اكتظاظ السجون في الأردن.. توصيات حقوقية أممية وتساؤلات حول إجراءات المملكة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
#سوايلف
في أقصى جنوبي البلاد وتحتَ وطأة حرارة الصيف اللاهبة تفاجأ سامر حينما انتهى به المطاف خلف أبواب #زنزانة في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل بجانب أرباب السوابق من تجار #المخدرات و #اللصوص والمغتصبين بعد تعرضه لشكوى #جرائم_الكترونية، من #اكتظاظ غير مسبوق يسلب أهم حقوقه الإنسانية.
وتحت سقف الزنزانة المكتظة بالمساجين اضطر سامر، وهو أب لثلاثة أولاد، لافتراش الأرض متخذاً يده وسادة؛ ففي الغرفة التي تحوي أكثر من ٥٠ شخصاً، يجاهدُ النُزلاء الجدد ليحصلوا على أحد أقل حقوقهم الإنسانية “الفراش”، ويشيحون وجوههم إلى الفراغ؛ كي لا يشاهدوا “ممارسات شاذّة” تقعُ على مرأى الأعين.
يصف سامر تجربته داخل “مركز إصلاح وتأهيل العقبة”- في حديثه للقدس العربي- بـ”المريرة والمؤلمة”، خاصة أن توقيفه جرى مع متهمين بقضايا إجرامية خطيرة، إضافة لحالة الاكتظاظ “بالمهاجع التي يقيم بها النزلاء، والضغط على المرافق العامة داخل المركز، ووجود مرضى ينقلون العدوى لغيرهم من #النزلاء”.
مقالات ذات صلة جثامين ألف شهيد تحت الأنقاض في غزة وتحذيرات من كارثة بيئية وإنسانية 2023/10/16ومن خلف الزجاج في مركز إصلاح وتأهيل “ماركا”، أكد أحمد أنه يضطر لشراء سرير النوم مقابل خمسة دنانير في اليوم الواحد، وإلا فإن مصيره الجلوس على الأرض متحملاً برد الشتاء وحر الصيف في ظل غياب وسائل التهوية السليمة.
حالة سامر وأحمد، اللذين تحفظا عن ذكر اسمهما كاملا، ليست الوحيدة التي عانت من اكتظاظ غير مسبوق داخل #السجون_الأردنية، وذلك ما دعا وزارة الداخلية مؤخرا لبناء مركز إصلاح جديد في منطقة الأزرق (شرقي المملكة) بتكلفة قدرها 100 مليون دولار، يتسع لأكثر من 3 آلاف نزيل جديد، وإجراء توسعة لبعض المراكز، وذلك بهدف تخفيف اكتظاظ السجون في المملكة.
في هذا السياق، أكد مصدر أمني مسؤول، طلب من “القدس العربي” عدم الكشف عن هويته، أنَّ نسب إشغال مراكز الإصلاح والتأهيل في الأردن تبلغ ١٦٠٪ حيث يقبع خلف بوابات السجون أكثر من ٢١ ألف نزيل رغم أنَّ السعة القصوى للمراكز تبلغ ١٣ ألف نزيل.
الاكتظاظ يتنافى مع حقوق الإنسان
الناشطة والمدافعة عن حقوق الإنسان نسرين زريقات قالت في حديث لها مع “القدس العربي” إنَّ اكتظاظ السجون يؤثر على كافة الحقوق الإنسانية بشكلٍ مباشر.
وأوضحت زريقات أنَّ الاكتظاظ يقلل من حصة النزيل الغذائية ويقلص فرص حصوله على عناية طبية جيدة، كما ويمنعه من حق الحصول على مكان للنوم، مشيرة إلى أن الاكتظاظ في مراكز إصلاح وتأهيل الأردن يخالف قواعد نيلسون مانديلا للتعامل (قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء) التي تؤكد على ضرورة توفير كافة احتياجات السجناء الأساسية وضمان حفظ الكرامة الإنسانية.
