رئيس الوزراء: مصر تتطلع لأن تكون مركزا للتكنولوجيا في المنطقة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
بكين- أ ش أ:
أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن مصر تتطلع لأن تكون مركزا للتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، في ضوء موقعها الجغرافي المتميز ومرور كابلات الإنترنت من خلالها؛ الأمر الذي يؤهلها لأن تغدو مركزا للبيانات الضخمة.. لافتا، في هذا الشأن، إلى اهتمام الدولة المصرية بمشروع مركز الحوسبة السحابية الذي تقترح شركة "هواوي" الصينية تنفيذه في مصر بالتعاون مع وزارة الاتصالات.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، مع رئيس مجلس إدارة شركة "هواوي" ليانغ هوا، بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، وسفير مصر في الصين السفير عاصم حنفي، وعدد من ممثلي الشركة، وذلك على هامش فعاليات "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" في دورته الثالثة.
وفي مستهل اللقاء، أعرب رئيس الوزراء عن اعتزازه بعلاقات التعاون القائمة بين مصر وشركة "هواوي" الصينية، من خلال مشاركة "هواوي" في عدد من المشروعات الكبرى ومشروعات البنية التحتية في مصر، بالتعاون مع الجهات المصرية المختلفة وخاصة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تحظى بتعاون وثيق مع الشركة.
كما أكد مدبولي اهتمام الدولة المصرية بتعزيز مستوى التنسيق والتعاون مع شركة "هواوي" الصينية والاستفادة من الخبرات والإمكانات الهائلة التي تمتلكها، ولا سيما أن مصر تولي أهمية كبيرة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الوقت الحالي؛ حيث تحرص الدولة بشدة على الدخول في "عصر الرقمنة الشاملة"، وتتطلع إلى زيادة حجم أنشطة هواوي في مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة فيما يعرف بـ "مراكز البيانات"؛ حيث تعد مصر من أكبر دول العالم التي تمر بها كابلات الاتصالات.
وأشار مدبولي - خلال اللقاء - إلى اهتمام الحكومة بمسألة توطين التكنولوجيا في مصر وتدريب العمالة المحلية وتوفير فرص عمل في السوق المصري، معربا عن ترحيبه بالمشروعات المقترحة من جانب "هواوي"، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، بما في ذلك التعاون في مجال تحسين مؤشر جاهزية مصر للذكاء الاصطناعي.
وأعرب رئيس مجلس إدارة "هواوي" عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء لتعاون مصر مع الشركة، مؤكدا أن الشركة عملت في مصر لسنوات عديدة، في إطار أهدافها العامة المتمثلة في تقديم التكنولوجيا للعملاء وتلبية متطلباتهم في سبيل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقال ليانغ هوا، إن العالم أصبح يتجه صوب الرقمنة والتنمية الخضراء، مؤكدا الإمكانيات التي تمتلكها مصر في هذا الشأن، ونوه أن شركته تمتلك علاقات قوية مع كافة أوساط الأعمال في مصر.
وأشار إلى أن أحد أهم مؤشرات التنمية والتنافسية الدولية في المستقبل سيتمثل في سرعة نقل البيانات والمعلومات، وتعد مصر من أسرع الدول بالفعل من حيث سرعة نقل المعلومات.
وأعرب وزير الاتصالات عن اعتزازه بالشراكة بين شركة هواوي وقطاع الاتصالات في مصر.. مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت توقيع اتفاق مع الشركة لبناء منظومة الذكاء الاصطناعي في مصر، وأعرب عن رغبته في توسيع هذا الاتفاق في إطار مساعي مصر لبناء منظومة لغوية متكاملة. كما نوه إلى أهمية استكمال توصيل شبكة الألياف الضوئية إلى باقي محافظات مصر، واستبدال الشبكة النحاسية بشبكة الألياف الضوئية.
وأكد رئيس الشركة دعمه الكامل لمصر في هذا الاتجاه من أجل تعزيز الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، حتى تصبح مصر دولة رائدة إقليميا ودوليا في مجال الحوسبة السحابية.
