نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الكبار يرتبط بالخرف
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بـ 3 مرات تقريباً، مقارنة بمن لا يعانون من هذا الاضطراب.
وتابعت الدراسة بيانات أكثر من 100 ألف من كبار السن على مدى 17 عاماً لفحص ما إذا كان البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، معرضين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر.
ووفق “هيلث داي”، وجدت الدراسة أيضاً أن العلاج بأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد ساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
كما لم يتم العثور على زيادة واضحة في خطر الإصابة بالخرف بين مرضى الاضطراب الذين تلقوا أدوية منبهة نفسية.
وقال أبراهام رايشنبرغ أستاذ الطب النفسي في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بمدينة نيويورك: “الدراسة لا تثبت أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يسبب الخرف، ولكن يبدو أن هناك صلة”.
وأضاف “إذا كنت مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كشخص بالغ، فستكون لديك فرصة أكبر للإصابة بالخرف مقارنة بشخص لا يعاني من نفس الاضطراب”.
وأشارت النتائج إلى أن السبب الدقيق وراء ارتباط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين بالخرف غير معروف.
واقترح رايشنبرغ “أن تكون بعض الأسباب الوراثية للاضطراب والأسباب الجينية للخرف متماثلة، وبالتالي هناك مسارات وراثية مماثلة لكلا الاضطرابين”.وكالات
الكشف عن علاج جديد لأطفال السكري من النوع الأول
أفادت دراسة جديدة أن الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول يحتاجون إلى كمية أقل من الأنسولين التكميلي، للحفاظ على نسبة الغلوكوز في الدم في نطاق صحي، إذا استخدموا عقار العلاج المناعي “تيبليزوماب”.
ونُشرت الدراسة في “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين”، ويعمل “تيبليزوماب” على تثبيط التدمير الذي تتعرض له خلايا بيتا، ما يساعد على الحفاظ على نسبة 10% إلى 40% منها، وهي النسبة التي لا تزال تعمل لدى معظم المرضى وقت التشخيص.
وتتعرّض النسبة المتبقية من خلايا بيتا للتدمير في الأشهر التالية عادة، نتيجة الاضطراب المناعي المسبب للسكري من النوع الأول، ويساعد الحفاظ عليها في تسهيل إدارة مرض السكري من النوع الأول.
وتمت التجربة السريرية الثالثة لدواء تيبليزوماب teplizumab تحت إشراف الباحث ستيفن غيتلمان من مركز السكري في جامعة كاليفورنيا، وأجريت التجارب في 61 موقعاً في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا.
وتم اختيار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً بشكل عشوائي، خلال 6 أسابيع من تشخيصهم بالنوع الأول من السكري لتلقي “تيبليزوماب” أو الدواء الوهمي. وتم إعطاء العلاج عن طريق الوريد، لمدة 12 يوماً في بداية الدراسة، ثم بعد 6 أشهر.
وقال غيتلمان: “أظهرت هذه المرحلة من تجربة العلاج المناعي فائدته لفترة طويلة من الزمن بعد 18 شهراً”.
واستهدفت المرحلة الثالثة من التجارب تأكيد النتائج، التي توصلت إليها التجارب السابقة الأصغر حجماً، والتي تفيد بأن الدواء آمن وفعال للاستخدام المقصود.
وأضاف غيتلمان “من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة أجريت خلال جائحة كوفيد-19، ولا يبدو أن المرضى أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ولم يكن لديهم أي مشاكل أخرى في مقاومة العدوى الأخرى”.وكالات
الصين تقترب من اختبار أول خدمة تاكسي طائر في العالم
أعطت السلطات في الصين شركة EHang Holdings Ltd الضوء الأخضر لبدء عمليات التاكسي الجوي التجريبية هذا العام، وهي خطوة نحو هدف الشركة المتمثل في إطلاق أول خدمة تجارية في العالم باستخدام طائرة مستقبلية تعمل بالبطارية.
وقالت الشركة إن طائرة EH216-S ذاتية القيادة، والتي تتسع لراكبين، حصلت على شهادة من النوع الأول في الصين، تشير إلى صلاحية الطيران من الجهات التنظيمية. وأضافت أن ذلك سيسمح للشركة التي يقع مقرها في قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ بالعمل مع شركاء محليين، وإجراء جولات جوية لمواقع ذات مناظر خلابة مثل بحيرة تيانشي في مقاطعة شينجيانغ، وخليج أوه إتش في شنتشن.
ويبلغ سعر طائرة EH216-S 2.16 مليون يوان صيني (300 ألف دولار)، ولها 8 أذرع تخرج من مركزها ومجهزة بـ 16 مروحة، لكل منها محرك كهربائي خاص بها. ويمكنها السفر بسرعة حوالي 100 كيلومتر في الساعة (62 ميلاً في الساعة) لمدة 25 دقيقة.
وتمنح الخطوة التي اتخذتها إدارة الطيران المدني الصينية يوم الجمعة شركة EHang ميزة محتملة على مجال مزدحم من المنافسين في الولايات المتحدة وأوروبا الذين يتسابقون للوفاء بإرشادات الاعتماد الصارمة. وتستخدم سيارات الأجرة الجوية قيد التطوير العديد من التقنيات الجديدة – بما في ذلك البطاريات لتشغيل المركبة وأنواع مبتكرة من المواد – مما يجعلها أكثر تعقيداً بالنسبة للمنظمين لتقييمها.
وقال مؤسس شركة EHang ورئيسها التنفيذي هو هوازهي: “الحصول على هذه الشهادة يعني الحصول على تذكرة لتحقيق الربح. كما أنها تمنحنا ميزة على نظرائنا في الولايات المتحدة”.
وجعلت الصين من تطوير طائرات الإقلاع والهبوط العمودي إحدى أهم الأولويات. وإذا استوفت تجارب شركة EHang المعايير التنظيمية للبلاد، فسوف تحصل على إيرادات كبيرة، وستتاح لها الفرصة لبناء سجل حافل أثناء سعيها للحصول على شهادات في أماكن أخرى. وتعمل الشركة أيضاً على الحصول على موافقات إدارة الطيران الفيدرالية، بحسب صحيفة ذا ستار. وكالات
بعد 15 عاماً.. سمر ومهند معاً في فيلم على نتفليكس
ينتظر النجمان التركيان كيفانش تاتليتوغ، وبيرين سات، ردود فعل الجمهور، عقب عرض فيلمهما “النداء الأخير لإسطنبول”، الذي يجمعهما للمرة الثانية بعد مرور 15 عاماً على مسلسلهما الشهير “العشق الممنوع”، الذي عرض لأول مرة عام 2008، واشتهر الثنائي بـ”سمر ومهند”.
وبعد مرور أكثر من عام على انتهاء تصوير فيلم “İstanbul İçin Son Çağrı”، تطرح نتفليكس الفيلم على منصتها في 24 نوفمبر المقبل، بعد طرحها الإعلان الترويجي للفيلم، الذي تدور أحداثه في نيويورك.
وتدور أحداث هذا الفيلم حول شخصين يلتقيان صدفةً في المطار، أثناء توجههما إلى إسطنبول من نيويورك، ويعيشان ليلةً لا تُنسى في نيويورك. وبينما يعيشان كل ذلك، هناك عقبة كبيرة هي أن كليهما متزوج، وهنا تبدأ الأحداث، التي تشير إلى الحب والفرصة الثانية.
الفيلم من إخراج جي أوشن أويان أوشك، وكتابة نوران إيفرين أوشيت، وبطولة عدد من النجوم الأتراك.وكالات
التصوير الشعاعي يعالج المشاكل الصحية لرواد الفضاء
يُشكّل بُعد المسافات عائقاً أمام إمكان إعادة رواد الفضاء إلى الأرض إذا تعرضوا لمشاكل صحية خلال مشاركتهم في الرحلات المستقبلية إلى القمر وربما يوماً ما إلى المريخ، ولكن في ظل استحالة إجراء عمليات جراحية في الفضاء، يكيّف علم الأشعة أدواته لإتاحة استخدامها في الجاذبية الصغرى.
وقال البروفيسور فنسان فيدال الذي ابتكر “صندوق أدوات” للتصوير الطبي سمّاها “صندوق الأشعة تحت الحمراء للمريخ” أو “ميتبو” إن “العمليات الجراحية في الفضاء غير ممكنة، وبالتالي فإن التقنية الوحيدة التي لدينا لعلاج المرضى هي الأشعة التداخلية” القائمة على تقنيات قليلة الإزعاج ولا تسبب إرباكاً كبيراً لناحية المساحة المتوافرة لها.
وتُشكّل الماسحات الضوئية بالموجات فوق الصوتية المستخدمة في محطة الفضاء الدولية لأغراض التشخيص تقنية التصوير الطبي الوحيدة المعتمدة في الفضاء. لكنّ التحدّي بالنسبة إلى البعثات إلى النجوم البعيدة، يكمن في استخدام التقنية لعلاج احتباس البول، أو إخراج حصوة مرارة أو القيح من الخراج حول التهاب الزائدة الدودية.
وأوضح البروفيسور فيدال أن العمل جارٍ مع الشركات المصنّعة على تطوير أجهزة يمكن توجيهها بواسطة الموجات فوق الصوتية، وتتيح دخول الجسم للتصريف، باستخدام المجسات والمصارف والقسطرة.
الأمر سيعود بفائدة مباشرة أيضاً على المرضى على الأرض، سواء في ظروف الرعاية الصعبة أو أثناء المهام الإنسانية
أما الأمين العام للجمعية الفرنسية للأشعة آلان لوتشياني فقال “علينا توفير استقلالية لرواد الفضاء في إدارة المضاعفات المحتملة بأنفسهم”، مع العلم أن وقت الاتصال بين المريخ والأرض يمكن أن يستغرق ما يصل إلى 45 دقيقة.
وأجريت في الصيف تجربة علمية لمدة أسبوعين في ظروف قاسية في جبال الآلب السويسرية، أُطلقت عليها تسمية مشروع “أسكليبيوس 3”. وهدفت التجربة داخل منشأة معزولة إلى محاكاة مهمة إلى القمر وتطوير طب الفضاء، على قول أحد رواد الفضاء الشباب الذين شاركوا فيها باتيست روبينو موانيه (25 عاماً).
وبعد تدرّبه على التصريف الموجّه بالموجات فوق الصوتية على بطن بلاستيكي، أظهر مهارته خلال المؤتمر الفرانكفوني للتصوير بالأشعة هذا الأسبوع في باريس، إذ أجرى ثقباً في المرارة باستخدام جهاز لوحي بشاشة تعمل باللمس وجهاز محمول للموجات فوق الصوتية مزود بنظام توجيه صممته شركة “كانون”، من دون إحداث أي ثقب في أعضاء أخرى.
وأكد فيدال أن الخطوات الجراحية لم يسبق إطلاقاً أن نُفذت في الفضاء. وأضاف “إذا شاركنا في رحلة الجاذبية الصغرى العام المقبل، فستكون المرة الأولى التي تُنفّذ فيها الخطوة في الجاذبية الصغرى”.
وتابع “ستكون الخطوة التالية لاختبار جدوى الممارسة عام 2024 لحملة طيران الخريف التي تقام في ظل انعدام الجاذبية، وهي رحلة تستنسخ تأثير الجاذبية الصغرى لمدة 22 ثانية. وسيتطلب ذلك تقسيم العملية إلى ثلاث مراحل مدة كل منها 22 ثانية، وهو ما يشكّل تحدياً من حيث السرعة والدقة”.
وقالت المسؤولة عن الصحة على القمر في معهد طب الفضاء وعلم وظائف الأعضاء التابع للمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية في وكالة الفضاء الفرنسية إن الجسم يفقد نقاطه المرجعية أثناء الجاذبية الصغرى، وتتأثر دقة خطواته العملية.
