قالت منظمة "أوكسفام"، اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023، إن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة ، وجددت دعوتها للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات، إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وجددت أوكسفام بناءً على تحليل بيانات الأمم المتحدة، أن 2% فقط من المواد الغذائية التي كانت تصل إلى قطاع غزة تم إدخالها منذ فرض الحصار الشامل في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، كما لم تدخل أي سلع غذائية تجارية رغم السماح بدخول كمية صغيرة من المساعدات الغذائية.

وأشارت إلى أنه رغم السماح لـ62 شاحنة محملة بالمساعدات بالدخول إلى جنوب غزة عبر معبر رفح نهاية الأسبوع، إلا أن 30 شاحنة فقط كانت تحتوي على مواد غذائية، وليس بالضرورة حصراً في جميع الحالات.

قبل العدوان، كانت 104 شاحنات تقوم يومياً بتوصيل المواد الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، بمعدل شاحنة واحدة كل 14 دقيقة، بينما نتحدث الآن عن دخول شاحنة واحدة فقط كل ثلاث ساعات و12 دقيقة منذ يوم السبت الماضي.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سالي أبي خليل: الوضع مروع للغاية! أين الإنسانية؟ إن الملايين من المدنيين في غزة يتعرضون للعقاب الجماعي على نظر ومسمع من العالم، لا يمكن وجود أي مبرر لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. ولا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا في الجلوس والمراقبة، فهم ملزمون بالتحرك، والتحرك الآن".

وأضافت: "مع كل يوم يتفاقم الوضع. ويعاني الأطفال من صدمة شديدة بسبب القصف المستمر، كما أن مياه شربهم ملوثة أو مقننة، وقريباً قد لا تتمكن الأسر من إطعام أطفالها أيضاً. فكم من المتوقع أن يتحمل سكان غزة؟".

وقالت منظمة أوكسفام، إنه أصبح من الواضح بشكل مؤلم أن الوضع الإنساني الذي يتكشف في غزة يطابق تماماً ما أدانه قرار مجلس الأمن التابع للأم المتحدة 2417 بالإجماع عام 2018 حول حظر استخدام التجويع كأداة حرب ضد المدنيين، معلنا أن أي منع لوصول المساعدات الإنسانية يعد انتهاكاً للقانون الدولي.

ليست الأغذية فقط، فقد نفدت المياه النظيفة، إذ تشير التقديرات إلى أنه لا يتوفر الآن سوى ثلاثة لترات من المياه النظيفة للشخص الواحد، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 15 لترا يوميا، ضرورية كحد أدنى للفرد في حالات الطوارئ الإنسانية ذات الحدة العالية.

وأشار متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )، إلى أن بعض المساعدات الغذائية المسموح بدخولها كالأرز والعدس لا فائدة منها لأن الناس لا يملكون المياه النظيفة أو الوقود لإعدادها.

وأوضحت أوكسفام أن الغارات الجوية أدت إلى تدمير أو تضرر العديد من المخابز ومحلات السوبر ماركت في القطاع. أما تلك التي لا تزال تعمل فلا يمكنها تلبية الطلب على الخبز الطازج وهي أيضا معرضة للإغلاق بسبب نقص الضروريات مثل الدقيق والوقود. كما أن مطحنة القمح الوحيدة العاملة في غزة أصبحت اليوم غير ذات فائدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

كما أدى انقطاع الكهرباء إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من خلال التأثير في القدرة على التبريد وري المحاصيل وتشغيل أجهزة حضانة المحاصيل. وقد فقد أكثر من 15 ألف مزارع إنتاج محاصيلهم، ولا يستطيع 10 آلاف من مربي الماشية الحصول على العلف الكافي، والعديد منهم فقدوا حيواناتهم.

وقالت منظمة أوكسفام، إن الحصار إلى جانب الضربات الجوية أدى إلى شل قطاع صيد الأسماك، إذ فقد مئات الأشخاص الذين يعتمدون على صيد الأسماك إمكانية الوصول إلى البحر.

وحثت أوكسفام، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التحرك الفوري لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة الوصول العادل وغير المقيد إلى المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بأكمله، إضافةَ إلى جميع الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.

ويحظر القانون الإنساني الدولي بشكل صارم استخدام التجويع كأداة حرب، وبصفتها القوة المحتلة في غزة، فإن إسرائيل ملزمة بحسب القانون الإنساني الدولي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقتل 23 في غزة معظمهم قرب موقع توزيع مساعدات

القاهرة - رويترز
 قالت السلطات الصحية في غزة إن النيران والغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 23 فلسطينيا في أنحاء القطاع معظمهم بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال مسعفون في مستشفيي العودة والأقصى بوسط غزة، حيث نُقل معظم القتلى، إن 15 على الأقل قُتلوا أثناء محاولتهم الاقتراب من موقع توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية بالقرب من محور نتساريم.

وأضافوا أن البقية لقوا حتفهم في هجمات منفصلة في أنحاء القطاع. ولم يصدر تعليق بعد سواء من الجيش الإسرائيلي أو من مؤسسة غزة الإنسانية على وقائع اليوم السبت.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطرود الغذائية في القطاع بنهاية شهر مايو أيار إذ تشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات تقول الأمم المتحدة إنه يفتقر للنزاهة والحياد.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان لها اليوم السبت إن 274 على الأقل سقطوا قتلى حتى الآن وأصيب أكثر من ألفين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمليات المؤسسة في غزة.

في وقت لاحق من اليوم السبت، أمر الجيش الإسرائيلي سكان خان يونس وبلدتي عبسان وبني سهيلا القريبتين في جنوب غزة بمغادرة منازلهم والتوجه غربا نحو ما يسمى بالمنطقة الإنسانية، قائلا إنه سيعمل "بقوة شديدة جدا لتدمير المنظمات الإرهابية في المنطقة".

واندلعت الحرب في غزة قبل 20 شهرا بعد هجوم مباغت بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين ما يقرب من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وسوت بالأرض معظم القطاع المكتظ بالسكان الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص. ونزح معظم السكان وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، تتمسك إسرائيل وحماس بمطالبهما الأساسية ويتبادلان اللوم في عدم التوصل إلى اتفاق.

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان: إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح في غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم الغذاء سلاحا في حربها على غزة
  • التجويع الإسرائيلي يجبر أهل غزة على العودة لمقايضة السلع
  • “اليونيسف”: ما يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المواد الغذائية
  • "اليونيسف": يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المواد الغذائية
  • 164 مليون ريال استثمارات 98 مشروعًا في الصناعات الغذائية بـ"مدائن"
  • حماس: العدو الاسرائيلي يواصل ذبح المدنيين على أبواب المساعدات
  • إسرائيل تقتل 23 في غزة معظمهم قرب موقع توزيع مساعدات
  • نقابة الصناعات الغذائية نعت العظم
  • تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات