اختتمت مساء أمس فعاليات اليوم الثاني من معرض جيتكس العالمي للتقنية 2023، والذي شهد مشاركة موسعة من حكومة أبوظبي بقيادة دائرة التمكين الحكومي، إلى جانب أكثر من 30 جهة حكومية في الإمارة.

شهد جناح حكومة أبوظبي في اليوم الثاني من معرض جيتكس المعرض لمشاريع ومبادرات تقنية تهدف إلى تسليط الضوء على الابتكارات التكنولوجية التي تعكس التزام حكومة أبوظبي بالارتقاء بالخدمات الحومية والامن السيبراني، بالإضافة إلى الكشف عن أحدث إنجازاتها ضمن أجندتها الرقمية في مجالات الحلول الحكومية الرقمية وتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي والتمكين الرقمي.

وشهد اليوم الثاني الإعلان عن عددٍ من المبادرات والمشاريع المبتكرة، التي تهدف لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمتعاملين وتحسين تجربتهم حيث عرضت دائرة التمكين الحكومي، النسخة الجديدة من منصة خدمات أبوظبي الحكومية الموحّدة “تم”، والتي تُتيح إنجاز ما يزيد على 750 خدمة توفرها أكثر من 30 جهة حكومية في أبوظبي، إضافةً إلى باقة مختارة من خدمات القطاع الخاص المرتبطة بحياة أفراد المجتمع اليومية. وقد خضعت النسخة الجديدة من هذه المنصة الرقمية لعددٍ كبيرٍ من التحسينات والإضافات التي جرى تطويرها بناءً على آراء وتفضيلات المستخدمين، وبالاعتماد على أحدث الحلول والتقنيات التي تركز على المتعاملين، بهدف تعزيز كفاءة المنصة والارتقاء برحلة المتعاملين عند إنجاز الخدمات والمعاملات الحكومية بمختلف أنواعها، في أي وقت ومن أي مكان بسلاسة ويُسر.

وأكد معالي أحمد تميم الكتاب رئيس دائرة التمكين الحكومي: “تأتي النسخة المحدثة من المنصة نتيجة تضافر جهود أكثر من 30 جهة حكومية تعمل معاً، لتحقيق رؤية حكومة أبوظبي الرامية لإنشاء منظومة رقمية متقدمة للارتقاء بتجربة المتعاملين من خلال الابتكار والتحول الرقمي، بما يعكس تطلعات مجتمع إمارة أبوظبي بكل شرائحه. مضيفاً: “تماشياً مع استراتيجية التحول الرقمي في أبوظبي فأن منصة “تم” بنسختها الجديدة، تعكس الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة في إمارة أبوظبي، والتزامها بتمكين مواطني الدولة والمقيمين فيها وتسهيل حياتهم من خلال الابتكار”.

من جانبه، قال سعادة الدكتور محمد عبدالحميد العسكر، ممثل منصة خدمات أبوظبي الحكومية الموحدة “تم” بدائرة التمكين الحكومي: “يعود لآراء المتعاملين وتفاعلهم معنا فضل كبير في تحديث منصة “تم” التي تم تصميمها لتقديم خدمات حكومية رقمية مبتكرة تتلاءم مع احتياجات أفراد المجتمع وتطوير منصة فريدة وسلسلة، تضمن الحصول على جميع الخدمات الحكومية وإنجازها بكل سهولة ويُسر.”

من جهة أخرى، أطلقت هيئة أبوظبي للإسكان تطبيق “إسكان أبوظبي”، وهو بوابة رقمية لخدمة العملاء مبنية على أحدث التقنيات وتعمل على تغيير طريقة تفاعل العملاء مع الهيئة. ويمكّن التطبيق الأفراد من استكشاف خيارات الإسكان والأراضي، والوصول إلى المعلومات التفصيلية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خطط الإسكان دون الحاجة إلى القيام بزيارات أو إجراءات ورقية مكثفة.

وقال سعادة حمد حارب المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للإسكان، أن الهيئة تعمل على تبني أحدث التقنيات والأنظمة المبتكرة التي من شأنها تعزيز فعالية وكفاءة الخدمات الإسكانية المقدمة في مختلف المنصات للمتعاملين. كما وأن الهيئة تحرص على تسهيل رحلة المتعامل، وتبسيط الإجراءات والتسهيل على المتعاملين الحصول على الخدمات الإسكانية، بما يحقق مستوى أعلى من الرضا بين المتعاملين وتقليص مدة الانتظار وتسهيل عملية التقديم.

وأضاف المهيري “نستعرض خلال معرض جيتكس النسخة التجريبية من تطبيق إسكان أبوظبي الذي تم تطويره ليعمل كمنصة رقمية تفاعلية متكاملة رديفة لمركز اسكان أبوظبي بحيث يوفر جميع الخدمات الاسكانية التي يحتاجها المواطن خلال رحلته للحصول على المنفعة السكنية، بدأ من مرحلة التقدم بطلب جديد مرورا بمتابعته حتى استكمال الطلب. ويوفر الربط مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة ليمكن المواطنين من إتمام معاملاتهم بكل سهولة ويسر.

من جانبه، عرض معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث العلمية الرائد عالمياً وذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، بعرض نماذجه اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر من طراز فالكون (LLMs)، والتي تمثل أول مساهمة كبيرة لدولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعد فالكون 180 ب أحد هذه النماذج، والذي أصبح الآن أداة قوية جداً للذكاء الاصطناعي تحتوي على 180 مليار عامل متغير، ما يجعله أحد أقوى النماذج المفتوحة للذكاء الاصطناعي في العالم وأحد أفضل النماذج المدربة مسبقاً على قائمة “هاجينج فيس” ( Hugging Face)، التي تتعقب وترتب وتقيم النماذج اللغوية الكبيرة وروبوتات الدردشة المفتوحة. وعلى الرغم من احتوائه على عوامل متغيرة أقل من غيره، إلا أن هذا النموذج يعمل بشكل مشابه لبعض النماذج الأكثر شهرة، مثل GPT-4 لــ OpenAI وأحدث نماذج Google الذي يدعم Bard.

وقالت الدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي وكبير الباحثين بالإنابة لدى وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي: “يعد الذكاء الاصطناعي الأساس في التقدم الرقمي وتضمن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية تحقيق قفزة في التطور الرقمي على نطاق عالمي. في عالم مترابط بشكل متزايد، كما يعد الابتكار والتعاون أمراً بالغ الأهمية. ولهذا يضمن إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مفتوحة المصدر، مثل نماذج فالكون اللغوية الضخمة، تحفيز الابتكار المتسارع في مختلف المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتمويل والتعليم. وتلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بضمان الشمولية في مجال التكنولوجيا وتعزيز عصر رقمي أكثر إنصافاً وتقدماً للجميع. . كما تساهم نماذج فالكون اللغوية الضخمة في تعزيز حلول التكنولوجيا المتطورة، وتمكين القدرات الرائدة في العلوم والصناعة. وتساهم في تطوير الملكية الفكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة والقيمة المحلية المضافة، وتوسيع اقتصادها المعرفي. “ومن بين المبادرات الرئيسية الأخرى التي أطلقتها حكومة أبوظبي خلال اليوم الثاني من المعرض خدمة “طلب دعم براءات الاختراع” من دائرة التنمية الاقتصادية. تم تصميم الخدمة لمساعدة المستخدمين في تقييم اختراعاتهم للتأكد من امتثالها لمعايير تسجيل براءات الاختراع وتسجيل براءات الاختراع الخاصة بهم على المستوى الوطني والعالمي”.

وإلى جانب مشاريع دائرة التمكين الحكومي وهيئة أبوظبي للإسكان ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، فقد أطلقت حكومة أبوظبي عدداً من المبادرات ومذكرات التفاهم الأخرى التي وقعتها مجموعة من الجهات الحكومية في اليوم الثاني من المعرض، ومن بينها خدمة “طلب دعم براءات الاختراع” التي أطلقتها دائرة التنمية الاقتصادية. وهي خدمة مصممة لمساعدة المستخدمين في تقييم اختراعاتهم للتأكد من امتثالها لمعايير تسجيل براءات الاختراع على المستوى الوطني والعالمي.

وأطلق جهاز أبوظبي للمحاسبة أداة ADAAi، وهي أداة شاملة للوحة التحكم التشغيلية تقدم رؤى حول العمليات اليومية للجهاز لتبسيط الكفاءة التشغيلية. كما عرض الجهاز منصة “الراصد”، وهي منصة تحليلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي مخصصة لتعزيز الكفاءة في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.

وكشفت الإدارة العامة لجمارك أبوظبي عن مشروع رائد يركز على تطبيق تقنية “بلوك تشين” أو سلسلة الكتل ضمن أنظمتها الجمركية لإنشاء نظام لتحليل المخاطر يعتمد على بيانات موثوقة. تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء نظام قابل للتشغيل البيني يتوافق مع متطلبات العمل المستقبلي

بدورها أعلنت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي عن إطلاق برنامج كفاءة وفعالية القطاع الاجتماعي، الذي يهدف إلى دعم كيانات القطاع الاجتماعي في أبوظبي في قياس الكفاءة والفعالية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وإدارة الحالات المتكاملة، وهي منصة رقمية مبتكرة مصممة لتبسيط وتحسين تقديم الخدمات الاجتماعية.

كما أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية منصة إلكترونية لتداول الأعلاف، متاحة لجميع الشركات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. كما قدمت أيضًا نظام إدارة الأزمات والكوارث لتمكين الاستجابات الآلية للأزمات والكوارث وتوحيد البيانات في قاعدة بيانات موحدة.

الجدير بالذكر أن جناح حكومة أبوظبي، بقيادة دائرة التمكين الحكومي، عرض حتى الآن حوالي 18 مشروعاً ووقع 28 مذكرة تفاهم. ويعد الحضور المستمر للحكومة في معرض جيتكس، كما تسعى حكومة أبوظبي من خلال مشاركتها للعام الثاني عشر على التوالي في هذا الحدث العالمي، إلى تأكيد التزامها بترسيخ مكانة الإمارة الريادية في مجال التحول الرقمي الحكومي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دائرة التمکین الحکومی الذکاء الاصطناعی براءات الاختراع الیوم الثانی من حکومة أبوظبی معرض جیتکس فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من نشر الأقمار الصناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي

الثورة نت/..

حذّر خبراء في مجال التقنية من أن عمليات إطلاق واستخدام الأقمار الصناعية المزودة بالذكاء الاصطناعي في الفضاء قد تكون لها بعض المخاطر.

وفي مقابلة مع وكالة “نوفوستي” قال الخبير التقني الروسي بافل كاراسيوف:”إن نشر مثل هذه الأقمار في الفضاء قد تكون له خطورة بسبب عدم الوضوح حول من سيتولى السيطرة عليها في حال خرجت عن السيطرة”.
وأشار الخبير إلى أن :”مستوى الاستقلالية الذي تتمتع به هذه الأقمار قد يكون له عواقب على زعزعة التوازن الاستراتيجي في الفضاء وعواقب غير متوقعة في حال تعرضت هذه الأقمار للأعطال”.
ونوه الخبير أيضا إلى أن وضع حواسيب فائقة في الفضاء يمثل مهمة تكنولوجية معقدة، نظرا لحاجة هذه المعدات إلى الحماية من الإشعاع ومقاومة درجات الحرارة القصوى، متسائلا “كيف يمكن ترقية برمجيات الذكاء الاصطناعي عندما ستكون هذه الأجهزة في الفضاء”.

من جانبه، أوضح الخبير في مجال الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي، أريك فاردانيان أن الأقمار الاصطناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي سيكون بإمكانها تحليل البيانات في الفضاء دون الحاجة لإرسالها إلى المحطات الأرضية، مشيرا إلى أن “بعض الدول قد تستخدم مثل هذه الأقمار للأغراض العسكرية، ما سيؤدي إلى إطلاق سباق تكنولوجي جديد”.
وتجدر الإشارة إلى أن الصين كانت قد أطلقت في منتصف مايو أول 12 قمرا صناعيا من أصل 2800 قمر مخصص للحوسبة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفضاء.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعرض مبادرة مبتكرة في الذكاء الاصطناعي خلال كوسباس - سارسات
  • مالية أبوظبي تطلق دورة الموازنة لعام 2026 لتعزيز الاستدامة المالية
  • ندوة بمسقط تستعرض تقنيات مبتكرة لاستدامة المنتجات الغذائية
  • تغريدة نادي العلا تُثير الجدل ومودريتش في دائرة التكهنات
  • برج السرطان.. حظك اليوم الإثنين 2 يونيو 2025: تُقدّم أفكارًا مبتكرة
  • إطلاق منصة تعليمية إلكترونية متكاملة في تشرين الثاني
  • مؤسسة النفط تشارك وترعى فعاليات اليوم الوطني للتقنية 
  • مستقبل وطن يطلق أول منصة رقمية وطنية لدعم ريادة الأعمال في مصر
  • تحذيرات من نشر الأقمار الصناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي تطلق المرحلة الثانية من مشروع الاستجابة للطلب