عجز أمني وارتباك إسرائيلي في التعامل مع ملف أسراه لدى المقاومة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تكشف سلوكيات أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي عن عجزه وفشله الأمني والعسكري الكبير في معرفة أمكان أسر ضباطه و جنوده الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية خلال عملية "طوفان الأقصى".
ومرة بعد أخرى يحاول الاحتلال أن يبتكر أساليب وطرق جديدة في محاولة لمعرفة طرف خيط يوصلهم بأي من جنوده الذين تحتفظ بهم "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" وبعض فصائل المقاومة الأخرى، والذين وصل عددهم لأكثر من 200، في "أماكن آمنة"
عجز أمني
وتتواصل محاولات الاحتلال خداع المواطنين الفلسطينيين، حيث يقوم في العديد من الأوقات بإسقاط مناشير من الجو، تطالب المواطنين بإخلاء منازلهم ومناطق سكنهم وأيضا "التعاون" معه، وهو ما يقابل بالسخرية والتحدي من قبل المواطنين.
ومن بين محاولات الاحتلال، إسقاط طائرات إسرائيلية لمنشورات اطلعت "عربي21" عليها حيث يحاول جاهدا أن يخاطب سكان القطاع حول "أهمية مستقبلهم"، ما يتطلب منهم بحسب ادعائه، أن يقوم البعض بالإبلاغ عن أماكن جنوده الأسرى الذين تمكنت المقاومة من أسرهم في معركة "طوفان الأقصى"، وهو الأمر الذي يشي بعجزه عن معرفة أماكن تواجدهم.
ويستقبل العزيون هذه "اللعبة الإسرائيلية " التي باتت مكشوفه بحالة من السخرية فيما تجد الأهالي مع من يستقبلونهم من النازحين مع كل رشقة صاروخية للمقاومة يطلقون صيحات التكبير والتهليل فرحا وثقة بأداء المقاومة التي تعمل بكل جهدها المحلي لصد العدوان ووقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وفي تعليقه على محاولات الاحتلال معرفة أماكن ضباطه الأسرى في غزة، أوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ، أن "الاحتلال يدرك جيدا أهمية الحرب النفسية المرافقة لكل حرب عسكرية، وهي جزء أساس منها لطالما استخدمتها الدول الاستعمارية ضد الشعوب".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يهدف من خلال هذه المناسبة إلى أمرين أساسين: الأول التأثير النفسي على مجموع المواطنين العزل، في رسالة تقول أنه هو الأقوى وهو مصمم على الاستمرار في الحرب وأن خلاصكم مرهون بتعاونكم مع المحتل؛ وهكذا يحول حيوات مجموع المواطنين إلى رهائن، أما التعاون أو الموت".
وذكر صباغ، أن "الأمر الثاني يتمثل في طموحه للوصول إلى بعض المهزومين، علهم يتعاونون معه ويستجيبون لهذه المناشير فيدلون قوات الاحتلال على بعض فتحات الانفاق أو بعض المعلومات العسكرية فيقصفها بالصواريخ، ويحصل على إنجاز، لكن الواقع يشهد، أن المواطن الفلسطيني وأن كان تحت القصف الوحشي، يرفض القيام بذلك، وهذا أكثر ما يقلق المحتلين، وأيضا أكثر ما يثير اعجاب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني خلق من طينة أخرى فعلا"، وفق قوله.
ارتباك إسرائيلي
من جانبه، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، مأمون أبو عامر، أن "سلوك الاحتلال يؤكد أنه يعاني من حالة من الارتباك، علما أنه لا أحد يثق برسائل الاطمئنان الإسرائيلية، وهذا ما تؤكده الكثير من الوقائع والتي منها، أنه طلب من المواطنين الذهاب إلى جنوب القطاع، وقام هناك بقتلهم، كما أن العملاء الذين هربوا إلى إسرائيل يواجهون حياة قاسية".
ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "الوعي والانتماء الوطني والديني ارتفع بعد "طوفان الأقصى" والعدوان القاسي الذي يشنه الاحتلال ضد أهل غزة، لذا من المتوقع أن تكون ردات الفعل تجاه مطالب الاحتلال سلبية، وهذا يؤكد فشل الاحتلال الجلي في هذا الاتجاه ولا يمكنه أن يعول على منشوراته وتهديداته، وما فصل الاتصالات والإنترنت عن القطاع، إلا مؤشر على أنه وصل إلى حالة من الصفرية في الاستجابة لمطالبه".
ولفت أبو عامر، إلى أن "الاحتلال حصل على صفر كبير نتيجة هذا النهج الفاشل لمعرفة أمكان تواجد جنوده الأسرى"، مؤكدا أن "لدى الاحتلال فشل أمني واستخباراتي ذريع منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، حيث جلب الأسرى الإسرائيليين إلى غزة من فوق الأرض".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 8525 شهيدا؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، والجرحى لأكثر من 21543 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وارتكاب أكثر من 926 مجزرة بحق العائلات.
وخلال الأيام والليالي الماضية من زمن الحرب على غزة، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس فشل اسرى حماس فشل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
نقاشات وحوارات عن الحروب المستمرة: خلل أمني كبير لكن المعركة لم تنته
في إطار تقييم الحروب الأخيرة والمستمرة بين قوى المقاومة والعدو الصهيوني، سواء في فلسطين ولبنان واليمن وإيران، وخصوصا الحرب الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، وبانتظار وضوح صورة الأوضاع في لبنان وفلسطين، عُقدت في العاصمة اللبنانية (بيروت) سلسلة لقاءات حوارية جمعت شخصيات فكرية وسياسية وأمنية ودبلوماسية وإعلامية بعيدا عن الأضواء، وذلك بهدف تقييم تلك الحروب بين الإيجابيات والسلبيات، وتحديد الثغرات التي برزت في هذه الحروب وفي سلسلة المعارك المستمرة منذ طوفان الأقصى إلى اليوم ومرورا بالحرب المستمرة على لبنان.
وهنا حصيلة أولية لهذه النقاشات والتي شارك فيها مسؤولون أمنيون وسياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون، بعضهم كانت لهم أدوار مهمة خلال السنوات الأخيرة في لبنان والمنطقة:
المطلوب إعادة مراجعة المشروع السياسي لقوى المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين من أجل إعادة بناء جبهة وطنية شاملة قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي؛ لأنه لا يمكن لقوة وحيدة أن تواجه هذا المشروع، وهذا يتطلب مراجعة الخطاب السياسي والعلاقات مع مختلف الأطراف السياسية وعلى صعيد القوى الإقليمية والدولية
أولا: ما جرى هو حرب وجود بين مشروعين كبيرين، المشروع الأول ذو البعد الفلسطيني والعربي والإسلامي والثاني المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا، وكلا المشروعين يستندان على خلفيات دينية وأيديولوجية وفكرية عميقة، ولذا لا يمكن أن تنتهي هذه الحروب بتسويات جزئية أو وقف لإطلاق النار، والمطلوب إما حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس قيام دولة واحدة يعيش فيها الجميع من عرب ويهود ومسلمين ومسيحيين، أو الاستمرار في الحروب والمعارك طيلة السنوات المقبلة حتى يحسم أحد الطرفين هذه المعركة.
ثانيا: الخلل الكبير الذي أصاب محور المقاومة وخصوصا في لبنان وإيران هو الخلل الأمني، سواء كان خللا بشريا أو تقنيا أو تكنولوجيا، وهذا يعود لتضخم الجسم العسكري والاهتمام ببناء القدرات العسكرية دون الاهتمام الكبير بالجانب الأمني. وهناك نقاط مشتركة بين ما جرى في لبنان وما جرى في إيران، إضافة إلى تداخل الأدوار بين الذين يتولون المهام الأمنية والمهام السياسية واللوجيستية، وهذا يتطلب مراجعة شاملة للأداء الأمني والسياسي واللوجيتسي من أجل تجنب الأخطاء وإعادة بناء المنظومات الأمنية بطريقة جديدة تراعي التطور التكنولوجي وتأخذ بالاعتبار الثغرات التي برزت، إضافة إلى دخول العامل التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في الحروب وتقدم العدو الصهيوني على قوى المقاومة في هذا الجانب.
ثالثا: رغم الضربات القاسية التي تلقاها محور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن وإيران فإنه لا يزال يمتلك القدرات والإمكانيات الكبيرة، والدليل استمرار القتال في غزة وتوجيه ضربات قاسية للجيش الإسرائيلي وخصوصا في الأسابيع الأخيرة، وفشل القضاء على نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، واستمرار قوة حزب الله في لبنان، واستمرار إطلاق الصواريخ من اليمن على الكيان الصهيوني رغم ما يتعرض له اليمن من اعتداءات إسرائيلية وما تعرض له من عدوان أمريكي، ولذلك ليس صحيحا أن المشروع الإسرائيلي- الأمريكي حسم المعركة لصالحه رغم ما حققه من إنجازات تكتيكية. وقد نشهد في المرحلة المقبلة أشكالا جديدة من المعارك وخصوصا عبر استهداف الداخل الإيراني، إضافة لمواصلة الضغوط على حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان والسعي لإسقاط حكم أنصار الله في اليمن.
رابعا: المطلوب إعادة مراجعة المشروع السياسي لقوى المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين من أجل إعادة بناء جبهة وطنية شاملة قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي؛ لأنه لا يمكن لقوة وحيدة أن تواجه هذا المشروع، وهذا يتطلب مراجعة الخطاب السياسي والعلاقات مع مختلف الأطراف السياسية وعلى صعيد القوى الإقليمية والدولية.
المعركة لم تنته رغم كل اتفاقيات وقف إطلاق النار على كافة الجبهات، والمطلوب الاستعداد لمعارك جديدة في المرحلة المقبلة، وقد تأخذ أبعادا أمنية وسياسية واقتصادية وفكرية وإعلامية
خامسا: كشفت المعركة ضد إيران عن خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة كلها وأنه لا يشكل خطرا على فئة محددة أو دولة معينة، بل إنه قد يطال دولا عربية وإسلامية كبرى وخصوصا مصر وتركيا وباكستان، وحتى إن دول الخليج العربي لن تكون بعيدة عن المخاطر لو نجحت الحرب على إيران، إضافة للتداعيات الدولية لهذه الحرب، ولذا لا بد من إعادة ترتيب العلاقات بين كل هذه الدول لمواجهة المخاطر المستقبلية في ظل وجود تيار صهيوني حاكم يريد تغيير المنطقة والعالم.
وهناك دعوات من عدة جهات عربية وإسلامية لإطلاق مبادرات جديدة لجمع القوى العربية والإسلامية في جبهة موحدة، مع السعي للتواصل مع الجهات والمؤسسات الدولية الداعمة للحقوق العربية والفلسطينية والرافضة للمشروع الصهيوني.
سادسا: بعكس ما يروّج له البعض من أن الكيان الصهيوني حقق نتائج استراتيجية في هذه الحروب وأنهى المخاطر التي يواجهها، فإن التطورات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى إلى الحرب على إيران كشفت عن ثغرات استراتيجية وأمنية وعسكرية لدى الصهاينة، ولولا الدعم الأمريكي لما صمد الكيان الصهيوني في وجه الضربات التي تعرض لها. وهذا يتطلب تقييما شاملا لهذه المعارك من أجل بناء رؤية استراتيجية للصراع في المرحلة المقبلة.
هذه بعض الخلاصات التي تم التوصل إليها من خلال لقاءات ونقاشات حوارية في بيروت، وهذا يتطلب أيضا توسعة النقاش على الصعيد العربي والإسلامي والدولي من أجل تقييم كامل لما جرى حتى الآن من حروب ومعارك، ووضع استراتيجيات جديدة للمواجهة. فالمعركة لم تنته رغم كل اتفاقيات وقف إطلاق النار على كافة الجبهات، والمطلوب الاستعداد لمعارك جديدة في المرحلة المقبلة، وقد تأخذ أبعادا أمنية وسياسية واقتصادية وفكرية وإعلامية.
ولا نهاية لهذا الصراع طالما أن هناك كيانا صهيونيا عنصريا ينفذ سياسات الإجرام والقتل والعدوان؛ بدعم أمريكي وغربي وصمت عربي ودولي.
x.com/kassirkassem