حرب إسرائيل وحماس.. سيناريوهات المرحلة الجديدة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تناول تحليل نشرته مجلة "فورن بوليسي" الأميركية السيناريوهات المتوقعة لما بعد مرحلة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حيث تدخل الحرب بين إسرائيل وحماس "مرحلة جديدة".
يتوقع كاتب التحليل دانيال بايمان، الزميل البارز في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن تواجه إسرائيل تحديات ومعضلات جديدة في مساعيها الرامية للرد على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر وتسبب بمقتل نحو 1400 شخص، معظمهم مدنيون.
التحدي الأول، وفقا للكاتب هو طبيعة القتال في غزة المكتظة بالسكان والمباني والشوارع الضيقة، وهو ما سيؤدي لفقدان الجيش الإسرائيلي العديد من المزايا التي يتمتع بها كسرعة الحركة والاتصالات والمراقبة، وقوة النيران بعيدة المدى.
بدلا من ذلك، سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى نشر قواته وبالتالي تصبح عرضة لهجمات مجموعات صغيرة من مسلحي حماس.
كما توفر الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي فرصا لمجموعات صغيرة من مسلحي حماس للتخفي وإقامة مواقع للقناصة وزرع الأفخاخ المتفجرة.
ويشير التحليل إلى أن حماس ربما تكون قد توقعت ردا إسرائيليا صارما على هجوم السابع من أكتوبر وبالتالي فهي على الأغلب استعدت جيدا لمواجهة أي توغل بري.
على سبيل المثال، يقول الكاتب إن حماس خزّنت أعتدتها وأسلحتها في منشآت مدنية مثل المدارس، وبنت شبكة أنفاق واسعة، يُعتقد أنها أكبر من مترو أنفاق لندن، حيث يمكنها استخدامها لإخفاء الإمدادات والقادة، وكذلك لضمان التواصل أثناء الصراع.
يصف الكاتب القتال في الأنفاق بأنه بمثابة "كابوس" على القوات الإسرائيلية، لأن مسلحي حماس يمكنهم استخدامها لمهاجمة القوات المتقدمة من الخلف أو نصب كمين لهم أو حتى أسر المزيد من الرهائن.
التحدي الآخر يتمثل في سعي إسرائيل لتدمير حماس، وهو ما يعني عمليا قتل قادتها.
ومع ذلك، يقول الكاتب إنه ثبت أن من الصعب العثور عليهم، لأنهم ببساطة قادرون على الاختباء في الأنفاق والاندماج مع السكان المدنيين، وحتى لو اختار بعضهم القتال فإن الحركة ستعمل على تجنب فقدان كوادرها القيادية.
ويشير الكاتب أيضا إلى أن العديد من كبار القادة السياسيين في حماس لا يعيشون في غزة على الإطلاق، بل يقضون أيامهم في أماكن أكثر أمانا في دول مثل قطر وتركيا ولبنان.
أمر آخر يجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ويتمثل بوجود أكثر من 200 رهينة لدى حماس، ومن بينهم العديد من الرعايا الأجانب، وفقا للكاتب.
ويضيف أن هذا سيؤدي إلى تعقيد القتال: فالمبنى الذي يختبئ فيه قادة حماس قد يكون فيه رهائن، وكذلك الأنفاق التي تستخدمها الحركة لإيصال الإمدادات، وأي استهداف إسرائيلي محتمل سيؤدي لمقتل رهائن.
كذلك يتعين على إسرائيل أيضا أن تأخذ في الاعتبار التكلفة المدنية في غزة، لأن العمليات البرية تكون في العادة أكثر دموية على المدنيين، وفقا للكاتب، الذي أشار إلى أن إسرائيل اضطرت في أوقات سابقة لوقف عملياتها نتيجة الغضب الدولي إزاء الخسائر في صفوف المدنيين.
بالتالي يرى الكاتب أن خطر سقوط المزيد من الضحايا الإسرائيليين (رهائن وجنود) والمخاوف الأخرى ربما يدفع البعض في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء نفسه، إلى التصرف بحذر.
ويتابع الكاتب "بالتالي قد تتضمن النتيجة النهائية بعض العمليات البرية، ولكن من المرجح أن تكون بنهج أكثر حذرا وليس غزوا شاملا وتواجدا طويل الأمد في غزة".
