نحو 8 أيام وهم مرابطون عند معبر رفح البري من الجهة المصرية، ولم يتوانَ سائقو الشاحنات لحظة واحدة عن قبول وجودهم في أحد أكثر الأماكن خطرًا في هذه الأثناء، ينتظرون شارة البدء لإدخال المساعدات الإنسانية لإنقاذ المصابين من الأطفال والنساء وغيرهم ممن تعرضوا للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة في غزة، خلال عمليات قصف مستمرة على مدار 15 يوما، بعدما أصبح الوضع في غزة مأساويًا نتيجة نفاد الطعام والمستلزمات الطبية.

828 كرتونة مواد غذائية مرّت بسلام من معبر رفح البري

وبعد طول الانتظار، نجح سائقو 20 شاحنة في المرور اليوم من معبر رفح البري المصري إلى الجهة الفلسطينية، ويروي محمد حسين عبداللطيف، سائق إحدى الشاحنات، لـ«الوطن» كواليس اللحظة التي طال انتظارها، والتي بدأت منذ الساعة الثانية صباح اليوم، حتى عبرت الشاحنات في الـ11 صباحًا، مُعبّرًا عن فرحته بالعبور قائلًا: «دخلنا بخير الحمد لله، المشكلة إنّ كان فيه ضرب عند المعبر بس العربيات دخلت الناحية التانية بسلام والطريق كان آمن، والناس كانت فرحانة وعمالة تهيّص وتصور ومبسوطين».

3 أيام عند المعبر ومثلها في العريش، مجموع الأيام التي قضاها «محمد» قادمًا من الجيزة بشاحنته التي تحمل نحو 828 كرتونة مواد غذائية وزنها 25 كيلوجراما تحتوي على أرز وزيت وسكر وغيرها، وبلغت حمولة الشاحنة نحو 20 طنًا لأشقائنا في قطاع غزة، لم يفكر السائق يومًا في العودة حتى تمر شاحنات المساعدات، رغم لحظات التعب والمشقة التي عاشوها على مدار أيام: «إحنا تعبنا بقالنا أيام قدام المعبر، ومفيش أكل ولا شرب، لكن كنا صابرين وعندنا أمل ندخل لأننا بنعمل خير».

حلمي السعيد محمد، ابن مدينة المنصورة، كانت من بين سائقي الشاحنات التي كُتب لها القدر أن تعبر للجهة الفلسطينية، يروي لـ«الوطن»، لحظات النصر والفرح التي ارتسمت على وجوه المرابطين أمام المعبر عقب مرور شاحنات المساعدات الإنسانية التي ظلت عالقة على مدار 8 أيام: «أول ما دخلنا كان فيه مسيرة حلوة ودخلنا جوا المعبر الفلسطيني لقينا ناس كويسة ومحترمين ونزلنا حاجتنا وقولنا لهم ربنا معاكم وإحنا وراكم، وربنا ينصركم وشعب مصر وراكم وبيدعيلكم».

«عم حلمي» كان مسؤولًا عن شاحنة من بين 6 شاحنات تحمل «التونة» إلى قطاع غزة، ولديه أملٌ في مرور باقي الشاحنات، خلال الأيام المقبلة، خاصة أنّ الشاحنات الـ20 بالكاد ستغطي احتياجات الشعب الفلسطيني: «الجماعة جوا في الجانب الفلسطيني سألتهم فيه أمل ندخل تاني؟ قالوا مش بإيدينا ونتمنى كل المساعدات توصلنا».

لحظات من القلق والتوتر عاشها السائقون قبل فتح المعبر من الجهة الأخرى، خاصة مع تعرض المعبر للقصف الإسرائيلي مرات عدة، قبل فتح المعبر: «قبل ما ندخل قالولنا أنتم في أمان ومتخافوش من حاجة، وأنا كنت خايف لكن لما الناس طمنتني توكلت على الله وعدينا».

سائقو الشاحنات كانو قلقين بشأن استهدافها 

«كنا في غاية الانبساط.. بقالنا 8 أيام واقفين هنا مستنيين اليوم ده»، هكذا وصف محمد العربي شعوره بكونه ضمن سائقي الشاحنات التي نجحت في المرور إلى الجانب الفلسطيني صباح اليوم تحمل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والبطاطين لقطاع غزة، إذ اجتاز «محمد» في الحادية عشر صباح اليوم معبر رفح، وخرج متجهًا إلى المعبر من الجهة المصرية في الثانية والنصف ظهرًا، بعدما قطع مسافة تقدر ببعض الكيلومترات، إذ استغرق الطريق بين المعبرين نحو 15 دقيقة.

لم يكن دويّ أصوات القصف المدفعي التي يتعرض لها الممر على مدار الأيام الماضية سببًا في تراجع «العربي» من أمام المعبر، ورغم من سوء الأوضاع فإنّه قرر الدخول بالشاحنة في ظل التوقعات باستهدافها: «امبارح كان فيه ضرب بالليل قبل ما ندخل المعبر، وكنا قلقانين لكن مصر أمّنت الطريق لحد ما دخلنا، والوضع سيئ جدًا جوا وقالولنا أنهم مستنيين الإغاثة، ومكناش مصدقين أننا هندخل، وكنا خايفين إنّ الشاحنات تكون مستهدفة لكن كان لازم ندخل عشان ده واجب علينا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معبر رفح معبر رفح البري فتح معبر رفح مرور الشاحنات اخبار فلسطين غزة اخبار غزة اخبار فلسطين رفح غزة معبر رفح على مدار صباح ا

إقرأ أيضاً:

خلال أيام.. إصدار رواية «مرايا في بلاط العميان» للدكتور محمد عثمان


تصدر خلال أيام، رواية «مرايا في بلاط العميان» للروائي الدكتور محمد عثمان رئيس حي غرب القاهرة، وهي الجزء الأول من ثلاثية يعكف عليها الروائي، الذي رغم نجاحاته في مهامه كرئيس لحي غرب القاهرة، إلا أن موهبته دفعته للكتابة الأدبية. 
الروائي الدكتور محمد عثمان يكتب برؤية تجمع بين الحس النقدي والوعي السياسي، ويستلهم في أعماله الأدبية تجاربه في العمل العام، وخبرته العميقة في فهم البنية المجتمعية والمؤسسية. 


الرواية، عن دار نشر مدبولي، تغوص بقارئها فى زمن المماليك، زمن تشابكت فيه السيوف والمصائر بين ثنايا أزقة القاهرة المسحورة ودهاليز القصور الملبدة بالمؤامرات، حيث تنبض رواية «مرايا فى بلاط العميان» من العصر المملوكي، بروح عصر لا ينسى، يظهر فيه المجاذيب قابعة في طيات التكايا كملاذ للهاربين من صليل سيوف المماليك والانكشارية الجاثم فوق أنين المظلومين، في خضم نسيج من البسطاء المدافعين عن الحق، إلى قطاع طرق تائبين، فصاروا دروعًا للفقراء ضد الجور، ومزيج من اليهود والقبط والدراويش.. في لوحة إنسانية لشعب فريد لا تقاس فيه الهوية بالعقيدة واصطف كل هؤلاء في مجابهة ملحميه لأمراء الدم والذهب وصاروا كأبناء الرقيم وأصبحوا كالمرايا في بلاط العميان. 
الجدير بالذكر أن الروائي دكتور محمد عثمان حاصل على ليسانس آداب وتربية، بالإضافة إلى بكالوريوس إعلام وماجستير في العلوم السياسية والاستراتيحية.

مقالات مشابهة

  • أغلقت معبرا تجاريا.. جنوب السودان تنشر مئات المقاتلين على الحدود السودانية
  • الغولة والبعبع في ثوب جديد
  • نداء وطني عاجل إلى الحكومتين الأردنية والسورية
  • منع مرور الشاحنات على طريق تكريت – كركوك لـ16 ساعة
  • تشييع جثماني الشهيد مجلي والفقيد عريج بصنعاء
  • خلال أيام.. إصدار رواية «مرايا في بلاط العميان» للدكتور محمد عثمان
  • محمد موسى : مخطط إسقاط الدولة لا يزال مستمرًا.. والوعي هو السلاح
  • بعد إعادة فتح طريق الضالع - صنعاء.. واشنطن تحذر من تحويل الحوثيين الممر الحيوي إلى "بوابة إذلال"
  • جنود إسرائيليون يروون شهادات صادمة من غزة
  • الحرب تلتهم الأرواح!