جدير بالذكر أن شركة "هواوي" الصينية تعد شركة رائدة عالميا في مجال توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأجهزة الذكية كما أنها رابع أكبر مستثمر في مجال البحث والتطوير على مستوى العالم. ووفقا للبيانات الرسمية، كانت "هواوي" تمتلك أكثر من 207 آلاف موظف يعملون في أكثر من 170 دولة، بحلول نهاية عام 2022.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزارة الاتصالات الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات فی مجال فی مصر
إقرأ أيضاً:
15 تريليون دولار.. هل ينقذ الذكاء الاصطناعي العالم من كبوته الاقتصادية؟
نظمت جمعية المهندسين المصرية برئاسة المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، ندوة بعنوان “واقع وآفاق الرقمنة والذكاء الاصطناعي في مصر”.
حاضرت في الندوة الدكتورة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، وذلك بحضور المهندس فاروق الحكيم الأمين العام، والدكتور مصطفى شعبان نائب رئيس الجمعية، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، والمهندس شريف هدارة وزير البترول الأسبق، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر السابق، والمهندس حسن عبد العليم رئيس شركة حلوان للأسمدة، بالإضافة إلى عدد من القيادات الشابة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي كلمة حافلة بالمواقف والرسائل المباشرة حول تحديات التحول الرقمي في مصر، استعرض المهندس أسامة كمال رئيس الجمعية ووزير البترول الأسبق جهود جمعية المهندسين المصرية على مدى عامين في تصميم وبناء منصة رقمية تفاعلية داخل الجمعية، مؤكدًا أن الهدف لم يكن مجرد عرض الندوات العلمية أو تسجيل الأعضاء الجدد ، بل توثيق تاريخ الجمعية العريق وجعله متاحًا بصورة رقمية تليق بمكانتها.
ثورة الذكاء الاصطناعيوقال إن ما يميز الدول المتقدمة - وعلى رأسها الولايات المتحدة -هو القدرة على تحويل قواعد البيانات إلى معلومات ذات قيمة، تُستخرج منها تقارير دقيقة تساعد صانع القرار، وهو ما تفتقر إليه كثير من الدول النامية، مما يوسع الفجوة الرقمية والمعرفية.
أشار "كمال" إلى أن مقاومة التغيير تظل من أكبر التحديات، خاصة في بلد عريق كمصر، حيث يغلب على المؤسسات النظام الورقي والروتيني، وهو ما يشكل عائقًا حقيقيًا أمام التحول الرقمي.
وأوضح أن غياب قاعدة بيانات موحدة وعقلية منفتحة على التغيير كان سببًا رئيسيًا في فشل مشروع الكروت الذكية لتحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي، لافتًا إلى أن كل جهة كانت تسعى للسيطرة على المنظومة، بدلًا من توحيد الجهود لخدمة المواطن.
ولم يغفل “وزير البترول الأسبق “ الحديث عن ملف الاستثمار، مشددًا على أن الروتين الإداري يعوق جذب الاستثمارات، وأن أحد أبرز المعوقات هو تعدد الجهات المسؤولة عن تخصيص الأراضي للمشروعات الصناعية والسياحية، مؤكدًا أن ”الحل يكمن في منح جهة واحدة فقط صلاحية التخصيص لضمان الشفافية والسرعة في اتخاذ القرار”.
وفي إشارة لمرحلة فارقة في تاريخ مصر، حمّل" كمال "جماعة الإخوان الإرهابية مسؤولية إفشال تجربة الانتخاب الإلكتروني داخل نقابة المهندسين عام 2012/ 2013 مشيرًا إلى أنها كانت تصر على الإبقاء على التصويت بالنظام التقليدي حفاظًا على قدرتها على التأثير في صناديق الاقتراع .
من جانبه أشاد المهندس فاروق الحكيم الأمين العام للجمعية، بالدور الذي تقوم به وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بناء قدرات الكوادر البشرية المصرية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة ،بما يساهم في تنفيذ خطة التطوير المؤسسي ومشروعات التحول الرقمي والرقمنة بالدولة وتحقيق الرؤية الإستراتيجية لمصر للتنمية المستدامة 2030.
وبدورها قدمت الدكتورة غادة لبيب عرضًا شاملاً لإنجازات الدولة المصرية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وفي كلمتها، شددت لبيب على أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت منذ عام 2014 قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في صدارة الأولويات الوطنية، موضحة أن الدولة باتت تنظر إليه كقطاع استراتيجي، ليس فقط على المستوى التقني، بل باعتباره قاطرة لعملية التحول الرقمي، ومحركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والإنتاجي والخدمي في آن واحد.
وتوقعت أن يضيف الذكاء الاصطناعي نحو 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030، وحوالي 58 مليون فرصة عمل جديدة إلى الاقتصاد العالمي، لافتة إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية، مؤكدة أن التنمية الحقيقية في هذا العصر لا يمكن أن تنفصل عن التطور التكنولوجي، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات الحوكمة الذكية، والخدمات الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأبرزت "لبيب" استثمارات الدولة في البنية الرقمية، والتي تجاوزت 150 مليار جنيه، بهدف رفع كفاءة الإنترنت الثابت، وإنشاء شبكة كابلات ألياف ضوئية متطورة، وربط أكثر من 25 ألف مبنى حكومي رقميًا على مستوى الجمهورية.
كما أشارت إلى أن الوزارة تواصل جهودها ضمن مبادرة “حياة كريمة” لتطوير القرى المصرية، حيث تستهدف توصيل الإنترنت لأكثر من 4500 قرية، مع رفع كفاءة خدمات الاتصالات والأبراج، بما يحقق مبدأ العدالة الرقمية، ويعزز من الدمج المجتمعي والتنموي بين الريف والحضر.
وفي محور بالغ الأهمية، أكدت" لبيب" أن الذكاء الاصطناعي بات ركيزة أساسية في خطط الدولة، مشيرة إلى أنه لم يعد حكرًا على قطاع الاتصالات، بل أصبح عنصرًا فاعلًا في تطوير قطاعات مثل التعليم، الصحة، النقل، الزراعة، والصناعة.
وعبرت "لبيب "عن سعادتها بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة في تنفيذ محور بناء القدرات ومحو الأمية الرقمية ضمن جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة "، لافتة إلى أن ذلك يأتي لسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر وذلك من خلال نشر الثقافة الرقمية، وبناء المهارات الرقمية، والتمكين الاقتصادي الرقمي.
وتحدثت "نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "عن الخطوات الجادة التي اتخذتها الوزارة منذ عام 2019، بدءًا من تشكيل “المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي”، ومرورًا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى إصدار “الميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي المسؤول”، والذي يؤكد على أهمية الاستخدام الأخلاقي والآمن للتقنيات الذكية.
واستعرضت لبيب المحاور الأربعة لتلك الاستراتيجية، مشيرة إلى إطلاق النسخة الثانية منها، والتي ترتكز على ستة محاور البنية التحتية المعلوماتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إدارة البيانات وتحليلها ،تطوير منظومات تطبيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، تنمية الكوادر والمهارات في هذا المجال، تشجيع الإبداع وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، وضع إطار حوكمي وتشريعي ينظم عمل الذكاء الاصطناعي داخل الدولة.
وأشادت "نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات " بجهود الدولة في خلق بيئة تشريعية محفزة للاستثمار من خلال إصدار قوانين مثل حماية البيانات الشخصية ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، مؤكدةً على أهمية الشراكة بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التحول الرقمي.
وفي نهاية الندوة حرصت لبيب علي الإجابة علي اسئلة الحضور، كما وعدت لبيب بتكرار الندوات التثقيفية وبرامج التدريب من خلال وزارة الاتصالات وجمعية المهندسين المصرية لرفع درجة الوعي وخلق جيل جديد من المثقفين في مجالات الرقمنة والذكاء الصناعي.