تاريخه، مواقفه، ثروته وطموحاته...من هو إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
انتُخب إسماعيل هنية (60 عاما) رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في 2017 خلفا لخالد مشعل، لكن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
إلا أن التفاهم مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس، لم يستمر طويلا، فاستولت حماس على قطاع غزة بالقوة في العام الموالي.
كان هنية، الذي يعيش في منفى اختياري بين قطر وتركيا الداعمتين لحركته، يدعو منذ فترة طويلة إلى الجمع بين المقاومة المسلحة والنضال السياسي داخل حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة "إرهابية".
كما يحافظ هنيّة على علاقات جيدة مع قادة مختلف الفصائل الفلسطينية وحتى تلك المنافسة لحركته. اعتقلته إسرائيل مرات عدة أبرزها في 1989 وأبعدته مع عدد من قادة حماس إلى جنوب لبنان عام 1992.
نشأته، تعليمه، ونشاطه السياسيولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية في 23 يناير/كانون الثاني 1962 في غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، الذي لجأت إليه أسرته من قرية الجورة في عسقلان عام 1948. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة من معهد الأزهر، ويلتحق من ثمة بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987 التي تخرج منها مُجازا في الأدب العربي، حسبما أفاد موقع قناة الجزيرة القطرية، مشيرا إلى أن هنية عمل في جامعة غزة الإسلامية قبل أن يصبح عميدا لها في 1992، وتولى في 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إطلاق إسرائيل سراحه.
اقرأ أيضاالملك عبد الله الثاني والسيسي يرفضان "العقاب الجماعي" للفلسطينيين ويحذران من "كارثة إقليمية"
صحيفة نيويورك تايمز قالت إن اسماعيل هنية هو أب لـ13 طفلا.
تقول السفارة الأمريكية في إسرائيل إن "إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس التي تم تصنيفها في 1997 كمنظمة إرهابية أجنبية وفي 2001 كمنظمة إرهابية عالمية، لديه علاقات وثيقة مع الجناح العسكري للحركة وكان من دعاة الكفاح المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين. كان متورطا في هجمات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين. وكانت حماس مسؤولة عن مقتل ما يقدر بنحو 17 أمريكيا في هجمات إرهابية".
ثروته ومصادر تمويلهتقدّر صحيفة "ذي تايمز" ثروة رئيس المكتب السياسي لحماس بنحو أربع مليارات دولار. وقالت الصحيفة التي أجرت مقابلة مع هنية قبل عام، إن إيران تموّل قادة الحركة الفلسطينية بـ100 مليون دولار سنويا.
كما أشارت نفس الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي الفلسطينية توقعت أن يكون هنية المرشح الأوفر حظا لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية خلفا لمحمود عباس.
ولفتت إلى استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للسياسات والأبحاث في سبتمبر/أيلول، أفاد بأنه في حال أجريت انتخابات جديدة، فإن هنية سيحصل على 58 بالمئة من الأصوات مقابل 37 بالمئة فقط لصالح عباس.
موقفه من عملية "طوفان الأقصى" وإخلاء شمال غزةفور إطلاق حماس السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول عملية "طوفان الأقصى" الهجوم المباغت والأكثر دموية منذ قيام دولة إسرائيل، ظهر هنية في فيديو بثّته وسائل إعلام مبتهجا برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة، فيما كان يتابع تقريرا عبر إحدى القنوات العربية لمقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، يستولون على آليات عسكرية إسرائيلية، قبل أن يؤمّ صلاة "لشكر الله على هذا النصر" حسب تعبيره.
إسماعيل هنية يصلي صلاة الشكر في مقر إقامته الفاخر في الدوحة وأهل فلسطين يصلون صلاة الجنازة في غزة. #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/RfRjXZOnzK
— طراد الأسمري (@alasmari) October 8, 2023وقال هنية لاحقا: "نحن على موعد مع النصر العظيم"، وتابع: "طفح الكيل ولا بد من استكمال حلقة الانتفاضات والثورات بمعركة التحرير".
اقرأ أيضا"أمطار الصيف، الرصاص المصبوب، الجرف الصامد".. عمليات برية شنتها إسرائيل على غزة
ولطالما سلّط هنية الضوء مرارا على التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في القدس واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة والتطبيع الإسرائيلي مع دول المنطقة.
وبعد أن أطلقت إسرائيل ضربات على القطاع ودعت سكانه إلى إجلاء المنطقة الشمالية والفرار جنوبا، قال هنية إن "عدوان" إسرائيل على غزة يرقى إلى "جرائم حرب"، مطالبا بالضغط على السلطات الإسرائيلية "للوقف الفوري لهذه الجرائم واحترام التزامات القانون الدولي الإنساني". كما شدد على أن "لا هجرة من قطاع غزة"، مضيفا: "أهل غزة متجذرون في أرضهم، لن يخرجوا من غزة لن يهاجروا مهما فعلتم أيها القتلة، أيها المجرمون".
وفي تطوّر منفصل، قالت حماس إن القوات الإسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة هنية في غزة، تعود ملكيته إلى شقيقه، وفق ما أفاد مصدر أمني في غزة وكالة الأنباء الفرنسية.
وبعد القصف الدموي لمستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة والذي أدى لمقتل نحو 500 شخص، قال هنية إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الهجوم، معتبرا بأن واشنطن "وفرت الغطاء" للهجوم الإسرائيلي. وأضاف أن "مجزرة المستشفى" تؤكد وحشية العدو "وتؤكد حجم الهزيمة المدوية التي مني بها"، مضيفا أن هذا الهجوم سيكون بمثابة نقطة تحول في الصراع.
تجدر الإشارة إلى أن القيادة السياسية لحماس تستند إلى شخصيتين: إسماعيل هنية من الخارج، ويحيى السنوار نظيره في غزة الذي ينظر إليه كرمز للجناح المتشدد في الحركة. أما كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة فيقودها محمد الضيف، وهو شخصية يندر ظهورها العلني، ونجا مرارا من محاولات إسرائيلية لاغتياله.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسماعيل هنية حماس غزة قطر الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني للمزيد إسرائيل إسماعیل هنیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تدعم ميليشات مسلحة في غزة لمواجهة حماس | تقرير
بدأت إسرائيل بتسليح ميليشيات محلية في غزة، يوم الخميس، في محاولة لمواجهة حركة حماس في القطاع المحاصر، وسط تحذيرات من سياسيين معارضين حيث تُعرض تلك الخطوة الأمن القومي لإسرائيل، وفقًا لموقع سي إن إن الأمريكي.
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفا لما نشره الموقع الأمريكي اليوم، عن تلك العملية السرية، واصفًا إياها بأنها "أمر جيد".
وفي فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال نتنياهو إن إسرائيل "فعلت عشائر في غزة تعارض حماس"، مشيرًا إلى أن ذلك تم "بناءً على نصيحة جهات أمنية".
وعلى الرغم من أنه لم يتضح على الفور الدور الذي ستلعبه هذه العشائر.
ليبرمان يحذر: تسليح "عائلات إجرامية" في غزةوكشف وزير الدفاع السابق وغريم نتنياهو، أفيغدور ليبرمان، تلك الخطوة على قناة 12 الإسرائيلية يوم الأربعاء مُشيرًا إلى أن إسرائيل توزع البنادق على جماعات متطرفة بغزة وصف تلك العملية بأنها "جنون تام".
وقال ليبرمان في اليوم التالي في إذاعة الجيش الإسرائيلي: "نحن نتحدث عن ما يعادل تنظيم داعش بغزة"، مضيفًا إلى أن إسرائيل توفر أسلحة لـ"عائلات إجرامية في غزة بناءًا على أوامر نتنياهو".
وحذر ليبرمان: "لا أحد يمكنه ضمان أن هذه الأسلحة لن تُوجه ضد إسرائيل"، وهو تحذير تكرر على لسان أحد المسؤولين الذين تحدثوا لشبكة سي أن أن.
وبعد كشف ليبرمان، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا أكد فيه أن "إسرائيل تتصرف بطرق متعددة لهزيمة حركة حماس بناءً على توصية رؤساء الأجهزة الأمنية".
عملية سرية بدون موافقة مجلس الأمن المصغر
وأكد مسئولان لموقع سي إن إن، أنه تم إعطاء الضوء الأخضر لتلك العملية من قبل نيتنياهو بدون موافقة مجلس الأمن المصغر، وهي الهيئة المعنية عادة باتخاذ القرارات السياسية الكبرى.
ومن المرجح أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف كانوا سيرفضون مثل هذه الخطوة.
رد حركة حماسوفي المقابل، ردت حركة حماس في بيان أن تلك الخطة كشفت "حقيقة خطيرة لا يمكن إنكارها".
وتابعت: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتسليح عصابات إجرامية داخل قطاع غزة بهدف خلق حالة من انعدام الأمن والفوضى الاجتماعية".
وبحسب مسؤولين تحدثوا مع شبكة سي أن أن، فإن إحدى الميليشيات التي تلقت أسلحة من إسرائيل هي المجموعة التي يقودها ياسر أبو شاب، والذي يترأس فصيلاً مسلحًا يسيطر على بعض المناطق في شرق رفح.
ونشر أبو شاب صورًا له وهو يحمل بندقية من طراز AK-47، ويظهر في خلفية الصور مركبات تابعة للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من نفيه تلقي أسلحة من إسرائيل، إلا أن "حماس" اتهمته بالخيانة ووصفته بـ"العميل".
وقالت الحركة في بيان آخر يوم الخميس: "نُعاهد الله على الاستمرار في مواجهة أوكار ذلك المجرم وعصابته، مهما بلغت تضحياتنا".