ومنذ عام 2020، تعمل جمعية الأشعة الفرنسية مع المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية والشركات المصنعة لتكييف حلول التصوير مع القيود القائمة في المركبات الفضائية عندما تكون خارج المدار.
وأوضح البروفيسور فيدال من مستشفى لا تيمون الجامعي في مرسيليا أنها ليست بالضرورة ابتكارات تكنولوجية مذهلة ولكن ثمة حاجة إلى إعادة النظر في المعدات. وأضاف “في الجاذبية الصغرى، عندما تضع إبرة في الخراج، ينتشر السائل في كل أنحاء الكبسولة، لذلك ثمة حاجة إلى صمام للتصريف”.
وينبغي كذلك أن تكون كل الأدوات مزوّدة بوسيلةً للربط بالإضافة إلى مصدر طاقة مستقل، بحسب الخبراء الذين يهدفون إلى التوصل إلى حل وسط بشأن الحجم والوزن والطاقة الكهربائية.وكالات
العثور على نحو 350 قطعة مسروقة من المتحف البريطاني
عُثِر على نحو 350 من بين 2000 قطعة سرقت من المتحف البريطاني (ذي بريتش ميوزيوم)، وفق ما أعلن رئيسه جورج أوزبورن الأربعاء الماضي خلال جلسة استماع برلمانية عن هذه السرقات التي شكّلت إحراجاً كبيراً للمؤسسة اللندنية الشهيرة.
وأحدث الإعلان عن هذه السرقات في أغسطس الماضي هزّة كبيرة في “ذي بريتش ميوزيوم” الذي يُعدّ من أرقى المتاحف في العالم. وأعلن مديره هارتويغ فيشر الذي يشغل منصبه منذ عام 2016 استقالته على الفور.
وقال أوزبورن للنواب “عُثر على نحو 350 قطعة (..) لذلك لدينا ما يكفي لإعداد معرض جيد، لم يكن مخططا له من قبل طبعاً”. وأضاف “هناك اهتمام كبير بهذه القطع”.
وتضم الأعمال المسروقة قطعا صغيرة غير معروضة ومجوهرات وأحجاراً شبه كريمة وأوانيَ زجاجية كانت محفوظة في مخازن المتحف، و”غالبيتها العظمى” تابعة لقسم اليونان وروما، وفقاً للمتحف.
باتجاه تنفيذ تدابير لتحسين الوصول إلى مجموعات المتحف وجعل كل شيء موثقاً وقابلاً للعرض عبر الإنترنت
وفي نهاية سبتمبر 2023 أطلقت المؤسسة نداءً للعامّة للمساعدة في العثور على المسروقات، ونشرت صوراً على الإنترنت تشبه بعضًا من مئات العملات المعدنية المنهوبة.
واعتبر جورج أوزبورن أن السرقة “عملية داخلية نفذها شخص يُعتقَد أنه كان يسرق من المتحف لمدة طويلة”. وأفاد بأن “إجراءات كثيرة لإخفاء (السرقات) اتُخذت، (..) وعُدِّلَ الكثير من الوثائق”.
وكانت المؤسسة قد أشارت منتصف أغسطس الماضي إلى أنها فصلت موظفا على خلفية هذه القضية، في حين قالت شرطة لندن إنها استجوبت رجلا، من دون أن تذكر اسمه، لكنها لم تباشر أيّ ملاحقة قضائية في هذا المجال.
وأعلن القائم بأعمال مدير المتحف مارك جونز أن قواعد الوصول إلى المخازن المحصّنة تغيرت بعد السرقات. وشرح للنواب أن “من غير المسموح من الآن فصاعدا لأيّ شخص بالدخول إلى مخزن محصّن بمفرده، وهذا الإجراء، إلى جانب عدد كبير من التدابير الأخرى، من شأنه أن يساعد في منع تكرار هذا النوع من السرقات مرة أخرى”.
وأعلن المتحف عزمه على تنفيذ تدابير لتحسين الوصول إلى مجموعاته وجعل كل شيء موثقاً وقابلاً للعرض عبر الإنترنت. ومن المتوقع أن يستغرق هذا المشروع خمس سنوات.
ونقل بيان عن مارك جونز قوله “إنها مهمة ضخمة، إذ يوجد 2.4 مليون ملف (عن قطع) للتنزيل أو التحديث، ولكن أنجِز أكثر من نصفها حتى الآن، وعند اكتمالها، سيتمكن الجميع من رؤية كل ما لدينا”.وكالات
تقلبات ضغط الدم تهدد الدماغ والقلب
وجدت دراسة جديدة أن تقلب ضغط الدم يمكن أن يكون نذيراً لكل من الخرف وأمراض القلب.
وأفاد فريق البحث من جامعة ساوث أستراليا أن صعود وهبوط قراءات الضغط خلال 24 ساعة أو حتى على مدار عدة أيام أو أسابيع مرتبط بضعف التفكير.
كما ربطت النتائج بين الاختلافات الكبيرة في قراءة ضغط الدم الانقباضي، وهو الرقم الأعلى، وبين تصلب الشرايين، بحسب “هيلث داي”.
ودرس الباحثون هذا الأمر على 70 من كبار السن الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 80 عاماً، ولم تظهر عليهم علامات الخرف أو ضعف التفكير.
وراقب فريق البحث ضغط الدم لدى المشاركين، وخضعوا لاختبار إدراكي، وقياس تصلب الشرايين في الدماغ والأوعية الدموية.
واعتبرت النتائج أن تقلب ضغط الدم يمكن أن يكون بمثابة علامة سريرية مبكرة أو هدف علاجي لضعف التفكير.
وقالت الباحثة داريا غوتريدج: “تركز العلاجات السريرية على ارتفاع ضغط الدم، بينما تتجاهل تباين ضغط الدم”.
وأضافت: “لقد وجدنا أن تقلبات ضغط الدم، سواء تلك المسجلة خلال ساعات أو المسجلة خلال أيام أو أسابيع، علامة تحذيرية على الإصابة بالخرف ومتاعب القلب “.وكالات
أمازون تستخدم الدرونز في بريطانيا لتوصيل الطرود خلال ساعة
ستبدأ أمازون قريباً باستخدام طائرات من دون طيار لعمليات التوصيل داخل بريطانيا، في غضون ساعة من تقديم الطلب عبر الإنترنت.
وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزمن على كشف مؤسس أمازون، جيف بيزوس، عن خطط لاستخدام الطائرات من دون طيار في عمليات التسليم، تخطط شركة التكنولوجيا العملاقة أخيراً لطرح هذه الميزة في المملكة المتحدة، اعتباراً من العام المقبل.
وقامت أمازون بتجربة خدمة التوصيل المستقبلية في موقعين في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، وأعلن كبار المسؤولين اليوم عن خطط لطرحها في المملكة المتحدة.
ويقول عملاق التكنولوجيا إن العملاء سيكونون قادرين على طلب العناصر التي يصل وزنها إلى 5 أرطال (2.26 كجم)، وتسليمها في أقل من 60 دقيقة عبر الطائرات مندون طيار.. وهذا يعني أنه يمكن تسليم البضائع مثل البطاريات وفراشي الأسنان ومستحضرات التجميل واللوازم المكتبية عن طريق الطائرات من دون طيار.
ويقوم طراز طائرات MK30 من دون طيار الذي تستخدمه أمازون، بنقل طرود العملاء أثناء السفر من أحد المستودعات ثم يقوم بإسقاطها من ارتفاع مناسب.. ويتم تشغيل الطائرة من دون طيار بواسطة المروحة التي تحرك الطائرة حتى النقطة المحددة.. وهذا يعني أن العناصر الهشة والمعدات الثقيلة باهظة الثمن، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية لا يمكن تسليمها بواسطة الدرونز.
وستضيف أمازون أيضاً خدمة التوصيل بالطائرات من دون طيار إلى موقع ثالث في الولايات المتحدة وإيطاليا إلى جانب طرحها في المملكة المتحدة، وكان لدى أمازون طموحات كبيرة في مجال توصيل الطلبات باستخدام الطائرات من دون طيار، وهو ما بدا وكأنه خيال علمي.. لكن طموحاتها فيما يتعلق بالطائرات من دون طيار في تكساس وكاليفورنيا كانت مخيبة للآمال.
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الشركة لم تقم سوى ببضع مئات من عمليات التسليم، عبر الخدمة الخاصة برحلات الطائرات من دون طيار منذ إطلاقها في الولايات المتحدة، ويقول المطلعون إن هذا جزء من خطة للتحقق من عمل الخدمة قبل طرحها دولياً، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.وكالات
علماء يحذرون من خطر يحدق بأشد الأنهار ظلمة في العالم بالكونغو
خلص باحثون سويسريون إلى أن أحد الأنهار الغابية التي بالكاد تمت دراستها في أفريقيا هو من بين أكثر الأنهار ظلمة في العالم، وحذروا من أنه معرض للخطر جراء أنشطة الشركات.
شرع فريق بحثي بقيادة جامعة «إيه تي إتش زيوريخ» السويسرية في دراسة دورة الكربون في حوض الكونغو وخلال تلك العملية اكتشف الفريق أن نهر روكي في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو أحد أشد الأنهار ظلمة في العالم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال أحد المشاركين في الدراسة ويدعى ترافيس دريك: «لقد صُعقنا من لون النهر»، مضيفاً أن المياه داكنة لدرجة أن المرء لا يمكنه رؤية يده أمام وجه.
يذكر أن مواد عضوية معينة في المياه هي المسؤولة عن لون الأنهار ذات المياه السوداء. ويحتوي نهر روكي على كمية من هذه المواد أكثر من نهر ريو نيغرو (النهر الأسود) الشهير في الأمازون.
وتأتي المواد العضوية المتحللة في النهر الواسع من النباتات الذابلة بالأحراش في المنطقة المحيطة وتجرفها مياه الأمطار إلى النهر.
يشار إلى أن روكي هو أحد روافد نهر الكونغو، ولا يكاد يوجد به أي انحدار.
وحذر واضعو الدراسة من أن الشركات بدأت تهتم بالموارد الطبيعية في حوض روكي، وهذا التغيير في استخدام الأرض يمكن أن يؤدي إلى إزالة الغابات.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف مستنقعات الخث والتحلل البكتيري. وهذا بدوره يمكن أن يطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.
وقال ماتي بارثل، وهو أحد مؤلفي الدراسة، «مستنقعات الخث في حوض الكونغو تخزن نحو 29 مليار طن من الكربون. ومن الأفضل للمناخ أن تظل رطبة».وكالات
شجرة “الساج البري” تنزف دماً عند قطعها
Pterocarpusangolensis والمعروف باسم شجر الساج البري أو شجر الدم، هو نوع من الأشجار وموطنها جنوب إفريقيا، معروف في المقام الأول بالنسغ الأحمر الداكن الذي يفرزه والذي يشبه الدم عند قطع الشجرة.
ويشتهر خشب الساج البري في إفريقيا الإستوائية، حيث يتم استخدامه لصنع أثاث وآلات موسيقية عالية الجودة، وهو مقاوم للنمل الأبيض وله رائحة لطيفة وحارة.. كما أنه مقاوم للحريق لذلك تُزرع الأشجار أحياناً حول الهياكل التي تحتاج إلى الحماية من النيران، ولكن خارج جنوب إفريقيا، يشتهر خشب الدم بعصارته الحمراء الداكنة الفريدة.. وبسبب تشابه نسغها مع الدم جعل بعض الناس يتكهنون بالقوى العلاجية السحرية للشجرة لأمراض الدم، والتي لم يثبت الطب التقليدي أياً منها.
وعند النظر إلى صور أشجار Pterocarpusangolensis المقطوعة، من السهل معرفة مصدر اسم خشب الدم، النسغ الأحمر الناضح يجعل الأمر يبدو كما لو أن الجذوع المقطوعة تنزف بالفعل، لكن هذا ليس دماً، بل مجرد عصارة غنية بالتانين.. وتحتوي معظم النباتات على أجزاء -وخاصة الأوراق- على ما بين 12 إلى 20 بالمائة من التانين.. وبالمقارنة، فإن عصارة خشب الدم تحتوي على 77 بالمائة من التانين.
