دبا الحصن.. نهضة شاملة حوّلتها إلى مدينة فاضلة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
دبا الحصن: محمد الوسيلة
أجمع أهالي وسكان مدينة دبا الحصن، على أن الفكر العميق لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإلمام سموه، المعرفي والعملي، بمقتضيات التنمية الشاملة في الإمارة، نجح في تحقيق الطفرة المنشودة، وأحال جميع المناطق البعيدة في الإمارة من بلدات صغيرة إلى مدن كبيرة تعايش نعيم التطور والمدنية، ويرفل أهلها في السعادة، وهو ما حدث في دبا الحصن، حيث أنشأ سموه حزمة من المشروعات حققت النهضة العمرانية لمنطقة أراد لها أن تكون قطاعاً حضرياً يحوز الجودة، وباتت وجهة مهمة للزوار والسياح.
بانتمائه الصادق لأهله، تفتقت عبقرية صاحب السمو حاكم الشارقة، عن رسم وإعداد مسيرة تنمية مدينة دبا الحصن، فحققت مشاريعه العملاقة النهضة العمرانية المطلوبة، وخطت المدينة لنفسها ملمحاً حضارياً نقلها إلى مصاف المدن التي باتت وجهة مهمة للزوار والسياح، بخدماتها ومرافقها الجميلة، ومناخها البديع، وطبيعتها الساحرة التي يحتضنها البحر.
وأكد عدد من سكان دبا الحصن ل«الخليج»، أن صاحب السمو حاكم الشارقة، قائد فذ يتمتع بكاريزما قيادية، ورؤية عميقة لتطوير موارد إمارته، وعلى رأسها الكادر البشري، من خلال إنشاء مدارس التعليم العام والجامعي، بشكل عام، ومدينة دبا الحصن، على وجه الخصوص، الأمر الذي ساهم في تخريج كوادر متميزة ساهمت في تعزيز مسيرة الشارقة التنموية.
كما حرص سموه على تطوير المدينة بإنشاء حزمة من المشروعات التي نقلت المنطقة حرفياً إلى المدينة الفاضلة، كما أطلق عليها سموه، وحققت مشاريعه العملاقة نهضة عمرانية غير مسبوقة، عززت مع المناخ البديع لدبا الحصن وطبيعتها الساحرة التي يحتضنها البحر، أن تكون المدينة وجهة سياحية متميزة ومتفردة.
الصورةمشاريع نوعية
تمكّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بمعرفته العميقة بمناطق ومدن الإمارة وطبيعتها الجغرافية والتاريخية، من وضع تصور كامل وإعداد مشروع تنموي رائد في دبا الحصن، وبرؤية ثاقبة نجح سموه عبر الأجهزة الحكومية المختصة في إنجاز حزمة من المشاريع التي نقلت دبا الحصن إلى منطقة حضرية ومدينة تزخر بجميع الخدمات المتطورة.
يقول علي أحمد سيف بن يعروف النقبي، رئيس المجلس البلدي الأسبق لدبا الحصن، إن مشروع سلطان التنموي في الإمارة استثنائي ولافت للنظر، ويدفعنا للوقوف عنده بتأمل عميق، ولا نملك حيال منجزه اللافت إلا أن نثمّن فكره الثاقب وجهوده العظيمة المبذولة، ونتضرع للمولى عز وجل أن يطيل عمره، ويمتعه بموفور الصحة، ونؤكد أن ما تم إنجازه يعقد اللسان من الدهشة، فبعد أن كانت دبا الحصن بلدة صغيرة، مضت بخطى متسارعة ومشاريع نوعية إلى مدينة متكاملة الخدمات والمرافق، الاقتصادية والحكومية والسكنية الفاخرة.
ويضيف أنه ضمن حزمة المشاريع شارع العقد الفريد، والذي يعد نموذجاً للمشروع التنموي، حيث تصطف على أحد جانبيه أكثر من 20 دائرة ومؤسسة حكومية تم أنشاؤها على طراز معماري حديث، وفي الجهة المقابلة تقف المباني التجارية والسكنية على مد البصر شاهدة على عظمة المنجز، وأن بداية الشارع تشكّل مدخل المدينة حيث ترتسم معالم الجمال في دوار المدخل ويمتد الطريق حتى الجزيرة المستحدثة على الشاطئ.
ولفت إلى أن المشروع حقق الإضافة المطلوبة والنقلة النوعية للمدينة، بعد أن أنجز سموه عدداً من المنارات الخدمية والاقتصادية والسياحية والخدمية، فقامت مشاريع قطاع الصيد وسوق الخضار والسمك والفواكه والقناة المائية في الواجهة البحرية والممشى المطاطي، باعتبارها متنفسات طبيعية للعائلات والأسر وأهالي المدينة، كما أن القناة فيها المقاهي الترفيهية للزوار والسياح وسكان المدينة، فضلاً عن إنشاء الشاطئ الذي يعد وجهة لإقامة الأنشطة المختلفة، إلى جانب سوق «انوان» عند بداية الجزيرة، وهو سوق نموذجي نشّط الحركة الاقتصادية في المدينة.
الصورةالمطعم السياحي
أوضح بن يعروف أن حكومة الشارقة أنجزت بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مشروع المطعم السياحي الكبير في الجزيرة، بمدينة دبا الحصن، حيث يتكون من طابقين بمساحة 1200متر مربع، ويضم الكثير من الخدمات والمرافق المصممة بطريقة معاصرة.
ويؤكد أن التنمية التي طالت جميع جنبات المدينة، تقف شاهدة على انتماء سلطان الوثيق لأهله ورؤيته الثاقبة لتطويرها، برغم صغر مساحتها، وأن عبقريته ومعرفته الدقيقة بجغرافيا المنطقة، وحرصه الدائم على تقديم المدهش والمختلف، أثمرت مشاريع عمرانية وخدمية متميزة، أبرزها الطرق الداخلية الرئيسية والفرعية، حيث تكاد شبكة الطرق الحديثة تغطي 90 في المئة من حاجة المدينة، بعد أن نجح سموه في تعبيد جميع الطرق الداخلية بالأحياء والشوارع الرئيسية، مثل الطريق الدائري، وشارع العقد الفريد، والشارع الوسطي.
ويجزم بن يعروف، أن اهتمام سموه المستمر بالمدينة يجعلنا موعودين بمشاريع جديدة، أبرزها مركز تسوق لزيادة حركة السياحة، ومبان حكومية جديدة في قطاعات الصحة والتعليم والقطاع السكني، تعزيزاً لجهود سموه المخلصة في الاهتمام بأحوال أهله وأبنائه، وقربه الدائم من قضايا المواطنين وحرصه المستمر على تلبية أشواقهم.
واجهة رياضية
لم يترك صاحب السمو حاكم الشارقة، قطاعاً في المدينة إلا وامتدت إليه أياديه البيضاء، ومكارمه السخية، بمشروع تطويري لافت، حيث نال القطاع الرياضي والشبابي بدبا الحصن حظه من مشروع سلطان التنموي، ويرى علي محمد علي بن يعروف، أمين السر العام لنادي دبا الحصن الرياضي الثقافي، أن مكارم سموه طالت الرياضيين بشكل واضح، وكان لها بالغ الأثر في تطوير ورفعة ونهضة منطقة دبا الحصن، ولا نملك حيال مشاريعه إلا الدعاء له، وتقديم الثناء والحب والتقدير والولاء والعرفان لسموه على مكارمه المستمرة، ودعمه اللامحدود للرياضة والرياضيين في دبا الحصن.
وأضاف أن استاد دبا الحصن الحالي يوفّر جميع متطلبات الرياضيين، لتعدد مرافقه المتميزة، واستمراراً لمكارمه المستمرة وجّه سموه، مؤخراً، بإنشاء استاد دبا الحصن الجديد بجزيرة الحصن، والإسراع في إنجاز مشروع الاستاد ومقر جديد لنادي دبا الحصن في الجزيرة التي تحتل موقعاً جغرافياً مميزاً بإطلاله على البحر والجبال، وحال انتهاء المشروع سيشكل إضافة للنهضة العمرانية بالمدينة، وسيكون تحفة معمارية جديدة وواجهة رياضية لافتة.
واجهة عصرية
يقول سلطان الشرقي، عضو المجلس الاستشاري السابق في الشارقة، إن الإنجازات التنموية والحضارية التي تحققت في دبا الحصن بفضل التوجيهات والرؤى السديدة لصاحب السمو حاكم الشارقة، ساهمت بشكل واضح في تمكين المدينة من السير في ركب النهضة الهائلة التي تشهدها الإمارة على ك الصعد، وأصبحت المدينة واجهة عصرية وحضارية مشرّفة للإمارة في المنطقة الشرقية.
ويضيف أن المدينة شهدت خلال السنوات الماضية، قفزات عمرانية على صعيد المباني الحكومية والخدمية والمباني التجارية والسكنية، والتي تم تصميمها وتنفيذها وفقاً لأرقى المعايير الهندسية المعمول بها عالمياً، أضافت لها لمسة جمالية وحضارية رائعة، فضلاً عن إنجاز العديد من المرافق الترفيهية، مثل القناة المائية والحدائق والمتنزهات، سواء العامة، أو تلك التي تم تنفيذها وسط الأحياء السكنية، ما كان له بالغ الأثر في أن تصبح هذه المرافق وجهات ومقاصد رئيسية للأهالي والقاطنين، والزوار عموماً.
ولفت إلى أن كل المنجزات والمشاريع التنموية والحضارية والخدمية التي طالت دبا الحصن، وغيرها من المدن والمناطق الأخرى في الشارقة، تؤكد مدى الحرص الكبير الذي يوليه سموه لأهله وأبنائه.
الصيد والصيادون
مضت جهود سلطان ومكارمه السخية لتشمل قطاع الصيد البحري في المدينة، حيث استطاع سموه ضمن حزمة مشاريع الجزيرة المستحدثة بالمدينة والمطلة على البحر، إنشاء عدد من المرافق المهمة لقطاع الصيد وإنتاجه وتسويقه.
ويقول سيف حسن سليمان الظهوري، رئيس جمعية الصيادين التعاونية بدبا الحصن: «نثمّن عالياً مكارم صاحب السمو حاكم الشارقة، واهتمامه المتعاظم بالصيد والصيادين. سلطان الخير كان، ولا يزال قريبًا من أهله وأبنائه، وظل على الدوام يتفقد أحوالهم، ويستمع لهمومهم بحرص تام، ويعمل على تلبية تطلعاتهم بمشاريع تفوق الأحلام، حيث تمكن سموه برؤيته الثاقبة، من تلبية جميع مطالب الصيادين من خلال مشاريع ميناء الصيد الذي يعد مفخرة للصيادين والمدينة، إلى جانب إنشاء جمعية الصيادين بمبنى فاخر ومصنع للثلج وسوق السمك».
الصورة الصورة الصورة الصورة الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبا الحصن حاكم الشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة فی دبا الحصن
إقرأ أيضاً:
"البرتغاليون في بحر عُمان"
محمد بن رامس الرواس
إن للتاريخ رجالًا يُعرفون بإنصافهم للأحداث، وصلابة أمانتهم البحثية، وسعة معرفتهم، وثقافتهم العالمية العالية، حتى أصبحوا نماذج فريدة في وطننا العربي؛ لأنهم ينظرون إلى التاريخ بعين النزاهة، ويدوِّنون المستندات والوثائق كمؤرخين باحثين في الأرشفة العالمية بإنصاف وبشجاعة نادرة؛ لأن ما سيكتبونه هو ذاكرة الشعوب. ومن هؤلاء صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة.
لقد دوَّن سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الأحداث في موسوعته الجديدة "البرتغاليون في بحر عُمان" – التي تحتوي على 21 مجلدًا – بحسب التسلسل التاريخي بالسنوات من 1497م إلى 1757م، وأطلق عليها "الحوليات"، وجعل لها هوامش. ولقد أُنجز هذا العمل عبر جهد ثمين وسنين طويلة، فيه جعل الشيخ الدكتور بحر عُمان شاهدًا على الأحداث والواقع التي حدثت فيه عبر تحركات الأساطيل البرتغالية فيه. وهذه الموسوعة الثمينة تذكر جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة واستمرت لأكثر من 260 عامًا، بجانب أنها تكشف عن حقائق تاريخية تُذكر للمرة الأولى.
يتناول الكتاب بدايات الحملة البرتغالية على سواحل عُمان، وما صاحب ذلك من مقاومة لأهل عُمان والقبائل المحلية لذلك الاحتلال، كما يسلط الضوء على معارك حاسمة في صحار، ومسقط، وقلهات، وصور، كما يتحدث عن البُعد الاقتصادي لهذا الغزو؛ حيث سعى البرتغاليون للسيطرة على الموانئ من أجل التصدير البحري والتجارة العابرة في بحر العرب وبحر عُمان.
لقد أولى صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي هذه الموسوعة اهتمامًا واضحًا من خلال إبرازِه لدور القوى المحلية والإقليمية، وما حدث من تحالفات بينها وبين إيران والعثمانيين من أجل التصدي لهذا الوجود البرتغالي الغاشم.
ولقد رصدت الموسوعة بشمولية تفاصيل النهوض العُماني بقيادة الإمام ناصر بن مرشد، ومن جاء بعده من الأئمة حتى التحرير الكامل لسواحل عُمان من الاستعمار البرتغالي.
وفي هذه الموسوعة، لم يكتفِ صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي بسرد الأحداث؛ بل أعاد بناء المشهد التاريخي بكل إنصاف وحيادية، وكانت مرجعيته أرشيفات ووثائق عالمية نادرة موثوقة، وزار عدة مؤسسات أرشيفية ووثائقية، بدءًا من لشبونة إلى لندن ثم باريس وإسطنبول. ولقد تجاوزتْ كتابتُه الأسلوبَ الأكاديمي الجاف؛ فقدَّم موسوعة بلغة رشيقة تجمع بين الدقة العلمية وجمال السرد؛ مما يجعلها مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والقراء.
إنَّ هذه الموسوعة تُعد بحق شهادة تاريخية على مقاومة الشعوب للاستعمار، وتُنِمّ عن عبقرية المؤرخ الذي أراد أن يُعيد للعرب تاريخهم وهيبتهم، ويُثبت أن ما حدث في تلك الحقبة من الزمن بسواحل بحر عُمان والخليج العربي سيظل رمزًا للهوية العربية العُمانية الأصيلة المقاومة في ذاكرة شعوب الخليج؛ حيث لم تكن يومًا مُنصاعة وخاضعة؛ بل كانت تقاوم وتكتب تاريخها بالدماء والصمود.
ولقد اتَّبع صاحب السمو الدكتور سلطان في موسوعته منهجًا مُتفردًا، بعد أن جمع مجموعة كبيرة من المخطوطات الهندية والبرتغالية والهولندية والبريطانية، وفرزها حسب السنوات، وصنَّفها، ومن ثم ترجمها من البرتغالية القديمة ثم إلى البرتغالية الحديثة ثم إلى الإنجليزية. وهذه الموسوعة تُبحِر بنا في رحلة مع الزمن، تنقلنا بين الأحداث والوقائع، وما دوَّنه البرتغاليون بأنفسهم في مخاطباتهم ومؤلفاتهم، إلى جانب سرد الحياة السياسية والاقتصادية في تلك الحقبة من الزمن، وما صاحبها من أحوال، وأهوال، ووقائع، وأحداث، وظروف شهدتها منطقة بحر عُمان في تلك الفترة. ولقد كشفت وثائق الموسوعة أطماع البرتغاليين، وأساليبهم من أجل تقوية نفوذهم واقتصادهم بالمنطقة، وما عقدوه من اتفاقيات مع الهنود لأجل إضعاف اقتصاد عُمان، وتُبيِّن أساليبهم الرامية إلى الهيمنة والسيطرة على منافذ التجارة. ولقد جاء في بنود هذه الاتفاقيات: «ألّا تتعاونوا مع العرب في عُمان، ولا تفتحوا مجالًا للتجارة معهم».
لقد كان أسلوب الشيخ سلطان القاسمي رائعًا في نقل القارئ في رحلة عبر الزمن، بتدرج زمني يجعله يعيش التاريخ ووقائعه وأحداثه بسردية متفردة عبر السنين، يستمتع بها الباحث والقارئ على حدٍّ سواء، فيطلعان على معلومات وحقائق كثيرٌ منها يُعرض لأول مرة، وتميط اللثام عن حقائق كانت غامضة، وتحتوي على وقائع وأحداث سياسية واقتصادية واجتماعية بتفاصيل. ومما ميَّز حوليات الموسوعة؛ كونها تسرد الأحداث بتسلسل وتتابع، وهي جمع توثيقي فريد من نوعه في العصر الحديث، تفرَّد به الشيخ الدكتور سلطان. جهد ثمين وسنوات طوال تجوَّل خلالها الشيخ الدكتور في الأرشيفات العالمية بالهند والبرتغال وبريطانيا وهولندا، وجعل من سرد الوثائق أداة سهلة لجمع المعلومات عن تاريخ بلد ما أو أشخاص، وعزَّز هذه الوثائق بهوامش توضيحية تُسهل على القارئ الفهم والاستفادة.
رابط مختصر