اكتشف فريق من العلماء يحقق في زيادة حالات الإصابة بسرطان القولون لدى الشباب والشابات، وجود علاقة "مفاجئة" مع الرضاعة الطبيعية.

ووجد العلماء من كلية الطب بجامعة هارفارد وواشنطن أن الرضاعة الطبيعية ارتبطت بفرصة أعلى بنسبة تصل إلى 40% لتشخيص المرض قبل سن 55 عاما.

وكلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية، زاد احتمال تشخيص الإصابة بسرطان القولون في وقت مبكر، وفقا للدراسة.

وقالت الدكتورة كيمي إنج، طبيبة الأورام في جامعة هارفارد، إنه بينما كان الفريق لا يزال يحقق في هذه العلاقة، فإنها تعتقد أن "أنماط الحياة الغربية" هي السبب، حيث ارتبطت الأنظمة الغذائية الحديثة منذ فترة طويلة بمجموعة من أنواع السرطان، والعديد من المواد الضارة الموجودة في الوجبات السريعة قد تمر عبر حليب الثدي.

ومع ذلك، شددت إنج على أن "هذا مجرد ارتباط"، وحثت النساء على عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية - والتي لطالما كان لها فوائد صحية كبيرة على الأطفال.

واهتم العلماء بدراسة التغيرات البيئية المحتملة فيما يتعلق بارتفاع حالات سرطان القولون، ودرسوا بيانات من 158696 امرأة تتراوح أعمارهن بين 27 إلى 93 عاما مأخوذة من المسوحات والاستبيانات.

إقرأ المزيد أطعمة يمكن أن تسبب الإدمان على غرار الكوكايين أو الهيروين!

وفي حين أن النظام الغذائي في مرحلة البلوغ يرتبط بقوة بسرطان القولون، فإن الارتباط بين الرضاعة الطبيعية والسرطان لم يتأثر بما تأكله الأمهات.

ولاستبعاد عوامل نمط الحياة الأخرى التي يمكن أن تساهم في حالات سرطان القولون، تحدث الباحثون إلى 40 ألف شخص من الأشخاص المشمولين في الدراسة، وجمعوا معلومات صحية مفصلة، بما في ذلك التدخين وتعاطي الكحول أثناء الحمل، بالإضافة إلى الأمراض المصاحبة والوزن والطول.

وبعد النظر في جميع المتغيرات، أظهرت الرضاعة الطبيعية الارتباط الأكبر بسرطان القولون.

وأظهرت مجموعة أصغر سنا من النساء ضمن المجموعة، زيادة بنسبة 40% في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم شديد الخطورة قبل أن يبلغن 55 عاما.

كما لوحظ وجود ارتباط كبير بين الرضاعة الطبيعية وزيادة خطر الإصابة بالأورام الغدية قبل سن الخمسين.

وقالت إنج: إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فمن الواضح أن الكثير من عوامل صحة الأم تنتقل إلى الرضيع. لذا فإن السؤال الطبيعي هو: "هل من الممكن أن تحمل صحة الأم هذه المخاطر المتزايدة؟"".

وحذر الفريق من أنه على الرغم من النتائج التي توصلوا إليها، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولا ينبغي لتحليلهم أن يثني الناس عن الرضاعة الطبيعية لأنها أفضل مصدر غذائي لمعظم الأطفال.

نشرت الدراسة في مجلة أمراض الجهاز الهضمي والكبد السريرية.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب امراض مرض السرطان الرضاعة الطبیعیة بسرطان القولون

إقرأ أيضاً:

هارفارد تحتفل بيوم الخريجين وترد على ترامب: مبادئنا لا تُساوم

واشنطن- حلّ يوم خريجي هارفارد السنوي هذا العام في ظروف غير مسبوقة، إذ تعيش الجامعة منذ أشهر على وقع مواجهة مفتوحة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت باتهامات من مسؤولين جمهوريين للجامعة بـ"التسامح مع معاداة السامية"، وتفاقمت مع تهديدات صريحة بقطع التمويل الفدرالي.

