أطلق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات حملة توعوية للمستخدمين من ذوي الهمم بلغة الإشارة، وذلك للتوعية بحقوقهم خلال مراحل الحصول على الخدمات، والتعريف بالخدمات المقدمة لهم من الجهاز، وذلك تنفيذًا لتوصيات لجنة حماية حقوق المستخدمين بالجهاز، وتأتي هذه الخطوة في إطار دور الجهاز في رفع مستوى الوعي للمستخدمين من ذوي الهمم، وترسيخًا لحقوقهم في الحصول على كافة خدمات الاتصالات المتاحة بالسوق المصري، وتأكيدًا لتوجه الجهاز بسرعة دمج ذوي الهمم في عملية التحول الرقمي وتمكينهم بما يضمن سهولة النفاذية إلى خدمات الاتصالات والإنترنت، باعتبارهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري.


هذا وتستمر فعاليات الحملة التوعوية التي أطلقها الجهاز حتى نهاية العام الجاري، بالتزامن مع اليوم العالمي لذوي الهمم والموافق الثالث من ديسمبر، حيث تتضمن الحملة شرح تفصيلي من خلال سلسلة فيديوهات بلغة الإشارة عن أهم الخدمات التي يمكن للمستخدمين من ذوي الهمم الاستفادة منها، ومن ضمنها خدمة تلقي وحل الشكاوى للمستخدمين من ذوي الهمم بلغة الإشارة، والتي يمكن من خلالها إجراء مكالمات فيديو باستخدام موقع الجهاز على الانترنت "https://tra.gov.eg" يتم من خلالها تلقي الشكوى بلغة الإشارة ومتابعتها والقيام على حلها، وخدمة أرقامي بالتطبيق التفاعلي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات My NTRA والتي يمكن من خلالها التعرف على أرقام الخطوط المسجلة باسم المستخدم بجانب عددها دون الحاجة للتوجه لأفرع الشركات، وخدمة منافذ بيع المشغلين والتي يمكن من خلالها التعرف على أماكن وعناوين منافذ البيع المعتمدة لشركات التليفون المحمول العاملة بالسوق المصري، وخدمة خريطة الجودة والتي يمكن من خلالها التعرف على ترتيب الشركات الأفضل في خدمات الصوت ونقل البيانات بالمناطق التي يحددها المستخدم بالخريطة التفاعلية، وخدمة الكود الموحد #155* والتي يمكن من خلالها الاستعلام عن أو إلغاء الخدمات الترفيهية، وخدمة المحافظ الالكترونية بتطبيق الجهاز My NTRA والتي يمكن من خلالها التعرف على المحافظ الالكترونية المسجلة باسم المستخدم لدى شركات المحمول الأربع العاملة بالسوق المصري ولدى البنوك، مع إمكانية القيام بإلغائها من خلال التطبيق، وخدمة اختبار سرعة الانترنت والتي تمكن المستخدم من اختبار وقياس سرعة خدمات الانترنت المتصلة بالهاتف المحمول سواء من خلال الــWiFi أو الانترنت المحمول. ذلك بالإضافة إلى فيديوهات توعوية بلغة الإشارة لتعريف المستخدمين من ذوي الهمم بحقوقهم خلال مراحل الحصول على الخدمات "الاشتراك والاستخدام والتحاسب". 


تأتي هذه الخطوة استكمالًا لسلسلة المبادرات التي كان الجهاز قد أطلقها لتمكين المستخدمين من ذوي الهمم، وضمان وصول خدمات الاتصالات لهم بشكل سهل وميسر، ومن ضمنها المبادرة الخاصة بإتاحة خط محمول للمستخدمين من ذوي الهمم بخصم ٥٠% على باقاته الشهرية متضمنة الخدمات الصوتية والانترنت وذلك من خلال شركات المحمول المرخص لها بالسوق المصري، كما كان الجهاز قد وجه شركات الاتصالات العاملة بالسوق بإعطاء الأولوية للمستخدمين من ذوي الهمم في إنهاء كافة تعاملاتهم بالأفرع دون الحاجة للانتظار، وتهيئة أفرع ومنافذ الشركات طبقًا للكود الهندسي المصري ليناسب احتياجات ذوي الهمم. 


وسيتم نشر سلسلة الفيديوهات التوعوية تباعًا وبشكل دوري على قناة الجهاز بموقع يوتيوب من خلال الرابط التالي: 
https://www.youtube.com/@ntraeg

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية

 

 

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

 

 

