«الدعم السريع» تفرض حصاراً على سكان أم درمان ولجان الفتيحاب تستغيث
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
قوات الدعم السريع واصلت ضرب الحصار على مواطني عدد من مناطق أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم لإجبارهم على ترك منازلهم، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.
الخرطوم: التغيير
أطلقت أجسام ثورية ومواطنين في أحياء أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم، نداءات للتدخل ورفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على عدد من الأحياء، مما يهدد حياة الآلاف.
يعيش مواطنو الفتيحاب بمحلية أم درمان ظروفاً إنسانية سيئة، نتيجة فرض الدعم السريع حصاراً على المنطقة بأحيائها المختلفة، ومنع وصول المواد الغذائية إليها مما أدى لصعوبة العيش فيها.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع اشتباكات عنيفة لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 9 آلاف قتيل مدني فضلاً عن العسكريين وآلاف الجرحى، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
وينخرط الطرفان حالياً في مباحثات بمدينة جدة السعودية، يؤمل أن تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد تمهيداً لإنهاء الحرب.
معاناة مضاعفةوقالت لجان الخدمات بالفتيحاب، في بيان صحفي، إن مليشيا الدعم السريع تحاصر الفتيحاب، والآلاف من المواطنين يعانون من نقص المواد الغذائية والأدوية والخضار وانقطاع التيار الكهربائي، والجيش الذي يتواجد في الجهة الشمالية لا يحرك ساكناً.
وأضافت بأن “حياة الآلاف أصبحت مهددة، كبار السن والأطفال يعيشون كامل المأساة، يجب فك الحصار عن الفتيحاب فوراً”.
فيما أكد شهود عيان لـ«التغيير»، أن سكان أحياء تلك المناطق يعيشون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد جراء حصار الدعم السريع على المنطقة، لإجبارهم على الخروج من منازلهم بحجة تطويق سلاح المهندسين.
وقال المواطن هاشم عثمان- يسكن الفتيحاب مربع 6 لـ«التغيير»، إن الدعم السريع منعت دخول المواد الغذائية من خبز وخضروات، وبحجة أنها تصل للجيش في منطقه سلاح المهندسين.
وأكد أن المنطقة تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة من أكل وشرب وكهرباء.
ولفت إلى أن التيار الكهربائي مقطوع عن المنطقة لأكثر من شهرين، وأن الأسلاك متمددة على الأرض دون أن يتم السماح للعاملين بالكهرباء القيام بإصلاحها.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفتيحاب انقطاع الإمداد عن السوق الوحيد الذي كان يوفر القليل من التموين (سوق أم دفسو)، وأن المركز الصحي الوحيد الذي يعمل الآن ليست به أدنى مقومات لإنقاذ روح بشرية واحدة من الموت رغم جهود وتفاني الكادر الطبي.
وقالت إن الآن الكارثة على وشك الحدوث بأن يموت سكان الفتيحاب جوعاً بعد أن ماتوا بالرصاص والدانات الطائشة والمتعمدة، ودعت لتفعيل الهاشتاق #فك_حصار_الفتيحاب على أوسع نطاق وإيصال صوت سكان الفتيحاب إلى العالم.
تزايد الضحاياكما تعاني أحياء العباسية وحي الضباط والعرضة والموردة من ذات الحصار حيث منعت قوات الدعم السريع المواطنين من الحركة داخل الأحياء، مما أدى إلى وفاة عدد من الأشخاص داخل منازلهم وفي الطرقات المختلفة بواسطة قناصة تابعة للدعم السريع.
وقالت مجموعة «نمور العباسية» الثورية في بيان، إن المقابر بحي العباسية أصبحت متكدسة بالشهداء الذين طالتهم أيدي الغدر الملطخة بالدماء، وأضافت أن المليشيات باتت تتسلى بقتل المواطنين العزل، وتعتدي على سكان الحي وترعبهم وتمنعهم من الخروج لقضاء احتياجاتهم- حسب وصفها.
وفي السياق، قالت بثينة إبراهيم- تسكن حي أبو كدوك لـ«التغيير»، إن الدعم السريع أجبرت أصحاب المحال التجارية والمخابز على مغادرة المنطقة ومنعت دخول الدقيق للمخابز والمواد التموينية للبقالات.
وأكدت أن فرداً من الدعم السريع قام بضرب صاحب المتجر الوحيد الذي كان يعمل وأخذ جميع أمواله وتركه بالقرب من مقابر حمد النيل في حالة خطرة.
وشكا مواطنون بتلك الأحياء لـ«التغيير» من ارتفاع عدد الإصابات جراء القصف العشوائي الذي تنفذه الدعم السريع على منازل المواطنين لإجبارهم على مغادرة المنطقة لممارسة السلب والنهب واتخاذها منصات قتالية.
وأكدوا وقوع عشرات الإصابات أدت لمقتل العديد من الأشخاص وأخرى تم اسعافها إلى مستشفى السلاح الطبي.
وناشد المواطنون قادة الدعم السريع بضرورة توجيه أفرادهم لوقف القصف العشوائي والسماح للمواد الغذائية بالدخول إلى المنطقة لإنقاذ حياة آلاف السكان.
الوسومأم درمان الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفتيحاب حرب 15 ابريل منبر جدةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم درمان الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفتيحاب حرب 15 ابريل منبر جدة الدعم السریع لـ التغییر أم درمان
إقرأ أيضاً:
الخوي تشتعل من جديد... الجيش السوداني يقترب من استعادتها والدعم السريع تتكبد خسائر فادحة
ووفقاً لمصادر عسكرية، أصبح الجيش قاب قوسين من استعادة المدينة الاستراتيجية، التي فقدها في مايو الماضي، بعد أن ألحق بالقوات المتمردة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، واستولى على آليات قتالية متطورة.
وأعلنت قوات الجيش في بيان رسمي أن الاشتباكات وقعت على تخوم الخوي، وأسفرت عن انسحاب الدعم السريع، بينما عاد الجنود إلى مواقعهم دون خسائر، وتم نشر مقاطع مصورة توثق تقدمهم نحو المدينة.
أهمية الخوي تكمن في موقعها الذي يربط بين ولايات شمال وشرق دارفور، ما يجعلها مركزاً حيوياً في المعركة للسيطرة على إقليم كردفان.
وفي بابنوسة، المدينة المجاورة، ساد هدوء نسبي بعد أن صد الجيش هجوماً عنيفاً على الفرقة 22 مشاة، لكن الأوضاع الإنسانية تزداد تدهوراً، وسط شح حاد في الغذاء والدواء والمياه، ونزوح آلاف السكان إلى العراء مع دخول فصل الخريف.
أما كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، فما تزال تعاني من نقص حاد في السلع الأساسية رغم النجاح الجزئي للجيش في فتح الطريق الرابط بينها وبين الدلنج.
وتُعيق الاشتباكات المستمرة مع "الحركة الشعبية - شمال" وصول الإمدادات، وسط مخاوف من حصار جديد تشترك فيه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية.
وفي الفاشر، عاصمة شمال دارفور، عمّ هدوء حذر بعد أيام من القصف المدفعي المكثف الذي خلّف ضحايا بين المدنيين.
وأفادت مصادر عسكرية أن "الدعم السريع" هاجمت نازحين أثناء فرارهم، وارتكبت انتهاكات ضد النساء والأطفال، وسط تحذيرات دولية من وقوع مجازر جماعية ذات طابع عرقي في حال شنّت "الدعم السريع" هجومها الشامل المعلن على المدينة.
منظمة "أطباء بلا حدود" أعربت عن قلقها الشديد، مشيرة إلى أن الفاشر تواجه خطر إبادة جماعية، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة، وإنهاء الحصار المفروض.
>وتأتي هذه التطورات بينما يسعى الجيش السوداني لتثبيت وجوده في كردفان ودارفور، في وقت تحاول فيه "الدعم السريع" قلب الموازين عبر تكتيكات الحصار والهجمات المباغتة، مما ينذر بمزيد من التصعيد ووقوع كارثة إنسانية ما لم يتم احتواء الموقف سريعاً.