صدى البلد:
2025-12-13@09:01:06 GMT

حكم تناول اللحوم المعمليَّة والمصنعة

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

حكم الشرع في تناول اللحوم المخبريَّة الحيوانيَّة التي تُعرف أيضًا باللحوم المعمليَّة، وباللحوم البديلة، أو النظيفة، أو المصنعة، أو المُستزرعة، أو المُستنبتة في المختبرات؟

قالت دار الإفتاء إن الشرع الشريف أباح أن يتناول كلِّ طيبٍ، وحرَّم تناول كلِّ مُسْتَقْذَرٍ تجد النفس ضررًا فيه؛ قال تعالى: ﴿يَسۡأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُ﴾ [المائدة: 4]، وقال تعالى: ﴿قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمًا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٍ﴾ [الأنعام: 145].

دار الإفتاء للاحتلال الغادر الأثيم: التاريخ ينذركم بعواقب وخيمة الاستغفار يفتح لك أبواب الرزق.. الإفتاء توضح أفضل طريقة للمواظبة عليه

ففي الآية إجمالٌ للمحرمات، وَرَدَ تفصيلها في قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌ﴾ [المائدة: 3].

ويلحق بهذه المحرمات العشرة سباعُ البهائمِ والطيرِ، وكذا البغال والحمر الأهليَّة، وما قُطِعَ من الحي.

وأضافت الدار : اللحم: يتناول كلَّ ما يطلق عليه اسم لحم، وإن كان من أجناس مختلفة. ينظر: "المحيط البرهاني" للعلَّامة ابن مازه (4/ 282، ط. دار الكتب العلميَّة).

الحيوان الذي يؤكل لحمه على ثلاثة أنواع: الأول: لحم ذوات الأربع من الأنعام؛ كالإبل، والبقر ومنه الجاموس، والغنم، ويشمل الضأن والمعز، ويلحق بها بقر الوحش وإبل الوحش والظباء؛ قال تعالى: ﴿أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ﴾ [المائدة: 1].

والثاني: لحم ذوات الريش من الطيور، قال تعالى: ﴿وَلَحۡمِ طَيۡرٍ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ﴾ [الواقعة: 21].

والنوع الثالث: هو لحم حيوان الماء من الأسماك وغيرها؛ قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُواْ مِنۡهُ لَحۡمًا طَرِيًّا﴾ [النحل: 14].

وأكدت أن الذكاة الشرعيَّة شرط لحِلِّ تناول النوع الأول والثاني، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ﴾ [المائدة: 3]. والذكاة تحصل للحيوان المقدور عليه بالذبح أو النحر، أمَّا غير المقدور عليه فتذكيته بعَقره عن طريق الجرح أو الصيد أو إغراء الحيوان أو الطير المُعَلَّمَين به.

بسؤال المتخصصين في متطلبات ومعايير سلامة وجودة الغذاء عن اللحم الحيواني المخبري أفادوا أنَّه نوع من أنواع الأغذيَة المعدلة وراثيًّا، يتم إنتاجه في المختبر بواسطة خليَّة حيَّة، تُؤخذ من حيوان حي، وتوضع في طبق معملي صغير، وتُغذَّى بمصل (Bovine Serum) يحتوي على بروتينات وجلوكوز وأحماض أمينية وفيتامينات ومعادن مُغَذِّيَة لهذه الخليَّة حتى تنمو وتزداد، وهذا المصل يُؤخذ من دمِ جنين البقر، ثمَّ يوضع ما في هذا الطبق من خلايا بعد نموها في مفاعل حيوي يحتوي على مصل (سيروم Serum) يتكون من  دماء وبروتينات مغذيَّة إلى أن يتحول إلى خلايا عضليَّة ناضجة تصير فيما بعد لحمًا يشبه "لحم البرجر"، ومذاقه يشبه اللحوم العاديَّة، ويلاحظ -وفقًا للمعلومات المتداولة عن هذا النوع حتى الآن- أنَّ هذه الدماء والبروتينات مشتقة من أبقار لم تذبح ذبحًا شرعيًّا.

وبالنظر إلى طريقة صنع هذا النوع من اللحوم نجد أنَّ الحكم بمشروعيَّة تناولها مُقَيَّدٌ بعدة شروط وضوابط لا بد من توفرها ومراعاتها، وهي كما يلي:

أولًا: أن يكون الجزء المقطوع المستخدم في الاستنبات مأخوذًا من حيوان مأكول ذُبِح على الطريقة الشرعيَّة، وألَّا يُقتطَع جزء من الحيوان وهو حيٌّ؛ لأخذ الخليَّة التي تُستزرَع منه.

فمن المقرر شرعًا أن الجزء المقتطع من الحيوان وهو حيٌّ ميتة؛ لما رواه الإمام أحمد في "المسند"، والترمذي والدارقطني في "السنن" عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة والناس يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإبل، ويقطعون أَلْيَاتِ الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا قُطِعَ مِن الْبَهِيمَةِ وَهِي حَيَّة فَهُو مَيتَةٌ».

وكذا يحكم على الخليَّة التي أُخذت منه بأنَّها ميتةٌ؛ لأنَّ انفصالها عنه بمنزلة انفصالها بعد الموت، وكذا يحكم على ما يُستنبت منها؛ لأنَّها داخلة فيه.

ومن المقرر شرعًا تحريم أكل الميتة؛ لقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ﴾ [المائدة: 3].

وقد نصَّ فقهاء المذاهب على ذلك:

قال العلَّامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 207، ط. دار الفكر): [المنفصل من الحي -أي: مما تَحُلُّه الحياة- كالميتة] اهـ.

وقال الإمام ابن رشد المالكي في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 85، ط. دار الحديث): [اتفقوا على أنَّ اللحم من أجزاء الميتة ميتة] اهـ.

وقال العلامة الخرشي في "شرحه مختصر خليل" (3/ 19، ط. دار الفكر): [القاعدة: أن المنفصل من الحي كميتته، ويؤكل ما عداه اتفاقًا] اهـ.

وقال الإمام الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (1/ 250، ط. دار الفكر): [الجزء المنفصل من الحي كمَيتته، فانفصاله مع الحياة بمنزلة انفصاله بعد الموت] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (9/ 402، ط. مكتبة القاهرة): [وإن قُطِعَ من الحيوان شيء، وفيه حياة مستقرة، فهو ميتة.. ولأن إباحته إنما تكون بالذبح، وليس هذا بذبح] اهـ.

ثانيًا: عدم استخدام المواد النجسة -كالدماء وغيرها- في عملية الاستنبات.

فقد اتفق العلماء على أن الدم حرام نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به؛ قال تعالى: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿أَوۡ دَمًا مَّسۡفُوحًا﴾ [الأنعام: 145].

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 221، ط. دار الكتب المصرية): [قوله تعالى: ﴿وَٱلدَّمُ﴾ اتفق العلماء على أن الدم حرام نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به] اهـ.

ممَّن نقل الإجماع على ذلك أيضًا: الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 230، ط. أوقاف المغرب)، والقاضي ابن العربي في "أحكام القرآن" (1/ 79، ط. دار الكتب العلمية)، والإمام النووي في "المجموع" (2/ 557، ط. دار الفكر)، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/ 352، ط. دار المعرفة).

قال الإمام ابن رشد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 83): [أما أنواع النجاسات، فإن العلماء اتفقوا من أعيانها على أربعة: ميتة الحيوان ذي الدم الذي ليس بمائي، وعلى لحم الخنزير بأيِّ سببٍ اتفق أن تذهب حياته، وعلى الدم نفسه من الحيوان الذي ليس بمائي انفصل من الحي أو الميت إذا كان مسفوحًا أعني: كثيرًا] اهـ.

ثالثًا: ألَّا يؤدي استهلاك وتناول هذه المنتجات إلى ضرر يلحق بصحة الإنسان ونفسه عاجلًا ولَا آجِلًا؛ فمن المقرر شرعًا أنَّ "الضرر لا يزال بالضرر".

جاء في "الفصول في الأصول" للإمام الجصاص (2/ 368، ط. أوقاف الكويت): [متى قصدنا إلى استباحة شيء منها بعينه فإنما طريق استباحته الاجتهاد، وغلبة الظن في ألَّا يُلحقنا به ضررٌ أكثر مما نرجو به من نفعٍ، ألَا ترى أنَّ.. شرب الأدوية وأكل الأطعمة إنما يصح لنا منها استباحة ما لا يلحقنا به ضرر أكثر من النفع الذي نرجوه بها في غالب ظننا] اهـ.

وجاء في "الموافقات" للإمام الشاطبي (2/ 65، ط. دار ابن عفان): [المنافع والمضار عامتها أن تكون إضافية لا حقيقية، ومعنى كونها إضافية أنها منافع أو مضار في حالٍ دون حال، وبالنسبة إلى شخصٍ دون شخص، أو وقتٍ دون وقت، فالأكل والشرب مثلًا منفعة للإنسان ظاهرة، ولكن عند وجود داعية الأكل، وكون المتناول لذيذًا طيبًا، لا كريها ولا مُرًّا، وكونه لا يُولِّد ضررًا عاجلًا ولا آجلًا، وجهة اكتسابه لا يُلحقه به ضررٌ عاجل ولا آجل، ولا يلحق غيره بسببه أيضا ضررٌ عاجل ولا آجل] اهـ.