في التاريخ، ما من أمة نهضت إلا وكانت لغتها هي البوابة الأولى للوعي والتمكين. فاللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي عقل الأمة المتكلم، وروحها الناطقة، ومرآتها في العالم. وإذا كانت المعرفة قوة، فإن اللغة التي تُنتَج بها المعرفة هي جوهر السيادة.
من هنا، تأتي اللغة العربية ليس بوصفها مجرد لغة قومية أو دينية، بل باعتبارها أساسًا لبناء مشروع حضاري متكامل، يعيد للأمة العربية حضورها الفاعل في عصر التنافس الثقافي والتقني والمعرفي.
إن تمكين اللغة العربية في فضاءات العلم والتعليم والإنتاج والبحث ليس رفاهًا فكريًا، ولا حنينًا تراثيًا، بل هو ضرورة سيادية واستراتيجية. إذ لا يمكن لشعب أن ينهض على أسس مستعارة، ولا لأمة أن تنهض بلغة غيرها. فحين تكون اللغة الأجنبية هي لغة التعليم والبحث والعمل، فإننا نخلق فجوة بين الإنسان وهويته، ونصنع أجيالًا تفكر بلغة الغير، وتحلم بما لا يشبه بيئتها، وتنتج لمن لا يشبهها.
اللغة العربية اليوم تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون لغة العصر، فهي لغة ذات جذور فكرية وفلسفية عميقة، وقد أثبتت قدرتها عبر قرون على استيعاب العلوم والفلسفات، من الطب والفلك إلى الرياضيات والمنطق. وقد استطاعت أن تكون لغة العلم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، عندما كانت بغداد وقرطبة والقيروان مراكز إشعاع معرفي للعالم أجمع، وما كانت تلك النهضة لتحدث لولا أن كان هناك وعي بأهمية اللغة في إنتاج المعرفة لا مجرد نقلها.
اليوم، نحن في مفترق طرق، إما أن نعيد للعربية دورها المركزي في بناء الإنسان العربي، أو نستمر في التبعية المعرفية التي تحول دون امتلاك زمام المستقبل. إن الحديث عن تعريب التعليم، وتوطين المعرفة، ليس مجرد شعار، بل هو مشروع سيادي عميق يرتبط بالاستقلال الحقيقي، ويحرر العقل من الارتهان الثقافي. فالمعرفة حين تُستورد بلغة أخرى، تأتي محمّلة بثقافة الآخر، بقيمه، وبتصوراته عن الإنسان والعالم. وإذا لم نكن حذرين، فإننا لا نأخذ منها فقط أدوات العلم، بل نأخذ معها ملامح التبعية والتنازل عن الذات.
وتمكين اللغة العربية يتطلب منظومة متكاملة، تبدأ من الطفولة، حيث تُزرع في الطفل محبة لغته لا باعتبارها مادة دراسية؛ بل هوية وكرامة. وتمتد إلى الجامعات، حيث يجب أن تُقدَّم العلوم بالعربية مع دعم البحث والترجمة والتأليف. ولا بُد أن تكون بيئة العمل والمؤسسات الرسمية نموذجًا في اعتماد اللغة العربية، ليس من باب الالتزام الشكلي، بل باعتبارها لغة الكفاءة والاحتراف.
أما في المحافل الدولية، فالتحدث بالعربية، حتى لمن يُجيدون غيرها، هو موقف وطني، ورسالة رمزية تقول: "نحن نحترم أنفسنا كما نحترمكم، ونخاطبكم بلغتنا كما تخاطبوننا بلغاتكم." إن هذا الموقف لا يُقلل من القيمة، بل يرفع من مكانتنا، لأن الأمم القوية لا تتنازل عن لغاتها، بل تُصدّرها، وتربط بها منتجاتها، ومعرفتها، وصورتها في الوعي العالمي.
خلاصة القول.. إن اللغة ليست ترفًا ثقافيًا، بل خيار استراتيجي. والحديث عن التنمية لا يكتمل من دون الحديث عن اللغة. والهوية لا تُبنى بلغة مستعارة. وإذا أردنا أن نكون أمةً حرةً، واثقةً، قادرةً على المشاركة في تشكيل ملامح المستقبل، فعلينا أن نعيد الاعتبار للغتنا، لا بوصفها موروثًا، بل باعتبارها أداة للتمكين، ومفتاحًا للنهضة، وصوتًا نُعبّر به عن رؤيتنا في عالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه.
لنرفع قيمة اللغة العربية في مدارسنا، وجامعاتنا، ومؤسساتنا، ومؤتمراتنا، ونحملها معنا إلى كل مكان، لأنها ليست مجرد كلمات؛ بل راية سيادة، ودليل وعي، وطريق كرامة.

مقالات مشابهة

  • «احذر تجاوز الإشارة الحمراء» في عجمان
  • " لا للتدخين صحتك أمانة فى حملة توعوية بجامعة الأزهر بأسيوط
  • حملة ميدانية لتنظيم حركة السير في مدينة درعا
  • اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
  • الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يصدر تقرير جودة خدمات الاتصالات للربع الأول 2025
  • الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يصدر تقرير نتائج قياسات جودة خدمة شبكات المحمول للربع الأول لعام 2025
  • "القومي لتنظيم الاتصالات" يطلق حملة توعوية بمحافظة الإسكندرية
  • تكريم طارق البرواني بجائزة مرموقة خلال فعالية "منتدى العلوم الهندي"
  • 7 طرق تدعم من خلالها T4Trade الجيل الجديد من المتداولين ذوي الرؤى والأهداف
  • «طب بنها» تُنظم حملة توعوية بمناسبة اليوم العالمي لسرطان المبيض