ونوّهت زريقات إلى أنَّ الاكتظاظ يتعارض مع قوانين مراكز الإصلاح والتأهيل لعام ٢٠٠٤، كما وتخالف قواعد تقسيم السجناء داخل المهاجع، حيث تعتمد السلطات في تقسيم السجناء على عمر الشخص وسجله الجرمي وتقرر لجان متخصصة أي المهاجع التي يجب وضعه بها، إلا أنَّ الاكتظاظ أدى إلى وضع مرتكبي مخالفات بسيطة بجانب متهمين بجرائم قتل.
وأسهم ازدياد أعداد السجناء داخل المهجع الواحد وتواجد أرباب السوابق بقرب سجناء يتعرضون للتوقيف للمرة الأولى إلى ارتفاع نسب الاتاوات من قبل أصحاب الماضي الجرمي على الجدد، عدا عن انتشار المشاجرات بين الجماعات داخل المهجع الواحد واستخدام الأسلحة البيضاء المهربة، وفق سجناء التقتهم “القدس العربي”.
لماذا اكتظت مراكز الإصلاح بالسجناء؟
الناشطة الحقوقية نسرين زريقات اعتبرت أنَّ اكتظاظ مراكز الإصلاح والتأهيل يعود لجملة من الأسباب أبرزها: إجراءات التوقيف الإداري على قانون منع الجرائم الإلكترونية، عدم تطبيق العقوبات البديلة وبدائل التوقيف من قبل الجهات القضائية، عدم تطبيق برامج الإصلاح والتأهيل للنزلاء من قبل الجهات المعنية وفقاً لقانون مراكز الإصلاح والتأهيل لسنة ٢٠٠٤، ازدياد نسبة الجريمة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ارتفاع نسبة العودة لتكرار الجريمة حيث تبلغ نسبة العودة ٢٤٪.
كيف يؤثر التوقيف الإداري على اكتظاظ السجون؟
دراسة صادرة حديثا عن “جمعية عين على الديمقراطية” كشفت أنَّ ٢٥٪ من السجناء المتواجدين في مراكز الإصلاح والتأهيل الـ١٧ هم موقوفون إدارياً، حيث أنهى الموقوفون الحكم القضائي الصادر بحقهم إلا أنَّ الحكام الإداريين ارتأوا إبقاءهم في السجون باستخدام قانون منع الجريمة.
التقرير السنوي الثامن عشر لحالة حقوق الإنسان في الأردن لعام ٢٠٢١ كشف عن وجود ٢٢٥٨ موقوفا إداريا في الأردن عام ٢٠٢١.
المحامي المتخصص في قضايا حقوق الإنسان علي العموش قال لـ”القدس العربي” إنَّه يجب التنسيق مع الجهات المختصة لتقليل نسب التوقيف الإداري من قبل الحكام الإداريين حسب قانون منع الجرائم، وهو ما سينعكس إيجاباً على نسب اكتظاظ مراكز الإصلاح والتأهيل.
هل التوسع بالعقوبات البديلة حل مجد؟
وبحسب العموش، تتمحور العقوبات البديلة عن سجن المتهمين حول قيام المتهم بأعمال مجتمعية محددة، كتنظيف الطرقات أو الاعتناء بالحدائق أو غير ذلك، لمدد زمنية معلومة ومحددة بشكل يومي.
وأشار إلى أنَّ العقوبات البديلة تكون في المخالفات وقضايا الجُنَح البسيطة (الجرائم التي لا تزيد عقوبتها على ٣ سنوات)، مؤكداً أن هذه الأحكام تقلل عدد السجناء وتقوّم شخصية الفرد بشكلٍ أفضل من عقوبة الحبس.
ولا تقتصر أضرار اكتظاظ مراكز الإصلاح والتأهيل على تقليص حقوق النزلاء الأساسية فحسب، إنما تكلّف الدولة عشرات الملايين سنوياً، عدا عن الخسائر التي يتلقاها الاقتصاد الوطني من خسارة آلاف العاملين في سوقه.
