اختتمت بنجاح فعاليات الدورة الأولى من مهرجان أبوظبي للشعر الذي أقيم تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وعقد المهرجان خلال الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر الجاري تحت شعار “الشعر يُلهمنا”، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي وبالتعاون مع نادي تراث الإمارات.

واستقطب المهرجان نحو 1000 شاعر وأديب وباحث، إلى جانب أكثر من 500 شاعر وشاعرة من المرشحين لمقابلة لجنة تحكيم برنامج شاعر المليون، ضمن فعاليات المهرجان.

وتوافد على المهرجان ما يزيد على 15 ألف زائر تعرّفوا فيها على الشعراء المميزين في الوطن العربي من خلال عشرات الأمسيات والجلسات النقاشية والفنية والعروض الشعبية والألعاب التفاعلية، إلى جانب إمكانية التفاعل المباشرة بين الزوار والشعراء عبر المنصات المخصصة لذلك.

وصاحب المهرجان عقد مؤتمر أبوظبي للشعر استمر ثلاثة أيام، وقدم خلاله عدد من البحوث العلمية والأكاديمية توزعت على جلسات المؤتمر بواقع جلستين في اليوم؛ اشتملت كل جلسة على ثلاثة مشاركين وشهدت جلسات المؤتمر حضوراً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً، وقدم الباحثون خلال الجلسات العديد من الرؤى والأفكار المتعلقة بالشعر العربي بصورة عامة والشعر لنبطي بشكل خاص.

وأوصت اللجنة العلمية في مؤتمر أبوظبي للشعر بأهمية استكشاف محاور جديدة لإثراء دور الحركة الثقافية والتراثية وتوسيع اختصاصاتها لتكون نافذة للشعر والشعراء ومحفزة لأصحاب المواهب الجادة وتطوير المحتوى الإبداعي عبر دراسات أكاديمية معمقة تمتاز بالجدية والموضوعية.

ودعت إلى المزيد من الاهتمام بمخطوطات الشعر النبطي والعامي على وجه الخصوص وإعداد الدراسات لتحقيق هذه المخطوطات بعد جمعها وتصميم مبادرات وبرامج فكرية تحفز الباحثين الشباب وتحثهم على استكشاف أبعاد جديدة لرفد المشهد الشعري بفضاءات ترسخ القيم المجتمعية، مؤكدة على عالمية الفكر والموروث الإنساني كحاضنة إنسانية تتسع للجميع كمصدر مستدام ينهل منه أصحاب المبادرات والأفكار الريادية.

كما أكدت على أهمية التعاون البحثي مع الجامعات العالمية ومراكز البحوث العلمية الرصينة والمجلات العلمية المحكمة للإسهام في إجراء الدراسات الجادة والموضوعية للموروث الإماراتي ونقله من المحلية إلى العالمية ليتم الاقتباس منه والاستشهاد به كأحد مراجع الموروث الإنساني الأدبي.

وشددت اللجنة العلمية على خصوصية الشعر النبطي الإماراتي كونه يمثل هوية وطنية غنية واستدامة الموروث الشعري وسلامة نقله للأجيال القادمة من غير اعتلال، مؤكدةً على أهمية استخدام الرقمنة لخدمة الشعر النبطي وتيسير انتشاره، وضرورة تصميم برامج ومبادرات للجاليات الأجنبية المقيمة داخل الإمارات من اجل إدماجها وتعريفها بالموروث الإماراتي، وتوظيف الموروث الإماراتي بكل ما فيه من بعد إنساني وثقافي كقوة ناعمة تسهم في نشر ثقافة التسامح ورسالة دولة الإمارات الإنسانية.

كما استعرض مهرجان أبوظبي للشعر الفنون الشعبـية الإماراتية وقدمها بصورة متميزة جعلت الزوار يطلعون عليها ويتعرفون على أنواع الفنون الشعبية النابعة من وحي تراثنا العربي الإماراتي، بهدف إحياء هذا الموروث الأصيل بشكل مستدام في نفوس الأجيال الحالية والقادمة.

ووفر المهرجان أيضاً فرصة مميزة للزوار عبر منصة تعليمية للتعرف على مراحل تطور الشعر العربي عبر منصة “درب الشعر” وتضمّ المنصة، 9 محطات تنطلق من سوق عكاظ، وتنتهي بدور أبوظبي في الشعر والأدب والجهود التي بذلتها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي في تمكين الشعراء عبر برامجها العديدة منها، شاعر المليون، وأمير الشعراء، والمنكوس.

كما استضاف المهرجان أمسيات شعرية شارك فيها العديد من الشعراء أصدحوا في مسرح المهرجان بقصائد معبرة بمواضيع مختلفة، مما أسهم في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في المنطقة وتعزيز التفاعل الثقافي والفني بين الشعراء والجمهور.

ولنشر التجارب المتميزة التي تحقق أهداف الاستدامة في الفكر والثقافة، شاركت عدد من المؤسسات الثقافية والجمعيات الأدبية ودور النشر من دول مجلس لتعاون الخليجي والوطن العربي التي تعنى بالشعر العربي الفصيح والنبطي في المهرجان.

وكان للأطفال الزائرين للمهرجان نصيب من هذا المحفل الثقافي الشعري؛ إذ وفر المهرجان عدداً من البرامج والأنشطة الموجهة للصغار، والتي تحمل رسائل تعليمية تثقيفية لربط الاجيال الجديدة بموروثهم الثقافي وترسخ في أذهانهم كل ما هو جميل ونبيل من قيم ومفردات تعزز انتمائهم إلى الوطن.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رئيس «قصور الثقافة» يفتتح مهرجان فرق الأقاليم المسرحية الـ46 (صور)

شهد مسرح السامر بالعجوزة، مساء اليوم السبت، افتتاح فعاليات المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورته السادسة والأربعين، برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وافتتح الفعاليات عمرو البسيوني، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، الفنان تامر عبد المنعم رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، سمر الوزير مدير عام المسرح، ولفيف من النقاد والمسرحيين.

وأكد «البسيوني»، أن قصور الثقافة قدمت موسما مسرحيا نشر الفكر والتنوير بربوع مصر كافة، عبر الأعمال التي شاركت به والطاقات الإبداعية لفناني مصر بجميع المحافظات، ليبقى مسرح هيئة قصور الثقافة منصة أساسية لنشر الإبداع والفن الراقي وتعزيز القيم الإيجابية.

وأضاف رئيس الهيئة: اليوم نتوج هذا الحراك الإبداعي بإقامة المهرجان الختامي لفرق الأقاليم بعد أن شهدنا سويا قبل أيام المهرجان الختامي لنوادي المسرح، وهي تجارب مقدرة نعمل بكل طاقتنا على دعمها وتذليل أوجه الصعوبات كافة التي تواجهها.

عمرو البسيوني يشكر وزيرة الثقافة 

واختتم حديثه بتوجيه الشكر للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة لدعمها لمسرح هيئة قصور الثقافة، كما وجه التحية للجنة تحكيم المهرجان ولجان التحكيم بالأقاليم، والإدارة العامة للمسرح والشئون الفنية، ولجميع إدارات الهيئة المعاونة، متمنيا التوفيق للفرق والعروض المسرحية المشاركة في المهرجان.

من جهته، قدم الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، الشكر للحضور، وأعرب عن سعادته بوجوده بين المسرحيين، مؤكدا أنه جزء منهم وينتمي إليهم، كما تمنى أن تحقق هذه الدورة المسرحية آمالهم وطموحاتهم.

وقدم نائب رئيس الهيئة الشكر للإدارات المشاركة بالمهرجان لإنجاز هذا الموسم المسرحي الصعب المتميز الذي سيذكره التاريخ، ونعيد مرة أخرى العروض التي حققت نجاحا متميزا في الأقاليم والفروع الثقافية، وتمنى النجاح للمهرجان وتقديم موسم مسرحي جيد.

وأعرب الفنان تامر عبد المنعم عن أمنياته بتقديم دورة جديدة ناجحة، وأكد أنه استقبل ردود أفعال إيجابية من قامات مسرحية كبيرة عن العروض المسرحية المشاركة، وأن هذا ما نسعى إليه بتوصيل الرسالة التي يقام المهرجان من أجلها، وقدم الشكر لفريق العمل المشارك بالمهرجان ولرئيس الهيئة لإطلاقه العنان للتفكير والعمل لإخراج المهرجان بالشكل المميز، معلنا بث العروض الفائزة بالمراكز الثلاث الأولى عبر إحدى المنصات في إطار بروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وفي كلمتها تقدمت سمر الوزير مدير عام المسرح بالشكر لقيادات الهيئة والحضور، وأوضحت أنه في إطار حرص إدارة المسرح على إحداث تنمية ثقافية ونشر التنوير ومجابهة الأفكار المتطرفة، كان مسرح الأقاليم ومن أجله كانت الثقافة الجماهيرية كما أسسها جيل الرواد، واليوم نبدأ عرسنا الفني مهرجان فرق الأقاليم في دورته 46 لدعم الفنانين لتحقيق رؤى مسرحية من شأنها إعلاء قيم الحق والجمال. واختتمت حديثها بتقديم الشكر لفريق العمل بإدارة المسرح على تعاونهم لإنجاح هذا المهرجان.

وبدأت فعاليات الحفل الذي قدمه الكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر، بالسلام الوطني، أعقبه الوقوف دقيقة حداد على روح المخرج الراحل محمد لبيب مدير دار العرض بمسرح الطليعة، قبل أن يدشن العرض المسرحي جميلة لفرفة بورسعيد، من تأليف طارق علي، وإخراج أحمد يسري، أولى عروض المهرجان.

مهرجان فرق الأقاليم المسرحية

المهرجان تقيمه الإدارة العامة للمسرح بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، في الفترة من 8 إلى 29 يونيو الحالي بمسرحي السامر بالعجوزة وقصر ثقافة روض الفرج، ويشارك به المهرجان 26 عرضا مسرحيا تقدم بالمجان للجمهور، تم اختيارها من قِبل لجان التحكيم بالأقاليم الثقافية الستة، من بين 116 عرضا مسرحيا.

مقالات مشابهة

  • كنز الجمال الطبيعي.. كيف يمكن لـ "الموز" تحقيق شعر صحي ولامع
  • مهرجان موازين 2024|ليلة إضافية لمحبي أم كلثوم بالـ "هولوجرام"
  • مهرجان ألف للموسيقى العربية الحديثة| موعد ومكان حفل راغب علامة
  • اختتام أعمال منتدى “الساحة الحمراء” للكتاب في موسكو
  • المقاومة وفلسطين ومواضيع متنوعة في مهرجان شعري باتحاد الكتاب العرب
  • اختتام أعمال منتدى "الساحة الحمراء" للكتاب في موسكو
  • وصف «الشعر العربي» بالنخبوي.. حقيقة أم مجرد اتهام؟!
  • خبيرة شعر تحذر من استعمال الصبغة والبروتين: تدمر البصيلات وتسبب التساقط
  • ما بين الشّعر والإسلام والنبوّة.. هل أجملُ القصائد أكذَبُها؟
  • رئيس «قصور الثقافة» يفتتح مهرجان فرق الأقاليم المسرحية الـ46 (صور)