في العمق : كيف يصنع عضو مجلس الشورى التغيير فـي مهمته القادمة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
بالرجوع إلى قانون مجلس عُمان الصادر بالمرسوم السُّلطاني (7/2021) فإنَّ القانون منح مجلس الشورى الصلاحيَّات التشريعيَّة والرقابيَّة، فعضو مجلس الشورى يمارس مهامَّ تشريعيَّة مشتركة مع مجلس الدَّولة في المواد (47، 48، 49، 50) وفق مبادئ ومرتكزات الدَّوْرة التشريعيَّة ومُحدِّداتها، وهو في ذات الوقت يمارس مهام رقابيَّة مشتركة مع مجلس الدَّولة وفق المادَّة (52) حيث تُحال مشروعات خطط التنمية والميزانيَّة العامَّة للدَّولة لمناقشتها وإبداء توصياته بشأنها؛ واختص القانون عضو مجلس الشورى بمهامَّ ومسؤوليَّات رقابيَّة أخرى لا تتوافر لمجلس الدَّولة في المادَّة (54) بشأن مشروعات الاتفاقيَّات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الَّتي تعتزم الحكومة إبرامها أو الانضمام إليها، والمادَّة (55) والَّتي توجب على وزراء الخدمات موافاة مجلس الشورى بتقرير سنوي عن مراحل تنفيذ المشاريع الخاصَّة بالوزارات الَّتي يرأسونها وللمجلس دعوة أيٍّ مِنْهم لتقديم بيان عن بعض الأمور الداخلة في اختصاصات الوزارة الَّتي يرأسها ومناقشته فيها.
على أنَّ قانون مجلس عُمان منح عضو مجلس الشورى في المادَّة (56) أجاز لمجلس الشورى ممارسة اختصاصاته في المتابعة باستعمال سبع أدوات رئيسة هي: البيان العاجل؛ وطلب الإحاطة، وإبداء الرغبة، والسؤال، وطلبات المناقشة، ومناقشة البيانات، والاستجواب، حيث فصل الفصل السادس من الحديث عن أدوات المتابعة المقررة لمجلس الشورى وحدَّد آليَّاتها وشروطها ووجَّه إلى اللائحة الداخليَّة لمجلس الشورى مسؤوليَّة تحديد الإجراءات والمواعيد الواجب مراعاتها من قِبَل رئيس وأعضاء المجلس في استعمال تلك الأدوات وذلك بما لا يتعارض مع أحكام قانون مجلس عُمان، حيث فصلت المواد (56، 57، 58، 59، 60، 61، 63، 64، 65، 66، 67، 68، 69، 70، 71، 72،73،74، 75، 76،) استحقاقات ممارسة هذه الأدوات والضوابط والإجراءات والاشتراطات الَّتي ينبغي توافرها لتفعيل هذه الأدوات وتحقيق ممارسة أصيلة ومنتِجة لها تنعكس على أداء عضو مجلس الشورى.
وعَلَيْه، فإنَّ ما تضمُّه هذه الاختصاصات من مساحة واسعة من الصلاحيَّات والممكنات والأدوات تضع عضو مجلس الشورى أمام مرحلة جديدة من العمل الجادِّ والمخلِص، في قدرته على إحداث التغيير وصناعة التحوُّل الشامل، والانطلاقة في تحقيق اختصاصات المجلس من ثوابت واضحة ومرتكزات أصيلة، وأُطر مقنَّنة، لذلك فإنَّ الرهان الأكبر في هذه معادلة القوَّة في أدوار عضو مجلس الشورى تتَّجه لصالح الكفاءة العلميَّة والمهنيَّة والأدائيَّة لعضو مجلس الشورى بما يمتلكه من مهارات وقدرات واستعدادات وإدراك للمتغيِّرات، وعُمق في التحليل، وقراءة وتشخيص للحالة الوطنيَّة بكُلِّ تجلِّياتها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والاستثماريَّة، وفي إدارة الحوار ومهارات التواصل وامتلاك أدوات البحث العلمي والتحليل الناقد وقراءة المؤشِّرات واستشراف المستقبل، وإعادة هندسة السلوك الشوروي الناتج عن مساحة الحوار المتاحة لعضويَّة مجلس الشورى في تناول القضايا والموضوعات الَّتي تطرح تحت قبَّة المجلس، ولذلك فإنَّ مفهوم إدارة التغيير الَّذي أشرنا إليه في عنوان مقالنا إنَّما يرتكز على مساحة الأمان المتاحة لعضو مجلس الشورى في تحقيق تحوُّل نَوْعي في أدائه الشوروي وممارساته للوظيفتين التشريعيَّة والرقابيَّة، بالشكل الَّذي يضْمَن فاعليَّة الدَّوْر وكفاءة الممارسة المتحقِّقة والمنتِجة من عضو مجلس الشورى.
وبالتَّالي فإنَّ هذه الاختصاصات تُجيب عن التكهنات الَّذي يُسقطها البعض حَوْلَ أدوار ومهام عضو مجلس الشورى، وهنا يُمكِن الإشارة إلى أنَّ قانون مجلس عُمان منح اختصاصات واسعة لمجلس الشورى وأعضائه، وهي اختصاصات باتَتْ ترتبط ارتباطًا كبيرًا بالنسيج الاجتماعي الوطني والتحوُّلات الاقتصاديَّة والتنمويَّة والشراكات الاستراتيجيَّة بتحقيق أولويَّات وأهداف رؤية عُمان 2040 ذات الصِّلة بالتشريع والرقابة. غير أنَّ مسألة تفعيل الصلاحيَّات الممنوحة لعضو مجلس الشورى ترتبط ـ في تقديرنا الشخصي ـ بموضوع التمكين؛ ذلك أنَّ التمكين مرحلة ممتدَّة تعكس مستوى التقدم الحاصل في طريقة استخدام الصلاحيَّات والأدوات ومستوى الوعي والكفاءة الَّتي تؤسِّس لمرحلة متقدِّمة عَبْرَ «التمكين» والتمكُّن من بناء الصورة النموذج في التعاطي مع المهام والاختصاصات والَّتي تأتي بعد تجريب عملي في المواقف، واختبار دقيق لمستوى القوَّة الفكريَّة والأدائيَّة والمهنيَّة الَّتي يحملها عضو مجلس الشورى المنتخب لأداء مُهمَّته التشريعيَّة والرقابيَّة، وقدرته على الاستجابة الفاعلة والإدراك التَّام لمتطلبات تحقيق أدوات المتابعة وتفعيل هذه الأدوات، لتأتي مسألة التمكين كنتاج أصيل يعكس نجاحه في الاختبار الأوَّلي وتعاطيه مع ملامح التغيير بروح عالية وإرادة صلبة وعزيمة ماضية واستحقاقات نجاح تعكس كفاءته المهنيَّة وإخلاصه وثبات مبادئه، وهي مرحلة ترتبط بالكفاءة العلميَّة والأدائيَّة والمهنيَّة وامتلاك الحكمة والتوازن في قراءة الأحداث، لذلك عِندما يصنع عضو مجلس الشورى من مُهمَّته القادمة محطَّة لتغيير وتصحيح الأفكار وإعادة إنتاج الممارسة، ويمتلك المُقوِّمات الفكريَّة والمهنيَّة والحواريَّة الَّتي تتيح له فرص إثبات جدارته وكفاءته في تمهين هذا الدَّوْر، فإنَّ مسألة التمكين ستكُونُ حاضرة في أروقة المجلس وقِببه وجلسات لجانه وجلساته العامَّة لا محالة.
عَلَيْه، فإنَّ ما يثيره البعض حَوْلَ أدوار عضو مجلس الشورى، إنَّما هو نتاج لهذه التباينات وتداخل المفاهيم بَيْنَ منح الصلاحيَّات ـ كاستحقاقات وجوبيَّة بفعل القانون لعضو مجلس الشورى يمارسها وفق الضوابط والاشتراطات والمعايير الَّتي أقرَّتها مواد القانون أو اللائحة الداخليَّة لمجلس الشورى، بما فيها من إجراءات ترتبط بسلوك عضو المجلس. وبَيْنَ مفهوم التمكين الَّذي تصنعه الممارسة على الأرض وتعكسه التجربة في المواقف داخل اجتماعات اللجان والجلسات العامَّة للمجلس، ويأتي كاستحقاق يضاف لعضو مجلس الشورى المتمكن من أداء مهامه بمستوى عالٍ من الاحترافيَّة والمهنيَّة والنزاهة؛ ذلك أنَّ تطبيق أدوات المتابعة الممنوحة لعضو مجلس الشورى كحقٍّ جوازي له، إنَّما يرتبط ارتباطًا كبيرًا بمستوى الكفاءة العلميَّة والمهنيَّة والخبراتيَّة الَّتي يمتلكها والتأثير الَّذي يحدثه والاحتواء الَّذي يُقدِّمه من خلال وجهات نظره والإثباتات والمبرِّرات، والرصانة العلميَّة الَّتي يتحدث بها من واقع الممارسة والَّتي تُتيح له فرص الاستخدام الأصيل لهذه الأدوات، ما يُعزِّز من حصوله على هذا الاستحقاق، لذلك نعتقد بأنَّ عضو مجلس الشورى يمتلك من الاختصاصات والمهام ـ في ظلِّ وظيفيتَي المجلس التشريعيَّة والرقابيَّة ـ ما يمنحه القوَّة في إعادة إنتاج مسار جديد للمرحلة يتناغم مع أبجديَّات رؤية عُمان 2040، ويوفِّر للدَّولة في ظلِّ ما يُقدِّمه من بدائل وخيارات وتحليلات، موجِّهات داعمة للقرار الوطني، الأمْرُ الَّذي يضع الحكومة أمام تقدير لهذه الأفكار والأطروحات المتوازنة الَّتي تراعي المتغيِّرات، وتقرأ الظروف وتضع المواطن والحكومة أمام مسؤوليَّة مشتركة في رسم صورة المستقبل، الأمْرُ الَّذي سينعكس على نتائج القوانين والملفات الَّتي يبحثها المجلس في لجانه وأدوار الانعقاد، كما يستطيع أن يوازنَ بَيْنَ هذه الأدوار وبَيْنَ ممارسة أدوات المتابعة المقررة لمجلس الشورى في المادَّة (58) بإحاطة الحكومة بأمْرٍ له أهمِّية عاجلة ولا يحتّم التأخير، ويبدي رغبات للحكومة في الأمور المتعلقة بالخدمات والمرافق العامَّة وسُبل تطويرها وتحسين أدائها، أو فيما يُواجِه القِطاع الاقتصادي من مُعوِّقات، وتعزيز التنمية بما يُحقِّق المصلحة العامَّة كما في المواد (59) و(63).
أخيرًا، يبقى هذا التوسُّع في الاختصاصات والمهام، والتعدديَّة في أدوات المتابعة، مساحة قوَّة لعضو مجلس الشورى لتجريب أفضل الممارسات الشوريَّة والأدوات البرلمانيَّة وإنتاج الخيارات والبدائل في تناول ملفات مستجدَّة وقضايا متنوِّعة يعبِّر عَنْها الرأي العامُّ ليقرأَها عضو مجلس الشورى في إطار محكّم ومنهج أصيل، ومسار علمي واضح، فإنَّ نجاح عضو المجلس في إثبات بصمة حضور له في ما يقدِّمه من حلول وبدائل، ويُبديه من أفكار وآراء منتِجة، ويقف عَلَيْه من برامج ومشاريع تنمويَّة، تصنع في ذاتها التغيير المأمول أن يتحققَ على أرض الواقع، الطريق لضمان ثقة الحكومة في أدا أعضاء المجلس، ودَوْر الأعضاء في مساعدة الحكومة في تبنِّي معالجة مقنعة ومقنَّنة وعمليَّة للملفات المطروحة تحت قبَّة المجلس، بحيث تأخذ بكُلِّ المتغيِّرات والظروف، وتراعي المشاعر والهواجس، وتقف على الفرص والتحدِّيات والتهديدات والمنغِّصات؛ لذلك نعتقد بأنَّ التحدِّي الأكبر في تقديرنا الشخصي ليس في الصلاحيَّات الممنوحة للمجلس فهي متعدِّدة؛ وليس كما يثار في تقييد عضو مجلس الشورى من أداء مُهمَّته من رئاسة ومكتب المجلس؛ بل في طريقة قراءته لهذه الصلاحيَّات، وكفاءة استخدامه لهذه الأدوات، والصورة الذهنيَّة الَّتي يعكسها في الغايات المراد تحقيقها من أدوات المتابعة، والهاجس الشخصي الَّذي يلاحقه حَوْلَ سبب اختياره لتمثيل ولايته، فيخيّل إليه بأنَّ المُجتمع ينتظر مِنْه موقفًا صارمًا قويًّا في مواجهة رؤساء الوحدات الحكوميَّة، بالنَّقد اللاذع والصراخ المستهجَن، ورفع الأصوات، والتصريحات الإعلاميَّة المهيِّجة للرأي العامِّ، أو أن يكُونَ في موقف الضعيف ـ رغم وجود أدوات القوَّة والمتابعة لدَيْه الَّتي لَمْ يستخدمها بكفاءة ـ ليستجليَ استلطاف المُجتمع معه، ويتحدَّث أو يلمِّح أو يصرِّح أو يغرِّد في المنصَّات الاجتماعيَّة بأنَّه مسلوب الاختصاصات، أو أنَّه لَمْ يُتَح له ممارسة دَوْره بكُلِّ أريحيَّة، أو أنَّه يواجه ضغوطًا من المؤسَّسات أو رئاسة مجلس الشورى ومكتبه؛ الأمْرُ الَّذي باتَ يشوِّه أصالة الممارسة الشورويَّة، ويتعارض مع كُلِّ المبادئ الَّتي أقرَّها مجلس عُمان واللائحة الداخليَّة لمجلس الشورى، والغايات الَّتي أنشئ من أجْلِها مجلس الشورى ومراحل التطوُّر الَّتي مرَّ بها.
د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: عضو مجلس الشورى ة لمجلس الشورى مجلس الشورى فی هذه الأدوات ة والمهنی الشورى ال الشورى م
إقرأ أيضاً:
"الشورى" يقر مشروع قانون "السجل العقاري".. وبيان عاجل حول "أثر إلزام المؤسسات بتعيين مواطن"
◄ جلسة اليوم تناقش مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني
مسقط- الرؤية
أقرَّ مجلس الشورى، الثلاثاء، مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التحكيم في المُنازعات المدنية والتجارية ومشروع قانون "السجل العقاري" والمحالين من الحكومة، حيث دارت مناقشات مستفيضة من قبل أصحاب السعادة الأعضاء خلصت إلى إقرارهما وإحالتهما إلى مجلس الدولة لاستكمال دورتهما التشريعية، وذلك ضمن أعمال الجلسة الاعتيادية العاشرة لدور الانعقاد العادي الثاني (2024-2025م) من الفترة العاشرة (2023-2027م)، برئاسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس، وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس.
وفي كلمته، قال سعادة الشيخ رئيس المجلس: "نمضي في طريق المساهمة برسم خُطط مشاريع التنمية وبرامج التطور القائمة عليها مؤسسات الدولة، بما ينعكس إيجابًا على تحقيق الاستقرار الأمثل والازدهار لكافة القطاعات التنموية، مضيفًا سعادته أنَّ مِنْ أَهمَ بنودِ جدولِ أعمالَ جلسة اليوم مناقشة وإقرار بعض من مشروعات القوانين المُحالة من الحكومة استكمالاً لما تم بناؤه وتعضيدًا لما أُنجِز بمسيرة التنمية الشاملة المستدامة في البلاد".
وخلال الجلسة ألقى سعادة محمد بن ناصر المحروقي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سناو، بيانًا عاجلا بشأن قرار وزارة العمل بإلزام المؤسسات التجارية التي مرَّ على تأسيسها أكثر من عام، بتعيين مواطن عماني واحد على الأقل، خلال فترة لا تتجاوز ثلاثين يوماً من تاريخ الإشعار.
وأشار سعادته عبر البيان بأن: "أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة فوجئوا برسائل نصية من وزارة العمل تُلزمهم بتعيين مواطن عماني واحد على الأقل خلال فترة لا تتجاوز ثلاثين يومًا، وقد أثار هذا القرار استياءً واسعًا في تلك المؤسسات، لما يمثله من عبءٍ جديد يُضاف إلى التحديات القائمة، ويهدد بقاء عدد كبير منها، ويُنذر بتحوّل أصحابها من رواد أعمال إلى باحثين عن عمل".
وذكر سعادته:" إننا أمام قرار قد يؤدي إلى ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل بوتيرة مُتسارعة، وينذر ببلوغ أرقام غير مسبوقة، منتقلة من خانة المائة ألف إلى خانة المائتي ألف وأكثر، ومعظم هذه المؤسسات أُنشئت في القرى والمناطق النائية، وتقدم خدمات أساسية للمجتمعات المحلية، مثل المغاسل، ومحلات الحلاقة، والخدمات الكهربائية، والمقاهي، وغالبًا ما تكون مملوكة للمواطن العُماني وتُدار بإمكانات محدودة جدًا، بالكاد تغطي الإيجارات والرسوم البلدية ورواتب العاملين، وإلزام هذه المؤسسات بتوظيف عُماني بالحد الأدنى للأجور البالغ 325 ريالًا، في ظل غياب الحاجة التشغيلية الفعلية، يشكل عبئًا ماليًا يصعب تحمله".
وأكد سعادته بأن التعمين هدف وطني نبيل نسعى جميعًا لتحقيقه، لكنّه لا يتحقق بقرارات منفردة أو آنية، بل بخطة وطنية شاملة، تتكامل فيها الأدوار بين الجهات المختصة، وتُبنى على دراسات دقيقة، كالتي قدّمها مجلس الشورى عبر لجانه المختصة، والتي شملت مقترحات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لمُعالجة ملف الباحثين عن عمل.
وطالب سعادة العضو من خلال البيان العاجل باستثناء المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة من تطبيق هذا القرار في الوقت الراهن، ودعم المؤسسات المتوسطة ماليًا ومعرفيًا بما يمكنها من استيعاب الكوادر الوطنية تدريجيًا، وفق برامج زمنية واضحة وقابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين وزارة العمل وبقية الجهات الحكومية واتحاد عمال السلطنة قبل إصدار أي قرارات تؤثر على سوق العمل، وتفادي الاكتفاء بإشعارات نصية مفاجئة في أيام عُمانية جميلة.
كما ألقى سعادة محمد بن خميس الحسيني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل، بيانا عاجلا بشأن تعثر مشاريع الأمن الغذائي، حيث أشار إلى بعض المستحقات المالية لعدد من الشركات التابعة لجهاز الاستثمار، والتي برغم الدعم المقدم لها إلا أنَّ أغلبها سجلت إخفاقات حقيقية نتيجة التعقيدات البيروقراطية القاتلة، ودراسات الجدوى غير الدقيقة إلى جانب ضعف في الإدارة والتخطيط، وغياب الحوكمة والرقابة الفعّالة.