وتقصف إسرائيل قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس، منذ أن شنت الحركة هجوما عليها في السابع من أكتوبر استهدف مواقع للجيش ومناطق مدنية. وتقول إسرائيل إن هذا أدى إلى مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين.
واحتجزت حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة أكثر من 200 رهينة ونقلتهم إلى غزة خلال هجومها. وأفرجت حتى الآن عن أربعة منهم.
ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران المدفعية دمرت مساحات كبيرة من غزة وقتلت أكثر من 7600 شخص في الأسابيع الثلاثة الماضية، من بينهم حوالي 3000 طفل.
وقالت إسرائيل، السبت، إنها كثفت عملياتها البرية داخل غزة خلال الليل، مع قطع الإنترنت والكهرباء في القطاع، وإن القوات لا تزال في الميدان دون الخوض في تفاصيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
ليبراسيون تستبعد أن تقوض عصابة تدعمها إسرائيل سلطة حماس بغزة
اهتمت صحف عالمية بآخر تطورات الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على قطاع غزة، وما أفرزته من واقع إنساني كارثي على الغزيين، وسط عجز دولي عن ردع تل أبيب منذ 20 شهرا.
وذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن إسرائيل لم تتردد في التحالف مع عصابة إجرامية بهدف إضعاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: وثائق تبرز كيف اختطف نظام الأسد آلاف الأطفالlist 2 of 2نيويورك-باريس في أقل من 4 ساعات.. هل يتحقق الحلم في 2029؟end of listوأشارت الصحيفة إلى أن ما أثير في السابق بشأن حماية توفرها إسرائيل لعصابة تسطو على قوافل المساعدات بات اليوم مؤكدا، إذ لم ينكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية) دعمها.
لكن مراقبين -وفق الصحيفة- يستبعدون أن تشكل هذه العصابة تهديدا حقيقيا لسلطة حماس على القطاع، بالنظر إلى قوامها ونطاق انتشارها في غزة.
وكان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان قال لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى مليشيات إجرامية في غزة"، مؤكدا أن هذه الخطوة تمت "بأوامر من نتنياهو".
ولاحقا، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أن إسرائيل نقلت سلاحا لمليشيا ياسر أبو شباب، بينها أسلحة خفيفة صودرت من حركة حماس.
أما صحيفة غارديان فاهتمت بقصة أم فلسطينية قتلت برصاص جنود إسرائيليين بعد العديد من المحاولات اليائسة لتأمين قليل من الطعام لأبنائها من أحد مراكز توزيع المساعدات في غزة.
إعلانوخلصت الصحيفة إلى أن المشي لساعات والانتظار طويلا والدخول في حالة من الفوضى "مخاطرة لا طائل منها في غزة"، مشيرة إلى أن كثيرين يعودون أدراجهم دون الحصول على المساعدات التي عرضوا حياتهم للخطر من أجل الوصول إليها.
بدورها، استذكرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا نشرته قبل عام تناول تحديات واجهتها بعض العائلات في غزة لحماية الأطفال من سوء التغذية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الوضع الآن أصبح أكثر تعقيدا بعد حصار دام أشهرا، ثم تغيير جذري في آلية توزيع المساعدات، مؤكدة أن الآباء والأمهات في غزة باتوا يأملون الآن تأمين بقاء أطفالهم على قيد الحياة فقط.
وخلص مقال في صحيفة هآرتس إلى أنه لا يمكن تجاهل الصلة المباشرة بين منطق الاحتلال والتطرف السياسي وتراجع سيادة القانون ومعها مكانة إسرائيل الدولية.
وشرح المقال كيف تحول احتلال الأراضي الفلسطينية خلال أقل من عامين من قضية هامشية في الداخل الإسرائيلي إلى قضية تقوض أسس الديمقراطية وتفكك المجتمع الإسرائيلي.
من جانبها، تناولت صحيفة إندبندنت ما سمّته إحباطا متزايدا يستشعره معظم فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة من المجتمع الدولي، بسبب ما يعتبرونه تجاهلا للواقع المفروض عليهم.
واستعرضت الصحيفة البريطانية قصص العديد من العائلات التي تعرضت للتهجير إما عبر هدم منازلها أو ترهيبها لإجبارها على الرحيل.
ولفتت إلى أن من فلسطينيي الضفة الغربية من اضطر إلى إعادة بناء منزله عدة مرات بعد عمليات هدم متكررة.