دبلوماسي إيراني محافظ، من مواليد عام 1964، رشحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في رئاسيات 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ، ويعرف بقربه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي وحركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، ومن بينها حزب الله اللبناني.

واصل المفاوضات التي كانت بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة "4+1" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق النووي، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.

ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي خلصت يوم العاشر من أغسطس/آب 2023 إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.

وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقا، التي توجت بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في مارس/آذار 2023 من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.

المولد والنشأة

ولد حسين أمير عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران). نشأ وترعرع في أسرة متدينة شيعية بمحافظة سمنان؛ وتكفلت والدته وأخوه الأكبر بإدارة العائلة بعد وفاة أبيه عندما وهو في السادسة من عمره. تزوج عام 1994 وله ولد وبنت.

الدراسة والتكوين العلمي

بعد دراساته الابتدائية في مسقط رأسه وانتقاله إلى العاصمة طهران، التحق عبد اللهيان عام 1988 بكلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية، وحصل بعد 4 أعوام على شهادة الإجازة قبل أن يقرر عام 1993 مواصلة دراساته الأكاديمية في جامعة طهران في الفرع ذاته؛ حيث تخرج عام 1996 منها حاملا شهادة الماجستير، مما مهد له الطريق لمواصلة دراساته العليا في جامعة طهران ليناقش عام 2000 رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية حاصلا على درجة الامتياز.

الوظائف والمسؤوليات

ما إن تخرج من كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية حتى تم تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة بلاده لدى بغداد متقلدا منصب نائب السفير، واستمرت مهمته التي بدأت عام 1997 حتى 2001.

وبعد عودته إلى إيران، تولى منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية طوال 3 أعوام.

وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم تعيينه وكيلا للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.

وخلال العام الأخير من مهمته عُيّن عضوا في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).

وفي عام 2006 شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يترقى في العام ذاته إلى رئاسة اللجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.

كما شارك عضوا في المفاوضات المشتركة مع الجانبين العراقي والأميركي بخصوص الملف العراقي الساخن آنذاك.

حسين عبد اللهيان (يمين) يلتقي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في طهران منتصف عام 2023 (رويترز)

وبعد تعيينه سفيرا في البحرين عام 2007، غادر المنامة عام 2010 عائدا إلى طهران ليتولى من جديد منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط، وتمت ترقيته في العام التالي نائبا لوزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، ومكث في منصبه حتى عام 2016 حيث أقاله محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في حقبة الرئيس السابق حسن روحاني، ليعمل بعد ذلك مساعدا خاصا لرئاسة البرلمان الإيراني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيرا للخارجية في حقبة الرئيس إبراهيم رئيسي.

كما شغل منصب الأمين العام للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران.

مواقفه السياسية

المعروف عن عبد اللهيان علاقاته الوثيقة بالحرس الثوري وقادته، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي قضى في غارة أميركية على موكبه على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.

ويعد عبد اللهيان أيضا على ارتباط قوي مع حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، وذلك بسبب المناصب الدبلوماسية التي أوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، مما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة لإسرائيل وبينها حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله زعيم الحزب، حيث تفيد الصحافة الفارسية بأنه يحرص على الاجتماع به كل شهر.

وعقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل "محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة".

مؤلفاته

ألّف حسين أمير عبد اللهيان عددا كبيرا من الكتب والمقالات في السياسة والعلاقات الدولية، وكان آخرها كتاب "صبح شام" (صباح الشام) الذي أصدره عام 2020، ويروي فيه مذكراته الدبلوماسية عن الأزمة السورية واللقاءات التي أجراها مع أطراف إقليمية ودولية بشأن هذه الأزمة الإقليمية.

الكتب "الإستراتيجية الأميركية للاحتواء المزدوج" عام 1999. كتاب "الديمقراطية المتضاربة للولايات المتحدة الأميركية في العراق الجديد" عام 2007. كتاب "إخفاق المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير" عام 2012. كتاب "صباح الشام" 2020. المقالات "الإستراتيجية الأميركية للاحتواء المزدوج في مشروع داماتو"، ونشر عام 1997 في مجلة كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران. "الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن: دراسة السلوك الأميركي في العراق الجديد" ونشر في ربيع عام 2009 بفصلية السياسة الخارجية الصادرة عن معهد الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية. "تطورات الشرق الأوسط؛ البحرين أنموذجا"، ونشر صيف 2011 في فصلية الدراسات الإستراتيجية. "الأزمة السورية والأمن الإقليمي غير المستقر"، نشر صيف 2013 في فصلية الدراسات الإستراتيجية. "أسباب التطورات في سوريا وتداعياتها"، ونشر خريف عام 2016 في فصلية المؤتمر الدولي بجامعة العلامة الطباطبائي. وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (يسار) يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد مطلع عام 2023 (رويترز) المسؤوليات العلمية والبحثية مدير مسؤول فصلية الدراسات الفلسطينية. مستشار علمي وعضو هيئة التحرير في فصلية طهران لدراسات السياسة الخارجية. عضو مؤسس لمركز دراسات غرب آسيا. أستاذ محاضر في كلية "دراسات العالم" بجامعة طهران. أستاذ محاضر في كلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية. أستاذ مشرف على عدد من الرسائل والأطروحات الجامعية بجامعة "طهران" وجامعة "العلامة الطباطبائي" وكلية "العلاقات الدولية" وجامعة "الدفاع الوطني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حسین أمیر عبد اللهیان العلاقات الدولیة وزیر الخارجیة فی فصلیة حتى عام

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية العماني ينقل مقترحًا أمريكيًا جديدًا إلى طهران بشأن الاتفاق النووي

نقل وزير الخارجية العماني إلى طهران، يوم السبت، بنود مقترح أمريكي جديد بشأن الاتفاق النووي، في خطوة تمهّد لجولة سادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، بحسب ما أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني.

وقال “عراقجي” في منشور على منصة "إكس" إن بلاده "سترد على المقترح الأمريكي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني"، دون الكشف عن مضمون المقترح.

من جانبها، قالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف "أرسل مقترحًا مفصلًا ومقبولًا للنظام الإيراني"، معتبرة أن من "مصلحة طهران" القبول بالمبادرة، لكنها امتنعت عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

بيان للوكالة الذرية حول يورانيوم إيران.. والاحتلال يحرض ضدهاترامب: نسعى لاتفاق مع إيران دون قنابل..وطهران تحذر من الخط الأحمر النوويمسئول إسرائيلي: لا نمانع اتفاقا مع إيران يضمن وقف التخصيب النوويخذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيرانزلزال بقوة 5.7 درجة يضرب إيرانأخبار العالم | احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة في إسرائيل.. زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إيرانإيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيلترامب يلوّح بالخيار العنيف مع إيران: لا نتيجة سوى "ذكية أو عنيفة"زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب جنوب إيران

وأكدت ليفيت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متمسك بموقفه الرافض لامتلاك إيران أي قدرات نووية هجومية، قائلة: "لقد أوضح الرئيس ترامب أن إيران لا يمكنها أبدًا الحصول على قنبلة نووية".

وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران "ممكن في المستقبل غير البعيد"، مضيفًا أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ خطوات قد تعرقل سير المفاوضات.

وبدت تصريحاته مؤشرًا على قلق أمريكي متزايد من إمكانية إقدام إسرائيل على ضرب منشآت نووية إيرانية، في وقت تكثف فيه إدارة ترامب جهودها الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي.

تُعد مسألة تخصيب اليورانيوم إحدى أبرز العقبات في المفاوضات، إذ تصر واشنطن على تخلي طهران عن منشآتها الخاصة بالتخصيب، بينما ترفض إيران هذا الشرط، مشددة على أن برنامجها النووي سلمي بحت.

بيان للوكالة الذرية حول يورانيوم إيران.. والاحتلال يحرض ضدهاترامب: نسعى لاتفاق مع إيران دون قنابل..وطهران تحذر من الخط الأحمر النوويمسئول إسرائيلي: لا نمانع اتفاقا مع إيران يضمن وقف التخصيب النوويخذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيرانزلزال بقوة 5.7 درجة يضرب إيرانأخبار العالم | احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة في إسرائيل.. زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إيرانإيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيلترامب يلوّح بالخيار العنيف مع إيران: لا نتيجة سوى "ذكية أو عنيفة"زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب جنوب إيران

وتنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي، رغم تجاوزها، خلال السنوات الماضية، القيود التي فرضها الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وذلك بعد انسحاب إدارة ترامب منه في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات.

كان الاتفاق النووي لعام 2015 قد وُقع بين إيران وست قوى عالمية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا)، وهدف إلى كبح طموحات إيران النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. إلا أن ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018 ضمن سياسة "أقصى الضغوط"، ما دفع إيران تدريجيًا للتخلي عن التزاماتها بموجبه.

طباعة شارك عراقجي إيران أمريكا طهران الاتفاق النووي ترامب

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: زيارة وزير الخارجية الإيراني تطور مهم فى علاقات البلدين
  • وزير الخارجية الإيرانية يصل صباح الغد إلى بيروت
  • وزير خارجية إيران يشكر الحكومة المصرية على دعمها للمفاوضات النووية
  • الرئيس السيسي يستقبل وزير خارجية إيران.. وبيان رئاسي بالتفاصيل
  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أساس الصراع في المنطقة
  • وزير خارجية إيران يتوجه إلى القاهرة
  • وزير الخارجية يؤكد موقف مصر من رفض التهجير ودعم الدولة الفلسطينية
  • وزير الخارجية السعودي: لن نقبل بحل غير قيام الدولة الفلسطينية
  • وزير الخارجية العماني ينقل مقترحًا أمريكيًا جديدًا إلى طهران بشأن الاتفاق النووي
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية هولندا