وأكد سعادته أن "هذه الشركات وغيرها تحولت من أدوات لدعم الأمن الغذائي إلى عبء ثقيل على الموازنة العامة للدولة، في وقت نحن أحوج فيه لكل ريال لدعم برامجنا الاقتصادية والاجتماعية، ومما يزيد الأمر سوءًا، كما أن التلكؤ الملحوظ في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن مصير هذه الشركات، رغم وجود مستثمرين أبدوا رغبة في الشراء الكلي أو الجزئي، دون استجابة حاسمة من الجهات المعنية قد يعقّد الأمور ويصعبها".
وطالب البيان بإجراء مراجعة شاملة وشفافة لجميع المشاريع الغذائية الحكومية من حيث الأداء المالي والفني، واتخاذ قرار حاسم تجاه الشركات المتعثرة: إما بتفعيلها من خلال شركاء استراتيجيين ذوي خبرة، أو بيعها لمستثمرين، أو حلّها إذا ثبت فشلها بشكل نهائي.
وناقش أعضاء المجلس خلال جلستهم العاشرة مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التحكيم في المنازعات المدنية والتجارية المحال من الحكومة إلى المجلس، حيث أوضح سعادة الدكتور أحمد بن علي السعدي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بأن اللجنة في إطار دراستها لمشروع القانون عقدت عددا من الاجتماعات استضافت خلالها مختصين بوزارة العدل والشؤون القانونية.
وأوضح سعادته بأن مشروع التعديل يأتي في إطار تعزيز فاعلية إجراءات التحكيم بما يحقق السرعة والعدالة، إضافة إلى دعم جهود السلطنة في تبني أفضل الممارسات الدولية في مجال تسوية المنازعات.
وفي إطار مناقشة المشروع، جرت مناقشات مستفيضة من قبل أصحاب السعادة أعضاء المجلس بشأن مبررات تعديل تلك المواد، بعدها تم التوافق وإقرار مشروع القانون مع تعديلات المجلس المقترحة ثم إحالته إلى مجلس الدولة.
كما ناقش المجلس مشروع قانون السجل العقاري المحال من الحكومة، حيث تلا سعادة الدكتور أحمد بن علي السعدي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية، ومقررها في الجلسة، تقرير اللجنة بشأن المشروع، والذي يضم 40 مادة موزعة على خمسة فصول تشريعية.
وقدم أصحاب السعادة خلال الجلسة مداخلاتهم ومرئياتهم بشأن تقرير اللجنة وما تضمنه من ملاحظات وتعديلات على مشروع القانون، في المقابل قام سعادة الدكتور أحمد بن علي السعدي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس بالرد على استفساراتهم وملاحظاتهم، بعدها تم إقرار المشروع والتوافق على احالته لمجلس الدولة لإتمام دورته التشريعية كما حددتها المادة (49) من قانون مجلس عمان.
وأقرت الجلسة رؤية لجنة الخدمات والمرافق العامة بشأن مشروع اتفاقية النقل الجوي بين سلطنة عُمان والجمهورية القرغيزية المحالة من الحكومة إلى المجلس.
وشهدت الجلسة الإحاطة بعدد من مشروعات القوانين المحالة إلى المجلس من مجلس الوزراء أبرزها مشروع قانون البيانات والمعلومات الجغرافية المكانية الوطنية، ومشروع قانون التنظيم الصناعي الموحد لدول مجلس التعاون، بالإضافة إلى مشروع قانون الهيئات الرياضية. كما سيتم إحاطة أصحاب السعادة أعضاء المجلس بمشروع اتفاقية الخدمات الجوية بين حكومة سلطنة عمان وحكومة مملكة هولندا ( نيذرلاند) فيما يتعلق بكوراساو.
ويعقد المجلس اليوم الأربعاء جلسته الاعتيادية الحادية عشرة والتي سيتم خلالها مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني المحال من الحكومة.