مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI)، مشروع بتكاليف مليارية دولار تم تأسيسه منذ عقد من الزمن، وشهد مشاركة حوالي 150 دولة، وبشكل أساسي في أفريقيا.

بينما ساهمت مبادرة الحزام والطريق في تطوير الطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية في العديد من هذه الدول، أثارت أيضًا مخاوف بشأن ارتفاع أعباء الديون.

وفيما يلي استعراض لتأثير مبادرة الحزام والطريق في كينيا وزامبيا وغيرها من الدول الإفريقية، وتسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تثيرها المبادرة الطموحة للصين.

سكة حديد كينيا القياسية (SGR): ركن النجاح والجدل

أُشيد بسكة حديد كينيا القياسية (SGR)، التي تم افتتاحها قبل ست سنوات، كنجاح كبير، حيث ساهمت بشكل كبير في تقليل أوقات السفر بين المدن.

في السابق، كانت الرحلة من مومباسا إلى نيروبي تستغرق ما يصل إلى 10 ساعات، لكن الآن تأخذ من خمس إلى ست ساعات فقط.

يقدر الركاب على متن القطار السرعة الكبيرة وفعاليته في التنقل، وبشكل خاص المسافرون من رجال الأعمال.

على الرغم من رضا المسافرين عن الكفاءة في وسائل النقل، أبدى بعضهم عدم الارتياح من مقاعد الدرجة الاقتصادية.

ومع ذلك، أكدوا على سلامة القطار كوسيلة للنقل وأثنوا على المناظر الطبيعية الخلابة التي يوفرها، بما في ذلك لمحات من الحياة البرية.

مولت كينيا بناء خطوط السكك الحديدية التي تربط مدينة مومباسا البحرية بنيروبي ونيروبي بنيفاشا عبر الاقتراض بنحو 5 مليار دولار من الصين.

تُعد هذه السكك الحديدية جزءًا من جدول الأعمال الخارجي الطموح للرئيس الصيني شي جين بينج، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة عالمية للبنية التحتية والتجارة والاتصالات، بهدف توصيل كينيا بالدول المجاورة، بما في ذلك أوغندا ورواندا وجنوب السودان.

يعترف الاقتصادي الكيني فيكتور كيموسوب بفوائد مشروع مبادرة الحزام والطريق، خاصة فيما يتعلق بنقل البضائع والبضائع، ومع ذلك، يسلط الضوء على المجالات المحتملة للتحسين، مثل شروط السداد ونماذج التعويض.

يشير كيموسوب إلى أن فترة السداد، التي تمتد من 20 إلى 30 عامًا، هي مشروعة وربما تتطلب إعادة النظر.

بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن نموذج التعويض يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التنمية وتعرضها للفساد.

خلال مرحلة البناء، أعرب النقاد عن مخاوف بشأن التأثير المحتمل لسكة الحديد القياسية (SGR) على الحياة البرية، ولا سيما مع عبور السكة الحديدية من حديقة نيروبي الوطنية، مما أثار قضايا الحفاظ على البيئة.

أعلن نائب رئيس كينيا، ريجاثي جاتشاجوا، خططًا لزيارة الرئيس ويليام روتو القادمة إلى الصين، بما في ذلك طلب قرض إضافي بقيمة مليار دولار أمريكي لإكمال مشروعات بناء الطرق المتعثرة وتمديد مدد الأقساط للقروض الحالية.

الدول الإفريقية ومبادرة الحزام والطريق: التحديات والفرص

تعتبر الدول الإفريقية شركاء طبيعيين في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وذلك بسبب نمو سكانها المتزايد والحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية.

إن طلب إفريقيا من الطرق والسكك الحديدية والموانئ يتوافق مع الخبرة والموارد الصينية، وبالإضافة إلى ذلك، تقدم إفريقيا موارد أساسية مثل النحاس والكوبالت، وهي أمور حيوية لقطاع التصنيع الصيني.

قد اعتمدت بعض البلدان مثل إثيوبيا وزامبيا مشاريع بنية تحتية ضخمة بنيت من قبل الصين، ومع ذلك، واجهت زامبيا صعوبة في إدارة عبء الديون الناتجة عن هذه المشروعات وأصبحت أول دولة تتخلى عن ديونها خلال جائحة كوفيد 19.

وسعى الرئيس الزامبي حكيندي هيشيليما إلى إعادة هيكلة قروض الدولة مع الصين وشارك في مناقشات مع القيادة الصينية.

تركز الانتقادات الواردة من الغرب على ممارسات الإقراض التي تقوم بها الصين للدول التي تواجه صعوبات اقتصادية، وتشدد على ضرورة تخفيف الديون للدول التي تكافح مع ديون غير مستدامة.

وشددت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على ضرورة التصدي لهذه المخاوف.

بينما يصور البعض الصين كمنشغلة بنشر شباك الديون بفعالية للوقوع في فخ الديون، يرى محللون أن هذا التصوير يبسط واقع أكثر تعقيدًا.

انضمت العديد من الدول إلى مبادرة الحزام والطريق خلال فترة من النمو الاقتصادي القوي، دون توقع تحديات كبيرة مستقبلًا.

وقد أثرت عوامل مثل جائحة كوفيد 19، التي أثرت بشكل مبالغ فيه على العالم النامي، وصدمات الاقتصاد العالمي، بما في ذلك حرب أوكرانيا، على الأسس الاقتصادية، بشكل خاص بالنسبة لدول إفريقيا، وهي من كبار مستوردي الغذاء والنفط.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن القروض الصينية لأفريقيا قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها خلال عقدين.

بينما تظل مبادرة الحزام والطريق سمة مركزية في سياسة الصين الخارجية، فإن بكين قد تنقل تركيزها نحو استثمارات أصغر حجمًا مع تطور المشهد الاقتصادي الدولي.

في الختام، جلبت مبادرة الحزام والطريق فرصًا وتحديات عديدة لدول إفريقيا، مع تأثيرات متنوعة عبر البلدان المختلفة.

بينما تحمل مبادرة الحزام والطريق إمكانيات كبيرة لتطوير البنية التحتية ووسائل النقل والتجارة، فإن التعامل مع مسائل مثل شروط السداد ونماذج التعويض الواقعية أمر بالغ الأهمية.

وبينما تتكيف إفريقيا مع ديناميات العالم المتغيرة ومشهد التنمية الذي يتغير، يجب على الدول أن تجتاز رحلة التعامل مع الديون والاستثمار والنمو الاقتصادي بشكل معقد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مبادرة الحزام والطريق الصين أفريقيا مبادرة الحزام والطریق بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الحصري لـ سانا: تستند هذه الرؤية إلى خطة استراتيجية متكاملة تمتد حتى عام 2030، ترتكز على إعادة بناء البنية التحتية للمطارات وتعزيز الربط الجوي وإعادة فتح الأجواء وتحديث الأسطول والنقل الجوي الوطني وتحديث شامل لأنظمة الملاحة الجوية والاتصالات والانفتاح على

2025-07-27BOUTHINA BOUTHINAسابق رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري عمر الحصري لـ سانا: تعمل الهيئة على تنفيذ رؤية شاملة تهدف إلى تأهيل البنية القائمة وإعادة تموضع سوريا كفاعل محوري في حركة الطيران الإقليمي والدولي انظر ايضاًرئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري عمر الحصري لـ سانا: تعمل الهيئة على تنفيذ رؤية شاملة تهدف إلى تأهيل البنية القائمة وإعادة تموضع سوريا كفاعل محوري في حركة الطيران الإقليمي والدولي

آخر الأخبار 2025-07-27الحصري لـ سانا: تستند هذه الرؤية إلى خطة استراتيجية متكاملة تمتد حتى عام 2030، ترتكز على إعادة بناء البنية التحتية للمطارات وتعزيز الربط الجوي وإعادة فتح الأجواء وتحديث الأسطول والنقل الجوي الوطني وتحديث شامل لأنظمة الملاحة الجوية والاتصالات والانفتاح على الشراكات الإقليمية والدولية 2025-07-27رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري عمر الحصري لـ سانا: تعمل الهيئة على تنفيذ رؤية شاملة تهدف إلى تأهيل البنية القائمة وإعادة تموضع سوريا كفاعل محوري في حركة الطيران الإقليمي والدولي 2025-07-27سوريا والسعودية توقعان مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة 2025-07-27بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنقاذ المتضورين جوعاً 2025-07-27رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري وفعالياته 2025-07-27مشروع العودة الكريمة يصل حمص بـ19 عائلة وافدة من القصير قادمة من إدلب 2025-07-27مباحثات تعاون بين اتحاد غرف التجارة السورية ووكالة GIZ الألمانية 2025-07-27وفد أممي يتفقد مراكز الإيواء في بصرى الشام ويعد بالدعم الإنساني 2025-07-27نقابة المهندسين السوريين: اعتبار المهندس السعودي الراغب بالعمل في سوريا منتسباً إلى النقابة 2025-07-27هيئة التخطيط تناقش تطوير منهجيات الإحصاء والتدريب مع الوزارات

صور من سورية منوعات اختفاء غامض لعشرات الطواويس من فندق تاريخي في كاليفورنيا 2025-07-27 أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزارة الاستثمار تشهد توقيع اتفاقية لتصنيع البنية التحتية للمركبات الكهربائية
  • خلال 2024.. إفريقيا وقطاع غزة الأكثر معاناة من الجوع عالميًا
  • حمزة: التحضيرات لهذه الدورة بدأت منذ عدة أشهر وبعد التحرير مباشرة وعملنا بكل جدية على تأهيل البنية التحتية لمدينة المعارض وصيانة الأجنحة المتضررة وتنظيم المساحات المخصصة للدول والشركات المحلية والدولية
  • محافظ الأقصر يتفقد أعمال تطوير البنية التحتية بمنطقة سيالة بدران
  • بعثة المنتخب المحلي تصل إلى كينيا تمهيدا للمشاركة في بطولة إفريقيا
  • مصر تنفق 550 مليار دولار في البنية التحتية لدعم الاستثمار السياحي
  • شراكة ليبية أمريكية لتطوير البنية التحتية الصحية وتحسين الخدمات
  • الحصري لـ سانا: تستند هذه الرؤية إلى خطة استراتيجية متكاملة تمتد حتى عام 2030، ترتكز على إعادة بناء البنية التحتية للمطارات وتعزيز الربط الجوي وإعادة فتح الأجواء وتحديث الأسطول والنقل الجوي الوطني وتحديث شامل لأنظمة الملاحة الجوية والاتصالات والانفتاح على
  • تطوير البنية التحتية وصيانة الإنارة في عين دار
  • الغرف السياحية: 550 مليار دولار ضختها الحكومة في البنية التحتية لتشجيع الاستثمار