وزير الداخلية مازن الفراية أكد في تصريح سابق أنّ كلفة السجناء الشهرية تبلغ ١٤.٧ مليون دينار شهرياً، بمعدل ١٧٦ مليون دينار سنوياً، داعياً إلى التوسع في العقوبات البديلة غير السالبة للحرية، وتوسعة مراكز الإصلاح والتأهيل وبناء مركز إصلاح وتأهيل جديد.
تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان
من جانبه، ذكر مدير وحدة الاتصال والنَّاطق الرسمي باسم وزارة العدل نزار الخرابشة أنه استجابة لتوصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان (UPR)، قامت الحكومة الأردنية من خلال وزارة العدل بتطبيق مجموعة من العقوبات البديلة وصلت إلى ما يقارب ٢٠٠٠ عقوبة بديلة منذ بداية العام الحالي حتى شهر آب.
ومن هذه العقوبات، وفق الخرابشة، “الخدمة المجتمعية” والتي يلزم فيها المحكوم عليه وبموافقته بعمل غير مدفوع الأجر لخدمة المجتمع لمدة تحددها المحكمة لا تقل عن (40) سـاعة ولا تزيد على (100) ساعة عـلى أن يتم تنفيذها خلال مدة لا تزيد على سنة.
بالإضافة إلى المراقبة المجتمعية والتي تلزم المحكوم عليه بالخضوع لبرنامج تأهيل تحدده المحكمة يهدف لتقويم سلوك المحكوم عليه، أضف إلى ذلك إسوارة المراقبة الإلكترونية، والتي يتم من خلالها وضع المحكوم عليه تحت الرقابة الإلكترونية لمدة لا تقل عـن شهر ولا تزيد على سنة، وحظـر ارتياد المحكوم عليه أماكن محددة مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة.
وكان لهذه العقوبات البديلة آثار إيجابية كثيرة من حيث حماية المحكوم عليه من الانخراط في مجتمع المجرمين من مرتكبي الجنايات الخطرة والحفاظ على العائلات من التفكك الأسري، بالإضافة إلى تقليل الاكتظاظ في السجون وتخفيف الكلف المالية على الدولة التي تصل إلى ٧٠٠ دينار شهريا للسجين وضمان عدم انقطاعه عن عمله.
كما قامت وزارة العدل- يضيف الخرابشة- بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الحكومية التي يمكن تنفيذ هذه العقوبات من خلالها مع مراعاة النوع الاجتماعي وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعملت على الإشراف على تنفيذ العقوبات المجتمعية ورفع تقارير متابعة دورية للقضاة حول مدى التزام المحكوم عليهم بتنفيذ العقوبات.
وفي هذا السياق، ذكر المجلس القضائي الأردني، خلال مؤتمر صحافي عقد قبل أيام، لإطلاق التقرير السنوي لأوضاع المحاكم النظامية والقضاء الإداري والنيابة العامة للعام 2022، أن نسبة الزيادة في تطبيق بدائل العقوبات السالبة للحرية بلغت 1288 عنه لعام 2021، كما بلغت نسبة الزيادة في تطبيق بدائل التوقيف 770% عنه لعام 2021.
كما أكد المجلس القضائي أن نسبة الأحكام التي فرضت تدابير غير سالبة للحرية في قضاء الأحداث بلغت 41% من مجموع الأحكام الصادرة عن محاكم الأحداث، أما نسبة التسويات في قضايا الأحداث فبلغت 67% من مجموع القضايا المنجزة لدى قاضي تسوية النزاع.
وتزامن كتابة هذا التقرير حول “اكتظاظ السجون في الأردن” مع دورة تدريبية متخصصة، هي الأولى من نوعها، شاركت فيها “القدس العربي” وعدد من الإعلاميين، حول “مهارات التغطية الصحافية لآلية الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان (UPR)”.
