DW عربية:
2025-05-22@08:37:35 GMT

صراع إسرائيل وحماس.. "محدودية" الدور الألماني!

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

شاركت وزيرة الخارجية الألمانية في قمة القاهرة للسلام

 في مدة زمنية لم تتجاوز ثلاث أيام أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك محادثات مكثفة في الأردن وإسرائيل ولبنان ومصر. وبعدها شاركت الثلاثاء (24 أكتوبر/ تشرين الأول) في جلسة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك مخصصة لبحث الصراع في الشرق الأوسط.

وتمحورت مباحثات بيربوك مع نظرائها والمسؤولين الذين التقت بهم، في كل المحطات التي تواجدت فيها، حول الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع والمساعدة في تخفيف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وفي نيويورك قالت رئيسة الدبلوماسية الألمانية إن هناك حاجة في الحرب بين إسرائيل وحماس إلى فتح "نوافذ إنسانية" مشيرة إلى أنه 
اتضح في الأيام الماضية "الأهمية الشديدة لإتاحة فترات راحة إنسانية لتوفير رعاية إنسانية". 

ورأت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن شحنات المساعدات التي تم تقديمها إلى غزة حتى الآن على متن بضع عشرات من الشاحنات، لم تكن كافية، وقالت إنه يجب بالدرجة الأولى ضمان الإمداد بمياه الشرب لسكان القطاع الذين يتجاوز عددهم 2 مليون نسمة.

"قمة القاهرة للسلام"

وكانت بيربوك وخلال مشاركتها في "قمة القاهرة للسلام" تحدثت عن ما يعانيه الكثيرون من الشرق الأوسط، مضيفة "في جميع أنحاء المنطقة، نرى حزنا وخوفا إنسانيا رهيبا".

وأشارت الوزيرة بأصابع الاتهامات إلى ما اعتبرته الحكومة الألمانية مصدرا لهذه المعاناة الكبيرة، قائلة: "حماس المسؤولة عن جلب الرعب المروع إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول حيث ارتكبت جرائم فظيعة".

وقالت بيربوك إن الأولوية على المدى القصير سوف تتمثل في تخفيف المعاناة الإنسانية  في قطاع غزة، مشيرة إلى أن بلادها قامت بزيادة مساعداتها الإنسانية للقطاع بنحو 50 مليون يورو (53.1 مليون دولار).

بيربوك وسعت دائرة اتصالاتها لتشمل فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إذ تحدثت معه عن أحدث مستجدات الوضع الإنساني  المتدهور في غزة.

وكانت الوكالة قد ذكرت أن أكثر من 400 ألف نازح داخليا يعيشون حاليا في ملاجئها، فيما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بمقتل أكثر من 5000 شخص خلال 16 يوما من الغارات على القطاع غزة.

وفي بيان، حذر لازاريني من أن الوقود المخصص لمنشآت الأونروا سينفد خلال أيام مما يعني أن الغزاويين الذين لجؤوا إلى ملاجئ الوكالة لن يجدوا الماء.

في قمة القاهرة قالت بيربوك: "في جميع أنحاء المنطقة، نرى حزنا وخوفا إنسانيا رهيبا".

دور ألمانيا؟

بدوره، قال بيتر لينتل، الباحث في معهد دراسات الشؤون الأمنية والدولية في برلين، إن ألمانيا يمكنها أن تلعب  دورا في الوساطة، لكنه أشار إلى هذا الدور سيكون "محدودا".

وأضاف أن ألمانيا يمكنها لعب "دورا يدعم مفاوضات إطلاق سراح الرهائن"، مشيرا إلى أنّ برلين لا يمكنها على الأرجح تقديم الكثير من الدعم بسبب "عدم وجود اتصال بين ألمانيا وحماس".

لكنه قال إن ألمانيا ربما ستكون قادرة على المساعدة في  تنظيم المساعدات الإنسانية  لقطاع غزة، مضيفا "سوف تقبل إسرائيل ذلك لأن الحكومة الأمريكية تطالب بتقديم المساعدات".

وسلط الباحث الضوء على إشكالية تتمثل في شكوك تساور بعض الحكومات العربية  بشأن ما تؤكد عليه برلين من أن دبلوماسيتها "موجهة بالقيم"، مضيفا إن هذا الأمر بات جليا في الحوادث التي أحاطت بتنظيم مونديال كأس العالم في قطر أواخر العام الماضي.

وقال لينتل إن الكثيرين في العديد من الدول العربية "يراقبون هذه السياسات بتحفظ. يُضاف إلى ذلك تأكيد العواصم الغربية، بما فيها برلين، على أن إدانة حماس والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس كشرطا قبل إجراء أي مفاوضات."

وقد لمست الوزيرة الألمانية هذا التحفظ خلال زيارتها الأردن حيث ذكرت تقارير أن تصريحاتها بأن إسرائيل  وقعت ضحية "لهجمات إرهابية مصدرها غزة" وتأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، قوبلت بحذر في عمان.

وقال لينتل إن الشكوك حول دوافع ألمانيا ملموسة على نطاق واسع في المنطقة، لكن في الوقت نفسه، "ثمة استعداد عملي للتعاون طالما كان ذلك ممكنا".

التضامن مع الفلسطينيين

يشار إلى أن  جولة بيربوك في المنطقة  تزامنت مع العديد من مسيرات التضامن في عدد من دول العالم إذ خرج الآلاف عقب صلاة الجمعة إلى شوارع القاهرة وعمان وبيروت وبغداد للتأكيد على دعم سكان غزة والتضامن مع الفلسطينيين.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول، شهدت الضفة الغربية المحتلة ارتفاعا في حدة العنف حيث قُتل أكثر من 90 فلسطينيا معظمهم على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، حسبما ذكرت لوزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات حقوقية.

وفي مقابلة مع DW، قال سيمون فولفغانغ فوكس، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية في القدس، إن قرارات العديد من الحكومات العربية تأثرت بالانطباع القائل بأن الدول الغربية تقف إلى جانب إسرائيل دون قيد أو شرط.

وأضاف أن السياسيين الذين يعملون بشكل وثيق مع  الدول الغربية  "يتعرضون في الوقت الراهن إلى ضغوط كبيرة".

من جانبه، قال لينتل إن هدف إسرائيل يتمثل في إنهاء حكم حركة حماس، التي أدرجها الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة وحكومات أخرى على قائمة الإرهاب، مشيرا إلى أن "أي وساطة ستتعارض مع هذا الهدف".

 

كرستين كنيب / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: أنالينا بيربوك المانيا الصراع في الشرق الأوسط دول الاتحاد الأوروبي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنالينا بيربوك المانيا الصراع في الشرق الأوسط دول الاتحاد الأوروبي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قمة القاهرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون

الميناء الرئيسي والأهم في إسرائيل، وأحد أكبر موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط، يضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي، إذ يشهد نشاطا تجاريا وصناعيا مطردا على طول السنة، كما يحتضن مرافق عسكرية ومنشآت نفطية عدة، مما يجعله ذا أهمية أمنية وإستراتيجية بالغة.

في 19 مايو/أيار 2025 أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن وضع الميناء ضمن بنك أهدافها، واعتزامها بدء العمل على فرض حظر بحري عليه، ردا على تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت جميع الشركات التي تستخدم الميناء إلى أخذ تحذيرها على محمل الجد.

الموقع

يقع ميناء حيفا على الساحل الشمالي الغربي لفلسطين المحتلة، عند الطرف الجنوبي لخليج حيفا المطل على البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من "قاعدة ستيلا ماريس"، وهي موقع عسكري إسرائيلي للرصد والمراقبة البحرية يطل على ميناء حيفا وخليجها.

يوجد الميناء في خليج طبيعي عميق ومحمي نسبيا بفضل السفوح الشمالية لجبل الكرمل، وتحيط به شبكات مواصلات برية (طرق سريعة وسكك حديد) تربطه بالمناطق الداخلية في إسرائيل، وذلك يجعل منه بوابة تجارية رئيسية تنفتح منها آسيا على أوروبا عبر المتوسط.

مرفأ السفن السياحية في ميناء حيفا (الجزيرة) المساحة

يمتد الميناء على مساحة واسعة تقدر بـ6.5 كيلومترات مربعة، ويغطي 3 كيلومترات على شاطئ مدينة حيفا، ويضم أرصفة ومحطات للحاويات، ومنشآت عسكرية وصناعية عدة، مما يجعله ذا أهمية إستراتيجية.

تاريخ الميناء

يعود تاريخ ميناء حيفا إلى منتصف القرن 18، حين كان مرفأ صغيرا في عهد الأمير "ظاهر العمر الزيداني" (1695-1775) الذي استخدمه لنقل البضائع إبان سلطته المحلية للمنطقة الممتدة بين حيفا وصيدا، تحت حكم الدولة العثمانية، مستفيدا من موقعه الطبيعي في خليج محمي على البحر الأبيض المتوسط.

إعلان

ومع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عشرينيات القرن العشرين، عملت السلطات البريطانية على توسيع الميناء، وربطه بشبكة السكك الحديد وبخط أنابيب النفط الممتد من مدينة كركوك في العراق إلى حيفا، الأمر الذي جعل منه مركزا لتصدير النفط نحو أوروبا.

وعقب إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، انتقلت إدارة الميناء إلى السلطات الإسرائيلية التي واصلت تطوير بنيته التحتية. وشهدت العقود التالية توسعة الأرصفة، وبناء مرافق مخصصة للبضائع والحاويات، إضافة إلى تحديث أنظمة المناولة والربط مع شبكة المواصلات الداخلية.

تحول الميناء في العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى منشأة صناعية وتجارية كبيرة، فأصبح أحد أكبر الموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط، ليضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي عبر استيراد البضائع وتصديرها وارتباطه المباشر بالأسواق العالمية.

مخازن الحبوب في ميناء حيفا (الجزيرة) خصخصة الميناء

في مطلع عام 2023 خصخصت الحكومة الإسرائيلية ميناء حيفا، وفوضته مقابل 1.15 مليار دولار إلى مجموعة تتألف من شركة موانئ "أداني" الهندية وشركة "سديه غادوت" الإسرائيلية، ويستحوذ الشريك الهندي على ثلثي أسهم الميناء، بينما تمتلك الشركة الإسرائيلية الثلث.

أهميته الإستراتيجية

يستمد الميناء أهميته الإستراتيجية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من عوامل عدة، نوجزها في ما يلي:

يقع في خليج حيفا عند الطرف الجنوبي، محاطا بجبل الكرمل، وذلك يوفر له حماية طبيعية من الرياح والأمواج، ومن ثم لا يعرف الميناء توقفات كبيرة قد يسببها تقلب الظروف الجوية. يشكل بوابة بحرية لإسرائيل نحو الأسواق الأوروبية، ومحطة مهمة في ممرات التجارة العالمية الجديدة، ضمن مبادرة "ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا" التي تهدف إلى ربط جنوب آسيا بأوروبا عبر الخليج وإسرائيل (مشروع أميركي منافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية). يتوفر على تجهيزات متقدمة تشمل أرصفة للحاويات ومنشآت تخزين، وخطوط سكك حديد تربطه مباشرة بالداخل الإسرائيلي، مما يجعله نقطة توزيع رئيسية للبضائع الواردة والصادرة. يحتضن منشآت أمنية وعسكرية يستغلها الاحتلال في عملياته العسكرية، وترسو فيه بوارج وغواصات حربية، الأمر الذي يجعله مضطلعا بدور محوري في "الأمن القومي الإسرائيلي". يضم مصانع وشركات كبيرة في مجالات متعددة، لا سيما في الصناعة البتروكيماوية، مما يجعل منه مرفقا حيويا للاقتصاد الإسرائيلي. يرتبط بشبكات أنابيب الغاز والنفط، وتستخدمه إسرائيل لتصدير المواد الكيماوية ومنتجات الطاقة، وذلك يجعله محورا في إستراتيجيتها لتسويق مواردها في شرق المتوسط. إعلان أبرز المنشآت التي يحتضنها الميناء مجموعة "بازان"

كانت تسمى سابقا "شركة مصافي النفط المحدودة"، وهي إحدى أبرز شركات تكرير النفط والبتروكيماويات في إسرائيل، وتدير أكبر مصفاة نفط في البلاد، بقدرة تكريرية تصل إلى نحو 9.8 ملايين طن من النفط الخام سنويا.

توفر الشركة تشكيلة واسعة من المنتجات التي تستخدم في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل، كما تقدم خدمات متكاملة تشمل تخزين مشتقات الوقود ونقلها.

مخازن المواد الخام للصناعة البتروكيماوية

يضم الميناء مواقع تعدّها إسرائيل "مخزنا إستراتيجيا وطنيا" للأمونيا والميثانول والإيثيلين، المواد الخام في إنتاج الأسمدة وأحد أسس الصناعة العسكرية، ويشكل مصنع "حيفا للكيماويات" ورصيف الشحن الكيميائي "هاكيشون" ومصانع الأسمدة التابعة لشركة "آي سي إل" أبرز هذه المواقع.

خزانات النفط والمصافي 

تقع في منطقة كريات حاييم المتاخمة للميناء، ويضم الموقع 41 خزانا، سعتها الإجمالية 937 ألف متر مكعب من النفط الخام، إضافة إلى 17 خزانا آخر بسعة 157 ألف متر مكعب توجد داخل الميناء الرئيسي، مخصصة لتخزين النفط الخام الثقيل والخفيف والديزل والكيروزين والغازولين.

مطار حيفا

مطار دولي أُسّس عام 1936، كان في البداية قاعدة عسكرية بريطانية، قبل أن يتحول تدريجيا إلى مطار تجاري صغير. يعد محطة نقل مهمة تخدم أساسا الرحلات المحلية، كما تربط حيفا بعدد محدود من الوجهات الدولية.

يقع المطار بالقرب من مرفأ كيشون داخل ميناء حيفا، ويحظى بأهمية أمنية خاصة، إذ يضم منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية لصدّ الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الميناء.

محطة كهرباء حيفا

إحدى أبرز محطات توليد الطاقة في شمال إسرائيل، تعمل بالوقود الأحفوري بقدرة إنتاجية تصل إلى 1022 ميغاواتا، مما يجعلها ركيزة أساسية في شبكة الكهرباء الوطنية، إذ تزود مدينة حيفا والمناطق المحيطة بها باحتياجاتها من الكهرباء، وخصوصا المجمعات الصناعية الكبرى.

قاعدة حيفا البحرية إعلان

تضم مركز قيادة البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، كما تضم أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية "المنشآت الإستراتيجية"، وتتمركز بها وحدة الحوسبة 3800 المكلفة بتتبع الاتصالات والنقل اللاسلكي والحوسبة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.

وتحتضن القاعدة سفنا عسكرية من طراز "ساعر 6" وغواصات "دولفين 2″، التي يرجح أنها تحمل رؤوسا نووية.

محطات شحن حاويات البضائع

تقع في الميناء 8 محطات شحن، تنقل أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنويا، من بينها: محطة داجون لنقل الحبوب، ومحطة كيشون لنقل البضائع العامة، ومحطة خاصة بنقل المواد البتروكيماوية، فضلا عن محطة متصلة بخط سككي لنقل البضائع، توجد بالجهة الشرقية من الميناء.

مقالات مشابهة

  • محافظة القاهرة: لا توجد أية خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • بيان لمحافظة القاهرة حول الهزة الأرضية التي شعر بها مواطنون
  • محافظة القاهرة: لا توجد أي خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
  • مصرع سوداني سقط من الدور الرابع بأحد عقارات الشروق
  • مصرع فتاة سقطت من الدور السادس في مدينة نصر
  • سيناتور أمريكي يهاجم قطر وحماس: جهود ترامب لصالح إسرائيل
  • وزير الدفاع الألماني: بوتين لا يظهر أي استعداد حقيقي للسلام في أوكرانيا
  • مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس