أبوظبي - وام
أكد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أن دولة الإمارات تعد نموذجاً للاستدامة المناخية.
وقال خلال جلسة حوارية أقيمت بعنوان «الاستدامة المناخية والأمن السيبراني» ضمن برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي، التابع لمركز الشباب العربي: «إن الاستدامة المناخية والأمن السيبراني، وجهان لعملة واحدة، لكونهما يعتمدان على بعضهما بعضاً لتحقيق مستقبل آمن ومستدام»، مشيراً إلى أهمية الأمن السيبراني في تسهيل عملية اتخاذ القرارات، وصياغة سياسات مستدامة.


وجمعت الجلسة، أعضاء برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي، بنسخته الثالثة، الذي أطلقه مركز الشباب العربي، مؤخراً، بمشاركة 30 شاباً وشابة من 12 دولة عربية، بهدف تمكينهم من مهارات تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ضمن 3 محاور أساسية تركز على التكنولوجيا والاستدامة وتغيّر المناخ، في ظل استعداد الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب28» في نهاية نوفمبر المقبل.
وتحدّث الكويتي عن المبادرات الإماراتية لتعزيز الاستدامة، ومنها استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، ومشروع مدينة مصدر، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومبادرة الطاقة المتجددة.
وسلط الضوء على مفهوم وأهداف وتحديات الاستدامة المناخية، مشيراً إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، مثل تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية ونقص الموارد، والتي تحتاج إلى نهج شمولي يعمل على إدارة الموارد الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة مستدامة على المدى الطويل، من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.
وشدد على أهمية تعزيز الاستدامة المناخية، من خلال تعزيز الصحة العامة والحد من التلوث وتقليل انتشار الأمراض، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن يتمتّع الجميع بفرص الوصول إلى الموارد الطبيعية، وخلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص استثمارية جديدة وتحسين الكفاءة، وحماية كوكبنا من الآثار المدمرة لتغيّر المناخ، مثل ارتفاع سطح البحر وتغيّر أنماط الطقس.
وذكر أن التحديات التي تواجه الاستدامة منحصرة في التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مشيراً إلى أن مواجهة التحدي الاقتصادي، تتطلّب التحوّل إلى اقتصاد مستدام واستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والنقل المستدام والبنية التحتية الخضراء، وقد تعاني الدول، ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تبعات هذا الأمر، بحيث قد يتسبب تغيّر المناخ في حدوث كوارث طبيعية متكررة، وبالتالي انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر، وصعوبة استثمار الشركات والمؤسسات في المستقبل.
وأوضح أن عدم المساواة في التأثيرات، أي تأثير تغيّر المناخ في الفئات الأكثر فقراً وضعفاً في المجتمع، وانخفاض جودة الحياة، والهجرة الجماعية، والصراعات والنزاعات، كلها نقاط رئيسية تسهم في التحديات الاقتصادية التي تواجه المناخ.
وحذر من التحديات الأمنية الأربعة التي تواجه المناخ، كاستخدام المخرّبين وسائل الإعلام من أجل تضليل الجمهور حول تغيّر المناخ، واعتماد البنية التحتية الخضراء على التكنولوجيا الرقمية، ما يجعلها عرضة للتهديدات السيبرانية، واستخدامهم أيضاً المعلومات المتعلقة بتغيّر المناخ للتلاعب بالرأي العام أو زعزعة استقرار الحكومات، واستخدام المهاجمين السيبرانيين تغيّر المناخ ذريعةً لشن الهجمات على الأنظمة والشبكات المتعلقة بالاستدامة المناخية.
وتطرّق الكويتي إلى قوانين ولوائح الأمن السيبراني، والجهود التي بذلتها دولة الإمارات بتطوير العديد من السياسات لإدارة وحماية الأمن السيبراني للتقنيات الناشئة، مشيراً في الوقت نفسه إلى مبادرة النبض السيبراني، الهادفة إلى تحسين معايير وممارسات الأمن السيبراني في الإمارات، والعمل على حماية البنية التحتية الرقمية، وخلق بيئة سيبرانية آمنة وصلبة تمكّن الأفراد والمؤسسات من الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة، وتعمل على تعزيز الأمن الرقمي في الدولة.
وعن استراتيجية تعزيز الأمن المناخي سيبرانياً، ذكر الدكتور الكويتي، أهمية امتثال الأجهزة المستخدمة في القطاع الصناعي بالضوابط والسياسات وتأمينها، وضمان حماية الاتصال بين الروبوتات والآلات من الهجمات السيبرانية، والتحقق من صحة وضوابط حماية النُظم الإلكترونية للسيارات وشبكات الاتصال، والتحقق من صحة وضوابط حماية نُظم الطاقة المتجددة وبُنيتها، وتوفير سلسلة إمداد آمنة لتحديد وإدارة المخاطر الأمنية للبنية التحتية، وتفعيل نُظم تتبع ورصد انبعاثات الكربون.
واختتمت الجلسة بتسليط الضوء على أهمية تضافر الجهود وحشد الإمكانات من أجل دعم الحلول السيبرانية، والتي تسهم في توفير عالم أفضل للأجيال المقبلة، وتقديم الحلول المرنة وتسريع وتيرة التقدم لاستدامة العمل المناخي، ومكافحة التغيرات المناخية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مجلس الأمن السيبراني الإمارات الاستدامة المناخیة الأمن السیبرانی تغی ر المناخ

