صحف عالمية: التوتر بالضفة مقدمة لحملة أوسع ونتنياهو سعى بقوة للضغط على مصر
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
استأثرت التطورات في الضفة الغربية وقضيتي المحتجزين والتهجير ومواضيع أخرى على اهتمامات بعض الصحف العالمية، في سياق تناولها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 8500 فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء.
فقد تطرق مقال في واشنطن بوست إلى "أزمة آخذة في البروز بالضفة الغربية"، وحذر إيشان ثارو في مقاله من أن تكون المرحلة الحالية من التوتر مقدمة لحملة أوسع من العنف وطرد الفلسطينيين من أراضيهم بالضفة الغربية، لافتا إلى ارتفاع مقلق في عدد الشهداء بين الفلسطينيين على يد المستوطنين.
وركز تقرير نشرته "فايننشال تايمز" على موضوع التهجير، وكشف أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سعى بقوة لإقناع القادة الغربيين بالضغط على مصر للقَبول باستضافة لاجئين من قطاع غزة، ويضيف التقرير أن بعض الدول بحثت الفكرة، في حين رفضتها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بداعي أنها غير واقعية ومصر ترفضها من أساسها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي اعتقاده أن الضغط الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة قد يؤدي إلى تغيير في الموقف ويؤثر على مصر.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فتطرقت إلى أزمة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية. وجاء في مقال لها أن هذه الأزمة تشكّل معضلة كبيرة لإسرائيل في مسعاها لتحقيق أهدافها في غزة، وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "تدرك جيدا الكابوس الذي تعيشه إسرائيل، وهذا يبرر ضغوطها المستمرة على حكومة نتنياهو لحملها على تقديم تنازلات".
وجاء في المقال نقلا عن مسؤولين أميركيين أن "القنوات الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل لإسرائيل بدلا من عملية قوات خاصة (كوماندوز) شديدة التعقيد والخطوة".
وسلط مقال في صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على موقف حزب الله اللبناني بعد الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ورأى كاتب المقال أن نطاقها يتسع نحو الاتجاه الذي سيختاره حزب الله، وينقل عن باحثة قولها إن الموقف حساس للغاية.
مسؤولية واشنطنمن جهتها، تطرقت "فورين بوليسي" إلى نظام المراقبة الإسرائيلي، وأوردت في مقال أن "هذا النظام الدقيق لم يجلب للإسرائيليين السلام لأن قادة البلاد قرروا استخدام التكنولوجيا المتفوقة لإبعادهم عن الصراع عوض معالجة مسبباته الحقيقية"، مبرزا أن منفذي هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "اعتمدوا على وسائل اتصال بسيطة لا يراقبها الإسرائيليون أصلا، وتدربوا في وضح النهار على تفجير السياج الفاصل، لكن الجيش افترض ببساطة أن الحدود غير قابلة للاختراق".
أما صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، فحمّلت في تقرير لها الولايات المتحدة مسؤولية تجدد الصراع في الشرق الأوسط بسبب تجاهلها القضية الفلسطينية، وأشار التقرير إلى أن الإدارات الأميركية "ركزت في المقابل على فتح قنوات دبلوماسية جديدة كما لو أن ذلك سيغير الواقع على الأرض بما في ذلك سياسات إسرائيل في مصادرة أراضي الفلسطينيين واستمرار الاحتلال".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صناع السلام في شرم الشيخ ونتنياهو يختار عزلة إسرائيل .. تقرير
في مشهد يلخص موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا لإقناع القاهرة بالسماح لبنيامين نتنياهو بالمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، في محاولة لإنقاذ صورة إسرائيل الدبلوماسية بعد شهور من الحرب المدمرة على غزة.
وأجرى ترامب اتصالًا مباشرًا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تل أبيب أمس طالبًا منه السماح بحضور نتنياهو، وهو ما وافقت عليه القاهرة في النهاية بدافع احترام العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن لكن المفارقة أن نتنياهو نفسه هو من تراجع عن الحضور في اللحظة الأخيرة بذريعة الأعياد الدينية اليهودية.
تناقضات داخل إسرائيلهذا الغياب لم يكن مجرد قرار شخصي، بل انعكاسًا لتناقضات داخلية عميقة داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم. فنتنياهو، المحاصر من شركائه في اليمين المتطرف الذين يرفضون أي حديث عن "سلام" أو "حل الدولتين"، وجد نفسه أمام معادلة مستحيلة: إما إرضاء واشنطن والعالم، أو الحفاظ على بقاء حكومته المتشددة.
نتنياهو يختار العزلةوفي لحظةٍ إقليمية مشحونة بالتوتر، بدت صورة الشرق الأوسط في قمة شرم الشيخ للسلام أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: الجميع حاضر باستثناء نتنياهو.
الغياب لم يكن مجرد حدث عابر، بل رسالة سياسية صريحة تعكس تراجع مكانة إسرائيل الدبلوماسية وتزايد عزلتها في المنطقة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن القاهرة تجنبت في البداية دعوة نتنياهو إلى القمة التي شارك فيها قادة عرب وأجانب، لأن "استقبال نتنياهو في شرم الشيخ كان سيكون خطوة محرجة دبلوماسيًا على أقل تقدير"، في ظل تصاعد الغضب الشعبي في مصر والعالم العربي تجاه إسرائيل بعد حربها الدموية على غزة.
حسابات خاصة لنتنياهووأوضحت الصحيفة العبرية أن العداء الشعبي تجاه إسرائيل بلغ ذروته، لكن المسألة لا تتعلق فقط بالحسابات الشعبية. فبحسب يديعوت أحرونوت، فإن الإطار الكامل لإنهاء الحرب وصفقة الأسرى صيغ أساسًا بواسطة إدارة ترامب، لا بواسطة نتنياهو، ما جعل حضوره بلا جدوى سياسية تذكر.
فالاجتماع بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ركز على إحياء حل الدولتين ووضع تصور لإعادة إعمار غزة عبر دعم عربي ودولي واسع، وهي ملفات يرفض نتنياهو الاقتراب منها، خشية أن تحرجه أمام ائتلافه اليميني المتطرف في الداخل.
حكومة نتنياهو عاجزةوفي الوقت الذي يزعم فيه ترامب بأنه "صانع السلام"، تظهر حكومة نتنياهو عاجزة ومربكة، تخسر حلفاءها واحدًا تلو الآخر. حتى داخل إسرائيل، تتعالى الأصوات التي ترى في غيابه عن القمة دليلًا على تآكل نفوذه الدولي، وتدهور صورته كزعيم قادر على تأمين مكان لإسرائيل في خريطة التحالفات الإقليمية الجديدة.