والتانين هو الذي يمنح عصارة خشب الساج البري لوناً يشبه الدم، لكن له غرضاً آخر، فطعمه القابض يمنع الحيوانات من تناولها.. وإذا لم يكن الطعم كافياً لإقناع الحيوانات، فإن قدرة التانين على الارتباط بالعناصر الغذائية مثل البروتينات تمنع الحيوانات من هضم الطعام بشكل صحيح.. لذا، من الناحية الفنية، فإن عصارة خشب الدم الشبيهة بالدم هي آلية الدفاع الطبيعية للشجرة.
ولهذه الأشجار الكثير من الاستخدامات، لكن عصارتها الغريبة ليست عديمة الفائدة أيضاً.. وبصرف النظر عن استخدامها المثير للجدل في الطب البديل، كعلاج لأمراض الدم المختلفة، فإن بالإمكان استخدامها كصبغة، ويقوم بعض الناس بخلطها مع الدهون الحيوانية لصنع نوع من المراهم التجميلية، بحسب موقع أوديتي سنترال.وكالات
أول قرص لعلاج حمى الضنك يظهر نتائج واعدة على البشر
أظهرت بيانات لشركة جونسون آند جونسون أن علاجاً على شكل أقراص من تطويرها لعلاج حمى الضنك، نجح فيما يبدو في وقاية عدد قليل من المرضى من أحد أشكال الفيروس في تجربة محدودة على البشر بالولايات المتحدة.
وقالت الشركة قبل عرض البيانات في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب المداري والصحة العامة في شيكاغو إنه لا يوجد حالياً علاج محدد لمرض حمى الضنك الذي يزداد خطر انتشاره.
وقال مارنكس فان لوك المشرف على أبحاث مسببات الأمراض الناشئة في قسم يانسن بالشركة “إنه أول (دواء) على الإطلاق يُظهر نشاطاً مضاداً للفيروسات ضد حمى الضنك”.
وتُعرف حمى الضنك، التي لا تسبب أعراضاً في كثير من الأحيان، باسم “حمى تكسير العظام” لما تسببه للمرضى من آلام شديدة في المفاصل وتشنجات.
وقال جيريمي فارار كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من الشهر الجاري إن مناطق كثيرة في آسيا وأمريكا اللاتينية ابتليت منذ فترة طويلة بهذا المرض الذي يصيب الملايين كل عام ويحصد أرواح الآلاف، ومن المرجح أن ينتشر بشكل أكبر مع تغير المناخ الذي يجعل من مناطق أخرى بيئة ملائمة للبعوض الذي ينشره.
وفي التجربة التي أجريت بالتعاون مع كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، تناول عشرة متطوعين جرعة عالية من أقراص جونسون اند جونسون قبل خمسة أيام من حقنهم بنوع من حمى الضنك واستمروا في تناول الأقراص لمدة 21 يوماً بعد ذلك.
ولم يظهر أثر لفيروس حمى الضنك في عينات دم ستة من العشرة بعد تعرضهم للعامل المسبب للمرض، كما لم تظهر أي علامة على أن جهاز المناعة لديهم قد استجاب للعدوى بالفيروس على مدار 85 يوماً من وجودهم تحت الملاحظة.
وظهرت حمى الضنك على خمسة أشخاص يشكلون مجموعة ثانية تم حقنهم أيضاً بالفيروس عند فحصهم. وتلقى المشاركون في التجربة رعاية من الأطباء المتخصصين عند الضرورة، والفيروس الذي تم حقنهم به كان نوعاً ضعيفاً لتقليل أعراض المرض.
وقالت جونسون اند جونسون إن البيانات الأولية الإيجابية تدعم تجارب المرحلة الثانية الجارية للعلاج للوقاية من الأنواع الأربعة المختلفة من حمى الضنك في عالم حقيقي ينتشر فيه المرض. والخطوة التالية ستكون اختباره كعلاج.وكالات
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (5)
5- مستقبل الاقتصاد الإسلامي في العصر الرقميفي عصر تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، ويعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، تقف الدول والمؤسسات المالية أمام تحدٍ استراتيجي مهم: كيف يمكن الاستفادة من هذه التقنيات الثورية دون التنازل عن المبادئ والقيم التي تحكم تعاملاتها؟ هذا التحدي يصبح أكثر إلحاحا في عالم الاقتصاد الإسلامي، حيث تتطلب كل خطوة نحو المستقبل توافقا مع الضوابط الشرعية والأخلاقية الراسخة.
وتشهد الأسواق المالية العالمية ثورة حقيقية، فخوارزميات الذكاء الاصطناعي تتخذ قرارات استثمارية بمليارات الدولارات في ثوانٍ معدودة، والمنصات الرقمية تقدم خدمات مالية لمئات الملايين من المستخدمين حول العالم، بينما تحلل أنظمة التعلم الآلي البيانات الضخمة لتكشف فرصا استثمارية لم تكن مرئية من قبل. هذا التطور المتسارع يطرح سؤالا جوهريا: هل يمكن لآليات الاقتصاد الإسلامي أن تكون جزءا من هذا المستقبل مع الحفاظ على هويتها وقيمها؟
الإجابة ليست بالبساطة المتوقعة، فالتماس بين التكنولوجيا المتقدمة والمبادئ الإسلامية يفتح آفاقا واعدة ويطرح تحديات معقدة في الوقت ذاته. من جهة يحمل الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتحقيق العدالة والشفافية التي ينشدها الاقتصاد الإسلامي، ومن جهة أخرى يثير قضايا أخلاقية وفقهية تتطلب دراسة عميقة وحلولا مبتكرة.
في هذا السياق تبرز الحاجة الملحة لاستشراف مستقبل يجمع بين قوة التكنولوجيا وحكمة الشريعة، مستقبل يمكن فيه للاقتصاد الإسلامي أن يقود موجة الابتكار بدلا من مجرد اللحاق بها، ويحول قيمه الأصيلة إلى ميزة تنافسية في عالم رقمي متسارع التطور.
أولا: نقاط التماس بين المبادئ الإسلامية والذكاء الاصطناعي
عند النظر في عمق المبادئ التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي، نجد أنها تتماس بصورة مدهشة مع الإمكانيات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، بل إن هذا التماس قد يكون المفتاح لتطوير نموذج اقتصادي أكثر عدالة وكفاءة.
يبرز مبدأ العدالة كأحد أهم نقاط التماس هذه، فالشريعة الإسلامية تؤكد على ضرورة تحقيق العدل في جميع التعاملات، وهو ما يمكن أن تحققه خوارزميات الذكاء الاصطناعي من خلال اتخاذ قرارات مبنية على المعايير الموضوعية بدلا من الأهواء الشخصية أو التحيزات البشرية.
كما تلتقي قيمة الشفافية التي تعد ركنا أساسيا في التعاملات الإسلامية، مع قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير مستويات عالية من الوضوح في العمليات المالية. فبينما تطالب الشريعة بالكشف عن جميع جوانب العقد ومخاطره، تستطيع التقنيات الذكية أن توفر هذه الشفافية بدقة متناهية وفي الوقت الفعلي.
على صعيد آخر، يلتقي المفهوم الإسلامي لتحقيق المصلحة العامة مع قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات الضخمة لخدمة المجتمع. فالتكنولوجيا يمكنها أن تحدد أولويات التمويل والاستثمار بناء على الحاجات الحقيقية للمجتمع، مما يحقق المقصد الشرعي من حفظ المصالح العامة وتقديمها على المصالح الخاصة.
وفي السياق ذاته، يتناغم مبدأ تجنب المخاطر المفرطة الذي يحذر من الغرر والمقامرة في التعاملات المالية مع قدرة الذكاء الاصطناعي على تقييم المخاطر بدقة عالية. هذه التقنيات تستطيع تحليل آلاف المتغيرات في لحظات لتقدم تقييما دقيقا للمخاطر، مما يساعد في تجنب الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر غير المحسوبة.
أخيرا يبرز مبدأ الاستخدام الأمثل للموارد كنقطة تماس مهمة، حيث تحث الشريعة على عدم الإسراف والتبذير، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن كفاءة استخدام الموارد المالية من خلال التحليل الدقيق للبيانات وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الأكثر إنتاجية ونفعا للمجتمع.
ثانيا: الأبعاد الأخلاقية والفقهية للذكاء الاصطناعي
تطرح تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الاقتصادي تساؤلات فقهية وأخلاقية عميقة تتطلب إعادة نظر في المفاهيم التقليدية للمسؤولية والشفافية والعدالة، خاصة عندما تتخذ الآلات قرارات مالية مؤثرة على حياة الملايين.
في مقدمة هذه التحديات تأتي مسألة الضوابط الشرعية للتعاملات المالية الآلية، فعندما يقوم نظام ذكي بإبرام عقود أو اتخاذ قرارات استثمارية، تثور أسئلة حول مدى انطباق أحكام الرضا والإيجاب والقبول على هذه التعاملات. كما تبرز الحاجة لوضع ضوابط شرعية تضمن أن تكون قرارات الذكاء الاصطناعي متوافقة مع المقاصد الشرعية وليس مجرد تطبيق آلي للقواعد الظاهرية.
تتعقد المسألة أكثر عند الحديث عن الشفافية والإفصاح في الخوارزميات المالية، فبينما تطالب الشريعة بوضوح كامل في شروط العقود ومخاطرها، تعمل معظم خوارزميات الذكاء الاصطناعي كـصناديق سوداء يصعب فهم آلية عملها حتى على المتخصصين. هذا يطرح تحديا فقهيا حول مدى جواز التعامل مع أنظمة لا نفهم تماما كيف تصل إلى قراراتها، وما هي المتطلبات الشرعية للإفصاح عن طبيعة هذه الأنظمة.
من ناحية أخرى، تثير قضية المسؤولية الأخلاقية في اتخاذ القرارات الآلية إشكاليات معقدة، فمن يتحمل المسؤولية الشرعية والأخلاقية عند خطأ النظام الذكي أو اتخاذه قرارا يضر بالمستثمرين؟ هل هو المطور، أم المشغل، أم المستخدم؟ وكيف يمكن تطبيق مبادئ الضمان والمسؤولية في الفقه الإسلامي على هذه الحالات المستجدة؟
كما تبرز أهمية حماية الخصوصية والبيانات الشخصية من منظور إسلامي، فالشريعة تحرم التجسس وانتهاك الخصوصية، بينما تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية. هذا يتطلب وضع ضوابط دقيقة تضمن الاستفادة من قوة التحليل دون انتهاك حرمة الخصوصية التي كفلتها الشريعة.
وأخيرا، تطرح مسألة التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الإفتاء المالي تحديا جديدا، فهل يمكن للأنظمة الذكية أن تساعد في تقديم الفتاوى المالية المتخصصة؟ وما هي الحدود والضوابط لهذا الاستخدام؟ وكيف يمكن ضمان أن تبقى الفتوى عملا إنسانيا مبنيا على الفهم العميق للمقاصد الشرعية وليس مجرد تطبيق آلي للنصوص؟
هذه التساؤلات تتطلب جهدا تشاركيا بين علماء الشريعة وخبراء التكنولوجيا لوضع إطار فقهي وأخلاقي يحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الإسلامي.
ثالثا: نماذج اقتصادية أكثر عدالة وشمولية
يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقا واسعة لبناء نماذج اقتصادية تحقق المثل الإسلامية في العدالة والشمولية، وتترجم القيم النظرية إلى تطبيقات عملية قادرة على إحداث تأثير حقيقي في حياة الملايين، خاصة أولئك المهمشين في النظم الاقتصادية التقليدية.
