أفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن وكالات الاستخبارات الأميركية توقفت عن التجسس على حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لتركز جهودها على تنظيم القاعدة، ثم داعش لاحقا، تاركة هذه المسؤولية على عاتق إسرائيل، معتقدة أن أجهزتها الأمنية قوية بما يكفي لرصد أي تهديد. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، أن واشنطن اتخذت هذا المنحى، على اعتبار أن حماس لم تهدد الولايات المتحدة، بشكل مباشر، مطلقا.

 

لكن بعد مقتل أكثر من 30 أميركيا واحتجاز  آخرين كرهائن خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، وما تبع ذلك من مخاوف من اتساع دائرة الصراع مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، وإرسال معدات عسكرية أميركية بمليارات الدولارات إلى الشرق الأوسط، فإن عددا من المسؤولين يعتبرون أن الولايات المتحدة أخطأت في تقديراتها بشأن ما يهدد الأمن القومي الأميركي. 

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن وكالات الاستخبارات الأميركية، كان لديها عدد قليل من المحللين يتتبعون ما يحدث في قطاع غزة قبل الهجمات، لكنهم اعتمدوا على إسرائيل لاختراق حماس بمصادر بشرية، ومراقبة الحركة بتقنيات متقدمة، بحسب الصحيفة. 

وقال ضابط العمليات المتقاعد في وكالة المخابرات المركزية، مارك بوليميروبولوس، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مكافحة الإرهاب: "يبدو الآن أن التنازل عن هذا الأمر للإسرائيليين كان له عواقب"، معتقدا أن الولايات المتحدة يجب أن تنال بعض اللوم فيما يتعلق بـ"الفشل الاستخباراتي". 

وبحسب السلطات الإسرائيلية، فقد قتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم مدنيون، خلال اليوم الأول من هجوم حماس "المباغت". 

وتحتجز حماس 240 رهينة من إسرائيليين ومزدوجي الجنسية وأجانب، أفرجت الحركة عن أربع نساء منهم، وتم تحرير جندية خلال عملية برية، بحسب السلطات الإسرائيلية. 

وردّت الدولة العبرية بقصف مكثف على القطاع منذ ذلك الحين أوقع حتى الآن 8796 قتيلا، من بينهم 3648 طفلا، و2290 امرأة منذ بدء الحرب، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. 

وفي تغريدة على منصة أكس، الأحد الماضي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، باللوم على  الأجهزة الأمنية والعسكرية واتهمها بالتقصير فيما يتعلق بهجوم حماس يوم 7 أكتوبر، قبل أن يحذف تغريدته بعد ساعات، مقدما اعتذاره بعد أن تعرض لانتقادات واسعة.

وقال أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو إن البلاد بحاجة إلى التركيز أولا على هزيمة حماس، قبل تحليل الخطأ الذي حدث ومن يقع عليه اللوم.

وفي خطاباته العامة في أوائل عام 2023، حذر مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، من زيادة التوترات والعنف المحتمل بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يعكس تحليلات استخباراتية في ذلك الوقت.

لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، كتب في مقال بصحيفة "فورين أفيرز"، قبل هجوم حماس مباشرة أنه "بالرغم من أن الشرق الأوسط يظل بمواجهة تحديات دائمة، فإنه أهدأ مما كان قبل عقود"، مشيرا إلى أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشهد توترات في الضفة الغربية، في حين أننا خفضنا تصعيد الأزمة في غزة واستعدنا الدبلوماسية المباشرة بين الطرفين بعد سنوات من غيابها"، وذلك قبل أن يتم تحديث مقاله لاحقا على الموقع الإلكتروني للصحيفة.

وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أنه لم يتم ذكر حماس، أو غزة، في التقييم السنوي الذي تجريه المخابرات، الذي يسلط الضوء على أهم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، وقد صدر في فبراير. كما لم تثر أي مناقشات بهذا الشأن من قبل لجان الاستخبارات في الكونغرس، في جلسات الاستماع العامة.

وتبلغ الميزانية الإجمالية لوكالات الاستخبارات الأميركية حوالي 90 مليار دولار سنويا، وتفاصيل إنفاقها سرية، لكن تحديد أولوياتها يكون من خلال عملية رسمية معقدة. 

ويقول المسؤولون إنه تم التركيز على الصين خلال السنوات الأخيرة، وتقليل التركيز على الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنه يتم الاعتماد على بعض الشركاء لأنه من الصعب أن تكون هناك موارد لاستغلالها في جميع أنحاء العالم. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن اعتقال شخصين بتهمة التجسس لصالح إيران واستهداف وزير الدفاع

أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء، عن اعتقال شابين إسرائيليين، روعي ميزراحي وألموغ أتياس، وكلاهما يبلغ من العمر 24 عامًا ومن سكان بلدة نيشر قرب حيفا، بتهمة تنفيذ مهام استخباراتية لصالح إيران.

الشاباك: القبض على شاب يبلغ 18 عامًا بتهمة التجسس لصالح إيرانصدمة بلبنان.. اعتقال منشد ديني بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ضد حزب اللهالشرطة البريطانية تتهم ثلاثة إيرانيين بالتورط في عمليات تجسسلبنان.. سقوط منطاد تجسس إسرائيلي في النهر الواقع بين بلدتي زفتا وآركي

ووفق التحقيقات، أقام ميزراحي اتصالًا مع جهات إيرانية وتلقى منها تعليمات لتنفيذ سلسلة من المهام الأمنية، بعضها بمساعدة أتياس.

 شملت المهام جمع معلومات استخباراتية عن مواقع في إسرائيل، من بينها بلدة "كفار أحيم" التي يقيم فيها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إضافة إلى تنفيذ أنشطة ميدانية مثل شراء هاتف محمول جديد وتثبيت تطبيق تواصل مشفر للتنسيق مع الإيرانيين.

كما طُلب من ميزراحي نقل حقيبة مدفونة يُعتقد أنها احتوت على عبوة ناسفة، وهو ما نفذه بالفعل، بحسب البيان. وأكدت السلطات أن الشابين كانا مدركين لخطر أفعالهما على أمن الدولة، وأن الدافع الأساسي وراء تعاونهما مع إيران كان المال.

وأشار البيان إلى أن النيابة تستعد لتقديم لائحة اتهام "خطيرة" ضد المعتقلين خلال الأيام المقبلة.

 وتُعد هذه القضية هي العشرين من نوعها التي يُعلن فيها الشاباك عن توقيف إسرائيليين بتهمة التعاون مع إيران منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي تعليقه على الحادثة، وصف وزير الدفاع يسرائيل كاتس إحباط العملية بـ"الإنجاز الأمني الكبير"، معتبرًا أن إيران تواصل محاولاتها لاستهداف قادة ومواطني إسرائيل من خلال "أذرع الإرهاب" التابعة لها، سواء كانت مباشرة أو عبر منظمات حليفة.

طباعة شارك شرطة الاحتلال الإسرائيلية اعتقال شابين إسرائيليين إيران جمع معلومات استخباراتية وزير الدفاع الإسرائيلي جواسيس إيرانيين

مقالات مشابهة

  • ماذا يعرف العرب عن مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • إسرائيل تعلن اعتقال شخصين بتهمة التجسس لصالح إيران واستهداف وزير الدفاع
  • ما هو "مشروع إيستر" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • هكذا يخطط داعمو إسرائيل لسحق الحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة
  • إيران: المحادثات النووية ستفشل إذا ضغطت أمريكا واستدعاء ممثل بريطاني الدبلوماسي
  • إسرائيل تعلن السماح بدخول كمية أساسية من المساعدات الغذائية إلى غزة.. ومكتب نتنياهو يصدر بيانا
  • أكسيوس: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس لقبولهما مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار
  • القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة