “مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العياني” .
من أبرز مؤلفاته:
ترك الإمام القاسم العياني مكتبة غنية من المؤلفات التي تدل على سعة وغزاة علمه ومن أبرزها:
كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله
وكتاب التوحيد
وكتاب التجريد
وكتاب التنبيه.
الوفاة ومكان مرقده المبارك:
سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ( 393 هـ 1003م) بعد فترة اعتلال.
مشهده: في منطقة عيان ببلاد سفيان بمحافظة عمران شمال محافظة صنعاء, وخلفه في الإمامة ابنه المهدي الحسين بن القاسم، الذي واصل مسيرة أبيه.
يمثل الإمام القاسم بن علي العياني نموذجاً للإمام الذي جمع بين السيف والقلم, فقد كان عالماً فقيهاً مجتهداً، وقائداً عسكرياً وسياسياً لم يتردد في امتلاك عناصر القوة والإعداد في سبيل الله لمواجهة أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا وإقامة دعوته في اليمن.
مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العياني #أئمة_الهدى_في_اليمن#الإمام_القاسم_العياني