الذكاء الاصطناعي يذهل الجميع ويقوم لاول مرة بكشف فلكي من دون تدخل
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
قام الباحثون من جامعة “نورث ويسترن” بتدريب خوارزمية التعلم الآلي باستخدام أكثر من 1.4 مليون صورة تاريخية للمستعرات العظمى وغيرها من الظواهر السماوية من نحو 16 ألف مصدر.
وأعلن فريق بحثي من جامعة “نورث ويسترن” الأميركية عن تمكن أداة قام بتطويرها من القيام باكتشاف مستعر أعظم بشكل “مؤتمت بالكامل” دون أي تدخل بشري، الأمر الذي سيوفر مستقبلا وقت الفلكيين وجهدهم.
وبحسب بيان صحفي رسمي أصدرته جامعة “نورث ويسترن”، فإنه للكشف عن المستعرات العظمى تقوم التلسكوبات الآلية بتصوير المقاطع نفسها من السماء ليلا بشكل متكرر، بحثا عن تغيرات في الصور الجديدة لم تكن موجودة في الصور السابقة، وبعد أن تكتشف التلسكوبات أي تغير، يتولى الفلكيون المسؤولية للبحث عن طبيعة تلك التغيرات وتصنيفها.
ما هو تعلم الآلة؟
وللوصول إلى تلك النتيجة قام الباحثون من جامعة “نورث ويسترن” بتدريب خوارزمية للتعلم الآلي باستخدام أكثر من 1.4 مليون صورة تاريخية للمستعرات العظمى وغيرها من الظواهر السماوية من نحو 16 ألف مصدر. ويعد تعلم الآلة أحد فروع الذكاء الاصطناعي التي تُعنى بتحسين جودة النتائج بناء على التعلم من كم كبير جدا من البيانات.
وعلى سبيل المثال، فإنه للتفريق بين شكل الكلب وشكل القطة يتم تغذية الذكاء الاصطناعي بعشرات أو مئات الآلاف من صور الكلاب، ثم العدد نفسه تقريبا من صور القطط، وهنا تبحث برمجيات الذكاء الاصطناعي عن أنماط إحصائية تتشابه فيها القطط مع بعضها، وتختلف تماما عن الكلاب.بعد ذلك، يحول الذكاء الاصطناعي تلك الأنماط لقوانين ذات طابع احتمالي، يستخدمها عند فحص صور جديدة لم تعرض عليه من قبل، ومع كل صورة جديدة تضاف لقاعدة بياناته، فإنه يحسن من أدائه في المرة التالية. يشبه ذلك الطريقة التي نتعلم بها نحن البشر أي شيء في حياتنا، منذ نعومة أظفارنا.
الذكاء الاصطناعي في خدمة علم الفلك
ويحاول العلماء مؤخرا إدخال الذكاء الاصطناعي إلى عالم الأرصاد الفلكية بقوة، فمثلا في يونيو/حزيران الماضي، تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة “كيل” البريطانية من تطوير تقنية للتعلم الآلي تساعد علماء الفلك على تقدير أعمار النجوم بشكل أفضل من الطرق التي يستخدمونها حاليا.
وبحسب الدراسة التي أعلن عنها في المؤتمر الوطني لعلم الفلك 2023 قام الباحثون بتغذية برمجية للتعلم الآلي باستخدام بيانات صادرة من مرصد “غايا” الفضائي بأكثر من 6 آلاف نجم، ومن ثم فحص وجود علاقة بين درجة حرارة النجم ووفرة عنصر الليثيوم على سطحه وعمره. وفي أبريل/نيسان الماضي، تمكن فريق جامعة “نورث وسترن” بمساعدة علماء آخرين من استخدام آليات ذكاء اصطناعي لتحسين جودة الصور الفلكية التي تلتقطها التلسكوبات الأرضية بشكل سيخدم كل فلكيي العالم لتطوير عملهم البحثي، حيث أتاح هذا الفريق أداة الذكاء الاصطناعي بشكل مجاني. وبعد تطبيق تلك الآليات الجديدة، أصبحت الصور الفلكية بعد تدخل الذكاء الاصطناعي أفضل بنسبة 38% مقارنة بأدوات تحسين الصور التقليدية، ما يقرّبها من جودة صور التلسكوبات الفضائية.
فوائد وأعراض جانبية
ويعد اكتشاف “إس إن 2023 تيك” دليلًا على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص في توفير آلاف من ساعات العمل سنويا يقضيها الفلكيون في دراسة وتصنيف المستعرات العظمى، إضافة إلى أن هذه الخوارزميات ستكون أكثر دقة؛ لأنها ستنحي العامل البشري. لكن على الرغم من ذلك فقد تكون لتلك الخوارزميات أعراض جانبية غير محببة بالنسبة للبعض، فمثلا مع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الراصدة للمستعرات العظمى، فإن ذلك يمكن أن يقضي على إحدى الهوايات الفلكية بالنسبة للكثيرين حول العالم، وهي صيد المستعرات العظمى في السماء والإعلان عنها.
بالنسبة لهؤلاء فإن شخصيات مثل الياباني كويشي إيتاجاكي بمثابة نموذج في هذا النطاق، فقد اكتشف الرجل أكثر من 100 مستعر أعظم داخل مجرتنا وخارجها، إلى جانب 3 مذنبات و5 كواكب جديدة و5 نجوم متغيرة زرقاء مضيئة؛ كل ذلك وهو غير متخصص في هذا النطاق. ويوما ما، قد تختفي إنجازات كتلك تماما أمام قدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة.
المصدر : مواقع إلكترونية
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي علم الفلك الذکاء الاصطناعی من جامعة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد زوجين في تحقيق حلم الإنجاب بعد 18 عامًا من الانتظار
خاص
انتهت رحلة شاقة امتدت لثمانية عشر عاماً من المحاولات المستمرة للإنجاب، بانتظار زوجان أمريكيان وصول طفلهما الأول نهاية هذا العام، بعدما أسهم الذكاء الاصطناعي في تحويل حلمهما إلى واقع داخل مركز كولومبيا الجامعي للخصوبة.
وخاض الزوجان، جولات عديدة من عمليات التلقيح الاصطناعي حول العالم، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب حالة طبية نادرة تعرف بـ”انعدام النطاف”، حيث لا يظهر أي حيوان منوي في السائل المنوي للرجل.
وتجعل هذه الحالة فرص الحمل شبه مستحيلة، إذ أن عينة السائل المنوي المعتادة تحتوي على مئات الملايين من الحيوانات المنوية، بينما عينة الزوج لم تكشف عن أي خلية حية، رغم ساعات من التدقيق تحت المجهر.
وقصد الزوجان مركز كولومبيا الجامعي، الذي طور فريقه الطبي بقيادة الدكتور زيف ويليامز أسلوباً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي تحت اسم STAR، اختصاراً لـ “تتبع واستعادة الحيوانات المنوية”، بحسب شبكة “CNN”.
وتمكن الفريق الطبي بفضل “STAR” من رصد ثلاث خلايا حية فقط، جرى عزلها بدقة وإخصاب بويضات الزوجة بها عبر التلقيح الاصطناعي، ومع نجاح العملية، أصبحت الزوجة حاملاً لأول مرة، وينتظران مولودهما في ديسمبر المقبل.