إقرأ أيضاً:

الأول في المملكة.. مستشفى قوى الأمن بالدمام يحصد الآيزو في إدارة الطاقة

حقق برنامج مستشفى قوى الأمن بالدمام إنجازًا رائدًا بحصوله على شهادة اعتماد الآيزو العالمية ”ISO 50001“ في نظام إدارة الطاقة، ليصبح بذلك أول مستشفى حكومي في المملكة يحصل على هذا الاعتراف الدولي.
ويأتي هذا التتويج نظير التزام المستشفى الراسخ بتحقيق أعلى مستويات كفاءة استهلاك الطاقة وتطبيق معايير الاستدامة البيئية في كافة عملياته.جهود متواصلة لتحقيق الإنجازويُعد هذا الإنجاز ثمرة للجهود المتكاملة والتعاون الوثيق بين الإدارات المعنية داخل المستشفى، وبدعم استراتيجي من الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية.
أخبار متعلقة طقس الثلاثاء.. رياح نشطة على أجزاء من المنطقة الشرقيةحتى 2 صباحًا.. أتربة مثارة على أجزاء من المنطقة الشرقيةوحرصت الإدارة العامة على تعزيز كفاءة الأداء التشغيلي في المنشآت الصحية التابعة لقوى الأمن في جميع أنحاء المملكة، والسعي الدؤوب نحو تحقيق أعلى معايير الاستدامة البيئية.مبادرة "حفظ الطاقة"وكان مستشفى قوى الأمن بالدمام قد أطلق في وقت سابق مبادرة طموحة تحت عنوان ”حفظ الطاقة“.
وهدفت هذه المبادرة إلى تطبيق أفضل الممارسات العالمية المتبعة في مجال تحسين الأداء التشغيلي المتعلق بالطاقة.
وشملت المبادرة آليات عمل دقيقة من ضمنها المراقبة الدورية لاستهلاك الطاقة، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لتعزيز الكفاءة، والحد من الهدر وتقليل الأثر البيئي، بالإضافة إلى العمل على إيجاد بيئة مستدامة وصحية، ورفع كفاءة العمل، والارتقاء المستمر بجودة الخدمات المقدمة للمرضى والمراجعين.
وتُعتبر شهادة اعتماد الآيزو ”ISO 50001“ معيارًا عالميًا معتمدًا وموثوقًا يساعد المؤسسات على تطوير سياسات وأنظمة فعالة لإدارة الطاقة. ويسهم تطبيق هذا المعيار بشكل مباشر في تعزيز ممارسات الاستدامة، وتقليل الآثار البيئية الناجمة عن استهلاك الطاقة، وتحسين الأداء العام للمنشآت.

مقالات مشابهة

  • البيئة: القيادة أولت قضايا الاستدامة أهمية قصوى بالعديد من المبادرات
  • الأول في المملكة.. مستشفى قوى الأمن بالدمام يحصد الآيزو في إدارة الطاقة
  • بتمويل إيطالي.. مشروع تجريبي بأسيوط لمواجهة التغيرات المناخية عبر وحدات بايوجاز
  • لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تناقش عدداً من المبادرات العربية في الأمن السيبراني
  • ما نماذج المناخ وهل يمكن الثقة في معادلاتها؟
  • وزيرة البيئة: إطلاق حوار داعم عن العدالة المناخية وربطها بالمياه والغذاء
  • وزيرة البيئة: محادثات القاهرة للمناخ نموذج للشراكة بين مصر وألمانيا
  • العراق يطلق مشروع تعزيز المرونة المناخية لسبل العيش الزراعية
  • نائب رئيس الوزراء: الأمن السيبراني ركيزة أساسية لمستقبل مصر الرقمي الآمن
  • رئيس المجلس السيبراني بدولة الإمارات في كلمته خلال CAISEC’25: الهجمات السيبرانية لا تفرق بين دولة وجهة وشخص