ويُراعى في ذلك كله استيفاء هذه الأطعمة لمتطلبات واشتراطات السلامة الغذائيَّة في ضوء المعايير والإجراءات التي تقررها الجهات المختصة في هذا الشأن.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإمام ابن من الحیوان قال الإمام دار الفکر قال تعالى اهـ وقال من الحی

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية تسهم في إرساء أسس السلام بالعالم

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بمقر مشيخة الأزهر الشريف، أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية في دورتها السابعة 2026.

وقد ضم وفد الجائزة العالمية المستقلة الزائر كلًّا من: سعيدة ميرزيوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسية في أوزبكستان، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة، وموسى فكي محمد، رئيس مفوضيَّة الاتحاد الإفريقي السابق رئيس وزراء تشاد الأسبق.

وخلال الاجتماع، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن ترحيبه بأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة في رحاب الأزهر الشريف، مؤكِّدًا أنَّ الزيارة الأولى لأعضاء اللجنة إلى مصر تمثِّل امتدادًا لمسيرة الأخوَّة الإنسانية التي انطلقت من القاهرة عام 2017، وتُوِّجت بتوقيع فضيلته مع الراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق، وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية في أبوظبي عام 2019.

وأضاف أنَّ الجائزة تحمل اسم حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيَّب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات، وتعد امتدادًا لمسيرته الخيرة في خدمة الإنسانيَّة ونصرة الضعفاء.

وقال فضيلته: "أنتم تجلسون الآن في بقعة مضى عليها أكثر من ألف عام، وهي تنشر السلام والوسطية والإخاء في مصر وفي جميع أنحاء العالم، كما أنَّ مصر هي مهد السَّماحة والتَّعايش، فهي تقدِّم للعالم نموذجًا لا يتكرر في تحقيق قيم التعايش السلمي والإخاء والسماحة، وحمايتها وتعزيزها عبر إنشاء بيت العائلة المصريَّة، الذي أسهم في تعزيز هذا النموذج وحمايته.

وأضاف أنَّ الأديان جميعها إنَّما جاءت لترسيخ قيم السلام والإخاء والتعايش، وجميعها قيم إنسانيَّة نحن الآن في أمسِّ الحاجة لتعزيزها في مجتمعاتنا، بعد أن اجتاحت عالمنا مؤخرًا الكثير من الحروب والصِّراعات.

وأكَّد شيخ الأزهر ثقتَه فيما يقوم به أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة من جهودٍ مخلصةٍ لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانيَّة، التي من أجلها أُنشئت الجائزة، موضحًا أنَّ التاريخ ينتظر منهم الإسهام في إرساء أسس السلام والإخاء في العالم.

وأكد أنَّ جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة أصبحت اليوم واحدة من المنصَّات العالمية المستقلة التي تُكرِّم الجهود المخلصة في خدمة الإنسانيَّة.

ودعا أعضاء اللجنة إلى تحمُّل مسؤوليتهم التاريخيَّة في اختيار الشخصيات والمبادرات التي تُجسِّد روح الأخوَّة الإنسانيَّة في أسمى صورها، وتقدِّم للعالم، مجددًا نماذج تُلهم الأجيال وتُعمِّق الإيمان بأنَّ السلام والتفاهم ممكنان مهما تعدَّدت التحديات وتنوَّعت الثقافات.

من جانبهم، أكَّد أعضاء لجنة التحكيم التزامهم باختيار المكرَّمين في الدورة السابعة للجائزة ممَّن يواصلون مسيرة المُكرَّمين الفخريين؛ فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، والراحل قداسة البابا فرنسيس، وبما يعكس روح الوثيقة وأهدافها الإنسانية النَّبيلة.

وأكَّد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوَّة الإنسانية، أنَّ زيارة لجنة التحكيم إلى مصر تأتي انطلاقًا من الدور التاريخي لهذا البلد العريق في مسيرة التقدم الحضاري والإنساني، وإسهاماته الكبيرة في دعم قضايا الحوار وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك.

وقال إن اجتماع أعضاء لجنة التحكيم مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، المرجع الإسلامي الأبرز عالميًّا وأحد الشخصيات المؤسسة لمسيرة الأخوَّة الإنسانيَّة، يشكِّل ركيزة محورية ودعمًا جوهريًّا لجهود الجائزة في إبراز النماذج والمبادرات التي تجسد قيم الأخوَّة الإنسانيَّة.

من جانبها قالت سعيدة ميرزيوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسيَّة في أوزبكستان: "سَعِدْنا بلقاء فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطَّيب في رحاب الأزهر الشريف، هذا الصرح الأقدم والأعرق في تاريخ العلم والحوار بين البشر. وقد تناول لقاؤنا آفاق الجهود المشتركة لتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانيَّة، والمساهمة في بناء عالم أكثر أمنًا وكرامةً للإنسان. وقد جدد هذا اللقاء قناعتنا بأهمية تكريم الشخصيات التي نذرت حياتها لترسيخ قيم التَّعايش وخدمة الإنسان أينما كان.

وقال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق: إنَّ "زيارة لجنة التحكيم الدولية إلى مصر، هذا البلد الذي شكَّل عبر العصور ملتقى بارزًا للحضارات وركيزةً من ركائز التاريخ الإنساني، وزيارتنا للأزهر الشريف، بوصفه منارة عالمية للعلم ومعقلًا راسخًا للحكمة والمعرفة، ونقاشنا مع شخصية إسلامية بارزة مثل الإمام الأكبر أحمد الطيب، يذكِّراننا بالغاية الجوهرية التي تنهض عليها جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة. فهذه الجائزة تسعى إلى تعزيز الإنسان وتنمية الحضارة الإنسانية من خلال دعم مسارات التنمية البشرية، وترسيخ ثقافة الحوار البنَّاء، وتأكيد دَوْرِ التَّعليم بوصفه ركيزةً أساسيَّةً لمستقبل أكثر ازدهارًا واتساعًا أمام الأجيال كافة".

وأكَّد موسى فكي محمد، رئيس مفوضيَّة الاتحاد الإفريقي السابق، أنَّ لقاء فضيلة الإمام الأكبر أبرز الدورَ الجوهريَّ الذي تضطلع به القيادة الدينية والأخلاقية في ترسيخ قيم التعايش السلمي، وخصوصًا في مناطق الصراعات. وإننا نتقدَّم في عملية اختيار مكرمي هذا العام بروح واعية ومسؤولية، مسترشدين بأهمية ترسيخ قيم المصالحة، وصون المجتمعات الأكثر هشاشة، وتمكين الأجيال الصاعدة، باعتبار هذه المبادئ دعائم أساسية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانيَّة".

شارك في الزِّيارة مستشارَا لجنة تحكيم جائزة 2026، البارونة باتريشيا سكوتلاند، عضو مجلس اللوردات البريطاني، الأمينة العامة السابقة لمنظمة دول الكومنولث، وأداما ديانغ، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي لمنع الإبادة الجماعية والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة.

يُذكر أنَّ لقاء لجنة تحكيم الجائزة بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يأتي في إطار جدول أعمال زيارتها إلى مصر، التي شملت عددًا من الاجتماعات الحضورية المباشرة لمناقشة الترشيحات الواردة للجائزة في نسختها السابعة 2026، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والزِّيارات الميدانيَّة، من بينها زيارة الجامع الأزهر، والمتحف المصري الكبير، وعدد من المؤسسات الدينية والثقافية الأخرى في القاهرة.

وسُمِّيت جائزة زايد الإخوة الإنسانية، تكريمًا للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، حيث تُكرم الأفراد والجهات الذين يقدمون إسهامات جليلة لنشر وتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانيَّة والتضامن حول العالم.

واحتفت الجائزة بـ16 مُكرَّمًا من 15 دولةً من بينهم شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، والبروفيسور المصري السير مجدي يعقوب، منذ تأسيسها عام 2019، تخليدًا للقاء التاريخي في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، الذي جمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بالراحل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق؛ حيث وقَّعا معًا «وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة» التاريخيَّة.

طباعة شارك شيخ الأزهر أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية 2026 جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية 2026

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاة محمود شلتوت.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر وأحد شيوخ التجديد
  • اعتقاد خاطئ عن آية وأما بنعمة ربك فحدث
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
  • ذخائر العرب.. "دار المعارف" تعيد طباعة ترجمة الإمام أحمد بن حنبل بإخراج جديد
  • حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب
  • ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن تناول اللحوم؟
  • شيخ الأزهر: جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية تسهم في إرساء أسس السلام بالعالم
  • الأسر السودانية تواجه مأساة المفقودين شمال كردفان وسط أزمة إنسانية حادة