الأب أبو كسم: بأيّ حقّ يقرّر حكّام الدول الحروب فيقتلون الآمنين ويهجّرونهم؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أقام فريق " مستقلون من أجل لبنان"، لقاء تضامنيا مع غزة وفلسطين في فندق ميتروبوليتان هيلتون - سن الفيل حضره عدد من الوزراء والنواب ورجال الدين وممثلين عن مرجعيات روحية، وحشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية.
قدّم للمناسبة الدكتور رافي مادايان، وألقى مداخلة تضمنت "الدعوة إلى التضامن مع قضية شعب فلسطين ومع اهالي غزة الذين يتعرضون للمجازر الاسرائيلية، ومحاولات حكومة نتنياهو اقتلاعهم من أرضهم".
وندد بالقصف الصهيوني للكنائس المسيحية والمؤسسات الطبية والانسانية ومنازل المواطنين، وبخاصة تدمير المستشفى الاهلي المعمداني، والقتل الجماعي لشعب غزة، ولكل شعب فلسطين. كما وحض على مقاومة العدوان الاسرائيلي وكيانه الغاصب.
والقى النائب السابق لرئيس مجلس النواب أيلي الفرزلي، بيانا باسم اللقاء، رأى فيها ان "اسرائيل تتجه لارتكاب نكبة فلسطينية ثانية من خلال تنفيذ خطة الاحزمة النارية التي تعمل على تدمير الاحياء السكنية في شكل ممنهج بهدف تهجير أكبر عدد من الغزاويين في اتجاه مصر. وهذا الامر يعتبر عملية ترانسفير تنفذ في فلسطين، على غرار عملية الترانسفير التي تعرض لها الارمن في اقليم كره باخ أخيرا".
وأكد "أهمية التضامن خلقيا وسياسيا مع الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى "خطورة انتقال اسرائيل من سياسة الاعتداء على الارض إلى سياسة فرض تغييرات ديمغرافية وجيوسياسية في المنطقة، ما يؤثر في وجود الكيان اللبناني، ويترافق هذا الترانسفير الاسرائيلي مع النزوح الكبير للنازحين واللاجئين إلى لبنان في الفترة الاخيرة، ورفض البيان أن يصبح قتل الاطفال وتدمير الكنائس مشهدا يوميا معتادا. وكذلك التغول العنصري الاسرائيلي على المقدسات الدينية الاسلامية المسيحية في القدس".
ودعا إلى "وقف العدوان الاسرائيلي الهمجي ضد الفلسطينيين، علما ان ثمة حاجة متزايدة إلى الذهاب إلى حل سلمي عادل وشامل يعيد الحقوق الوطنية الفلسطينية في اقامة الدولة المستقلة ويستعيد كل الاراضي اللبنانية والعربية المحتلة".
والقى نائب رئيس مجلس النواب الحالي، الياس بو صعب، كلمة في المناسبة، شدد فيها على "التضامن مع الغزاويين ومع الشعب الفلسطيني وقضيته التي تعني اللبنانيين والعرب مسلمين ومسيحيين، وكل الديمقراطيين ومحبي السلام في العالم".
وندد بـ "الهمجية والعنصرية التي تمارسها دولة الكيان الاسرائيلي في حق اهالي غزة والاراضي الفلسطينية".
ورأى ان "الدول الغربية تتحمل مسؤولية اخلاقية وسياسية في عدم منع اسرائيل من الاستمرار في سياستها الاستيطانية والارهابية والعدوانية وحمّلها مسؤولبة إيجاد فرصة حقيقية لإنهاء الصراع من خلال الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني عبر اقامة دولته المستقلة ومن خلال تحرير الاراضي اللبنانية والعربية المحتلة من قبل اسرائيل".
وتحدث المحامي عيسى نحاس بأسم "لقاء مستقلون من أجل لبنان"، وأعلن أن "المعركة ضد الكيان الاسرائيلي تعني المسيحيين اللبنانيين في الدرجة الاولى قبل سواهم، وهي معركة وجودية يتحتم انخراط الجميع فيها ضد الاحتلال وسياساته التهجيرية والاجرامية التي تستهدف الكنائس والمستشفيات والاطفال في غزة وكل فلسطين".
وأكد ان "الاحتلال الاسرائيلي يشكل تهديدا مباشرا لجميع المسيحيين في المشرق لاستهدافه وجودهم الديني والاجتماعي والعقائدي والثقافي والاقتصادي".
وكرر مدير "المركز الكاثوليكي للاعلام" الأب عبده ابو كسم، الموقف الذي كان أطلقه الأحد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من روما.
وكان الراعي سأل: "بأيّ حقّ يقرّر حكّام الدول الحروب، فيهدمون المنازل والمؤسسات العامّة والخاصّة، ويقتلون المواطنين الآمنين ويهجّرونهم من بيوتهم وأرضهم، فيهيموا على الطرقات جائعين ومن دون مأوى ومذلولين على مداخل حدود الدول".
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
“الأورومتوسطي”: الكيان الصهيوني حوّل غالبية مناطق غزة إلى أراضٍ مدمّرة غير قابلة للحياة
الثورة نت /..
اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، اليوم الأربعاء، كيان العدو الصهيوني، بمواصلة ارتكاب جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، في إطار سياسة معلنة وممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه الأصليين.
وقال المرصد، في بيان، إن “إسرائيل” تستخدم من أجل ذلك أدوات متعددة، تشمل القصف واسع النطاق، والتجريف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، والطرد بالقوة العسكرية، وأوامر الإخلاء القسري.
وذكر أن العدو الصهيوني حوّل غالبية مناطق القطاع إلى أراضٍ مدمّرة وغير قابلة للحياة، ودفعت مئات آلاف السكان إلى التجمع قسرًا في بقعة صغيرة لا تتجاوز 15% من مساحة القطاع، تمهيدًا لتنفيذ تهجير جماعي خارج غزة، في امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين منذ نحو 21 شهرًا، بحسب وكالة “قدس برس”.
وكشف الأورومتوسطي أن قوات العدو الصهيوني أصدرت في الفترة ما بين 28 و30 يونيو المنصرم، ثلاثة أوامر تهجير عسكرية جديدة، شملت مناطق واسعة في شرقي وجنوبي مدينة غزة وشمالي القطاع، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين، دون وجود أي ملاذ آمن أو إمكانيات للعودة.
وأشار إلى أنه بهذه الأوامر، يرتفع عدد أوامر الإخلاء التي أصدرها الكيان الصهيوني منذ 18 مارس وهو التاريخ الذي تنصّلت فيه من اتفاق التهدئة المؤقتة، إلى 51 أمرًا، بعضها جديد وبعضها تجديد لأوامر سابقة، في ظل تصعيد عسكري متواصل.
وأوضح أن أكثر من 85% من أراضي القطاع أصبحت خاضعة لسيطرة عسكرية مباشرة أو مشمولة بأوامر نزوح قسري، ما يعني فعليًا محوًا منهجيًا للوجود الفلسطيني على الأرض، وسعيًا مكشوفًا لإحداث تغيير ديموغرافي دائم.
وأفاد المرصد بأن أوامر التهجير منذ مارس الماضي تسببت في نزوح ما لا يقل عن مليون فلسطيني، كثير منهم اضطروا للفرار إلى مناطق مدمّرة أو مفتوحة أو إلى الشوارع، وسط غياب الغذاء والمياه والخدمات، وتفشي الأمراض، في ظروف إنسانية شديدة القسوة.
ولفت إلى أن قوات العدو الصهيوني لا تكتفي بطرد السكان، بل تدمر بشكل ممنهج الأحياء التي تهجّرها، عبر القصف الجوي، والتفجير بالروبوتات المفخخة، والهدم والتجريف، في واحدة من أوسع حملات تدمير المدن والمناطق السكنية في العصر الحديث.
وأكد أن القصف الصهيوني يستهدف حتى المناطق التي أُجبر المدنيون على النزوح إليها، بما في ذلك الخيام والمدارس ومراكز الإيواء، ما أسفر يوم الثلاثاء 1 يوليو عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم امرأة وطفلان، جراء استهداف خيامهم في منطقة المواصي غرب خان يونس، رغم أنها من المناطق التي وجه العدو إليها النازحين سابقًا.
وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل “جيش” العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 57,012 مواطناً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 134,592 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.