قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنّ الشعب الفلسطينى صاحب قضية عادلة وشرعية، وعلى المجتمع الدولى العمل لإنهاء معاناته، مشدداً على أهمية استمرار تقديم المساعدات الإنسانية باستدامة ودون توقف وتحرير الرهائن فوراً، وبذل الجهود لمنع انتشار واستشراء العنف فى المنطقة.

وأضاف «جوتيريش»، خلال كلمته فى قمة القاهرة للسلام، أنّه يجب إنهاء الصراع المستمر على مدار 65 عاماً، لافتاً إلى أنّ الأمور المروعة بحق الفلسطينيين تتطلب تطبيق القانون الدولى لحمايتهم، وفق اتفاقية جنيف.

وأكد أهمية أن تتوقف إسرائيل عن قصف المستشفيات والمدارس والملاجئ ومقار الأمم المتحدة، داعياً إلى وقف إطلاق النار الآن، وبذل المزيد من الجهد لوقف بحر الدم لتحقيق الأمن والسلام على أساس الدولتين: «حان الوقت لاتخاذ إجراءات لإنهاء الكابوس المرعب الذى يهدد الأطفال فى فلسطين».

وأوضح أنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى حل مشترك فى الأزمة بين فلسطين ودولة الاحتلال، لافتاً إلى أنه ذهب إلى معبر رفح، وهناك شاهد حالة من التناقض، قائلاً: «شاهدت أزمة إنسانية من ناحية، ومن ناحية أخرى شاهدت مئات الشاحنات المحملة بالمؤن الغذائية والمواد الطبية، لسنا فقط نعبر المعبر، ولكن على الطرف الآخر من المعبر أشخاص بلا مأوى أو غذاء أو دواء، وأمهات وأطفال تعانى وأمعاء خاوية جائعة بسبب صعوبة عبور المؤن الغذائية إلى قطاع غزة».

واختتم كلمته قائلاً: «أود أن أعرب عن خالص شكرى لمصر على هذا الدور الحاسم الذى تلعبه، وشعب غزة بحاجة منا إلى التزام ببذل المزيد والمزيد وتقديم كل المساعدات الإنسانية إلى القطاع ونعمل بلا كلل أو ملل مع كل الأطراف المعنية لحل هذه المشكلة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة السلام

إقرأ أيضاً:

نبتة ورد النيل.. لص المياه الذي يهدد البيئة والزراعة في مصر

القاهرة – على امتداد البصر، يطفو نبات ورد النيل، المعروف شعبيا في مصر بلقب "لص النيل"، بكثافة لافتة في إحدى القنوات المتفرعة عن ترعة بحر مويس، التي تعد أهم المجاري المائية الرئيسية في محافظة الشرقية بمصر.

يعكس مشهد هذا النبات الغازي، الذي ينمو ويتكاثر بسرعة أزمة بيئية مزمنة تعود جذورها إلى ما يقرب من قرنين من الزمان، حين جاء إلى مصر لأول مرة، كنبات زينة قبل أن يتحول إلى خطر بيئي محدق.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4التحديات المناخية تعزز فرص الزراعة العموديةlist 2 of 4الزراعة الذكية.. حينما تتحالف الطبيعة والتقنيةlist 3 of 4الحرارة والجفاف يقلصان الإنتاج الزراعي عالمياlist 4 of 4إنتاج السودان من الذهب يفوق 37 طنا في النصف الأولend of list

ويعد هذا النبات دخيلا في مصر إذ إن موطنه الأصلي أميركا الجنوبي، كما يوجد غالبا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم، خاصة في أحواض الأنهار والبحيرات والمستنقعات. ومنها انتشر إلى مناطق أخرى، بما في ذلك حوض نهر النيل ومصر.

وبات ورد النيل من أخطر التحديات التي تواجه الزراعة والموارد المائية في مصر، إذ تستهلك النبتة الواحدة نحو لتر من الماء يوميا، مما يؤدي في المحصلة إلى هدر ما يقارب 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وفق بعض التقديرات.

وتتزايد خطورة نبتة ورد النيل في ظل تفاقم أزمة الشح المائي، والتأثيرات المحتملة لسد النهضة الإثيوبي، ما يجعله تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلاد.

ويُعتبر بحر مويس، الذي تستوطنه نبتة ورد النيل، ترعة كبيرة تُعد فرعا من فروع الرياح التوفيقي، المتشعب من نهر النيل. تم إنشاؤه كجزء من جهود محمد علي باشا في القرن 19 لتطوير شبكة الري والصرف في مصر، بهدف تحسين الزراعة وزيادة إنتاجية الأراضي في الشرقية.

ينبع بحر مويس من فم القنطرة بالقليوبية ويمتد عبر محافظة الشرقية حتى يتحول إلى جدول صغير في منطقة أولاد صقر بالمحافظة، متفرعا إلى قنوات فرعية. ويُعد مصدرا رئيسيا لري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في عدة مراكز، إلى جانب مساهمته في توفير مياه الشرب ببعض المناطق.

ورد النيل أزمة ممتدة منذ نحو قرنين، يتميز بقدرته على التكاثر والعودة بعد القطع (الجزيرة)الكثرة والخطورة

يواجه الفلاحون في المنطقة صعوبة بالغة في التخلص من ورد النيل، بسبب قدرته السريعة على التكاثر، حتى بعد إزالته، إذ تعود الحياة إليه من جديد خلال أسبوعين فقط، بفعل بقاء بذوره في قاع الترع.

إعلان

وساهم غياب الفيضانات، وارتفاع التلوث وبطء حركة المياه في تفاقم انتشاره، حتى بات يغزو نصف مساحة الترعة في أقل من شهر، مهددا مياه الري في ظل أزمة الشح المائي.
يتسبب ورد النيل في خسائر مائية واقتصادية وبيئية كبيرة لمصر، إذ يستهلك نحو 3 مليارات متر مكعب سنويا من حصة مياه النيل المقدرة بنحو 55.5 مليار متر مكعب ويعيق حركة المياه في الترع، مما يعطل الري المستدام ويفاقم الأزمة المائية بفضل انتشاره السريع في بيئة المياه الراكدة، ويهدد التنوع البيولوجي.

ولا تقتصر أضرار ورد النيل على المياه، بل تمتد إلى الإضرار بالثروة السمكية نتيجة استهلاكه الأكسجين الذائب، فضلا عن تحوله إلى مأوى لقواقع البلهارسيا والثعابين، ما يهدد صحة السكان.

يشكل نبات ورد النيل خطرا كبيرا على التنوع البيولوجي (الجزيرة)

ويهدد انتشار نبات ورد النيل أرزاق أكثر من مليون مزارع ونحو 200 ألف صياد، إذ تكفي عقلة واحدة فقط لتغطية فدان كامل من المسطح المائي خلال شهر، ما يفاقم أزمة المياه ويؤثر سلبا على النشاطين الزراعي والسمكي في عدد كبير من المحافظات.

كما تتحمل الدولة أعباء مالية ضخمة لإزالته عبر التدخلات المستمرة سواء اليدوية منها أو البيولوجية أو الكيميائية، إضافة إلى الطرق الميكانيكية لضمان عدم تلوث البيئة ما يرهق موازنة وزارة الموارد المائية والري ويحد من كفاءة إدارة الموارد.

وبدلا من اعتبار ورد النيل مجرد "عدو بيئي"، تبنت وزارة الموارد المائية والري رؤية جديدة لتحويله إلى مورد اقتصادي، عبر إنشاء مدارس فنية لتكنولوجيا الري، والتوسع في إنتاج مشغولات يدوية من النبات.

كما تُجرى بعض الدراسات لتحويل هذا النبات -الذي يتميز بكثرته- إلى سماد طبيعي، بهدف التخلص منه أولا، وتحقيق عوائد اقتصادية ومواطن شغل ثانيا، مما يخفف العبء الملقى على خزانة الدولة.

كما أطلقت الوزارة مبادرة "تنمية مستدامة من قلب النيل" لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، من خلال تدريبها على استغلال النباتات المائية، في صناعة مشغولات يدوية بما يدعم المجتمع المدني وأهداف التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حملت إسرائيل مسئولية الأزمة الغذائية في غزة
  • الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
  • سبتمبر الحاسم.. دول أوروبية كبرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة
  • رئيس الوزراء: البرتغال تدرس الاعتراف بدولة فلسطين
  • غضب إسرائيلي من غوتيريش.. كيف تحول أمين عام الأمم المتحدة إلى خصم لتل أبيب؟
  • نبتة ورد النيل.. لص المياه الذي يهدد البيئة والزراعة في مصر
  • صنعاء تحذر الأمم المتحدة: التصعيد السعودي الوحشي يهدد جهود السلام ويمزق خارطة الطريق
  • اليمن يشارك في الجلسات الحوارية بمؤتمر الأمم المتحدة للنظم الغذائية
  • الأمم المتحدة تدعو "إسرائيل" لإنهاء العنف والتهجير بالضفة
  • رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل