الخبر:
2025-05-27@23:49:31 GMT

دماء شهداء فلسطين تسائل مواقف بايدن وماكرون وسوناك

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

دماء شهداء فلسطين تسائل مواقف بايدن وماكرون وسوناك

لا أحد يستطيع أن ينكر التاريخ ولا التلاعب بصفحاته، وحبل الكذب قصير لا يلبث أن تتكشف خيوطه، الكل يتذكّر حجم التدليس والكذب الذي نسج حول العراق في عهد صدام حسين، وبعد وقت قصير، اعترف من شاركوا في حبك كذبة الأسلحة الكيماوية، أنهم كذبوا عن سبق إصرار وترصد بهدف إسقاط نظام صدام وتفكيك وتفتيت العراق. نفس الآلة تشتغل اليوم ضد الفلسطينيين، من خلال تصوير "حماس" كتنظيم "داعش" الذي هو أصلا صناعة غربية ومحاولة ربط المقاومة بالإرهاب.

يمكن المعطى المختلف هذه المرة في حالة فلسطين، هو اصطفاف الدول الغربية وراء الموقف الأمريكي الداعم وبدون هوادة لآلة الإرهاب الصهيونية العسكرية، والمديرة لآلة الدعاية والتضليل الإعلامي الذي يسير في فلكه أغلب وسائل الإعلام الغربية، المتغيّر في هذه المحطة التاريخية من تاريخ الشرق الأوسط، هو تماهي الموقف الفرنسي مع الأمريكي التي عرفت بمواقفها المستقلة عن كتابة الدولة للخارجية الأمريكية.

نتذكر جميعا موقف الرئيس جاك شيراك من الحرب على العراق وكلمة وزير خارجية دومنيك دوفيلبان في الأمم المتحدة المناهضة للحرب وللدعاية الأمريكية، ودافعت فرنسا عن موقفها بالرغم من الضغوط الغربية التي مورست على فرنسا، ووصل الأمر أن أصبح الفرنسيين منبوذين في أوروبا، واستعملت عبارة "ممنوع دخول الكلاب والفرنسيين" بمحلات في الدانمارك.

لكن اليوم فرنسا، في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفت في الجانب الخطأ من التاريخ ولم تقف فقط في دعم آلة القتل الصهيونية الأمريكية والمزايدة في المواقف، من خلال تصريحات ماكرون بتشكيل تحالف دولي لمواجهة "حماس"، كما فعلوا مع "داعش"، وهو التصريح الذي أثار الاستغراب وحتى السخرية من طرف سياسيين ومحليين فرنسيين قبل الأجانب، بل اجتهدت فرنسا أيضا في فتح فضائها الإعلامي لبث الدعاية الكاذبة ضد الفلسطينيين وتوجيه النقاش في اتجاه واحد، مع تكميم الأفواه وترهيب من يتّخذ موقفا مدافعا عن الفلسطينيين ووسمه بالإرهاب.

ولا غرابة أن تتخذ بريطانيا موقفا لا يخرج عن دائرة الموقف الأمريكي، فهي من عادتها وديدنها أن تكون ضلا للمواقف الأمريكية، حتى أنها فقدت الاعتبار والاحترام لدى السياسيين الصهاينة، والعالم كله شاهد حجم الإهانة والإذلال التي تعرّض لها رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك على يد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يستقبله بتل أبيب، حيث أنه تحاشى أن يسلّم عليه ووضع يده في جيبه وأخذ مكانا متقدما وهو يمشي رفقة سوناك، الذي سارع لتقديم التأييد والدعم للمجازر التي ينفّذها الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي غزة بشكل مضاعف.

وحتى الفندق الذي اختير ليقيم فيه سوناك، يحمل بصمات الإرهاب الصهيوني، حيث تعرّض الفندق "الملك داود" سنة 1946 لعملية تفجير إرهابي نفّذته منظمة "أرغون" التي قادها مناحيم بيغن، الذي يعدّ سادس رئيس حكومة صهيونية، ومؤسس حزب الليكود الذي يقود الحكومة الصهيونية المتطرفة حاليا، وخلّف التفجير مقتل 91 شخصا من بين 28 بريطانيا ووصفت الجرائد البريطانية العمل بالإرهابي والذي نفّذته حركة متطرفة.

ويقوم سوناك بنفس الدور الذي قام به بلير في حرب العراق، وجونسون في الحرب على ليبيا، أما الولايات المتحدة، فلها باع طويل وعريض في ارتكاب المجازر وتفكيك وتفتيت الدول وقتل الأبرياء والتنكيل بالمساجين، وأحداث ملجأ العامرية وسجن أبو غريب وما اقترفته من فظائع في حق المدنيين في العراق والصومال، لا تعدّ ولا تحصى، وتقوم اليوم بتأطير العدوان الصهيوني على غزة، من خلال الدعم العسكري والدبلوماسي والإعلامي لنتنياهو، وتقوم بتعطيل أي تحرك دولي أو قرار أممي يوقف آلة الحرب، حتى يترك المجال واسعا والوقت الكافي للصهاينة ببلوغ أهداف بإبادة الفلسطينيين وتحييد حركة المقاومة من قطاع غزة، في إطار مخطط تفريغ فلسطين من الفلسطينيين وإيجاد وطن بديل بشكل نهائي.

