طنجة تفتح ذراعيها للدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم ووزارة الثقافة ترفع تحدي 150 قاعة سينمائية بكافة جهات المملكة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
زنقة 20. طنجة
افتتحت مساء اليوم الجمعة بفضاء “برج دار البارود” بطنجة، فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 4 نونبر المقبل.
وشهد حفل افتتاح هذه الدورة حضور، على الخصوص، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، وعدد من المسؤولين من الحقل السياسي والثقافي، إلى جانب ثلة من مشاهير الفن السابع المعروفين في الساحة الفنية الوطنية، وسط أجواء احتفالية حماسية تفاعل معها جمهور طنجة من عشاق ومحبي السينما، الذين رحبوا بضيوف المهرجان تحت أضواء الكاميرات وعدسات المصورين.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد المهدي بنسعيد، أن السينما المغربية تشهد تميزا كبيرا على الصعيد الدولي بالنظر إلى أن عددا من الأعمال السينمائية أصبحت تتوج في مهرجانات ذات صيت عالمي، مبرزا أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في إطار التزام الوزارة بمواكبة هذا المسار التصاعدي، للتجاوب مع انتظارات الفنانين المغاربة.
وأضاف أن الوزارة تسعى لتفعيل مفهوم الصناعة الثقافية والسينمائية. وأشاد بالشركات والمستثمرين السينمائيين المنخرطين في هذا المشروع، مركزا على مسألة العقد النموذجي المرتبط بقانون الفنان، والذي من شأنه أن يساعد في تحسين وضعية الفنان المغربي.
كما سلط الوزير الضوء على مشروع 150 قاعة سينمائية، الذي لقي دينامية إيجابية لدى المستثمرين الذين “أبدوا عن رغبتهم في الاستثمار والانخراط فيه”، مع الإشارة إلى أن الشق الأول لهذا المشروع سينطلق في ال 15 من نونبر المقبل.
وأبرز أن الأفق هو خلق قاعات سينمائية في مختلف المدن المغربية الصغرى والمتوسطة في إطار تقريب السينما من المواطن، مشددا على ضرورة خفض ثمن تذكرة السينما، لتعزيز الولوج إلى القاعات السينمائية لدى فئة الشباب.
وتخلل افتتاح الدورة تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الرسمية الأربع، وهي مسابقة الفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم القصير، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة “فيلم المدارس”.
وإضافة إلى عرض أفلام المسابقات الأربع، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع عروض أفلام “بانوراما” الفيلم المغربي، الذي سيعرف عرض أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، إلى جانب تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع تهم السينما المغربية، وأنشطة موازية أخرى.
وجرى خلال هذا الحفل تكريم المخرج وكاتب السيناريو، عبد القادر لقطع (الدار البيضاء-1948)، خريج مدرسة الوطنية العليا للسينما ببولونيا سنة 1975، الذي أخرج العديد من الأعمال السينمائية والبرامج التلفزيونية، منها “الصمت والكلمة” (1980)، و”ربيع والفن التجريدي” (1984)، وفيلم “حب في الدار البيضاء” الذي خرج في القاعات السينمائية (1992)، و”بيضاوة” (1999)، وغيرها.
كما تم تكريم الصحفية وكاتبة السيناريو والممثلة فاطمة لوكيلي، التي سبق أن اشتغلت كصحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل ان تنتقل إلى إذاعة ميدي 1، ثم إلى القناة الثانية 2M، كما اشتغلت ككاتبة سيناريوهات وحوارات في مجموعة من الأفلام التلفزيونية، مثل “نساء ونساء”، و”عطش”، و”الإسلام يا سلام”، وغيرها.
وفي ختام الحفل، تم عرض فيلم افتتاح الدورة الـ 23 للمهرجان، وهو فيلم “شمس الربيع” (1969)، لمخرجه لطيف لحلو، وهو من تشخيص حميدو بنمسعود وفاطمة الشيخ وفاطمة الركراكي وعزيز موهوب ومحمد الكغاط. ويحكي الفيلم (86 دقيقة) عن قصة شاب من أصل بدوي يشتغل كوظف صغير بمدينة الدار البيضاء، لم يتمكن من الانسجام مع نمط حياة المدينة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر
في فعاليات إعلامية تعكس تطلعات الدولة الليبية نحو صياغة خطاب وطني جديد، انطلقت يوم الخميس فعاليات "منتدى طرابلس للاتصال الحكومي"، ضمن النسخة الخامسة من "أيام طرابلس الإعلامية". وحملت كلمة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، رسائل محورية ركزت على الاستقرار المؤسسي وإعادة رسم الصورة الذهنية لليبيا في الداخل والخارج.
وانطلقت الفعاليات بعرض بصري مبهر على شاشات متطورة تغطي القاعة من جميع الاتجاهات بشكل دائري مستخدمة تقنيات تصوير متطورة ، قدم فيديو يصاحبه استعراضاً فنياً يرصد تطور الإعلام من الحمام الزاجل إلى الذكاء الاصطناعي، ثم عرض لنماذج ليبية ناجحة في فقرة "أنا ليبي"، تحدثت خلالها د. نسرين أبو ليفة الفائزة بمسابقة "اقرأ"، وعُرض فيلم تسجيلي عن تاريخ ليبيا في مقاومة الاستعمار العثماني مروراً بالاحتلال الإيطالي ووصولاً إلى معركة البنيان للقضاء على تنظيم "داعش".
الرؤية الوطنية والتطويراستهل اللافي كلمته بالتأكيد على أن "أيام طرابلس الإعلامية" ليست مجرد احتفالية دورية، بل هي "إصرار جماعي على رؤية 'ليبيا بعيون متفائلة'". وأوضح الوزير أن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الكوادر الإعلامية والاتصالية اليوم هي تقديم الصورة الحقيقية للبلاد، مشيراً إلى أن تحديات المرحلة الماضية خلقت "صورة مشوشة" لدى البعض، حتى بين الإعلاميين أنفسهم، وهو ما يتطلب جهداً منظماً لتصحيح المسار وإبراز ملامح البناء والاستقرار.
ولم تغب الرؤية التطويرية عن كلمة اللافي، حيث أعلن عن خطوات عملية لدعم قطاع الإعلام الرقمي والسينمائي. وتحت شعار "بنيان أقوى واتصال أوثق"، شدد على أن الاتصال الحكومي الفعال هو الجسر الذي يربط بين تطلعات المواطن وبرامج الحكومة.
شراكات إقليمية وحوارات مباشرةوعلى هامش الملتقى، وقّعت ليبيا ومصر بروتوكول تعاون يجمع بين مركز الاتصال الحكومي الليبي والشركة المتحدة للإنتاج السينمائي المصرية، في خطوة لتعزيز التعاون الإنتاجي بين البلدين. كما شهد الملتقى مشاركة مسؤولين إعلاميين عرب بارزين، بينهم وزيرا إعلام الجزائر وسوريا، الذين شددوا على ضرورة وضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة لخدمة القضايا المصيرية للمنطقة.
وفي هذا السياق، شهد المنتدى فقرة تفاعلية استثنائية بعنوان "الرئيس يجيب"، شارك فيها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، حيث أجاب مباشرة على أسئلة المواطنين، في خطوة اعتبرها اللافي تجسيداً للشفافية وتكريساً لثقافة الاتصال المباشر. وأدار الحلقة الختامية من هذه الفقرة الإعلامي المصري محمود سعد، موجهاً أسئلة لرئيس الوزراء مطروحة من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي كلمة رئيسية، أوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام، أن الركائز الأساسية للبعد الإستراتيجي العربي ترتكز على ترسيخ مركزية القضية الفلسطينية والوضع القانوني للقدس المحتلة، ومحاربة الإرهاب بنشر ثقافة التسامح، والنهوض بـ "الإعلام التنموي" تماشياً مع الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وتشجيع الابتكار والتفاعل مع التحولات الرقمية العالمية.
معارض وورش عملوعلى الهامش، افتُتح "معرض ليبيا للإعلام" بمشاركة منصات وشركات تقنية محلية وعربية ودولية، عُرضت خلاله أحدث أدوات الإنتاج الرقمي وتقنيات صناعة المحتوى. وشارك في ورش العمل إعلاميون مصريون بارزون من بينهم مني الشاذلي، وسمير عمر، وباسم يوسف، ووريهام عياد.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية، رحب اللافي بالحضور العربي والتمثيل الوزاري رفيع المستوى، مؤكداً أن طرابلس استعادت دورها كحاضنة للحوار الإعلامي العربي والدولي. وأشار إلى أن التعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الحكومة لتطوير الخطاب الإعلامي الرسمي والارتقاء به ليكون شريكاً في عملية التنمية السياسية والاقتصادية.
واختتم اللافي كلمته بالتأكيد على أن "بناء المؤسسات الإعلامية القوية هو جزء لا يتجزأ من بناء الدولة"، داعياً الإعلاميين إلى تبني خطاب يجمع ولا يفرق، ويسلط الضوء على قصص النجاح الليبية لتعزيز ثقة المجتمع في مستقبله.
وفي حدث ثقافي بارز ضمن الفعاليات، سيُقام الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني الليبي بـ "قصر السرايا الحمراء" اليوم الجمعة، بعد عملية شاملة لتجميع واسترجاع مقتنيات تاريخية وقطع أثرية نادرة، وتجهيزه بأحدث التقنيات التفاعلية الموجودة في كبرى متاحف العالم، حفاظاً على الذاكرة الوطنية والموروث الثقافي والأثري الليبي.