جريدة الوطن:
2025-12-13@07:47:21 GMT

رأي الوطن : محرقة صهيونية فـي غزة بدعم غربي

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

أظهر كيان الاحتلال الصهيونيِّ وجْهه القبيح أمام العالَم أجمع، حين جمع كُلَّ قواه ـ وبدعم أميركيٍّ غربيٍّ ـ لِيحوِّلَ قِطاع غزة إلى محرقة صهيونيَّة بحقِّ الفلسطينيِّين العُزَّل في القِطاع، ولِيجعلَ من إبادته الأطفال عنوانًا ثابتًا لنازيَّة جديدة في الإقليم عمومًا، وفي فلسطين المحتلَّة خصوصًا، فلَمْ يترك وسيلةً للتنكيل بأبناء غزَّة إلَّا وقَدْ ارتكبها، في فصلٍ جديد من فصول النازيَّة الجديدة والجرائم البَشِعة التي يرتكبها الكيان الغاصب على مرأى ومسمع من العالَم.

وبحسب المنظَّمات الإغاثيَّة العالَميَّة، فقَدْ وصلَ الصَّلف والإرهاب مداه، حيث باتَتْ حماية المَدنيِّين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومنشآت الأُمم المُتَّحدة أمرًا مستحيلًا، لدرجةٍ أنَّ منظَّمات أُمميَّة ودوليَّة قَدِ استبقت الكارثة الإنسانيَّة بالتأكيد على استهداف الكيان الصهيونيِّ لملاجئها في غزَّة، حيث أشارت إلى أنَّ ملاجئها لَمْ تَعُدْ آمنةً، ما يعني أنَّ أكثر من مليونَيْ إنسان من أهل غزَّة باتوا رهينةَ إرهابِ كيان الاحتلال الصهيونيَّ.
إنَّ صَمْتَ العالَم عن قطع الكيان الغاصب المارق المياه والكهرباء والغذاء والوقود عن قِطاع غزَّة يُعدُّ مشاركةً فيما يرتكبه العدوُّ المحتلُّ من جرائم، خصوصًا مع تحذير وكالة الأُمم المُتَّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين «أونروا» من أنَّ أكثر من مليونَيْ مواطن في قِطاع غزَّة يواجهون خطر نفاد المياه بشكلٍ أصبح يُهدِّد حياتهم. فالمياه ـ بحسب الوكالة الأُمميَّة ـ أصبحت مسألة حياة أو موت، خصوصًا بعد توقُّف عمل محطَّة المياه وشبكات الماء العامَّة، حيث أصبح محطَّات تزويد مياه الشرب في قِطاع غزَّة خارج الخدمة بعد التوقف الكُلِّي لآخر محطَّة تحلية، نتيجة تواصل العدوان. لذا فمن الضروري أنْ يتمَّ توصيل الوقود إلى غزَّة لتوفير المياه لمليونَيْ شخص محاصرين تحت وطأة قصفٍ متواصلٍ لا يتوقف، يتلاعب بالمَدنيِّين ويستهدفهم جنوبًا وشمالًا.
الغريب أنَّ تلك الجرائم التي ترتكبها النازيَّة الجديدة على أرض فلسطين المحتلَّة لا يزال لدَيْها ظهير دوليٌّ يناصرها، بل يدافعُ عَنْها ويسعى لتضليلِ الشعوب وقَلْبِ الحقائق، لذلك يجِبُ أن يوازيه تحرُّك عربيٌّ راسخ بجانب كافَّة المتضامنين الدوليِّين؛ لفضْحِ أبعاد الكارثة الإنسانيَّة التي يرتكبها العدوُّ الإسرائيليُّ المحتلُّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ عامَّةً وفي قِطاع غزَّة خاصَّةً، والسَّعي إلى تفنيد روايات الاحتلال المُضلِّلة، وفضح جرائمه ومستعمريه ضدَّ أبناء فلسطين العُزَّل، وكذلك العمل على فضح الأبعاد السِّياسيَّة التي يحاول الكيان المارق تكريسه لتصفية قضيَّة الشَّعب الفلسطينيِّ وحقوقه الوطنيَّة العادلة والمشروعة، وخلْقِ رأيٍّ عامٍّ شَعبيٍّ ضاغطٍ مؤيِّد لحقوق الشَّعب الفلسطينيِّ ومناهضٍ للعدوان، يُسهمُ في منْعِ السَّاسة المناصرين للكيان الإرهابيِّ عن دعمِه ومساندته.
ولعلَّ حديث بعض الدوَل ـ وعلى رأسها أميركا ـ عن حقِّ الكيان الصهيونيِّ في الدِّفاع عنْ نَفْسِه، وإعلانها صراحة عن مساعدته عسكريًّا، يأتي في وقت أدخل العدوان الإسرائيليُّ الفلسطينيِّين بقِطاع غزَّة في كارثة إنسانيَّة حقيقيَّة غير مسبوقة طالت الحدَّ الأدنى من مُقوِّمات الحياة الإنسانيَّة، بما في ذلك الحرمان من احتياجاتهم الأساسيَّة، والذي يُعدُّ جريمةَ حربٍ ومخالفةً واضحةً عمَّا نصَّتْ عَلَيْه اتفاقيَّات جنيف، والقانون الإنسانيُّ الدوليُّ والقانون الدوليُّ لحقوق الإنسان، لِيظلَّ الشَّعب الفلسطينيُّ بَيْنَ مطرقة العدوان الصهيونيِّ، وسندان ازدواجيَّة المعايير الدوليَّة التي تجلَّت في دفاع العديد من الدوَل الغربيَّة عن جرائم الاحتلال المرتكبة، لِيكُونَ أبناء فلسطين ضحايا للفشل الدوليِّ في تحقيق السَّلام نتيجة تجاهل الإجراءات الأحاديَّة الصهيونيَّة.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م ة التی

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا حول التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني

تستضيف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يومي 10 و11 ديسمبر 2025، فعاليات المؤتمر الإقليمي الثاني حول "التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني: منظومة الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي في المجال العسكري"، الذي تنظمه إدارة الحد من التسلح ونزع السلاح – قطاع الشؤون السياسية الدولية بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وألقى الكلمة الافتتاحية نيابةً عن السفير د. خالد بن محمد منزلاوي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية، وزير مفوض فادي أشعيا مدير إدارة الحد من التسلح ونزع السلاح.

وأكد أشعيا أن انعقاد المؤتمر يأتي في سياق الجهود الدولية المتسارعة الرامية إلى بلورة رؤية مشتركة وصياغة موقف دولي تجاه التحديات المتصاعدة المرتبطة بتوظيف التكنولوجيات الحديثة في العمليات العسكرية، وما ينتج عنها من انعكاسات إنسانية وقانونية وأخلاقية.

وأشار إلى أن العالم يشهد اليوم تطوراً غير مسبوق في استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال العسكري، ورغم ما توفره من فرص لرفع كفاءة الاستهداف وتقليل الخسائر البشرية والمادية، إلا أنها تفرض في المقابل تحديات كبيرة تتعلق بحماية المدنيين والأعيان المدنية وضمان الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني.

يشارك في المؤتمر خبراء ومتخصصون من الدول العربية إلى جانب مجموعة من خبراء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لبحث الجوانب التشريعية والعملية والتقنية المتعلقة بتنامي استخدام الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، وآليات الحد من آثارها على الأمن والسلم الدوليين.

طباعة شارك الجامعة العربية جامعة الدول العربية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التكنولوجيات الحديثة الأسلحة ذاتية التشغيل الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري الذكاء الاصطناعي اللجنة الدولية للصليب الأحمر المدنيين القانون الدولي الإنساني استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال العسكري

مقالات مشابهة

  • هيئة دولية: الامطار تفاقم الإبادة الجماعية المستمرة وتكشف انهيار النظام الإنساني الدولي
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • أردوغان: حان الوقت ليسدد المجتمع الدولي دينه للشعب الفلسطيني
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • الإمارات: منع انتهاكات القانون الدولي الإنساني أساس لتعزيز الاستقرار
  • أبرز الملفات المطروحة باجتماع اللجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
  • الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا حول التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة