قوات الدعم السريع واصلت ضرب الحصار على مواطني عدد من مناطق أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم لإجبارهم على ترك منازلهم، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.

الخرطوم: التغيير

أطلقت أجسام ثورية ومواطنين في أحياء أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم، نداءات للتدخل ورفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على عدد من الأحياء، مما يهدد حياة الآلاف.

يعيش مواطنو الفتيحاب بمحلية أم درمان ظروفاً إنسانية سيئة، نتيجة فرض الدعم السريع حصاراً على المنطقة بأحيائها المختلفة، ومنع وصول المواد الغذائية إليها مما أدى لصعوبة العيش فيها.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع اشتباكات عنيفة لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 9 آلاف قتيل مدني فضلاً عن العسكريين وآلاف الجرحى، وأكثر من 7  ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

وينخرط الطرفان حالياً في مباحثات بمدينة جدة السعودية، يؤمل أن تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد تمهيداً لإنهاء الحرب.

معاناة مضاعفة

وقالت لجان الخدمات بالفتيحاب، في بيان صحفي، إن مليشيا الدعم السريع تحاصر الفتيحاب، والآلاف من المواطنين يعانون من نقص المواد الغذائية والأدوية والخضار وانقطاع التيار الكهربائي، والجيش الذي يتواجد في الجهة الشمالية لا يحرك ساكناً.

وأضافت بأن “حياة الآلاف أصبحت مهددة، كبار السن والأطفال يعيشون كامل المأساة، يجب فك الحصار عن الفتيحاب فوراً”.

فيما أكد شهود عيان لـ«التغيير»، أن سكان أحياء تلك المناطق يعيشون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد جراء حصار الدعم السريع على المنطقة، لإجبارهم على الخروج من منازلهم بحجة تطويق سلاح المهندسين.

وقال المواطن هاشم عثمان- يسكن الفتيحاب مربع 6  لـ«التغيير»، إن الدعم السريع منعت دخول المواد الغذائية من خبز وخضروات، وبحجة أنها تصل للجيش في منطقه سلاح المهندسين.

وأكد أن المنطقة تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة من أكل وشرب وكهرباء.

ولفت إلى أن التيار الكهربائي مقطوع عن المنطقة لأكثر من شهرين، وأن الأسلاك متمددة على الأرض دون أن يتم السماح للعاملين بالكهرباء القيام بإصلاحها.

وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفتيحاب انقطاع الإمداد عن السوق الوحيد الذي كان يوفر القليل من التموين (سوق أم دفسو)، وأن المركز الصحي الوحيد الذي يعمل الآن ليست به أدنى مقومات لإنقاذ روح بشرية واحدة من الموت رغم جهود وتفاني الكادر الطبي.

وقالت إن الآن الكارثة على وشك الحدوث بأن يموت سكان الفتيحاب جوعاً بعد أن ماتوا بالرصاص والدانات الطائشة والمتعمدة، ودعت لتفعيل الهاشتاق #فك_حصار_الفتيحاب على أوسع نطاق وإيصال صوت سكان الفتيحاب إلى العالم.

تزايد الضحايا

كما تعاني أحياء العباسية وحي الضباط والعرضة والموردة من ذات الحصار حيث منعت قوات الدعم السريع المواطنين من الحركة داخل الأحياء، مما أدى إلى وفاة عدد من الأشخاص داخل منازلهم وفي الطرقات المختلفة بواسطة قناصة تابعة للدعم السريع.

وقالت مجموعة «نمور العباسية» الثورية في بيان، إن المقابر بحي العباسية أصبحت متكدسة بالشهداء الذين طالتهم أيدي الغدر الملطخة بالدماء، وأضافت أن المليشيات باتت تتسلى بقتل المواطنين العزل، وتعتدي على سكان الحي وترعبهم وتمنعهم من الخروج لقضاء احتياجاتهم- حسب وصفها.

وفي السياق، قالت بثينة إبراهيم- تسكن حي أبو كدوك لـ«التغيير»، إن الدعم السريع أجبرت أصحاب المحال التجارية والمخابز على مغادرة المنطقة ومنعت دخول الدقيق للمخابز والمواد التموينية للبقالات.

وأكدت أن فرداً من الدعم السريع قام بضرب صاحب المتجر الوحيد الذي كان يعمل وأخذ جميع أمواله وتركه بالقرب من مقابر حمد النيل في حالة خطرة.

وشكا مواطنون بتلك الأحياء لـ«التغيير» من ارتفاع عدد الإصابات جراء القصف العشوائي الذي تنفذه الدعم السريع على منازل المواطنين لإجبارهم على مغادرة المنطقة لممارسة السلب والنهب واتخاذها منصات قتالية.

وأكدوا وقوع عشرات الإصابات أدت لمقتل العديد من الأشخاص وأخرى تم  اسعافها إلى مستشفى السلاح الطبي.

وناشد المواطنون قادة الدعم السريع بضرورة توجيه أفرادهم لوقف القصف العشوائي والسماح للمواد الغذائية بالدخول إلى المنطقة لإنقاذ حياة آلاف السكان.

الوسومأم درمان الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفتيحاب حرب 15 ابريل منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفتيحاب حرب 15 ابريل منبر جدة الدعم السریع لـ التغییر أم درمان

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يعلق على استهداف مقر الأمم المتحدة في كادقلي

نفت قوات الدعم السريع، صحة الاتهامات التي تحدثت عن تنفيذها هجوماً جوياً استهدف مقر الأمم المتحدة في مدينة كادقلي، باستخدام طائرة مسيرة.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، في بيان، إن ما وصفها بالادعاءات الصادرة من الجيش السوداني، عارية عن الصحة، وتهدف إلى تلفيق اتهامات وصفها بالواهية بحق القوات، في محاولة لصرف الأنظار عن تطورات المشهد الميداني.

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع لم تستهدف في أي وقت المنظمات أو البعثات الدولية، مشدداً على أن سجلها خالٍ تماماً من أي اعتداءات على المنشآت الأممية، بل إنها، بحسب البيان، لعبت دوراً في حماية المرافق الدولية وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.

ودعت قوات الدعم السريع، في ختام بيانها، المنظمات الدولية إلى تحرّي الدقة والموثوقية في تقييم المعلومات المتداولة، وعدم الاعتماد على ما وصفته بمصادر غير محايدة.

ماذا حدث؟

قُتل 6 جنود بنغلادشيين على الأقل في هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة تابعة لبعثة حفظ سلام أممية في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة جنوبي السودان، الأمر الذي دانته دكا والأمم المتحدة بشدة.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة الأمنية الموقتة لأبيي (يونيسفا) أن "6 جنود قتلوا وأصيب 6 آخرون، جروح 4 منهم بالغة" عندما ضربت طائرات مسيّرة معسكرهم في كادوقلي، مضيفة أن جميع الضحايا من بنغلادش.

وأعرب رئيس وزراء بنغلادش محمد يونس في بيان عن "حزنه الشديد" إزاء الواقعة، مشيرا إلى أن الحصيلة بلغت 6 قتلى و8 جرحى.

وطلب من الأمم المتحدة ضمان تقديم "أي دعم طارئ ضروري" للعناصر البنغلادشيين، وشجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة" الهجوم الذي وصفه بـ"المروع"، مجددا في بيان دعوته أطراف النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال الحربية فورا".

مقالات مشابهة

  • جعفر حسن انصف البرهان واتهم الدعم السريع بشكل ضمني
  • الدعم السريع يعلق على استهداف مقر الأمم المتحدة في كادقلي
  • مليشيا الدعم السريع تفرض جبايات مالية ضخمة وعمليات ابتزاز معيشي علي التجار
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على كبار القيادات المسؤولة عن الفظائع في السودان
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قادة الدعم السريع بسبب عمليات قتل جماعي في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان