8 قتلى و27 مصاباً باشتباكات مسلحة غرب ليبيا
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
حسن الورفلي (بنغازي)
أخبار ذات صلةتمكنت القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية من بسط الأمن والاستقرار في مدينة غريان غرب البلاد، بعد محاولة تشكيلات مسلحة السيطرة على المدينة خلال الساعات الماضية، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 27 آخرين، بحسب ما أكده مصدر عسكري ليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد».
وأكد المصدر أن تشكيلات مسلحة حاولت التقدم من المنطقة الشرقية لغريان للسيطرة عليها، ما تسبب في اندلاع اشتباكات بين هذه التشكيلات وقوات الدعم والاستقرار التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
وأكد مدير مستشفى غريان خالد زويط، أن حصيلة القتلى جراء الاشتباكات بلغت 8 قتلى والجرحى 27، جميعهم بحالة مستقرة، مشيرا إلى أن الوضع مستقر جدًا في المدينة، وهناك انتشار أمني كامل بناء على غرفة العمليات المشتركة.
وأضاف، أن إدارة المستشفى على تواصل مباشر مع وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية، ولجنة الطوارئ بالوزارة، لإحالة التقارير حول الوضع الصحي، وأي احتياجات أخرى قد يطلبها المستشفى في حال استمرت المواجهات المسلحة.
ورداً على الهجوم المسلح، قررت حكومة الوحدة الوطنية تشكيل غرفة عمليات مشتركة للدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي، ضمت تكليف 28 من آمري الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية في المنطقة الغربية.
وكشف مصدر عن تنظيم اجتماع أمني داخل غريان لضبط الأمن وترتيب التمركزات والأوضاع الأمنية داخل المدينة عقب تمكن القوة المشتركة المكلفة من حكومة الوحدة الوطنية من دحر المجموعة العسكرية التي سببت اشتباكات مسلحة داخل شوارع المدينة ودحرها وبسط الأمن فيها من جديد.
ودفعت قوات حكومة الوحدة الوطنية بقواتها إلى منطقة الجنوبي الغربي وتحديداً منطقة نسمة لتطهيرها من أي وجود للتشكيلات المسلحة.
وبحث مجلس الدفاع وبسط الأمن، أمس، الوضع الأمني بالمنطقة الغربية ومدينة غريان خاصة.
وأكد الاجتماع ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة المواطنين.
سياسيا، بحث النائب بالمجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي، أمس، في طرابلس تطورات العملية السياسية في ليبيا مع نائب وزير خارجية تركيا أحمد يلدز، وسبل إنهاء المراحل الانتقالية وإعمار مدينة درنة وأيضا العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد نائب وزير خارجية تركيا استعداد بلاده لمواصلة جهودها لدعم الحل السياسي للأزمة في ليبيا، والمساهمة في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، بحسب بيان للمجلس الرئاسي الليبي.
كما جرى بحث إعمار مدن الشرق الليبي الأخرى المتضررة من الفيضانات والسيول، ومتابعة عمل فرق الإنقاذ التركية العاملة في المنطقة، واستعراض جهود المجلس الرئاسي في ملف المصالحة الوطنية، والوصول إلى المؤتمر الجامع بمشاركة جميع الأطراف الرئيسية.
في شرق ليبيا، أكد رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح الضرورة الملحة لتشكيل حكومة واحدة على مستوى ليبيا مهمتها الرئيسية إجراء الانتخابات العامة، جاء ذلك خلال لقائه أمس، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي لليبيا بول سولير رفقة السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج.
ودعا رئيس مجلس النواب الليبي إلى توفير الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات للوفاء بالانتخابات كاستحقاق وطني، وتناول اللقاء أيضا مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، والقوانين الانتخابية المنجزة من لجنة «6+6».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ليبيا حكومة الوحدة الوطنية الأزمة الليبية غريان حکومة الوحدة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
البرلمان الليبي.. سلطة تائهة بين شرعية الماضي ومصالح البقاء
ما حدث داخل البرلمان الليبي ليس مجرد مشهد سياسي عابر، بل هو حلقة جديدة في مسرحية مألوفة تُعرض على أنقاض دولة مُنهكة، حيث تحولت مؤسسات “التمثيل الشعبي” إلى منصات تُدار فيها حسابات المصالح، لا مصالح الناس.
بمنتهى الوضوح، لم يعد البرلمان الليبي يمثل سوى نفسه، لقد انفصل منذ سنوات عن الوجدان الوطني، واندمج في ثقافة البقاء بأي ثمن، حتى باتت كل أزمة تُستخدم كوسيلة للبقاء لا كفرصة للحل، لم يعد هناك خطاب يعكس نبض الشارع أو انشغال بالمستقبل، بل لغة خشبية مفرغة من أي قيمة تاريخية أو مشروع وطني حقيقي.
إن التكرار المقصود للأزمات، وتعطيل أي مبادرة إصلاحية، وعدم احترام المسارات الأممية أو المطالب الشعبية، يؤكد أن هناك طبقة سياسية لا تريد الخروج من المشهد، بل تعيد إنتاج الفوضى كحالة دائمة، لأن في هذه الفوضى وحدها تكمن شرعيتها.
أما عن الموقف الدولي، فهو – برغم التصريحات المعلبة – لا يعكس أي جدية استراتيجية لمساعدة ليبيا. ما يُعرض على طاولة الخارج ليس مصير شعب ولا مستقبل أمة، بل موقع جغرافي مهم في معادلة توازنات إقليمية ودولية، وبالتالي، فإن الدول الكبرى لا تمانع في استمرار الوضع الراهن طالما أنه لا يهدد مصالحها المباشرة.
لكن ما يجب أن يُقال اليوم بوضوح، أن الوقت ليس وقت معارضة تقليدية أو مشاريع آنية، بل وقت وعي عميق بما يجري. فالمعركة لم تعد مع برلمان فاسد فقط، بل مع ثقافة سياسية كاملة تستثمر في انهيار الدولة، وتمنع أي تصعيد لقوى بديلة تمتلك مشروعًا صادقًا واستقلالًا في الرؤية.
على الليبيين أن يدركوا أن الخارج لن يمنحهم الحل، وأن الداخل المخترق لن يصنعه. وحدها القوى الواعية غير المرتبطة بالصراع التقليدي هي القادرة على إعادة تشكيل المعادلة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.