مرفأ قراءة.. غسان كنفاني صوت المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
«إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه، أكثر عمقًا، وأكثر لياقةً بكرامة الإنسان...»
(غسان كنفاني)
- 1 -
لم يعد ثمة شك في أن "القضية الفلسطينية" تجتاز في الوقت الراهن منعطفًا تاريخيًا ربما لم يسبق له مثيل من قبل، لا قبل 1948 ولا بعدها. "القضية الفلسطينية" تجتاز الآن مرحلة اشتداد الأزمة (بتعبير المفكر الراحل محمد عابد الجابري)، ما في ذلك شك.
لحظات صعبة وقاسية وكاشفة أيضًا، كاشفة لكل ادعاءات التقدم الحضاري "الغربي"، والقيم الإنسانية "الغربية"، والعدالة "الغربية".. إلخ هذه الأكاذيب التي بتنا نتنفسها صباح مساء، ونحن نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا وننزف ألما من قلوبنا أمام المشاهد اللا إنسانية في فلسطين المحتلة، لم يعد هناك تصور ولا تخيل يمكن أن يسجل أو يصل إلى بشاعة ما يجري في فلسطين، الدعم كل الدعم للمحتل والإدانة كل الإدانة لصاحب الأرض والحق والتاريخ!
في كل لحظة منذ اندلاع المواجهة في السابع من أكتوبر، ونحن نعبر على جسر الآلام إلى بؤرة وجعنا العربي الغائر، فلسطين المحتلة، وفي انتظار عبور المساعدات التي تقف على أبواب معبر فرح منذ أيام طويلة.
أكثر من عشر سنوات ونحن نظن أن القضية خمدت وفترت ويظل الوضع على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى، عناوين عريضة ولافتات فضفاضة "معركة حق تقرير المصير الفلسطيني وحقوق الإنسان". ثلاثة أرباع القرن وقوة الاحتلال الغاشمة تمارس عدوانها ليل نهار ضد الفلسطينيين، ولا هي بقادرة على محو فلسطين وتدميرها على الرغم من كل الطاقة العسكرية الجهنمية التي تمتلكها، وصبتها وتصبها بكل جنون ووحشية على غزة وأهلها المدنيين.
- 2 -
لكل المقهورين أجنحة وأشرعة ودراجات ومراكب... وطوفان مخيف وهكذا شاهدنا الأحداث التي اندلعت منذ صباح السبت السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم.. وقعت حوادث جسيمة، وانفجر طوفان لا يعلم أحد مداه ولا حدوده..
كسرت المقاومة الجمود المحيط بالقضية الفلسطينية، أحيت صورة المقاومة المشروعة مرة أخرى أمام العالم كله، وبعد أن كان يظن أنها صارت جثة هامدة، رآنا قادرين على الحركة... قادرين على القتال... قادرين على الانتصار، ولم تتغير صورة المقاومة وحدها أمام العالم، ولكنها أحيت أيضا العواطف والمشاعر العربية المساندة لفعل المقاومة المشروعة.. المقاومة المشروعة. أثبتت العمليات للكيان المحتل أن منطقها في الحدود الآمنة منطق مضروب وأن على الدولة الاستعمارية المحتلة أن تبحث عن منطق آخر في الأمن.. مغاير لمنطق الأسلاك الشائكة والجدران العازلة والقبب الحديدية "الفشنك"!
وبعيدًا عن مناطق التحليل السياسي والاستراتيجي والتعليق الفوري على الأحداث المشتعلة في الأراضي المحتلة فإن ثمة أربعة أسماء روائية من فلسطين، بحسب الناقد الكبير فيصل دراج، سجّلت حقب المأساة الفلسطينية التي كلما آنست نورا سقط عليها ظلم وظلام جديد. الأول والأشهر غسان كنفاني (1936-1972)، الذي رأى وكتب وبشّر ورحل قبل الأوان، والثاني جبرا إبراهيم جبرا، الحالم الرومانسي الذي اختصر مصير فلسطين إلى حكاية عن الخير والشر، والثالث إميل حبيبي الساخر والمتشائم في سخريته، والرابع حسين البرغوثي الذي عاد إلى فلسطين وعثر على أطلال فلسطين.
- 3 -
سنتوقف قليلًا عند صوت غسان كنفاني، صوت المقاومة الفلسطينية جماليا وإبداعيا، ونشير سريعا في حدود المتاح إلى نصوصه المهمة التي تمثلت المأساة الفلسطينية وعبرت عنها جماليا.
غسان كنفاني (1936-1972) الذي جمع بين النضال السياسي والنضال بالقلم، حمل السلاح مجازًا وعلى الحقيقة، وقال قولته الشهيرة: "أحمل كل ما يمكنني من الدفاع عن نفسي في مواجهة الشر والعدوان".