في مقدمة هذه النماذج، يبرز استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة وتوزيع الزكاة والصدقات، حيث تستطيع الأنظمة الذكية أن تحدد المستحقين الحقيقيين بدقة متناهية من خلال تحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية، وتحسب مقادير الزكاة المستحقة على مختلف أنواع الأموال بصورة آلية، بل وتتبع مسار توزيع الأموال لضمان وصولها لمستحقيها وعدم تسريبها أو سوء استخدامها. هذا النموذج يحول الزكاة من نظام تقليدي إلى منظومة رقمية ذكية تحقق العدالة والكفاءة معا.
تمتد هذه الرؤية لتشمل تطوير منصات ذكية للتمويل الأصغر الإسلامي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقيم الجدارة الائتمانية للأفراد المحرومين من الخدمات المصرفية التقليدية، معتمدا على بيانات غير تقليدية كسلوكيات الدفع للخدمات الأساسية، وأنماط الحركة والتجارة، والشبكات الاجتماعية. هذا يفتح أبواب التمويل أمام فئات واسعة كانت مستبعدة سابقا، ويحقق الهدف الإسلامي من الشمول المالي والاقتصادي.
على صعيد أوسع، تظهر النماذج الذكية للشراكة والمضاربة الإسلامية كتطور ثوري في هذا المجال، حيث تستطيع الخوارزميات أن تربط بين أصحاب رؤوس الأموال والمضاربين المهرة بناء على التوافق في المخاطر والعوائد المطلوبة، وتتابع أداء المشاريع المشتركة في الوقت الفعلي، وتوزع الأرباح والخسائر وفقا للضوابط الشرعية المتفق عليها مسبقا، مما يخلق بيئة استثمارية أكثر عدالة وشفافية.
كما تبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأوقاف كنموذج ملهم، حيث تستطيع هذه التقنيات أن تحسن إدارة الأصول الوقفية وتعظم عوائدها، وتحدد أفضل الطرق لاستثمار أموال الوقف في مشاريع تنموية تحقق المقاصد الخيرية والاجتماعية، وتتبع أثر هذه الاستثمارات على المجتمعات المستفيدة.
رابعا: التحديات والفرص
رغم الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للاقتصاد الإسلامي، إلا أن الطريق نحو تطبيقه بنجاح محفوف بتحديات جوهرية تتطلب معالجة حكيمة ومتوازنة، بينما تفتح في الوقت ذاته فرصا استثنائية لريادة عالمية في هذا المجال.
يشكل خطر الاعتماد المفرط على الخوارزميات أحد أبرز التحديات، فعندما تصبح القرارات المالية معتمدة كليا على الأنظمة الآلية، نفقد البعد الإنساني والحكمة التجريبية التي تميز الاقتصاد الإسلامي. هذا الاعتماد المفرط قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات صحيحة رياضيا لكنها تفتقر للحس الأخلاقي والاجتماعي، أو تتجاهل الظروف الاستثنائية التي تتطلب مرونة إنسانية في التعامل.
كما تطرح تحديات الشفافية في اتخاذ القرارات المالية إشكالية معقدة، فالمؤسسات المالية الإسلامية مطالبة بتوضيح كيفية اتخاذ قراراتها للعملاء، لكن طبيعة خوارزميات التعلم العميق تجعل من الصعب بل أحيانا من المستحيل تفسير السبب وراء قرار معين. هذا يخلق فجوة بين متطلبات الشفافية الشرعية وواقع التكنولوجيا المعاصرة.
تتفاقم هذه التحديات مع ضرورة ضمان العدالة وعدم التمييز في الخدمات المالية، فخوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تكتسب انحيازات غير مرغوبة من البيانات التي تتدرب عليها، مما يؤدي إلى تمييز غير عادل ضد فئات معينة في المجتمع. هذا يتعارض جذريا مع مبادئ العدالة الإسلامية التي تؤكد على المساواة وعدم التمييز.
في المقابل، تفتح هذه التقنيات فرصا ذهبية لتطوير تقنيات مالية إسلامية رائدة عالميا، حيث يمكن للدول الإسلامية أن تستفيد من ميزتها النسبية في فهم المبادئ الشرعية لتطوير حلول تكنولوجية فريدة تلبي احتياجات الملياري مسلم حول العالم. هذا القطاع الضخم وغير المخدوم بالكامل يمثل سوقا واعدة للمنتجات المالية الإسلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كما توفر هذه التقنيات فرصة حقيقية لتحسين كفاءة التكلفة في المؤسسات المالية الإسلامية، التي تواجه تحديات في المنافسة مع نظيراتها التقليدية بسبب التعقيدات الإضافية المرتبطة بالامتثال الشرعي. الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة العديد من عمليات المراجعة والامتثال، مما يقلل التكاليف ويحسن سرعة الخدمة.
على صعيد أوسع، تتيح هذه التقنيات توسيع نطاق الخدمات المالية الإسلامية جغرافيا، حيث يمكن للمنصات الرقمية الذكية أن تصل إلى مجتمعات مسلمة في مناطق نائية أو دول لا تتوفر فيها مؤسسات مالية إسلامية تقليدية، مما يحقق الشمول المالي على نطاق عالمي.
وأخيرا، تمثل هذه التقنيات فرصة استثنائية لجذب الأجيال الشابة للمنتجات المالية الإسلامية، فالشباب المسلم الذي نشأ في العصر الرقمي يبحث عن حلول مالية تجمع بين الامتثال الشرعي والسهولة التقنية. الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم تجربة مستخدم متطورة ومخصصة؛ تلبي توقعات هذا الجيل وتعيد ربطه بالقيم الإسلامية الأصيلة.
هذا التوازن الدقيق بين التحديات والفرص يتطلب رؤية استراتيجية واضحة وتخطيطا محكما لضمان الاستفادة القصوى من الإمكانيات مع تجنب المخاطر المحتملة.
خامسا: رؤية مستقبلية لمصر
يمكن لمصر أن تكون رائدة عالميا في مجال التكنولوجيا المالية الإسلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فهي تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتحويل هذه الرؤية من حلم طموح إلى واقع ملموس يعيد تشكيل المشهد المالي الإسلامي عالميا.