وخلافا لحفل التخرج الذي يركز على وداع دفعة التخرج الجديدة، يهدف تقليد "يوم الخريجين" إلى إعادة التواصل بين الأجيال المختلفة من خريجي الجامعة والاحتفاء بما يفترض أنه تأثيرهم المستمر في مجتمعاتهم ومواقعهم حول العالم.

ورغم الأجواء الاحتفالية والحنين إلى الماضي التي سادت يوم أمس الجمعة، فلم تغب القضايا السياسية عن آلاف الخريجين من مختلف الكليات والدفعات الذين تجمعوا في حرم الجامعة بمدينة كامبردج في ولاية ماساتشوستس.

وفي ساحة "التيرسنتري"، جلس مئات في صفوف منظمة تحت ظلال الأشجار العريقة، وبعد موكب تقليدي قاده خريجون من دفعات سابقة، صعد رئيس الجامعة آلان غاربر إلى المنصة وسط تصفيق حارّ، ليلقي كلمة لم تخل من رسائل سياسية واضحة.

مواجهة معلنة

ولم يخف غاربر في كلمته قلقه مما وصفه بـ"التحريف المتعمّد لما تمثّله هارفارد"، وقال "نحن ندافع عن الجامعة ضد تحريف ما نحن عليه وما نقوم به، ولا نقبل انتقام الحكومة الفدرالية منا بسبب رفضنا التخلي عن حقوقنا".

إعلان

وأضاف أن إدارة الجامعة تعمل على مواجهة الانتقادات المشروعة، لكنها "ترفض الرضوخ لضغوط سياسية تهدد حرية التعبير والتعددية الفكرية داخل الحرم الجامعي".

وقوبلت كلمة غاربر بترحيب لافت من جمهور الخريجين، خاصة في ظل ما تتعرض له الجامعة مؤخرا من هجمات إعلامية وتحقيقات حكومية حول سياسات الجامعة المتعلقة بحرية التعبير وتمويل بعض الأنشطة الطلابية.

ويعتقد مراقبون أن الهدف غير المعلن لهذه التحقيقات قد يكون فرض قيود مالية وتشريعية على الجامعة في محاولة للضغط عليها لتغيير نهجها الداخلي في إدارة النقاشات والقضايا المثيرة للجدل.

وفي كلمته بوصفه متحدّثا رئيسا خلال يوم الخريجين، وجّه الدكتور أتول جاواندي، الجرَّاح والكاتب المعروف، انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس ترامب، متهما إياها بتقويض الصحة العامة والبحث العلمي والتعليم العالي.

غاربر عبّر عن رفض إدارة هارفارد الرضوخ لضغوط سياسية تهدد حرية التعبير والتعددية الفكرية (قناة هارفارد الرسمية على يوتيوب)

واستعرض جاواندي تجربته بوصفه مسؤولا سابقا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة قامت بـ"جراحة بمنشار كهربائي" أدت إلى تفكيك الوكالة، وتسريح 86% من برامجها، مما تسبب في "تعظيم المعاناة البشرية، وفقدان الأرواح، وهدر أموال دافعي الضرائب".

كما أشار إلى أن مركز الأبحاث الذي أسسه في مستشفى بريغهام وكلية هارفارد للصحة العامة فقد تمويله، وأن الطلاب الدوليين قد يُمنعون من الالتحاق بالجامعة العام المقبل، بل إن اعتماد الجامعة نفسه قد يكون مهددًا.

وتساءل جاواندي: "ما القيم الأساسية التي يجب أن تسعى هارفارد للحفاظ عليها؟"، مؤكدا أن الجامعة تواجه تهديدا وجوديا يتطلب منها الدفاع عن مبادئها في مواجهة "إجراءات انتقامية وغير قانونية".

وقد تحوّلت كلمته إلى دعوة صريحة للجامعة وخريجيها للوقوف في وجه ما وصفه بـ"الهجوم المنسق" على مؤسسات التعليم والبحث العلمي، مؤكدا أن الصمت أو التراجع ليسا خيارين في هذه المرحلة.

إعلان تصاعد الأزمة

وتأتي هذه التصريحات على خلفية سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة ترامب، شملت تعليق منح فدرالية لهارفارد، والتهديد بإلغاء برامج تأشيرات الطلاب الدوليين، خاصة من الدول التي تصنّفها الإدارة بأنها "تشكل خطرا أمنيا".

فمن أبرز مظاهر التصعيد بين الجامعة والإدارة الحالية قرار وزارة الأمن الداخلي بإلغاء تأشيرات الطلبة الدوليين الذين يدرسون في جامعات تقدّم برامج تعليمية عن بُعد بالكامل.

وقد اعتُبر هذا القرار هجوما مباشرا على الجامعات ذات التوجه الليبرالي، ودفع هارفارد إلى رفع دعوى قضائية مشتركة مع معهد "إم أي تي" عام 2020 في سابقة قضائية رمزية. ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أبطلت القرار لاحقا، فإن الجدل عاد للواجهة مجددا بعد فوز ترامب بولاية ثانية.

وفي مايو/أيار الماضي، سعت إدارة ترامب لإعادة تفعيل قيود تأشيرات الطلبة من دول تصنّفها بأنها "غير متعاونة أمنيا"، وهو ما أثار مخاوف من حرمان مئات الطلاب، خصوصا من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، من الالتحاق بفصل الخريف المقبل.

لكن محكمة فدرالية في بوسطن أصدرت أمرا مؤقتا بوقف تنفيذ القرار، معتبرة أنه "ينتهك حرية المؤسسات الأكاديمية ويلحق ضررا مباشرا بسمعة الجامعات الأميركية".

"يوم الخريجين" حل هذا العام في وقت تعيش فيه الجامعة على وقع مواجهة مفتوحة مع إدارة ترامب (الجزيرة) غزة "الغائب الحاضر"

ورغم غياب أي إشارات مباشرة لقضية غزة في الكلمات الرسمية، فإن خلفية الحدث لم تكن معزولة عن المناخ السياسي المشحون الذي تعيشه الجامعة منذ اندلاع الحرب على القطاع، فقد شكلت هارفارد خلال الأشهر الماضية واحدة من أكثر ساحات الجدل حدة حول الموقف من العدوان الإسرائيلي.

وواجهت الجامعة اتهامات متكررة بـ"التساهل مع معاداة السامية" على خلفية احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي، وهو ما أدى إلى تصعيد المواجهة بين الجامعة من جهة وإدارة ترامب وعدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، الذين يعتبرون أن الجامعة "تحوَّلت إلى ساحة للتحريض"، وطالبوا باتخاذ إجراءات تأديبية بحق الطلبة ومراجعة تمويلات الجامعة الفدرالية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • جامعات رابطة اللبلاب على خط المواجهة مع إدارة ترامب
  • هل من الطبيعي الإصابة بالصداع مع متلازمة القولون العصبي؟ طبيب يكشف
  • دراسة: غير المدخنين معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة لهذا السبب
  • هارفارد تحتفل بيوم الخريجين وترد على ترامب: مبادئنا لا تُساوم
  • دراسة مفاجئة.. مكوّن أساسي في زيت الزيتون قد يرفع خطر الإصابة بالسمنة
  • الفرق بين السيروم والزيوت الطبيعية.. دليلك لاختيار المناسب لشعرك
  • دواء لعلاج أعراض سن اليأس يظهر نتائج واعدة في خفض نمو سرطان الثدي
  • مش المدخنين فقط| مفاجأة.. ستات البيوت الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة
  • ما سبب إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة؟
  • قاضية تعلق مؤقتا حظر ترامب على "طلاب هارفارد"