ويذكر أنه ضمن توصيات الاستعراض الشامل لحقوق الإنسان في الدورة الثالثة لعام 2018 أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، قدمت عدد من الدول توصيات حظيت بالتأييد من قبل الأردن فيما يتعلق بالحد من استخدام الاحتجاز الإداري وضمان أن يتم عقد الأحكام في غضون فترة زمنية معقولة، ومواصلة الجهود لاتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ الأحكام المتعلقة بالعقوبات المجتمعية والعقوبات البديلة وتعزيز استخدام بدائل للاحتجاز السابق للمحاكمة وتكثيف التدريب المتخصص للقضاة بهدف توسيع مظلة العقوبات البديلة واستبدالها للتقليل من العقوبات السالبة للحرية، ومواصلة الجهود الرامية إلى تدريب موظفي مراكز الاحتجاز على أحكام الاتفاقيات الدولية والمعايير الدولية المتعلقة بمراكز الاحتجاز.
أما فيما يتعلق بالتوصيات التي سيتم دراستها من قبل الأردن فقد أوصت عدد من الدول بالحد من استخدام الاحتجاز الإداري واحترام حقوق السجناء كما هو محدد في المادة (9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والنظر في مراجعة استخدام الاحتجاز الإداري واتخاذ تدابير لضمان الوصول إلى المساعدة القانونية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: زنزانة المخدرات اللصوص جرائم الكترونية اكتظاظ النزلاء مراکز الإصلاح والتأهیل الشامل لحقوق الإنسان العقوبات البدیلة اکتظاظ السجون المحکوم علیه القدس العربی إصلاح وتأهیل حقوق الإنسان لا تزید على مرکز إصلاح فی الأردن عدد من من قبل
إقرأ أيضاً:
تجويع وأوبئة في سجن مجدو: جثمان أسير شهيد بدون أنسجة دهنية في جسمه
#سواليف
يعاني #الأسرى #الفلسطينيون، وقسم كبير منهم قاصرون، في #السجون_الإسرائيلية وبشكل خاص في #سجن_مجدو، من سياسة متعمدة تتبعها مصلحة السجون وتنتج عنها #مجاعة و #انتشار_أوبئة، تؤدي إلى فقدان الوزن وأجساد هزيلة جدا، وفي بعض الحالات إلى #استشهاد #أسرى. كما يعاني الأسرى من #التعذيب والممارسات العنيفة المتواصلة من جانب السجانين.
إحدى هذه الحالات كانت في شهر آذار/ مارس الماضي، عندما انهار الأسير وليد أحمد (17 عاما) في ساحة سجن مجدو واستشهد. وكشف تقرير كتبه طبيب حضر تشريح الجثمان بتكليف من عائلة الأسير الشهيد ، أن جسد الشهيد وليد كان خاليا تقريبا من الأنسجة الدهنية (التي لا يمكن لجسم الإنسان أن يعيش بدونها، فهي مخزن للطاقة وعازل حراري ووسادة واقية للأعضاء، وتشارك في إنتاج الهرمونات وتنظيمها) وعانى من الوباءين المنتشرين في السجن، وهما الجرب والتهاب الأمعاء الغليظة.
لكن السلطات الإسرائيلية لم تحقق في استشهاد الأسير وليد. وحسب تعقيب وزارة الصحة الإسرائيلية، فإنه “بموجب القانون، نتائج غير مألوفة (للتشريح) تُنقل إلى عناية الجهات ذات العلاقة”، كما أن وحدة التحقيقات مع السجانين في الشرطة لم تحقق باستشهاد وليد، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة.
مقالات ذات صلة أكثر من 100 موظف بالـBBC يفضحون “الحياد المزيف” في تغطية غزة 2025/07/04وأفادت المنظمة الحقوقية أطباء لحقوق الإنسان، الشهر الماضي، بأن وباء الجرب منتشر أيضا في سجون “كتسيعوت” (سجن النقب الصحراوي) و”غانوت” (في جنوب النقب) وأيالون (سجن الرملة)، التي يقبع فيها أسرى فلسطينيون. وجاء في تصريح قدمته المنظمة في إطار التماس حول تقليص كميات الطعام التي تقدم إلى الأسرى، أن الأسرى أفادوا بانخفاض كبير في أوزانهم. ونقلت الصحيفة عن محامين قولهم إن الظروف الأسوأ يعاني منها الأسرى في سجن مجدو.