إن دعم بايدن وماكرون وسوناك لآلة الإرهاب والتقتيل الصهيونية، هي مشاركة في إعدام أطفال ونساء وشيوخ عزة، وضرب بكل المواثيق والأعارف عرض الحائط، حيث لا يوجد أي مبرر فوق الأرض أو حتى تحتها يسمح للكيان بأن يعدم الفلسطينيين بهذه الطريقة الإرهابية الجبانة. إن القادة الثلاثة وكل من وقف إلى صفهم ستبقى، أيادهم ملطخة بدماء شهداء فلسطين، وستكون حجة عليهم وتدينهم أبدا الدهر.

 

المصدر: الخبر

إقرأ أيضاً:

يهودي تونسي يضع النقاط على الأحرف: الصهيونية تساوي معاداة السامية

اسمه "جيرار حداد" ومهنته طبيب، وعنوان كتابه الذي صدر مؤخرا باللغة الفرنسية "الصهيونية عنصرية واستعمارية". وجاء الكتاب ردا على ما يحدث في غزة، ووصف المرحلة الحالية بالحالكة، يصعب خلالها التفكير بحرية، متهما وسائل الاعلام الفرنسية بالانحياز، فإن شعرت بكونك صاحب رأي نقدي للسياسة الإسرائيلية ولست مدعوما من تل أبيب لا يمنحوك الفرصة للتعبير عن قناعاتك، ويتهمونك آليا بمعاداة السامية، ويقصونك من الفضاء العام بكل فاشية. لهذا طرح سؤالا وقرر الإجابة عنه بكل مسؤولية: كيف وصل الشعب اليهودي الذي عانى طيلة تاريخه الطويل من الاضطهاد إلى أن يتحول إلى شعب يضطهد شعبا آخر تربط بينهما علاقات أخوّة، حسب تعبيره؟

اعتبر الكاتب في حوار له أن الطغمة الحاكمة في إسرائيل فقدت الشعور بالإنسانية، وأقر بأنه كان في يوم من الأيام صهيونيا، وقضى ثلاث سنوات من عمره في إسرائيل، تألم خلالها كثيرا، وعايش الانتفاضة الأولى، مؤكدا على أنه يملك معرفة جيدة بالمجتمع الإسرائيلي، الذي يعيش تحت وقع التوترات الشديدة والمستمرة، وأنه مشحون بالكراهية المتبادلة بين مكوناته. واكتشف هناك أن القول بأن الصهيونية هي العدالة والمحبة؛ كذبة كبيرة. وأشار في هذا السياق إلى يهود روسيا وأوكرانيا الذين تم اتهامهم بالوقوف وراء اغتيال القيصر، وبناء عليه تعرضوا لحملة شرسة، وتم خلال هذه المحنة التفكير في نقلهم إلى الأرجنتين.

الطغمة الحاكمة في إسرائيل فقدت الشعور بالإنسانية، وأقر بأنه كان في يوم من الأيام صهيونيا، وقضى ثلاث سنوات من عمره في إسرائيل، تألم خلالها كثيرا، وعايش الانتفاضة الأولى، مؤكدا على أنه يملك معرفة جيدة بالمجتمع الإسرائيلي، الذي يعيش تحت وقع التوترات الشديدة والمستمرة، وأنه مشحون بالكراهية المتبادلة بين مكوناته
يعتقد السيد جيرار بأن الفلسطينيين قبلوا بكل تلقائية استقبال عشرات الآلاف من اليهود بنيّة بناء مجتمع واحد يستفيد من الإمكانيات الهامة لدى الطرفين، لكن الحركة الصهيونية رفضت ذلك بوسائل متعددة ذكرها الكاتب في كتابه، وتم إجهاض المحاولات التي قام بها بعض اليهود لإقامة جسور مع الفلسطينيين الذين يعمرون البلاد ويديرون شؤونها منذ قرون. وهكذا تحولت الصهيونية إلى أيديولوجية عنصرية معادية للسامية، واعتبرها الوليد الشرعي للغرب الذي يعتقد بأنه المالك الوحيد للحضارة، ويحتقر الشرق وشعوبه ويعتبرهم "برابرة". وكان جميع المثقفين الغربيين متفقون على هذا الرأي بمن فيهم كارل ماركس نفسه، كما أن هؤلاء اليهود الروس والبولونيين بالذات كانوا بدورهم يحتقرون يهود الشرق، ويتعاملون معهم باحتقار.

لم يكتف جيرار بذلك، بل ضرب مثالا بأحد اليهود الألمان الذي اعتبر السابع من أكتوبر عملا ثائرا ضد سياسة الهيمنة التي تمارسها إسرائيل، فانقلب عليه الصهاينة الفرنسيون، وعملوا على عزله. لهذا اعتبر المؤلف أن الموقف الألماني مقدوح فيه، وبالنسبة للموقف الفرنسي حدّث ولا حرج. كما اعتبر الكتاب الذي ألفه هرتزل عن "الدولة اليهودية" كتابا سخيفا ومقلقا وبيروقراطيا، مؤكدا بالخصوص على أن جميع اقتراحاته لم يقع العمل بها. أمام بالنسبة للحركة الصهيونية العالمية، فاتهمها بالسلطوية المفرطة، حيث لم تعط للمنتسب حرية التفكير، وأجبرته على الخضوع والتنفيذ فقط.

يعتقد المؤلف بأن الصهيونية هي أحد أبرز تيارات الحركة الصهيونية، وما تمزت به أنها الوحيدة التي مسكت السلطة وسحقت البقية لتنفرد بالقيادة. ويرى أن قوتها تكمن في قدرتها على الدعاية وفق هيكلية فريدة من نوعها في العالم، حيث جمعت بين التلمود والتاريخ الروماني والمحرقة وأشياء أخرى. واعتبر أن منظومة الكيبوتس تحمل في طياتها بعدا عنصريا، فهي رغم طابعها الاشتراكي والتعاوني تُقصي العرب بمن في ذلك اليهود من أصل عربي، اعتقد المؤلف بأن الصهيونية نجحت في خلق إنسان يهودي جديد، وذلك من خلال تغيير القيم اليهودية، فتحول حب الدراسة إلى حب المؤسسة العسكرية، وهو ما أوصلنا إلى هذه الحالة الجنونية في غزة ولبنان. وبما أني طبيب نفساني، أعتقد بأن هذه الحالة لها أسبابها، وهي ناتجة عن انفصال الصهيونية عن واقع اليهودية وهو ما جعل مسؤولا إسرائيليا يتساءل ذات مرة "ما الذي يجمعني بهؤلاء العرب"، ويقصد كل العرب بمن فيهم اليهود، ناسيا مكانة شخصية ابن ميمون الذي لعب دورا هاما في العهد الأندلسي.

صحيح أن اليهود حسب قوله لم يكونوا على أفضل حال في العالم الإسلامي، لكن الأكيد أنهم لم يتعرضوا للإبادة التي عُرفت في العهد البيزنطي، ثم انتقلت إلى المسيحية الكاثوليكية. أما في العالم الإسلامي فكان اليهود يخضعون لنظام الذمة الذي هو أقل درجة من المسلمين، لكن كانت لهم حقوقهم ومؤسساتهم، وتقع حمايتهم من قبل الدولة، ويمارسون عقائدهم، وهو ما لم يكن متوفرا في المجتمعات المسيحية، وذكر أن مؤرخا إسرائيليا اعتبر بأن الإسلام هو الذي أنقذ اليهودية من الانقراض. وقال جيرار إن الأتراك فعلوا خيرا عندما احتلوا القسطنطينية وقضوا على البيزنطيين الذين يؤمنون بضرورة استئصال اصحاب الديانات الأديان الأخرى وفي مقدمتهم اليهود.

اعتقد المؤلف بأن الصهيونية نجحت في خلق إنسان يهودي جديد، وذلك من خلال تغيير القيم اليهودية، فتحول حب الدراسة إلى حب المؤسسة العسكرية، وهو ما أوصلنا إلى هذه الحالة الجنونية في غزة ولبنان. وبما أني طبيب نفساني، أعتقد بأن هذه الحالة لها أسبابها، وهي ناتجة عن انفصال الصهيونية عن واقع اليهودية وعن الواقع المحلي والإقليمي. والغريب أنه في العالم الغربي لا أحد يسعى بجدية نحو وضع حد لهذا الجنون وإيقافه.

هذه قراءة أحد اليهود التونسيين المعادين للصهيونية، وهو ليس الوحيد.

مقالات مشابهة

  • 3 شهداء و46 جريحا قرب نقطة مساعدات الشركة الأمريكية برفح
  • عربي21 تحاور رئيس الوزراء العراقي.. ماذا قال عن فلسطين والشراكة مع سوريا وإيران؟
  • السوداني لـعربي21: لا مساومة على دعم فلسطين.. وشراكة متوازنة مع سورية وإيران
  • مدريد/ الأناضول تباينت مواقف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره الألماني يوهان ديفيد فادفول، بشأن غزة، خلال لقائهما في مدريد. وفي المؤتمر الصحفي المشترك، الاثنين، بدا أن القاسم المشترك الوحيد بين ألباريس وفادفول هو تعريف حماس على أنها R
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر
  • يهودي تونسي يضع النقاط على الأحرف: الصهيونية تساوي معاداة السامية
  • عز الدين: تحرير الأرض ثمرة دماء الشهداء
  • دماء على الأسفلت.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم مروع بالهرم
  • الخارجية الأمريكية تنفي وجود صفقة لإطلاق سراح إيرانيين مقابل إطلاق سراح تسوركوف
  • دماء الأطفال الفلسطينيين في ميزان السياسة الدولية!