اغتيل كنفاني عن ستة وثلاثين عاما، بلغمٍ انفجر فيه، على يد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وكان قد ترك أربع روايات: «رجال في الشمس»، و«ما تبقى لكم»، و«أم السعد»، و«عائد إلى حيفا»، كما ترك أربع مجموعات قصصية، ومسرحية واحدة هي «الباب»، فضلا على أربعة كتب أخرى تشكل دراسات نقدية وتاريخية عن أدب المقاومة: «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»، و«في الأدب الصهيوني»، و«المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها»، و«الثورة العربية في 1936»، نشرت جميعًا أثناء حياته، كل ذلك بالإضافة إلى ثلاث روايات لم تكتمل وعدد من المسرحيات ومجموعة ضخمة من المقالات الصحفية والمحاضرات التي لم تنشر، بحسب ما أوردت رضوى عاشور في دراستها عنه.
لكن أثره الإبداعي كان قويا وممتدا، فلا يذكر الأدب الفلسطيني إلا ويذكر اسمه باعتباره الرائد والمؤسس وصاحب تيار بارز "كتابة المقاومة" التي توسلت بكل الأنواع الأدبية (الرواية، والقصة، والمسرحية، والمقال النقدي، والدراسة التاريخية.. إلخ) لتجسيد وتمثيل جماليات مواجهة الاقتلاع من الأرض، ومقاومة الاحتلال، واستدعاء جوهر الهوية الفلسطينية في مواجهة المنفى والاغتراب والتهميش.
- 4 -
تكشف أعمال غسان كنفاني السردية عن منظور المقتلع من أرضه، المنفي عبر الدروب، لكنه يرفض الاستسلام أو التسليم بهزيمته، ومن ثم فإن نصوصه تقدم تمثيلا أدبيا لسردية الاقتلاع والمقاومة. وهو ما يتجلى أيضا في أعماله النقدية التي رصدت الأدب الصهيوني وأدب المقاومة الفلسطينية.
وتظل رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني، ضمن مجموع أعماله التي وصلتنا، من العلامات المضيئة في مسيرة الرواية العربية. قبل إطلاق سؤالها أو تساؤلها الفاجع والمفجع الأخير، الذي يلوح صرخة اتهام أبدية: "لماذا لم يدقوا الخزان؟"..
استندت الرواية إلى طرح تفاصيل كثيرة، تتجاور وتنبني بدقة، حول هؤلاء الذين استنشقوا آخر ما تبقى لهم من هواء شحيح، ولم يقرعوا جدران الخزان. تنصرف هذه التفاصيل إلى أزمنة ماضية عاشوها، وأماكن عدة أتوا منها، وتجارب متنوعة مرّت بهم ومروا بها، وطرق متنوعة اجتازوها، قبل أن يلتقوا معا في نقطة زمانية ومكانية محددة، وقبل أن يخوضوا، داخل الخزان الخانق الذي أحاط بهم، ثم أطبقت جدرانه على أنفاسهم فتحول إلى مقبرة لهم، ذلك الطريق الذي لم يبلغوا نهايته أبدًا..
بحسب رضوى عاشور في دراستها المشار إليها تصور رواية غسان كنفاني الأولى «رجال في الشمس» (1963)، الرحلة الفلسطينية. إنها الرحلة الكلاسيكية ولكن باختلاف. فهي ليست من أجل المعرفة، ولا تبدأ من نقطة القوة والقدرة والثقة لتتطور إلى النقيض.. وأبطالها ليسوا ملوكا أو نبلاء. إنما للرحلة خصوصيتها الفلسطينية في السنوات التالية للنكبة والخروج والممتدة عبر الخمسينيات. إنها رحلة تبدأ من العذاب بحثا عن الخلاص. تبدأ هروبا من النار وحلما باخضرار الواحة، فإذا بالخطوات تتوغل من النار إلى النار حتى إذا ما وصلت إلى الواحة تكون قد احترقت، فتصير الواحة والموت مترادفين.
- 5 -
أبطال الرحلة ينتمون لأجيال ثلاثة: أبو قيس، مزارع فلسطيني طرد من أرضه وترك وراءه في المخيم زوجته وطفليه، يحلم بواحة تحميه من مذلته كلاجئ، واحة تعطيه مالا يعلِّم به قيسا ويشتري «عرقا أو عرقين» من زيتون وربما يبني له غرفة يسكنها.
وأسعد شاب فلسطيني مطلوب القبض عليه بسبب نشاطه السياسي. يضطر للاستدانة من عمه لكي يهرب وهو يعرف أن ثمن دينه باهظ، إذ ينتظر العم في المقابل أن يزوجه من ابنته حين تستقر أموره (ولا يريد أسعد الزواج.. ولكنه يستدين المال).
مروان صبي لم يبلغ السادسة عشرة يواجَه بمهمة الإنفاق على أمه وإخوته الصغار في المخيم بعد أن تزوج أبوه بغير أمه وتخلى أخوه الذي يعمل بالكويت عن الإنفاق على الأسرة بسبب زواجه. يبدأ مروان الرحلة «حتى يجعل من كوخ الطين جنة إلهية» (ص 85).
وأبو الخيزران، سائق السيارة التي تحملهم إلى الكويت، مجاهد قديم فقد ذكورته في إحدى المعارك، «ولم يبق سوى أن يجمع أبوالخيزران المال والمال والمال بالطرق المشروعة وغير المشروعة.. لقد ضاعت رجولته وضاع الوطن.. وتبًّا لكل شيء في هذا الكون الملعون» (ص 110).
وهكذا يجتمع هؤلاء الرجال الأربعة في طريقهم من النار إلى الواحة، من مخيم المذلة إلى كويت النفط (التي لا توجد فيها أشجار-تصدم هذه الحقيقة أبوقيس المزارع والعاشق للأشجار وللأرض)...
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة غسان کنفانی
إقرأ أيضاً:
غسان سكاف رجل حوار استثنائي
لم يكن الدكتور غسان سكاف نائبًا عابرًا في الحياة السياسية، بل كان حالة وجدانية وإنسانية قبل أن يكون في موقع نيابي متقدم. حمل همّ الناس بصدق، وتقدّم الصفوف من دون ضجيج، مؤمنًا بأن السياسة رسالة أخلاقية قبل أن تكون سلطة أو حسابات.
عرفه أبناء منطقته قريبًا منهم، منصتًا لوجعهم، حاضرًا في أفراحهم وأحزانهم، لا يتأخر عن واجب ولا يتخلّى عن موقف يراه حقًا. كان صريحًا في خياراته، هادئًا في أسلوبه، وثابتًا في قناعاته، حتى في أصعب اللحظات التي مرّ بها الوطن.
برحيله، خسر لبنان رجل دولة آمن بالحوار طريقًا، وبالاعتدال نهجًا، وبالكرامة الوطنية خطًا لا يُساوَم عليه. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة من عرفوه، لا بما قاله فقط، بل بما فعله، وبالأثر الطيب الذي تركه في القلوب.
رحم الله غسان سكاف، وألهم عائلته ومحبيه الصبر والعزاء، وجعل ذكراه منارة وفاء في زمن قلّ فيه الأوفياء.
أسرة "لبنان24" تتقدم من عائلته بأحر التعازي سائلة الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة سياسيون ينعون غسان سكاف Lebanon 24 سياسيون ينعون غسان سكاف 13/12/2025 13:04:30 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يغيّب النائب غسان سكاف Lebanon 24 الموت يغيّب النائب غسان سكاف 13/12/2025 13:04:30 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 النائب غسان سكاف للـ"أم تي في": سأطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال تواجدهم في لبنان وهذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس Lebanon 24 النائب غسان سكاف للـ"أم تي في": سأطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال تواجدهم في لبنان وهذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس 13/12/2025 13:04:30 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان 13/12/2025 13:04:30 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص رادار لبنان24 قد يعجبك أيضاً ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد Lebanon 24 ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد 04:35 | 2025-12-13 13/12/2025 04:35:08 Lebanon 24 Lebanon 24 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب Lebanon 24 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب 06:00 | 2025-12-13 13/12/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان 05:52 | 2025-12-13 13/12/2025 05:52:03 Lebanon 24 Lebanon 24 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة Lebanon 24 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة 05:51 | 2025-12-13 13/12/2025 05:51:45 Lebanon 24 Lebanon 24 حادث سير مروّع... ووفاة أحد العسكريين Lebanon 24 حادث سير مروّع... ووفاة أحد العسكريين 05:48 | 2025-12-13 13/12/2025 05:48:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة Lebanon 24 للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة 07:47 | 2025-12-12 12/12/2025 07:47:08 Lebanon 24 Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان 11:16 | 2025-12-12 12/12/2025 11:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ 08:12 | 2025-12-12 12/12/2025 08:12:28 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" 09:00 | 2025-12-12 12/12/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عميل إيرانيّ شارك في العمليّة... صحيفة أميركيّة تكشف تفاصيل جديدة عن إغتيال قائد كبير في "حزب الله" Lebanon 24 عميل إيرانيّ شارك في العمليّة... صحيفة أميركيّة تكشف تفاصيل جديدة عن إغتيال قائد كبير في "حزب الله" 07:00 | 2025-12-12 12/12/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب خاص "لبنان 24" أيضاً في لبنان 04:35 | 2025-12-13 ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد 06:00 | 2025-12-13 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب 05:52 | 2025-12-13 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان 05:51 | 2025-12-13 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة 05:48 | 2025-12-13 حادث سير مروّع... ووفاة أحد العسكريين 05:44 | 2025-12-13 الجميّل: العهد لم يخذلنا لكن المطلوب سرعة أكثر في اتّخاذ القرارات والحسم فيديو في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) Lebanon 24 في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) 00:21 | 2025-12-13 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 13/12/2025 13:04:30 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24