منذ بداية الحرب على غزة، استشهد 5 أسرى في سجن مجدو، و7 في سجن النقب الصحراوي. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني باستشهاد 73 أسيرا في السجون الإسرائيلية، وكان على جثماني أسيرين علامات تؤكد تعرضهما للتعذيب وعنف شديد. وأفاد أسرى بأن عنف السجانين هو أمر عادي في السجون.
ونقلت الصحيفة عن أسير قاصر محرر من نابلس، قوله إنه “لا أحد يشبع في السجن. وكان السجانون يدخلون صحن أرز لعشرة أشخاص في الزنزانة. وهذه كمية تكفي لشخص واحد، لكننا جميعا تشاركنا فيها”
وأضاف أن هذه كانت وجبة غداء، لكن الوجبات الأخرى كانت صغيرة جدا أيضا. وأشار إلى أن قطعة الجبن “لا تكفي لتغطية قطعة الخبز”. ولم يستجب السجانون أبدا لطلب أسرى بمزيد من الطعام. وأكد الأسير القاصر أنه “خلدت إلى النوم جائعا في جميع الأيام” التي قضاها في السجن.
وأفاد أسرى آخرون بأن جودة الطعام في سجن مجدو سيئة للغاية، وأن “السلطة تكون عفنة أحيانا، والأرز ليس مطهيا”، وأبلغوا محاميهم بأن الكمية المقدمة للأسرى في الزنزانة هي “ملعقتين أو ثلاث ملاعق في كل وجبة”.
وأضافت الصحيفة أن هذه الممارسات ضد الأسرى هي نتيجة لسياسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أوعز بتغيير هائل لظروف عيش الأسرى الفلسطينيين، بعد بدء الحرب على غزة، وبضمن ذلك منع الأسرى من التوجه إلى الكانتينا (دكان السجن) وإخراج أواني وأجهزة الطهي من الزنازين وتقليص كمية الطعام إلى الحد الأدنى “الذي يلزم به القانون”.
وادعت مصلحة السجون في ردها على التماس قدمته جمعية حقوق المواطن أنها زادت كمية الطعام، وأرفقت قائمة بالمواد الغذائية المقدمة للأسرى الفلسطينيين قياسا بالطعام المقدم للسجناء الجنائيين، وتبين منها أن الأسرى يحصلون على نصف كمية اللحم المقدم للسجناء الجنائيين، وأن الأسرى لا يحصلون على الفاكهة أبدا ولا على حلويات، خلافا للجنائيين.
لكن إفادة أسيرين فلسطينيين قاصرين أظهرت أنه حتى بداية العام الحالي، لم يحصلوا على قائمة الطعام الهزيلة أيضا التي تعهدت بها مصلحة السجون أمام المحكمة، كما أكدت إفادات جميع الأسرى الفلسطينيين أنه بقوا جائعين دائما.
وأصيب عدد كبير من الأسرى بوباءي الجرب والتهاب الأمعاء، الأمر الذي جعلهم لا يقوون على النهوض من فراشهم، حتى من أجل الذهاب إلى المرحاض. وأفاد عدد منهم بأن “المسعفين يحضرون إلى القسم، وينظرون من النافذة ويعطوننا أكامول ويقولون كُلوا أرز وخبز بدون أي شيء آخر”.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلي، في نهاية العام الماضي، ردا على التماس، أن حوالي 2800 أسير فلسطيني أصيبوا بوباء الجرب المعدي. وأفادت منظمات حقوقية بأن أسرى كثيرون عانوا في الوقت نفسه من الوباءين، الجرب والتهاب الأمعاء.
وكتب الطبيب الأخصائي في علم الأحياء الدقيقة السريرية، بروفيسور عاموس أدلر، في مذكرة لأطباء لحقوق الإنسان التي قدمتها إلى مصلحة السجون، حول انتشار وباء التهاب الأمعاء، أن “الأسباب المحتملة لانتشار الوباء هي الاكتظاظ والنقص في التغذية ومستوى نظافة متدن”.