تتجلى إمكانيات مصر الاستثنائية في هذا المجال من خلال تضافر عوامل متعددة، أولها الثروة البشرية الهائلة من المبرمجين والمطورين الشباب الذين يجمعون بين المهارات التقنية المتقدمة وفهم الثقافة الإسلامية. هذا المزيج النادر يمكّن مصر من تطوير حلول تقنية لا تكتفي بمحاكاة النماذج الغربية، بل تبتكر نماذج أصيلة تعكس الخصوصية الإسلامية والعربية.
كما تمتلك مصر بنية تحتية مؤسسية قوية تضم جامعة الأزهر الشريف كأقدم وأعرق المؤسسات الإسلامية في العالم والتي تحظى بثقة المسلمين عالميا، بالإضافة إلى مجمع البحوث الإسلامية وعشرات الجامعات التي تضم أقساما للشريعة والاقتصاد. هذه المؤسسات يمكنها أن توفر الإطار الفقهي والأخلاقي اللازم لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع المبادئ الإسلامية.
على الصعيد الاستراتيجي، تحتاج مصر إلى وضع استراتيجية شاملة للتحول الرقمي في القطاع المصرفي الإسلامي، تبدأ بإنشاء مركز وطني للتكنولوجيا المالية الإسلامية يجمع بين الخبرات الشرعية والتقنية، ويعمل كحاضنة للمشاريع الرائدة في هذا المجال. هذا المركز يمكنه أن يطور معايير موحدة للتكنولوجيا المالية الإسلامية، ويقدم الاستشارات للمؤسسات المالية، ويدرب الكوادر المتخصصة.
يبرز دور الجامعات ومراكز البحوث كعامل حاسم في هذا التوجه، حيث يمكن لجامعة الأزهر أن تؤسس كلية متخصصة في التكنولوجيا المالية الإسلامية، تجمع بين دراسة الشريعة وعلوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي. كما يمكن للجامعات التقنية المصرية أن تطور برامج دراسات عليا متخصصة تخرج جيلا من الخبراء القادرين على بناء جسور الثقة بين التكنولوجيا والشريعة.
على المستوى العملي، يمكن تطبيق هذه الرؤية على مراحل متدرجة تبدأ بمرحلة التأسيس خلال العامين الأولين، حيث يتم إنشاء المؤسسات المطلوبة ووضع الأطر التنظيمية والقانونية، وتدريب الكوادر الأساسية، وإطلاق مشاريع تجريبية محدودة النطاق لاختبار المفاهيم والتقنيات.
تليها مرحلة التوسع والانتشار خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة التالية، حيث يتم تطوير منتجات تجارية متكاملة، وبناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات المالية المحلية والإقليمية، وإطلاق منصات رقمية تخدم السوق المصري والعربي.
وأخيرا، مرحلة الريادة العالمية خلال العقد التالي، حيث تصبح مصر مصدرا للتكنولوجيا المالية الإسلامية عالميا، وتصدر حلولها التقنية ومعاييرها إلى دول العالم الإسلامي، وتستضيف المؤتمرات والمعارض الدولية المتخصصة في هذا المجال.
هذه الرؤية ليست مجرد حلم، بل خطة قابلة للتحقيق؛ تتطلب فقط الإرادة السياسية والاستثمار المدروس في التعليم والبحث والتطوير، لتحويل مصر إلى عاصمة عالمية للتكنولوجيا المالية الإسلامية.
وفي الختام، فإنه في خضم التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، يقف الاقتصاد الإسلامي أمام منعطف تاريخي حاسم، فإما أن يتقدم ليقود موجة الابتكار في التكنولوجيا المالية، وإما أن يكتفي بدور المتابع والمقلد. والخيار الأول ليس مجرد طموح، بل ضرورة حتمية تفرضها طبيعة العصر والإمكانيات الهائلة المتاحة.
لتحقيق هذه الرؤية تبرز الحاجة الملحة لوضع إطار تنظيمي شامل للذكاء الاصطناعي في المالية الإسلامية، يضع المعايير والضوابط التي تضمن توافق هذه التقنيات مع المقاصد الشرعية، ويحدد آليات الرقابة والمتابعة، ويوفر الحماية القانونية للمستهلكين. هذا الإطار يجب أن يكون مرنا بما يكفي لاستيعاب التطورات التقنية المستقبلية، وصارما بما يكفي لضمان الالتزام بالمبادئ الأساسية.
في القلب من هذا المشروع النهضوي، تأتي أهمية التعاون الوثيق بين علماء الشريعة وخبراء التكنولوجيا، فنجاح الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الإسلامي يتطلب حوارا مستمرا ومثمرا بين هذين العالمين. هذا التعاون يجب أن يتجاوز المشاورات العابرة ليصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في التخطيط والتطوير والتطبيق.
كما تستدعي هذه المرحلة التاريخية استثمارات ضخمة ومدروسة في البحث والتطوير، فالتقدم في هذا المجال يتطلب موارد مالية وبشرية هائلة، وصبرا استراتيجيا على النتائج طويلة المدى. الحكومات والمؤسسات المالية ورجال الأعمال في العالم الإسلامي مدعوون للاستثمار في هذا المستقبل، ليس فقط لما يحققه من عوائد اقتصادية، بل لما يمثله من نهضة حضارية شاملة.
مصادر إثرائية:
1- د. علي القرة داغي، الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية: الضوابط الشرعية والتطبيقات المعاصر.
2- د. عبد الستار أبو غدة، التطبيقات التقنية في المصرفية الإسلامية: الفرص والتحديات.
3- د. محمد عثمان شبير، المعاملات المالية المعاصرة في الفقه الإسلامي.
4- د. رفيق يونس المصري، الاقتصاد الإسلامي في عصر التحولات الرقمية.
5- د. سامي السويلم، الصيرفة الإسلامية والابتكار التقني: رؤية معاصرة.