«موسكو» تشيد بقمة القاهرة للسلام وتؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
أشادت روسيا الإتحادية بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في عقد قمة السلام في القاهرة، وقال ميخائيل بوجدانوف، المبعوثالخاص للرئيس فلاديمير بوتين، إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية، في قمة القاهرة للسلام، تؤدّي فورة العنف غيرالمسبوقة من حيث نطاقها في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى زيادة كارثية في عدد الضحايا بين مدنيين من كلا الطرفين.
وأضاف "بوجدانوف"، أنه ومع ذلك فإن قطاع غزة يجد نفسه على شفير الهاوية الإنسانية، وأكد على تعاطف بلاده من صميم القلب معجميع المنكوبين، وعزى أقارب وأهالي جميع الضحايا الذين يُحصى عددهم ألان بآلاف. واستجابت روسيا للازمة على الفور وأرسلتالمساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد أن الدبلوماسية الروسية الجهود المكثفة في سبيل خفض التصعيد، حيث أجرى "بوتين"، مباحثات هاتفية مع قادة البلدان العربيةوإيران وإسرائيل، وبعث معالي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رسائل عاجلة الى نظرائه في المنطقة.
وتابع: نقلنا إشارة واضحة إلى جميع الأطراف المعنية بضرورة وقف إطلاق النار العاجل وضمان الممرات الإنسانية من أجل تقديم المساعدةالعاجلة إلى جميع المحتاجين، كما طرحنا مشروع القرار لمجلس الأمن للأمم المتحدة الذي يضم طلب تنفيذ الإجراءات العاجلة من شأنها وقفالعنف وإطلاق سراح الرهائن الفوري والتفادي من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وإتساع نطاق النزاع الى مستوى المنطقة.
وشاركت 30 دولة بما في ذلك 17 بلدًا عربيًا في صياغة المبادرة الروسية، وذكر المبعوث الروسي أنه للأسف بسبب الموقف المعارض للولاياتالمتحدة لم يستطع مجلس الأمن للأمم المتحدة أن يمارس واجبه الأساسي وهو ضمان السلم والأمن الدوليين.
وأشار إلى أن النتاج واضح – فاستمرار التصعيد المثقّل بزيادة في عدد الضحايا بين مدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية بما في ذلك مقتلمئات الأشخاص نتيجة قصف المستشفى الأهلي في غزة، إضافةً إلى حل المشاكل العاجلة من شانها إنهاء دورة العنف الحالية علينا ألانأن نبدأ فورًا في عملية الإتفاق على إستراتيجية الخطوات المشتركة من أجل التسوية السياسية للنزاع وألتي كانت تتابعها سابقًا رباعيةالوسطاء المتكوّنة من روسيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأثبتت الأزمة الحالية من جديد أنه بدون تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي العادلة مراعاةً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأممالمتحدة على أساس صيغة الدولتين المتفق عليها دوليًا سيبقى الاستقرار الاقليمي هدفًا لا يمكن تحقيقه.
وشدد على إن موقف روسيا كان و لا يزال مبدائيًا وثابتًا ويقتضي بضرورة تهيئة العملية التفاوضية المستدامة بناءً على الأسس التي وافقتعليها الأمم المتحدة والتي ستمهّد نتائجها طريقًا إلى إنشاء الدولة الفلسطينية ذات سيادة في حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقيةوالتي تتعايش في السلم والأمان مع إسرائيل.
وأوضح المبعوث الروسي "، إن الهدف الأستراتيجي ليس سوى أمر إلزامي، لأنه أصبح من الواضح أن التدابير الملطفة والمسكنة والحوافزالمادية وفكرة إقرار السلام الإقتصادي لن تحل القضية الفلسطينية، كما أنه من غير الممكن تجميد الصراع في وضع منخفض الحدة، ويجبعلى الطرفين كسر حلقة العنف المفرغة والتخلي عن الخطوات الأحادية الجانب بما في ذلك الإستيلاء الاستيطاني على الأراضي الفلسطينيةونسف وضع المقدسات لمدينة القدس.
واستكمل: أمامنا مهمة تشكيل آلية الوساطة الجماعية التي تفرد دورًا نشطًا لدول المنطقة، وتؤيّد ذلك النزعات الإيجابية الأخيرة في الشرقالأوسط وهي التطبيع السعودي الإيراني وإعادة إدماج سوريا في جامعة الدول العربية وتحسّن العلاقات التدريجي بين سوريا وتركيا. كلذلك يدل على أنه عندما تتولى دول المنطقة زمام الأمور ولا تتعرض لضغوطات خارجية فإنها تحرز إنجازات كبيرة في سبيل تحقيق الإستقرارفي الشرق الأوسط.
إن المؤتمر الواسع التمثيل المنعقد في القاهرة يهدف إلى التفادي من نشوب نزاع عسكري دموي جديد في الشرق الأوسط، وكما قد صرّحالرئيس فلاديمير بوتين فإن روسيا الإتحادية تحافظ في سياق التطورات الأخيرة على علاقات بناءة مع جميع الاطراف المعنية ومستعدةللمساهمة الكبيرة في تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قمة السلام في القاهرة قمة القاهرة للسلام الروسي سيرجي لافروف إطلاق النار في غزة الدبلوماسية الروسية
إقرأ أيضاً:
المفاوضات تسير نحو اتفاق مؤقت.. فرص قوية لهدنة 60 يوماً في غزة
البلاد (الدوحة، تل أبيب، غزة)
تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” تطورات ملحوظة، وسط مؤشرات إيجابية باحتمال التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، تتضمن الإفراج عن عدد من الرهائن والمعتقلين، وسط إشراف أممي على إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس” أمس (الأربعاء): إن هناك”فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتضمن إعادة نحو نصف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وأكد أن الأمم المتحدة ستلعب على الأرجح دوراً في توزيع المساعدات الإنسانية خلال فترة الهدنة، مشدداً في الوقت نفسه على أن “إسرائيل لن تسمح لحماس بالتدخل في هذه العملية”.
من جهته، أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر جدية بلاده في السعي نحو اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن ذلك مرهون بالتوصل إلى تفاهمات خلال الهدنة المؤقتة.
وكشفت مصادر مطلعة أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعث برسالة إلى حركة حماس عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، أكد فيها أن الولايات المتحدة “تلتزم بتمديد وقف إطلاق النار بعد فترة الستين يوماً إذا استمرت المفاوضات بشكل بناء”، وذلك وفق ما أورده موقع “أكسيوس”.
وبحسب ويتكوف، فقد تمكنت الأطراف من حل ثلاث من أصل أربع قضايا خلافية خلال جولات التفاوض الأخيرة في الدوحة، على أمل التوصل إلى اتفاق شامل خلال أيام.
ورغم التقدم النسبي، لا تزال نقطة الخلاف الجوهرية قائمة حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وتطالب حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط ما قبل انهيار الهدنة السابقة في مارس الماضي، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن. وتشترط حماس ضمانات دولية بعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض.
على صعيد متصل، تثار انتقادات حادة لخطة توزيع المساعدات التي تقودها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أقر المكتب الإعلامي للمؤسسة بتسرب بعض المساعدات إلى السوق السوداء. ووفق تقارير نقلتها “فايننشيال تايمز”، فقد بدأ بعض التجار المحليين بشراء المساعدات من المتلقين وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة.
وتشير منظمات إنسانية إلى أن نقاط التوزيع المحدودة، والمتمركزة جنوب القطاع، غير قادرة على تلبية حاجات أكثر من مليوني فلسطيني، ما يدفع البعض لقطع مسافات طويلة دون ضمان الحصول على المساعدات.
في السياق ذاته، دعا المتحدث باسم حركة “فتح”، منذر الحايك، حركة حماس إلى “تغليب المصلحة الوطنية” وقبول المبادرة العربية الإسلامية، بما يتيح للسلطة الفلسطينية تولي إدارة القطاع. وطالب بسحب الذرائع من يد نتنياهو الذي لا يزال يؤكد عزمه “القضاء على حماس” رغم التقدم في المفاوضات.
المقترح الأمريكي الذي بُحث في قطر ينص على هدنة تستمر شهرين، تطلق خلالها حماس سراح 10 رهائن أحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين. ويشمل المقترح إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وفتح المجال أمام مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار، إذا أُحرز تقدم في القضايا العالقة.
وفي ظل التعثر المستمر، تستمر معاناة سكان غزة، حيث تعاني معظم المناطق من انقطاع الإمدادات الأساسية، فيما فشلت الخطط الغربية في منع تسرب المساعدات إلى السوق السوداء. وتصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في غزة بأنه “كارثي وغير مستدام”.
وتبقى الأيام القليلة المقبلة حاسمة في مسار المفاوضات، وسط أمل حذر في إمكانية تحقيق اختراق يُنهي نزيف الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي، وينقذ أرواح المدنيين العالقين بين مطرقة القصف وسندان الحصار.