يلف الغموض مشروع المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، الذي تم قبوله في مجلس الأمن الدولي، وذلك بسبب غياب التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار، وعدم وجود رد واضح من إسرائيل على الخطة المكونة من ثلاث مراحل.

ومساء أمس الاثنين، تبنّى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتا، بينما امتنعت روسيا عن التصويت وسط تجاوب أولي من حماس وعدم تعليق إسرائيلي مباشر.



وتضمن القرار عبارة حول قبول إسرائيل لمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، ودعا حركة حماس إلى تبني الرد نفسه.

وتصر إسرائيل على أنها لن تنهي هجماتها في غزة "حتى تحقق جميع أهدافها (القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى)"، في حين تؤكد حماس أنها لن تقبل الخطة دون وقف دائم لإطلاق النار.

ويلف الغموض القرار لأنه لا يتضمن عبارة واضحة بشأن وقف دائم للهجمات الإسرائيلية في غزة.
 

غموض إسرائيلي تجاه الخطة
 

ورغم أن القرار يشير إلى قبول إسرائيل مقترح بايدن، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين أدلوا بتصريحات معارضة للمقترح.

وذكر بايدن في بيان يوم 31 مايو/ أيار الماضي أن المقترح المذكور يعود لإسرائيل، لكن نتنياهو أعلن أن الجيش الإسرائيلي سيواصل هجماته حتى تحقيق "جميع الأهداف المحددة".

كما أشار نتنياهو إلى وجود "فجوات" بين ما اقترحته إسرائيل وما عرضه بايدن.

بدوره، هدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهما من اليمين المتطرف، بالإطاحة بالحكومة إذا قبل نتنياهو مقترح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن.

من ناحية أخرى، نفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما أوردته القناة "12" العبرية عن موافقتها على وقف الهجمات على غزة نهائيا في حال الاتفاق على تبادل الأسرى.

وجاء في بيان رئاسة الوزراء أن الادعاء بأن إسرائيل وافقت على وقف هجماتها في غزة "قبل الوصول إلى جميع أهدافها" هو "محض كذب"، مما يشير إلى أن الجانب الإسرائيلي غير مهتم بوقف إطلاق النار.
 

موقف حماس من الخطة
 

أعلنت حماس أنها مستعدة للتفاوض مع الوسطاء (قطر ومصر) بشأن تنفيذ المبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلا أن ذلك يتطلب وقفا دائما للهجمات الإسرائيلية.

وشدد بيان حماس على أن "وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة وتبادل الأسرى وإعادة إعمار القطاع وعودة النازحين المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي موضع ترحيب".

كما أشار البيان إلى أن حماس "ستواصل نضالها مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية، بما في ذلك هزيمة إسرائيل، وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مع كامل السيادة وحق تقرير المصير".


 

المراحل الثلاث للمقترح
 

وفقا لمشروع قرار مجلس الأمن الدولي، فإن مقترح وقف إطلاق النار المؤقت في غزة سيتكون من ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى، تتضمن وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح النساء والمسنين والجرحى من "الرهائن" الإسرائيليين بغزة وتبادل الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية وإعادة بناء الخدمات الأساسية وعودة المدنيين إلى منازلهم في جميع أنحاء القطاع مع تقديم المجتمع المدني المساهمة اللازمة في مجال الإسكان.

وعقب اتفاق الأطراف فإن المرحلة الثانية تتطلب إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقيين وانسحاب إسرائيل من غزة لإنهاء الأزمة بشكل نهائي.

وفي المرحلة الثالثة، من المقرر البدء بخطة إعادة إعمار غزة لعدة سنوات وتسليم جثث الأسرى القتلى.
 

الدول والمنظمات المؤيدة للمشروع
 

أعربت دول عدة في مجلس الأمن الدولي تأييدها لمشروع القرار المكون من 3 مراحل والذي سينهي الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووصفت وزارة الخارجية التركية القرار بأنه "خطوة مهمة لإنهاء المجزرة في غزة".

أما الاتحاد الأوروبي ومصر فرحبا بالقرار، فيما دعت الخارجية البلجيكية إلى "التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار".

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: "يجب على حماس قبول العرض"، فيما أعرب المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور عن ترحيبه بالقرار.

المصدر : وكالة سوا - الاناضول

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

"الحدود الجديدة" بين غزة وإسرائيل.. كيف تضرب خطة ترامب؟

أثار حديث مسؤولين إسرائيليين عن "الخط الحدودي الجديد" لإسرائيل مع غزة، الشكوك حول مستقبل القطاع، ومصير خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات البنود الـ20 لإحلال السلام به.

وذكرت صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية، أن دبلوماسيين أبدوا قلقهم من تقسيم القطاع، خصوصا بعد اعتبار إسرائيل الخط الأصفر "حدودا جديدة" مع غزة، وذلك في ظل الغموض الذي يكتنف مصير المرحلة الثانية من الاتفاق.

ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، الخط الأصفر الذي انسحب إليه الجيش بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، بأنه "الخط الحدودي الجديد".

وقال زامير في تصريحات صحفية، الأحد: "إسرائيل تمارس السيطرة العملية على أجزاء واسعة من قطاع غزة وسنظل على هذه الخطوط الدفاعية. الخط الأصفر هو الخط الحدودي الجديد، يعمل كخط دفاعي متقدم لمجتمعنا وخط للنشاط العملياتي".

ولم يقدم زامير المزيد من التفاصيل، علما أن تصريحاته جاءت في ظل غموض حول كيفية تنفيذ المراحل اللاحقة من خطة ترامب للسلام التي تنص على نزع سلاح حماس، وانسحاب إسرائيل من القطاع واستبدالها بقوات استقرار دولية.

وبحسب الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، كان ما يسمى "الخط الأصفر" الذي يقسم غزة إلى نصفين تقريبا، موقعا يفترض أن ينسحب منه الجيش الإسرائيلي تدريجيا مع تقدم خطة ترامب للسلام.

لكن بعد قرابة شهرين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يخشى دبلوماسيون أن يصبح تقسيم غزة واقعا دائما، وذلك في وقت يناقش به مسؤولون وعسكريون خطة لإعادة إعمار النصف الذي تسيطر عليه إسرائيل، مما قد يترك مطالبات مليوني غزاوي دون تلبية.

والأحد أقر نتنياهو بأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي تنص على تسليم حماس جميع الرهائن الأحياء والموتى، شارفت على الانتهاء، مضيفا: "المرحلة الثانية يمكن أن تبدأ هذا الشهر".

وسلمت حماس جميع الرهائن الأحياء في أكتوبر، وأعادت منذ ذلك الحين رفات جميع الرهائن القتلى باستثناء رهينة واحدة.

لكن نتنياهو شكك، خلال الاجتماع مع السفراء الإسرائيليين، فيما إذا كانت قوة الاستقرار الدولية المرتقب نشرها في القطاع قادرة على نزع سلاح حماس، موضحا أن إسرائيل "ستؤدي المهمة" إذا عجزت القوة عن ذلك.

ولا تزال تفاصيل كثيرة حول كيفية عمل هذه القوة، وولايتها، والدول المشاركة فيها غير واضحة.

وأكدت حركة حماس استعدادها لـ"تجميد أو تخزين" ترسانتها من الأسلحة، كجزء من وقف إطلاق النار وعملية أوسع تفضي لإقامة دولة فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • مسئول بحماس: لا مرحلة ثانية من التهدئة في ظل استمرار انتهاكات إسرائيل
  • حماس تتهم إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار
  • “الإعلامي الحكومي” بغزة : العدو الصهيوني يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار
  • ارتفاع حصيلة القتلى في الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاند
  • لن نسمح بهذا الأمر - نتنياهو: حماس تخرق وقف إطلاق النار
  • "الحدود الجديدة" بين غزة وإسرائيل.. كيف تضرب خطة ترامب؟
  • نتنياهو: حماس تخرق وقف إطلاق النار
  • "الحدود الجديدة" بين غزة وإسرائيل.. كيف تضرب خطة ترامب؟
  • عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم الـ59 وقصف مكثف يطال غزة